ألو دكتور

عمري 42 عاماً. هل يمكن النجاح في عكس جراحة قطع القناة الدافقة بعد تسع سنوات على إجراء الأولى؟ ما الذي يجب أن أتوقعه في مرحلة التعافي؟

     بالنسبة إلى معظم الرجال، يُعتبر عكس عملية قطع القناة الدافقة خياراً ممكناً في أي وقت. لكن يمكن أن تتأثر نسبة النجاح بالمدة التي مرّت منذ إجراء الجراحة الأولى وبنوع الجراحة التي تحتاج إليها لعكس آثار الجراحة السابقة. كذلك، لا بد من تقييم عوامل أخرى قد تؤثر على مستوى الخصوبة مثل عمر الزوجة.

الهدف من عكس عملية قطع القناة الدافقة هو السماح للحيوانات المنوية بالتنقل من الخصيتين إلى السائل المنوي. ثمة طريقتان لتحقيق ذلك: تهدف أول عملية إلى إصلاح الوضع وتكون أكثر بساطة من غيرها واسمها «المفاغرة الأسهرية». خلال هذه الجراحة، تُعاد حياكة الأسهر (الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى السائل المنوي بعد قطعها خلال عملية قطع القناة الدافقة). أما الجراحة الثانية، فهي تكون أكثر تعقيداً واسمها «المفاغرة البربخية الأسهرية». هي تقضي بوصل الأسهر مباشرةً بعضو صغير يقع في الجهة الخلفية من كل خصية ويحمل الحيوان المنوي واسمه البربخ.

يصعب توقع التقنية الأنسب لكل فرد قبل عكس عملية قطع القناة الدافقة. في البداية، يأخذ الجرّاح عينات من السائل داخل الأسهر. إذا كانت تحتوي على حيوانات منوية، يمكن اللجوء حينها إلى التقنية الأكثر بساطة. لكن إذا لم تكن تحتوي على أي حيوانات منوية، فقد يعني ذلك وجود نسيج ندبي يعيق تدفق المني من الخصيتين. في هذه الحالة، تبرز الحاجة إلى إجراء الجراحة الأكثر تعقيداً.

كلما تراجعت المدة منذ الخضوع لقطع القناة الدافقة، يرتفع احتمال اللجوء إلى الجراحة الأكثر بساطة. تحقق هذه الجراحة نجاحاً أكبر من الجراحة المعقدة في معظم الأحيان. بشكل عام، تتراجع معدلات نجاح عكس عملية قطع القناة الدافقة مع كل سنة تمر بعد الجراحة الأصلية، بمعدل 12 إلى 15 سنة. في تلك المرحلة، يصبح معدل النجاح مستقراً.

لكن تجدر الإشارة إلى أن تحديد معنى نجاح الجراحة يتفاوت بشدة. يعتبر بعض الأطباء أن إنتاج حيوان منوي واحد في أي مرحلة بعد الجراحة هو مقياس للنجاح، بينما يعترف آخرون بالنجاح عند ولادة طفل حي. بشكل عام، يتجدد إنتاج الحيوانات المنوية لدى أكثر من 70% من الرجال الذين يخضعون لعملية معقدة على الطرفين، ولدى أكثر من 95% من أولئك الذين يخضعون لإصلاحات بسيطة على الطرفين.

تتوقف معدلات الحمل على عوامل متنوعة مثل خصوبة الزوجة وعمرها، لكن تُسجَّل حالات حمل ناجحة لدى أكثر من 75% من الرجال الذين يعكسون عملية قطع القناة الدافقة خلال ثلاث سنوات من إجراء الجراحة الأولى، مقارنةً بـ30% حين تتجاوز تلك المدة عتبة الخمس عشرة سنة.

قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن عكس عملية قطع القناة الدافقة، يجب أن تتأكد من مستوى الخصوبة لدى زوجتك. تتراجع الخصوبة عند النساء في أواخر الثلاثينات وما فوق. إذا كانت زوجتك أكبر سناً، يمكن التفكير بتقنيات أخرى للإنجاب مثل التلقيح الاصطناعي. لكن إذا كانت أصغر سناً ولا تواجه أي مشاكل في الخصوبة، يصبح عكس عملية قطع القناة الدافقة أفضل خيار متاح، لا سيما إذا كنت تريد إنجاب أكثر من طفل واحد.

بعد عكس عملية قطع القناة الدافقة، تكون مرحلة التعافي شبيهة بما يحصل بعد عملية قطع القناة الدافقة. لا يمكن القيام بأي نشاط لأسابيع عدة حتى انتهاء مرحلة الشفاء. في بعض الحالات، قد تبرز الحاجة إلى الامتناع عن ممارسة الجنس. إذا كنت تحتاج إلى إجراء عملية أكثر تعقيداً، قد يصبح مستوى الخصية أعلى من وعاء الخصيتين بقليل بعد الجراحة. وكما يحصل في أي جراحة أخرى، تحمل هذه الجراحة بعض المخاطر الضئيلة مثل النزيف والالتهاب.

إذا تمكن الحيوان المنوي من التدفق من الخصية إلى السائل المنوي بعد الجراحة، وإذا لم تبرز أي عوائق أخرى لديك أو لدى زوجتك على مستوى الخصوبة، يمكن أن يحصل الحمل بعد عكس عملية قطع القناة الدافقة بفترة تتراوح بين 12 و17 شهراً.

د. لاندون تروست