Meru... الصداقة محور وثائقي عن تسلّق الجبال

نشر في 27-08-2015
آخر تحديث 27-08-2015 | 00:01
No Image Caption
عندما سئل كونارد أنكر وجيمي تشين عن أسباب تسلقهما جبالاً خطيرة مثل قمة إفريست، لم يذكر أي منهما الشهرة أو المجد، بل تحدثا عن الشغف والصداقة في عالم الرياضة.
يشير تشين إلى أن تسلق الجبال «يجمع التركيبة الملائمة: الصعود إلى الجبال، الصداقة التي تبنيها خلال هذه المغامرة، والتجربة الشخصية الجسدية والفكرية. تجعلني كل هذه المسائل معاً أعشق تسلق الجبال».

يذكر أنكر، الذي اكتشف جثة المستكشف جورج مالوري المفقود عام 1924، خلال تسلقه إيفرست عام 1999: «عندما تعثر على مصدر شغفك، يكون هذا ممتازاً. تصعد الجبل مع أصدقائك، فتتسنى لك فرصة التواصل معهم وتحقيق الأهداف سوية. لا تحاول أن تتفوق عل الآخرين، بل يدعم أحدنا الآخر».

مغامرة ومخاطرة

تشكل هذه الصداقة محور الفيلم الوثائق Meru الحائز جوائز. يتناول Meru، الذي أخرجه تشين وزوجته إليزابيث تشاي فاسارهيلي، بعثتين قام بهما تشين، أنكر، ورينان أوزتورك في عامَي 2008 و2011 في جبل مورو في الهند.

كان ثلاثة أميركيين يحاولون تحقيق ما لم يحققه أي متسابق جبال متمرس: بلوغ قمة زعنفة القرش في جبل مورو، التي تقع على ارتفاع 21 ألف قدم فوق بحر الغانج. وبخلاف معظم متسلقي إيفرست، لم يستعن هؤلاء الثلاثة بأي حمالين ليساعدوهم في نقل أمتعتهم إلى تلك القمة الخطرة.

لم يحملوا معهم سوى الطعام والوقود لسبعة أيام خلال محاولتهم الأولى. ولكن بما أنهم واجهوا عاصفة ثلجية، دامت هذه البعثة 20 يوماً. لذلك اضطروا إلى العودة قبل بلوغ القمة. ورغم معاناة أوزتورك من إصابة بالغة في الرأس خلال تزلجه في جبال غراند تيتون في الولايات المتحدة، اجتمع هؤلاء المغامرون الثلاثة مجدداً عام 2011 ليحاولوا بلوغ القمة مرة أخرى.

يقول أنكر عن أوزتورك: {تعاونا كلنا معاً لندعمه. وقد ساهم هذا في تسريع عملية شفائه. كنا نثق بقدرته وقوته}.

يضيف أنكر: {ثمة عدد كبير من الأفلام عن التسلق، وهي تحتوي الكثير من الحركة والتشويق. لكنها موجهة إلى أهل الاختصاص}.

إنما Meru مختلف، وفق أنكر (52 سنة). يوضح: {يدور هذا الفيلم عني وعن جيمي ورينان وعن تفاعلنا مع عائلاتنا. يعطيك هذا الفيلم فكرة عن العمق الذي يضيفه التسلق إلى مَن يمارسون هذه الرياضة}.

قرارات صائبة

صحيح أن تشين لم يخرج فيلماً طويلاً من قبل، إلا أنه يصور البعثات والرياضيين منذ 15 سنة. يخبر: {في عام 2008، كنت أصور مع رينان، وكان هدفي الربح المادي بصراحة. ولكن عندما عدنا لنحاول مجدداً عام 2011، فكرت أن ثمة علاقة تربطنا}.

كان من المهم بالنسبة إليه وإلى أوزتورك {ألا يسمحا للإنتاج بالتأثير على التسلق. تحاول الموازنة بين التصوير والتسلق قدر الإمكان، ولكن عليك اتخاذ قرارات صائبة بشأن التصوير لأنك لا تملك في النهاية قدرات خارقة}.

التقى تشين فاسارهيلي خلال مؤتمر. فنمت بينهما علاقة حب أثناء إعدادهما الفيلم. ثم تزوجا ورزقا بابنة صارت اليوم في الثانية من عمرها.

 يذكر تشين: «عندما انضمت إلينا تشاي، أضافت نظرة موضوعية إلى العمل، بما أنني كنت بالتأكيد مرتبطاً جداً به. كان تعاوني معها مميزاً لأنها رأت مسائل لم ألاحظها. خلال لقطاتي الأولى، لم أظهر كثيراً في الفيلم. كنت معد الفيلم، لذلك لم أرتح لظهوري فيه».

ولكن بما أن فاسارهيلي لا تمارس رياضة تسلق الجبال، تشير: «يصعب على مَن لا يألف هذه الرياضة أن يفهم المخاطر وإطار ما يختبرونه. تشكل الصداقة محور هذا الفيلم، ومن الضروري إبرازها». تختم فاسارهيلي: «هم ممتلئون شغفاً. ما يقومون به معقد والمخاطر كبيرة».

back to top