النومس: الكاريكاتير يمزج بين التشكيل والصحافة

نشر في 30-08-2015
آخر تحديث 30-08-2015 | 00:01
• {لا أخطِّط لأفكاري التي أرسمها}
اتبعت سارة النومس مقولة {خالف تعرف} واتجهت إلى فن الكاريكاتير، لا سيما أن الرسامات في هذا المجال لا يتخطين أصابع اليد الواحدة، هي ترى أن فن الكاريكاتير يحتاج إلى جهة داعمة لرعايته محلياً، وتشجيع الرساميين، وتوضح أن كثيرين من فناني الكاريكاتير تسلل إليهم الإحباط وفضلوا التخلي عن الرسم. {الجريدة} التقتها في الحوار التالي:

بمن تأثرت من الرسامين؟

تأثرت بالفنانين الحاليين، وأبرزهم يوسف القلاف لأنني أحببت شخصيته وروحه الفنية في الرسم، ومحمد القحطاني الذي استطاع توصيل رسالته من خلال هذا الفن الراقي والهادف فهو يتمتع بالبساطة، بالإضافة إلى أنني أحببت الكاريكاتير المصري وتأثرت بعمرو فهمي لقدرته السريعة على التقاط أفكار حية من نبض الناس، ومن قلب المجتمع، وتجسيدها في خطوط وألوان. أما على الجانب الفلسطيني، فقد تأثرت بناجي علي الذي كانت له بصمة في ريادة التغيّر السياسي باستخدام هذا الفن.

ما هو الرابط بين الكاريكاتير والصحافة؟

كانت بدايتي في الصحافة وهي بمثابة المغذي للفنان الكاريكاتيري على وجه الخصوص، فهي بدورها أبلغ وأبسط وأقوى وسائل التعبير والنقد التي تقدَم إلى القارئ أيا كان مستواه الثقافي أو السياسي. ولا يمكن أن نتخيل صحافة من دون فن كاريكاتيري ولا رسماً كاريكاتيرياً من دون صحافة. هو فن تشكيلي وصحفي ولا يمكن أن نفرقهما عن بعضهما البعض لأن من يتقنه فقد أتقن المجالين.

ما أهمية صنع الرسام شخصية دائمة تلازم غالبية رسوماته؟

صنع الفنان شخصية تلازم معظم رسوماته مهمة صعبة جداً لأنها تحتاج إلى وقت طويل ليندمج بها الفنان من جهة وليتعود المجتمع عليها ويفهمها من جهة أخرى. على سبيل المثال، شخصية حنظلة، وهي  أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي، ويمثل صبياً في العاشرة من عمره. وبعد فترة أصبحت بمثابة التوقيع للفنان ورمزاً للهوية الفلسطينية. ومن ناحية أخرى، أعتقد أنه إنجاز كبير إذا استطاع الفنان أن يبتكر شخصية كاريكاتيرية يتذكرها الناس حتى بعد وفاته.

متى بدأ اهتمامك برسم الكاريكاتير؟

أحببت فن الكاريكاتير منذ الصغر، ولكن لم آخذ الأمور بجدية كبيرة إلا بعد دخولي جامعة الكويت، والمشاكل التي عاصرتها خلال أيامي الجامعية جعلتني ألجأ إلى هذا الفن كي أعبر عما يجول في خاطري، والحمدالله نجحت في هذا المجال، رغم أنني وللمفارقة لم أتوقع يوماً الاستمرار فيه.

ما رأيك  في استخدام الكمبيوتر في إخراج الفكرة الكاريكاتيرية؟ هل يفقد الرسم الناحية الجمالية؟

يساهم الكمبيوتر في إبراز جمال الرسم الكاريكاتيري من خلال استغلال التقنية ودمجها مع موهبة الفنان، فهي تعد عاملاً مساعداً في الإخراج وليست مخرجاً رئيساً. ولا ننسى أنه حين تتوافر التقنية والموهبة الفنية القادرة على تطويعها يمكن إنتاج عمل فني بالمقاييس كافة حاملاً بصمات الفنان الخاصة.

هل فن الكاريكاتير موهبة لديك أم تعلمتها؟

الفنان أو الرسام يمكنه أن يكتسب الإبداع في هذا المجال عن طريق الموهبة أو الهواية، فالموهبة تكون موجودة ثم تدخل ضمن إطار التطوير. أما الهواية فيمكن أن يحب المرء ممارسة أحد أنواع الفنون ويطوره نفسه  عن طريق اللجوء إلى عدد من الدورات التخصصية التي تصقل موهبته بشكل أفضل. وبرأيي، فن الكاريكاتير موهبة عظيمة لأن لا يمكن لأي شخص أن يصيغ قضية كاملة في رسمة ساخرة. وثمة كثير من الفنانين حول العالم ينتمون إلى مدارس مختلفة، فيما فنانو الكاريكاتير قليلون.

