آلاف اللبنانيين إلى الشارع ضد الفساد وعجز الأحزاب

نشر في 30-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-08-2015 | 00:01
• عون: لانتخاب رئيس مباشرة من الشعب

• «حزب الله»: عندما ننزل إلى الشارع نعلن ذلك على الملأ
بعد أيام من التعبئة الإعلامية وبعد انفجار ازمة النفايات وعجز الحكومة والطبقة السياسية عن حل هذه الأزمة، توافد الآلاف من اللبنانيين إلى "ساحة الشهداء" وسط بيروت أمس ضد الفساد وللتعبير والاعتراض على كل الاحزاب السياسية التي تشارك في السلطة والتي عجزت عن حل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية بسبب المحسوبيات والمحاصصات والفئوية والطائفية.

وانطلقت التظاهرة عند الساعة الخامسة من أمام وزارة الداخلية في منطقة الصنائع باتجاه ساحة الشهداء حيث مكان الاعتصام. وعند الوصول إلى ساحة الشهداء ردد المعتصمون شعارات منددة بالنظام السياسي اللبناني مطالبين باسقاط الطبقة السياسية ورافعين شعار "كلن يعني كلن".

كما طالب المعتصمون باستقالة وزيري الداخلية نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق وحل فوري لأزمة النفايات ومحاسبة الفاسدين.

واستقبلت الساحة جميع أطياف المجتمع اللبناني، حيث لم تفرق بين الاسماء التي تدلّ على انتماء أصحابها إلى هذا المذهب أو ذاك. وكان لافتا التحضيرات للتظاهرة خصوصاً من الناحية التنظيمية وفي ما يتعلق بالتواصل مع المعتصمين والحفاظ على الأمن.

وأعلن الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" اسعد ذبيان أن 500 متطوع نسقوا مع القوى الامنية والصليب الاحمر والدفاع المدني وواكبوا المسيرة.

وجدد ذبيان المطالبة باستقالة وزيري البيئة والداخلية ومحاسبة من أطلق النار على المتظاهرين من القوى الامنية وحل موضوع النفايات وتحرير أموال البلديات، مؤكدا أن الحملة هي حائط منيع ضد الاستثمار السياسي لتحرك الناس.

وقال لوسيان ابو رجيلي، احد منظمي التجمع: "نحن ضد الطبقة السياسية كلها. ليست تظاهرة حزبية. هي مطلبية لكل شعب لبنان، لكل الاحزاب".

عون وحزب الله

وعلق رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على "تويتر" أمس، قائلاً: "لن تتحرروا من الذين تتظاهرون ضدهم اليوم إلا بانتخابكم الرئيس مباشرةً من الشعب".

اما نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق فقد اكد أن "هناك فئة أدمنت على الاستئثار بالسلطة، وعلى نهج الإقصاء والهيمنة والإمساك بقرار الحكومة، وهي مسؤولة عن تعاظم الفساد والأزمات المعيشية حتى طفح الكيل وانفجر الناس وخرجوا الى الشوارع لأنه لا يوجد لا ماء ولا كهرباء، والنفايات تغزو الشوارع ورائحتها دخلت الى البيوت. نزل الناس الى الشوارع ليعترضوا ويصرخوا ويقولوا كفى فسادا واستهتارا واستفزازا وهي صرخة حق، قالوا مندسون من حزب الله في التحرك، نقول لهم حزب الله عندما يريد أن ينزل الى الشارع يعلن ذلك أمام الملأ ولن يتردد ولن يخشى احدا وهذا حق لم نتنازل عنه لأحد، لكنهم تحت عنوان الفوضى والشغب يريدون أن يمعنوا بالاستئثار بالقرار والإقصاء والصفقات والسمسرات فهذا غاية الانتهازية، الناس تصرخ من وجعها بينما هم يريدون أن يكملوا مسار الانقضاض على المكاسب والمطامع".

الأمن المركزي

إلى ذلك، ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي في الحادية عشرة قبل ظهر أمس في مكتبه في الوزارة. وقرّر المجلس إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي لـ"التنسيق الفعال بين القوى لحفظ امن التظاهرة ومنع الفوضى وضمان سلامة المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة".

وبحسب بيان رسمي: "ناقش المجلس الاوضاع الامنية في ضوء التظاهرات التي تشهدها الساحة اللبنانية وما شابها من أعمال قام بها بعض المندسون تخل بأمن الوطن والمواطن".

وأوعز وزير الداخلية لقادة الأجهزة الامنية بضرورة اتخاذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة لحفظ الأمن.

وشدد المجلس على انه "لن يسمح للمخلين بالامن بأن يعبثوا بسلامة المواطنين، لاسيما المتظاهرين منهم ويعرضوا البلد لاي من الاخطار في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا لبنان"، مؤكدا أن "التظاهر وحرية التعبير حق من حقوق كل اللبنانيين التي كفلها الدستور تحت سقف القانون، شرط الا يعرض هذا التعبير ارواح المواطنين والقوى الأمنية المولجة حمايتهم والممتلكات العامة والخاصة لاي ضرر او خطر".

وتعهّد المجلس بأن "تقوم القوى الامنية بحماية كل تظاهرة أياً كان عنوانها أو شعارها".

وبدأ حراك المجتمع المدني في نهاية يوليو بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق اخرى في ازمة نتجت عن اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة بسبب رفض الاهالي المقيمين في محيطه، وعن انتهاء عقد شركة "سوكلين" المكلفة جمع النفايات من دون التوصل الى ابرام عقد جديد.

ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في اماكن عشوائية، مثل مساحة ارض ملاصقة لمرفأ بيروت وتحت الجسور وفي اراض مهجورة، من دون معالجة وفي شروط تفتقر الى ادنى معايير السلامة الصحية.

ولم تتوصل الحكومة الى حل للازمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وارباح من اي عقود مستقبلية.

«عالشارع» وصورة نصرالله

أعلنت مجموعة "عالشارع"، التي تحمل طابعاً يسارياً، أنها لن ترفع خلال التظاهرات أي صور لزعماء لبنانيين من بينهم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

وكانت الزميلة ديما صادق تعرضت لتهجم من أنصار "حزب الله" خلال برنامج مباشر على الهواء عرضته من ساحة الشهداء مساء أمس الأول، وذلك بعد وضعها صورا نشرتها مجموعة "عالشارع" تتضمن صورة لنصرالله.

وأثناء البث المباشر وصل إلى المكان أحد مسؤولي "حزب الله" وطلب وقف البث وإزالة صورة نصرالله مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، محذراً ومتوعداً ومؤكداً أن نصرالله "شخصية دينية".

وأزال معدو البرنامج الصورة على الفور، إلا أن صادق انتقدت هذا التصرف، فما كان من مجموعة شبان من الحزب إلا أن حضرت إلى مكان البث في "ساحة الشهداء" وشنت هجوما كلاميا عنيفا على صادق والمؤسسة اللبنانية للإرسال، واتهموهم بالعمالة وقبض الأموال من جهات خارجية.

back to top