اشرحي سلوك {التنمر} لطفلِك

نشر في 01-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-08-2015 | 00:01
يفضل الأهالي والراشدون، عموماً، اعتبار التنمر مجرد سلوك يمكن وضعه في إطار لطيف من السلوكيات الجماعية المألوفة، لكن يُعتبر التنمر، للأسف، سلوكاً ذاتياً له جوانب متغيرة. وما يعتبره أحد الأطفال ممتعاً قد يكون محرجاً بنظر طفل آخر، وحين تجتمع سلوكيات الأولاد العادية مع جهل للعواقب العاطفية، يسهل على الأهالي والأولاد أن يشعروا بالارتباك تجاه هذا الموضوع.
بعد سنوات عدة على دراسة طريقة الأولاد في استيعاب المعلومات وتأثير هذا الأمر على سلوكهم، اكتشفتُ أهمية أن نشرح للأولاد المتنمرين والأولاد الذين يتعرضون للتنمر الأسباب التي تجعل بعض السلوكيات مزعجة بالنسبة إلى الآخرين، وما يجعل بعض الأشخاص حساسين تجاه أمور معينة، على عكس غيرهم. الحواس مجال ممتاز للبدء بتقديم تفسير سهل.

حاسة البصر

يكون الطفل الذي تطغى لديه حاسة البصر أكثر حساسية تجاه طبيعة التنمر العلنية. إذا وقعت المشكلة أمام أنظار أولاد آخرين، فيشاهدون ما يحدث أو يسمعون ما يقال، سيشعر هذا الطفل بالقلق من أن يصدّق الآخرون ما يحصل. سيتأثر بشدة بالتعليقات على مظهره أو وزنه أو الملابس التي يرتديها.

قد تلاحظين أن ابنك يتذمر من أنفه أو يرفض الأكل أو يغير أسلوب ملابسه أو تصفيفة شعره بطريقة جذرية.  بما أن جزءًا كبيراً من هويته يرتبط بنظرته إلى الآخرين، يجب دعمه عبر تغيير أسلوب ملابسه وشعره...

لكن أوضحي له أن هذه التغيرات هي مجرد تعبير فني خارجي وستتبدل باستمرار مع مرور الوقت، وليست انعكاساً للشخص الصالح الذي يقف وراء هذا الشكل.

حاسة السمع

يتأثر الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع بشكل أساسي بالتعليقات المؤذية والتهكم والشتائم والتوبيخ طبعاً.

يكون استعمال العبارات المسيئة أكثر إزعاجاً من الضرب بالنسبة إلى هذا الطفل.

يمكن أن تسبب له الكلمات ألماً حقيقياً. يحتاج هذا الطفل إلى سماع ما قاله المتنمر بشكل متكرر لاستيعابه. لكن للأسف، يمكن أن يولّد فيه هذا الميل غضباً متجدداً. قد تلاحظين، أيضاً، أنه يشعر بأنه ضحية التنمر إذا صرخ الأستاذ في وجهه أو شتمه طفل آخر.

حاسة اللمس

يكون الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس أكثر حساسية تجاه التنمر الجسدي. يشعر بأكبر انزعاج ممكن عند دفعه أو ضربه أو رمي الكتب من يده. سيشعر بالعجز لعدم قدرته على المواجهة، وعدم صوابية مخالفة القواعد وعجزه عن مغادرة البيئة المدرسية. سيزداد غضبه، أيضاً، بسبب اضطراره للجلوس في الداخل من دون حركة، لأن هذا الطفل يحتاج إلى التحرك لتحليل المعلومات وتخفيف الضغط النفسي.

إذا بدا أكثر عدائية على المستوى الجسدي بعد عودته إلى المنزل، كأن يرمي حقيبته المدرسية ويصفق الباب، أو يبدي رغبته في العناق أثناء مشاهدة التلفزيون، اصطحبيه للعب الكرة أو حتى للتنزه، تزامناً مع التحدث معه، بدل أن تطلبي منه الاكتفاء بالجلوس والإصغاء.

حاستا الذوق والشم

يتأثر الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم كثيراً بِنيّة المتنمر. لا يقبل هذا الطفل فكرة أن يعمد أحد إلى فعل أو قول أمر معين لجرح مشاعر الآخرين.

لذا سيحاول فهم مشاعر المتنمر بطريقة منطقية وستسيطر عليه هذه الفكرة، وسيعجز عن التركيز على أمر آخر، ويكتفي بالتساؤل عن سبب ذلك السلوك.

هذا التفكير الهوسي يعكس طريقة هذا الطفل في التكيف مع محيطه، لذا من المفيد أن تصفي له الظروف التي جعلتك تختبرين حدثاً مماثلاً.

لكن للأسف، لن تنجح أعلى درجات التفهم في منع بعض الأشخاص من التصرف بعدائية، ويجب أن يتعلم الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم هذا الدرس بكل بساطة.

back to top