الذاكرة العاملة تحسِّن قدرة الأطفال على الكذب!

نشر في 03-08-2015
آخر تحديث 03-08-2015 | 00:01
No Image Caption
للمرة الأولى، اكتشف باحثون من جامعة نورث فلوريدا وجامعة شيفيلد البريطانية أن الذاكرة العاملة تساعد الأولاد على قول أكاذيب مقنعة.
الذاكرة العاملة هي القدرة على تحليل المعلومات. وكلما تحسنت الذاكرة الشفهية العاملة لدى الطفل، تتحسن قدرته على تحليل المعلومات الشفهية الضرورية لقول كذبة مقنعة.
كانت الدكتورة ترايسي ألوي، أستاذة مساعدة في علم النفس في جامعة نورث فلوريدا، واحدة من الباحثين الرئيسين في دراسة جديدة نُشرت في مجلة «علم نفس الأطفال التجريبي» وتربط بين الذاكرة العاملة وقول الأكاذيب.

توضح ألوي: «يشير البحث إلى أن عمليات التفكير، وتحديداً الذاكرة الشفهية العاملة، تكون مهمة بالنسبة إلى التفاعلات الاجتماعية المعقدة، مثل الكذب، لأن الأولاد احتاجوا إلى غوغلة معلومات متعددة تزامناً مع تذكّر وجهة نظر الباحثين».

شارك في الدراسة 137 ولداً، يتراوح عمرهم بين السادسة والسابعة، واختبروا ذاكرتهم الشفهية العاملة. ثم طُرحت عليهم سلسلة أسئلة بسيطة كُتبت على بطاقة وكانوا يعرفون أن الأجوبة مكتوبة على ظهر البطاقة بألوان مختلفة، إلى جانب صورة. غادر الباحثون الغرفة وأمروا الأولاد بعدم النظر إلى ظهر البطاقة.

راقبت كاميرا خفية الأولاد وشاهدت من نظر إلى ظهر البطاقة. حين طلب منهم الباحثون الإجابة عن سؤال معين، أعطى الأشخاص الذين استرقوا النظر إلى البطاقة جواباً صحيحاً. لكن حين طُرحت عليهم أسئلة فخ بشأن اللون الذي كُتب فيه الجواب وبشأن الصورة، أجاب الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة شفهية أنشط بطريقة خاطئة كي لا يكشفوا أنهم استرقوا النظر. أما الأولاد الذين تتراجع لديهم تلك الذاكرة، فقد أجابوا عن أسئلة الفخ بشكل صحيح، فكشفوا شفهياً أنهم استرقوا النظر.

المعلومات البصرية

خضعت الذاكرة البصرية والمكانية لدى الأولاد للاختبار أيضاً. تعني هذه الذاكرة قدرتنا على تحليل المعلومات البصرية، مثل الصور والأرقام. لكن على عكس الذاكرة الشفهية العاملة، لم يبرز أي رابط بين تجنب الفخ وقدرات الذاكرة البصرية المكانية لأن قول كذبة ناجحة يتطلب تحليل المعلومات الشفهية وليس البصرية.

تقول الدكتورة إيلينا هويكا، أستاذة علم نفس في جامعة شيفيلد: «نعلم أصلاً أن الراشدين يكذبون في خِمس تبادلاتهم الاجتماعية تقريباً، لمدة عشر دقائق أو أكثر، لذا من المثير للاهتمام أن نعرف ما جعل بعض الأولاد يقول أكاذيب أفضل من غيره».

إنها المرة الأولى التي يتضح فيها أن الذاكرة الشفهية العاملة على وجه التحديد، وليس أي ذاكرة عاملة، لها روابط قوية مع الكذب. تقول ألوي: «قد يشعر الأهل أحياناً بالإحباط حين يكذب أولادهم بشأن وضع يدهم في مرطبان السكاكر مثلاً. لكن يمكن أن يرتاحوا حين يعلمون أن أولادهم يكونون أكثر ذكاءً كلما كان السبب الذي يقدمونه لتبرير وجود الفتات حول فمهم مقنعاً!».

back to top