كاحلاك... عالج الإصابات بسهولة

تُعتبر إصابات الكاحل من أكثر مشاكل المفاصل شيوعاً، فكل سنة، يعاني نحو تسعة ملايين شخص من التواء الكاحل، فيما يُصاب عشرات الآلاف بالكسور. تعود إصابات الكاحل عموماً إلى السقوط أو التعرض لحادث. ومن الممكن لعوامل عدة، من سوء التوازن إلى فقدان المرونة في الأوتار والأربطة والأحذية غير الملائمة، أن تزيد خطر الإصابة، وفق الدكتور كريستوفر شيادو، جراح عظم في مركز القدم والكاحل في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد.

• الالتواء

الإصابة به: يحدث الالتواء أو إصابة الأربطة غالباً عندما تدير كاحلك بالاستناد إلى حافة القدم بدل كرتها. فيؤدي الإجهاد إلى تمطط أو تمزق الأربطة التي تصل عظم الشظية بعظم الكاحل أو عظم العقب.

الأعراض: يكون الكثير من حالات الالتواء مؤلماً جداً مع احمرار، كدمات، أو تورم قرب موضع الإصابة. لكنك تستطيع، رغم ذلك، الإلقاء بثقلك على قدمك. إنها حالات الالتواء الأكثر خطورة، التي تتمزق خلالها الأربطة، فتؤدي إلى مزيد من التورم والكدمات. حتى إنك قد تشعر بألم شديد في الكاحل وبأن الكاحل غير مستقر لحمل وزن الجسم.

العلاج: يوضح الدكتور شيودي: {لا داعي لاستشارة الطبيب عند الإصابة بالتواء. ولكن إذا استمر الألم أو عجزت عن السير، فمن الضروري الحصول على مساعدة طبية}. إن لم يكن ألمك حاداً، فعليك اتباع النظام التالي: الراحة، الثلج، الضمادات، ورفع الساق. بكلمات أخرى، لا تجهد قدمك، ضع عليها الثلج مدة 20 دقيقة كل بضع ساعات، لفّ الكاحل بضمادة مطاطية أو ضمادة مخصصة للكاحل، وارفع ساقك قدر المستطاع. أما إذا أردت التخفيف من الألم، فتناول الأسيتامينوفين (التايلنول) أو مضاداً للالتهاب غير ستيرويدي. ولكن حاول أن تحد من تناولك مضادات الالتهاب لأن {هذا الأخير يشكل طريقة الجسم لإصلاح الأنسجة المتضررة. ويجب ألا نتدخل كثيراً في هذه العملية}، وفق الدكتور شيودو.

• الكاحل المكسور

الإصابة به: من الممكن لأي من العظام الثلاثة التي تشكل مفصل الكاحل أن تنكسر نتيجة سقطة أو ضربة على الكاحل (تحدث هذه الإصابة غالباً خلال حوادث السير).

الأعراض: تشبه أعراض الكاحل المكسور أعراض التواء الكاحل: التورم، الكدمات، والألم الحاد. وإن كان الكسر كبيراً، فقد ينخلع الكاحل.

العلاج: عليك الحصول على معالجة طبية فورية.

• إصابات وتر أخيل

الإصابة به: يعود التهاب وتر أخيل (أي تضرر هذا الوتر) عموماً إلى النشاطات المتكررة، مثل الركض أو القفز، وخصوصاً على السطوح الصلبة أو غير المستوية. تحدث هذه الإصابات عموماً تدريجاً مع تراكم الضرر المجهري على الوتر، إلا أنها تحدث أحياناً فجأة بعد فترة من التمرن المكثف.

الأعراض: ستعاني ألماً وتصلباً في عقبك ووترك.

العلاج: لا يختلف علاج هذه الحالة عن علاج الالتواء: الراحة، الثلج، الضمادات، ورفع الساق، فضلاً عن تناول الأسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية للتخفيف من الألم. ولكن إذا استمر الألم لأكثر من بضعة أسابيع، فعليك استشارة الطبيب.

تفادي الإصابات

عندما تعاني إصابة في الكاحل، فستواجه على الأرجح إصابة أخرى لأن مفصل كاحلك أقل ثباتاً. لذلك يقترح الدكتور شيودو طريقتين سهلتين لحماية كاحليك:

انتعل أحذية ملائمة: لا يكفي أن يلائم الحذاء مقاس قدميك، بل يلزم أن يكون أيضاً ملائماً للنشاط الذي تمارسه. فللركض أو السير، يجب أن يحتوي وسادة عند العقب والقوس. وللرياضات داخل الملعب، يلزم أن يكون أكثر تسطحاً وعرضاً. أما للسير على أسطح غير مستوية، فيجب أن يساهم الحذاء في تثبيت القدم والكاحل بأفضل طريقة ممكنة. ويضيف الدكتور شيودو: {لا يُعتبر الكعب العالي خياراً جيداً مطلقاً}.

مارس تمارين حفيفة بانتظام: على سبيل المثال، قف على بعد نصف متر تقريباً عن الجدار. ضع يدك على الجدار واحرص على أن تكونا على مستوى كتفيك. أرجع إحدى قدميك خطوة واحدة إلى الوراء. أبقِ تلك الساق مستقيمة واضغط بعقبك على الأرض. كرر هذه العملية مرات عدة، ثم انتقل إلى الساق الأخرى. مارس هذا التمرين بانتظام.

يتألف مفصل الكاحل من عظم القصبة أو الظنبوب، عظم الشظية (العظم الضيق على الجهة الخارجية من الساق)، وعظم الكعب أو الكاحل. تشكل الكرتان على جانبي الكاحل طرف عظمي القصبة والشظية. ويمتد عظم الكاحل بين عظم الساق، ما يشكل مفصلاً للقدم بالتحرك نحو الأعلى والأسفل. وتحافظ الأربطة على تماسك الكاحل.

يربط مفصل ثانٍ عظم الكاحل بعظم العقب أو مؤخرة القدم. يسمح هذا المفصل للقدم بالتحرك من جانب إلى آخر. وتربط ثلاثة مجموعات من الأربطة العظام وتمنح الاستقرار لكلا المفصلين.

يُعتبر وتر أخيل، الذي يربط عضلات بطة الساق بعظم العقب، الأكبر في الجسم. وهو يمتد في الجهة الخلفية من الكاحل بين الكرتين.