هل يمكنك التمتّع بدماغ سليم بواسطة الطعام؟

نشر في 22-08-2015
آخر تحديث 22-08-2015 | 00:01
No Image Caption
تحفل المنشورات الصحية بادعاء أن {الأطعمة الخارقة}، مثل العنبية الطازجة والخضراوات الخضراء المورقة، تبقي ذاكرتك قوية وتحد من خطر الإصابة بمرض الألزهايمر. لكن هذه الأدلة لا تزال لغاية اليوم أولية في أفضل الأحوال. لذلك تظل الطريقة الفضلى أن تتبع نمط حياة مفيداً للقلب، بما في ذلك تناول نظام غذائي يستند إلى النباتات والتمرن بانتظام، بدلاً من وضع لائحة طويلة بالأطعمة الخارقة التي يُقال إنها تقوي الدماغ.
يرتبط نمط الحياة الصحي المفيد للقلب بذاكرة أفضل وتراجع خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

يذكر الدكتور غاد مارشال، بروفسور مساعد متخصص في علم الأعصاب في كلية الطب في جامعة هارفارد: {المفيد حقاً اتباع نظام غذائي صحي لا تناول أطعمة محددة. وهذا يكون جوابي لكل مرضاي الذين يسألونني حول هذه المسألة}.

اعتنِ بدماغك

تدفعنا أسباب كثيرة  إلى الاعتقاد بأن النظام الغذائي المفيد للقلب يعود بفائدة على الدماغ. فقد استخلصت تجربة سريرية نُشرت في مايو في مجلة JAMA Internal Medicine أن التراجع الفكري في حالة المسنين ممَن اتبعوا نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط كان أقل بقليل. كذلك توصلت دراسات سابقة تناولت عدداً كبيراً من الناس، على مر السنين، إلى روابط بين صحة القلب وصحة الدماغ.

ولكن نلاحظ اليوم تهافتاً على الأنظمة الغذائية والأطعمة التي تستهدف، بالتحديد، صحة الدماغ، كما تُظهر المعمعة الإعلامية الأخيرة حول نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط- داش للتدخل بغية تأخير التنكس العصبي (MIND).

لابتكار نظام غذاء MIND، حدد الباحثون في المركز الطبي في جامعة راش في شيكاغو مجموعات من الأطعمة والمواد المغذية في خطتي غذاء شائعتين سبق أن ربطتهما الدراسات السابقة بقوة بانخفاض خطر الإصابة بالتراجع الفكري والخرف: نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط ونظام المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (داش). ومن الناحية النظرية، من الممكن للنظام الغذائي الذي يدعم الدماغ ويحميه أن يحدّ من تراجع الذاكرة وغيرها من المهارات الفكرية مع التقدم في السن، أو حتى يساهم في تفادي مرض ألزهايمر.

حلل فريق جامعة راش حالة أكثر من 900 رجل وامرأة مسنين شاركوا في دراسة طويلة الأمد حول الشيخوخة في شيكاغو. وفي هذه الدراسة التي نُشرت في مارس في مجلة {الزهايمر والخرف}، أفاد الباحثون أن احتمال تشخيص مرض الزهايمر خلال مدة الدراسة التي دامت 4.5 سنوات تراجع بنحو 53% بين مَن التزاموا جيداً بنظام MIND، مقارنة بمن كانوا أقل التزاماً به.

كذلك تراجع تشخيص إصابات جديدة بمرض الزهايمر بنسبة 35% بين مَن تناولوا أطعمة مختلطة تشبه إلى حد ما نظام MIND. في المقابل، تبين أن وحدهم مَن التزموا جيداً بنظام داش أو البحر الأبيض المتوسط حظوا، على ما يبدو، بتراجع مماثل في المخاطر. ولا عجب أن تستقطب هذه النتائج اهتمام بعض وسائل الإعلام.

ما الأدلة؟

يبدو هذا الأمر مثيراً للاهتمام، ولكن ثمة خطباً ما: استخلصت دراسة جامعة راش فحسب أن من اتبعوا نظام MIND كانوا أقل عرضة لتشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر. إذاً، لا يمكننا الجزم أن هذا النظام الغذائي هو السبب.

صحيح أن الباحثين سعوا بدقة لتصحيح بعض العوامل، غير الغذاء، التي تؤثر في خطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثل التعليم والوراثة، إلا أننا لا نستطيع الحصول على جواب حاسم إلا من خلال دراسة عشوائية مضبوطة تشمل علاجاً وهمياً.

يوضح الدكتور مارشال: “أعتقد أن هذه المسألة ما زالت مفتوحة. لا يمكننا الجزم بأن هذا النظام الغذائي أو ذاك قد ينجح. نستطيع اقتراح ذلك بالاستناد إلى أدلة غير مباشرة.

ولكن ما زلنا نحتاج إلى مزيد من الأدلة. تشكل هذه خطوة تسبق التجارب السريرية، وهي ليست حاسمة».

 

ماذا يمكنك فعله اليوم؟

لا تزال الأدلة على فاعلية الأنظمة الغذائية المفيدة للدماغ أولية ولا تبرر أي تعديلات قد تدخلها إلى نظامك الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، إن تخليت عن نظام غذائي يتمتع بفاعلية مثبتة في حماية الصحة القلبية الوعائية، مثل نظام غذاء داش أو البحر الأبيض المتوسط، يجعلك في حالة أسوأ من الناحية النظرية.

ينصح مارشال: {أشدد دوماً على أهمية نظام غذاء البحر الأبيض المتوسطة والتمرن بانتظام. فيقدم لنا عدد كبير من الدراسات أدلة على هذه التغييرات في نمط الحياة قد تحول دون التراجع المعرفي والإصابة بالخرف}.

أنماط السلوك

تميز أنماط السلوك التالية مَن ما زالوا يتمتعون بذاكرة قوية ومهارات فكرية سليمة رغم تقدمهم في السن:

• الحماية: اضبط ضغط دمك ومعدلات الكولسترول والسكر في الدم، ولا تدخن.

• التحرك: قم بنشاط جسدي معتدل الحدية طوال 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع. وتشمل هذه النشاطات البستنة وهوايات أخرى، الأعمال المنزلية، وصعود الدرج.

الغذاء: اتبع نظاماً غذائياً مفيداً للقلب، مشدداً على الفاكهة، الخضر والحبوب الكاملة. حدّ من تناول السكر واللحوم الحمراء والمعالجة. وتناول باعتدال مشتقات الحليب.

• التفكير: قد يساعد النشاط الفكري في الحفاظ على الدماغ مع التقدم في السن. ولا شك في أن أي نشاط يشكل تحدياً لذاكرتك، قدرتك على التركيز، وانتباهك قد يكون مفيداً.

• التواصل: يتمتع مَن يحافظون عموماً على صحة دماغهم فيما يتقدمون في السن بروابط قوي ومهمة مع أناس آخرين.

back to top