قصص زكريا تامر القصيرة في مجلة «بانيبال 53»

نشر في 04-08-2015
آخر تحديث 04-08-2015 | 00:01
No Image Caption
نتج العمل في عدد "بانيبال 53" لهذا الصيف عن حب، بتركيزه على الكاتب السوري الكبير زكريا تامر وقصصه القصيرة. فهذا الوقت، حيث يشهد العالم العربي حالة من الغليان والاضطراب الكبيرين "ولو أن بعضنا يتساءل إن كان الحال غير ذلك في أي وقت مضى"، هو الوقت المناسب للالتفات إلى زكريا تامر، الأديب الذي قدم الكثير في مسعاه لتحقيق حرية التعبير، وحقوق الإنسان والحرية، من خلال كتاباته الملهمة والفريدة.

منذ عددها الأول، نشرت "بانيبال" قصة لزكريا تامر، وظلت تنشر له في أعداد لاحقة على مر الأعوام. في عددها الحالي تقدم للقراء ملفا خاصا بعنوان "زكريا تامر والقصة القصيرة"، وهو الملف الأوسع والاشمل الذي تخصصه المجلة حتى الآن لمؤلف واحد. لا يمكن التقليل من قيمة مساهمة زكريا تامر في الأدب العربي المعاصر سواء للغته، أسلوبه، مواضيعه، وقبل كل شيء للسخرية والفكاهة السوداء اللتين ميّزتاه.

تدحض كتاباته كلّ صورة نمطيّة يحملها الغرب عن العالم العربيّ، ولهذا لم يحقّق شعبيّةً ضمن الاتجاه العامّ للناشرين الأنغلوفونيين. هناك فقط مجموعتان قصصيتان صغيرتان له بالانكليزيّة، ومثلها باللغة الألمانيّة. ورغم الاحتفاء بالقصة القصيرة المكتوبة بالانكليزيّة من خلال المهرجانات والكتب، فإن قرّاء اللغة الانكليزيّة يفتقدون هذا الجنس الأدبيّ الذي يكتبه الأدباء العرب لندرة الترجمات وللتركيز على الروايات.  

لقد أقدم المترجمون، والكتّاب، والمراجعون والمحرّرون الذين جمعهم هذا العدد، على خطوة كبيرة في تدارك عدم الاعتراف بإسهام زكريا تامر في الأدب العالميّ. في هذا العدد 16 قصة قصيرة مأخوذة من مجموعات قصصيّة عدة لتامر، بما في ذلك قصّة عنوان مجموعته الأولى "صهيل الجواد الأبيض"، فضلا عن قصص من مجموعات مبكرة أخرى نشرت لأول مرة في ستينيات وسبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى ترجمة بعض من أعماله الأخيرة، من مجموعته القصصية "الحصرم"، ومن القصص التي نشرت في الصحف اليومية عام 2014، ومن صفحته الخاصة على "فيسبوك"، المهماز. كذلك يضم الملف 13 قصة للأطفال من مجموعته القصصيّة "لماذا سكت النهر؟" برسومات رائعة نفّذتها أبيغايل أوبراين، مع مقالات عن أعماله المترجمة الى الانكليزية والألمانية والصربية.

حرص مترجمو زكريا تامر إلى الألمانيّة والتركيّة والصربيّة والسردينيّة والإنكليزية، وزملاؤه من الكتّاب والنقاد الزملاء العرب، على الإسهام في هذا المحفل الخاص بقصص زكريا تامر القصيرة. سربكو ليشتاريتش، الذي قام بترجمة تسع مجموعات قصصية إلى الصربيّة، يكتب عن النصل الحادّ لسخرية تامر التي "تشطر واقعنا القاسي إلى اثنين" وكيف أن "جمله سريعة وصافية مثل الدموع".

أما أليساندرو كولومبو فيروي أن أعمال زكريا تامر "تجعل منه رفيقا أدبيا مثاليا للراغبين في اكتشاف سوريو" وأنه قام بترجمة المجموعة القصصية "تكسير ركب" إلى لغته السردينيّة، وهو أول عمل أدبي عربي يترجم إلى هذه اللغة.

محمود شقير، فاضل العزاوي، إسماعيل فهد اسماعيل يتذكّرون لقاءهم بزكريا تامر في السنوات المبكرة. هارتموت فيندريش، دينيس جونسون ديفيز، بول ستاركي، محمد حقي صوتشين، سوزانا طربوش فولكر كامنسكي يكتبون عن ترجمة ونشر تامر بالألمانيّة والانكليزية والتركيّة على التوالي.

الناقدان الأدبيان صبحي حديدي وعبده وازن يكتبان عن اختلاف تامر عن غيره من كتاب القصة القصيرة، واصفين اياه بـ"المنشق" و"غير التقليدي" وبكونه مبدعا "لمسرح من الأخيلة والظلال والوجوه".

كما يتضمن ملف بانيبال، مقابلة مهمة مع زكريا تامر، أجرتها الناقدة السورية ديمة الشكر، وفيها يتحدث زكريا تامر عن طفولته، عن بداياته الأدبية، وكيف اختار في عام 1958 أن يكتب القصة القصيرة على الرغم من "الرعب الحقيقي من كتابة القصة القصيرة، التي هي أصعب نوع من أنواع التعبير الأدبي"، انتهاء بكتابه الأخير وهو عبارة عن سلسلة مقالات "مكرسة لهجاء الطغيان والطغاة".

في العدد الجديد توجد فصول روائية للكاتبين العراقيين علي بدر (فصل من رواية "الكافرة") وشاكر نوري (مقطع من رواية "جحيم الراهب")، وقصائد للشاعرين اللبنانيين شربل داغر وجودت فخر الدين، بالاضافة الى مراجعات نقدية لعدد من الروايات العربية المترجمة إلى اللغة الانكليزية.

back to top