التهاب المفاصل الروماتويدي... حذار القلب!

نشر في 31-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-07-2015 | 00:01
No Image Caption
أظهرت الدراسات أن المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي يكون معرّضاً للإصابة بأحد أمراض القلب أكثر بمرتين أو ثلاث مرات من غير المصابين بهذا الاضطراب. رغم عدم وضوح الرابط بين الحالتين، يبدو أن بعض العوامل يؤدي دوراً في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. يمكن التحكم بنسبة الخطر من خلال إجراء فحوص منتظمة، والخضوع للاختبارات التي ترصد مشاكل القلب، وتغيير أسلوب الحياة، والتعرّف على عوارض أمراض القلب. التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض التهابي يسبب التورم. غالباً ما يصيب المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين ويسبّب ضعفاً وألماً وتصلباً في المفاصل. لكن يمكن أن يتجاوز هذا الاضطراب حدود المفاصل أيضاً: إنه جزء من الرابط الذي يجمعه بأمراض القلب.
بسبب تفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي، قد تحصل تغيّرات داخل جدران الشرايين، ما يؤدي إلى تضيق الشرايين وتراجع تدفق الدم وارتفاع ضغط الدم. كذلك، يمكن أن تتراكم الصفائح في الشرايين: إنها الحالة التي تُسمّى «تصلب الشرايين».

يرتبط تصلب الشرايين بعوامل الخطر النموذجية التي تمهد لأمراض القلب: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى الكولسترول، داء السكري، التدخين. لكن في ما يخص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، قد يؤدي الالتهاب أيضاً إلى تشكّل الصفائح. قد يستهدف التهاب المفاصل الروماتويدي عضل القلب أيضاً، ما يجعله متصلباً وأقل قدرة على ضخ الدم بفاعلية. هذا ما يجعل القلب أكثر عرضة لقصور القلب.

يمكن أن تؤدي الأدوية المستعملة لمعالجة التهاب المفاصل الروماتويدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد تكون الأدوية الستيرويدية مثلاً فاعلة جداً لتخفيف الالتهاب. لكن عند أخذ جرعات مرتفعة منها خلال فترة طويلة، يمكن أن ترفع هذه الأدوية ضغط الدم وأن تسهم في اكتساب الوزن ورفع مستويات الكولسترول. هذه الآثار الجانبية كلها قد ترفع احتمال الإصابة بمشاكل في القلب. تبين أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تُستعمل غالباً لتخفيف ألم المفاصل تعطي آثاراً سلبية على ضغط الدم وأمراض القلب عموماً.

ضرورة المراقبة

بما أن المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يكونون أكثر عرضة لمشاكل القلب، تُعتبر المراقبة المستمرة للحالة عاملاً أساسياً في هذا المجال. ويمكن أن تساعد تقنيات التصوير وفحوصات الدم على تحديد حجم التصلب في عضل القلب والشرايين، فضلاً عن رصد الإشارات المبكرة لانسداد الشرايين. إذا كشفت الفحوص عن أي مؤشرات تمهد لأمراض القلب، يمكن أن يستبق مقدم الرعاية الصحية المشكلة ويعالجها فوراً.

لا بد أيضاً من مراقبة عوامل الخطر التقليدية التي تسبب أمراض القلب مثل مستويات ضغط الدم والكولسترول. إذا ارتفعت هذه المعدلات لديك، قد تحتاج إلى علاج لإبقائها تحت السيطرة، ما يجعلها أقل ميلاً إلى التسبب بمشاكل قلبية.

يمكن إحداث فرق مهم من خلال التحكم بالتهاب المفاصل الروماتويدي بشكل حذر أيضاً. إذا كانت المواد الستيرويدية جزءاً من خطتك العلاجية مثلاً، فيجب استعمالها لأقصر فترة وبأقل جرعة ممكنة.

احرص على فهم الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشاكل في القلب. تتفاوت الأعراض التي تشير إلى أمراض القلب بين مختلف المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. استفسر من الطبيب عن الأعراض التي يجب التنبه منها.

خطوات

أخيراً، ابذل ما بوسعك للحفاظ على صحة قلبك. تشمل الخطوات الفاعلة:

• اتباع حمية تفيد القلب.

• استعادة وزن صحي والحفاظ عليه.

• تخفيف مستوى الضغط النفسي.

• النوم لفترة كافية.

• ممارسة الرياضة بانتظام.

قد تكون الرياضة مهمّة صعبة إذا كانت مفاصلك تؤلمك بسبب التهاب المفاصل الروماتويدي. في هذه الحالة، فكر بالتعاون مع معالج فيزيائي أو مدرّب رياضي لإيجاد البرنامج الرياضي الأفضل لك.

إذا كنت مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتويدي، استفسر من طبيبك عن خطر إصابتك بأمراض القلب. خذ ذلك الخطر بعين الاعتبار وضع خطة مستمرة لمراقبة أعراض التهاب المفاصل وصحة قلبك في آن. إذا أمكن، أضف طبيب القلب واختصاصي الروماتيزم إلى فريق الرعاية الصحية. سيساعدك هذا الفريق على تخفيض خطر إصابتك بأمراض القلب تزامناً مع التحكم بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

back to top