هل من أفكار جديدة تطمحين في تحقيقها؟

ثمة الكثير من الأفكار التي تجول في ذهني وأتمنى توظيفها في مجالي الفني، فأنا أحب التنويع، وأسعى إلى أن تطوير أفكاري وتجديدها في آن.

ما تقيمك لفن الكاريكاتير في الكويت؟ ماذا ينقصه؟

أعرف الكثير من فناني الكاريكاتير ولكن بسبب الإحباط تركوا هذا الفن، لذلك يحتاج الأخير إلى دعم الحكومة كي يلتفت المجتمع إليه. رغم أنني أرى اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع بهذا الفن، فإني أعتقد أن الكاريكاتير يحتاج إلى جهة لرعايته تضمن من خلالها فناني الكاريكاتير وتحتفظ بهم. ولا ننسى نقطة مهمة بأن ثمة كثيراً من المتابعين للصحف الكويتية وبعضهم يتابع على وجه الخصوص رسومات الكاريكاتير. ولما كانت الأخيرة مفهومة من الجميع، حتى الأجنبي، فإن فنان الكاريكاتير شخصية مهمة في المجتمع ولا يتوجب أن نهملها أو نقلل من مكانتها ودورها.

معظم رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي رجال. ما السبب من وجهة نظرك؟

أرى أن المرأة العربية شخصية تبالغ في جديتها، فهي تتحمل مسؤولية كبيرة على عاتقها وهي الأسرة، ومن الممكن أن تتنازل عن الاهتمامات المحببة إلى قلبها في سبيل عائلتها. والسبب الآخر أن رسام الكاريكاتير يطرح غالباً قضايا جريئة جداً، كنتيجة من الممكن أن تسبب لها مشكلات، وبعض الرجال من هذا المبدأ يرفض أن تقتحم الزوجات مجال الرسم الكاريكاتيري وتتناول القضايا، خصوصاً أن ثمة معارضين لرسامي الكاريكاتير من الممكن أن يلجاؤا إلى شتم الفنان. وعلى الصعيد الشخصي، أنا كفنانة اتبعت مقولة {خالف تعرف}، فدخولي هذا المجال ميزني كفنانة.

ما الطريقة التي تختارين فيها مواضيعك؟

لا توجد طريقة محددة اختار فيها مواضيعي. تأتي الأفكار التي أرسمها فجأه ولا أخطط لها مسبقاً. على سبيل المثال، عندما أقرأ عنواناً ويشدني في إحدى الجرائد اليومية تتولد لدي أفكار تجعلني أرسم كرد فعل، أو عندما أكون في السوق وأرى موقفاً معيناً يؤثر على مشاعري أرسمه أيضاً. أرسم الكثير من المواضيع سواء في التربية أو مشاكل الشباب وغيرهما.

هل تختلف وظيفة الكاريكاتير عن الفنون الأخرى؟

الفنان التشكيلي على سبيل المثال يأخذ وقتاً طويلاً في بعض الأحيان لإنجاز لوحته لأنها تعتمد على الألوان الزيتية أو الإكريليك. ويحتاج أحياناً إلى وقت للتفكير في تطبيق اللوحة عملياً أو يراها من منظور مختلف. أما فنان الكاريكاتير فتكون الفكرة موجودة ويطبقها مباشرة، وهدف الكاريكاتير توعوي، ولا يمكن بيعه.

هل ينقل الكاريكاتير التفاصيل بمصادقية أم أنه يبالغ؟

لدى فن الكاريكاتير القدرة على النقد، وما يتميز به من مقدرة على جذب انتباه كثير من القراء، ويتطلب المبالغة في الرسم. على سبيل المثال، ثمة فنانون، وليس الكل، يبيعون قلمهم بطريقة معينة ويُطلب منهم الرسم من منظور يعود على الجهة بالفائدة، وتسهم أيضا بإثارة المجتمع.

ما هي أبرز المشاكل التي يوجههاً رسام الكاريكاتير؟

رغم وجود الحريات والحمدالله، فإنها ليست بالشكل المطلوب، وأفكر فيها من منطلق كوني إنسانة لا أحب أن أكون مقيدة وهذه هي فطرة الإنسان عموماً. يحب أن يتكلم أو يعمل بحرية من دون أن يضع على وجه الحسبان أن أموراً سيئة قد تحدث له. فمستوى الحرية لدينا جيد ولكنه مقيد للأسف.

ما هي الرسالة التي تحبين توجهيها؟

على المواطن الكويتي أن يثبت نفسه بأي طريقة كانت. شخصياً، تمكَّنت عبر الكاريكاتير من إيصال الأفكار التي تجول في خاطري وذهني أكثر من كتابة المقال، ففي رسم واحد أجمع أفكاراً متنوعة.

back to top