آيمي شومر... الكوميديا تتربَّع على عرش هوليوود

نشر في 30-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-07-2015 | 00:01
قبل عشر سنوات، كانت النساء شخصيات ثانوية في معظم أفلام هوليوود الكبيرة. فمن أبرز الأفلام التي حققت أرباحاً عام 2005 وتمحورت حول الرجال Star Wars. أما أهم فيلم أدت فيه امرأة دور البطولة في تلك السنة، فكان الفيلم الفكاهي عن التجسس Mr. and Mrs. Smith، الذي شاطرت فيه أنجيلينا جولي براد بيت الوقت على الشاشة. حتى إن ملصق الفيلم الضخم King Kong لم يحمل صورة البطلة، نعومي واتس، وركّز على الغوريلا.

صحيح أن هذا العهد لم ينتهِ بالكامل، لكن النساء يزددن بروزاً في الأفلام. ومع أنهن لم ينجحن بعد بالفوز بسلسلات أفلام حركة عالية الميزانية أو بأفلام أبطال مارفال الخارقين (قد يبدّل Wonder Woman هذا الواقع عام 2017)، أصبحن قوة محركة في نوع من الأعمال ظل محظوراً عليهن طوال فترة: الفكاهة.

لا أقصد بذلك الفكاهة الرومانسية أو الفكاهة العائلية، بل الفكاهة البحت.

بفضل نجمات مثل كريستن ويغ، مليسا ماكارثي، وآيمي شومر، التي بدأ عرض فيلمها الأخير Trainwreck قبل أيام، صار للنساء الكثيرات الكلام، الخرقاوات، والمتعددات العلاقات مكانة في عالم الأفلام. ولا يُعتبر هذا تبدلاً متوقعاً في هوليوود، حيث تمحورت الأفلام {النسائية} حول الدراما الجدية وتصوير المرأة كضحية، كما في The Accused أو North Country. ولكن بتقديمها أدواراً فكاهية جامحة كانت في الماضي حكراً على الرجال، تنجح المرأة في كسر محرمات اجتماعية وجنسية قائمة منذ زمن.

صوت عالٍ

تذكر جوديث فاغان، بروفسورة مساعدة في كلية سانت جوزف في باتشوغ تدرّس مقرراً في التمثيل الفكاهي: {تجلى تنامي تأثير المرأة بشكل واضح. فقد منحت آيمي فولر وفريق عمل Saturday Night Live المرأة صوتاً مساوياً، عالياً، وواضحاً. نتيجة لذلك، ألاحظ بين طلابي، خصوصاً النساء منهم، أنهم يستمدون قوة أكبر من هذا التغيير}.

على غرار فولر، بدأ معظم ممثلي هوليوود الفكاهيين الحاليين حياتهم المهنية في التلفزيون، وسيط يحفل تاريخه بالبرامج التي تتمحور حول النساء من I Love Lucy إلى Girls للينا دونهام. كانت مكارثي نجمة Mike and Molly على شبكة CBS قبل أن تحظى بالدور الذي أطلقها في Bridesmaids. أما ويغ، التي شاركت في كتابة هذا الفيلم، فقد أدت دوراً بارزاً في SNL. من جهتها أطلقت شومر المخضرمة في عروض الفكاهة المرتجلة (stand-up) سلسلتها الكوميدية الأساسية Inside Amy Schumer عام 2013 بعدما شاركت في برامج مثل Last Comic Standing على شبكة NBC.

فيلم تجاري

كانت هؤلاء الممثلات سيبقين على الشاشة الصغيرة لولا نجاح Bridesmaids عام 2011، الذي تؤدي فيه ويغ دور امرأة عازبة غير مستقرة تخرب زفاف أفضل صديقاتها. وقد نجح Bridesmaids، الذي يُعتبر أول فيلم فكاهي كبير يقوم على فريق تمثيل معظمه من النساء، في سلب الأضواء من The Hangover (الفيلم الفكاهي المصنف للراشدين الذي حقق أعلى المبيعات) من دون الاعتماد بإفراط على الوجه الذكوري.

يذكر مخرجه بول فيغ الذي يصوّر راهناً فيلم Ghostbusters معتمداً بشكل مطلق على النساء: {أفخر بما حققته، إلا أن Bridesmaids يشكل لحظة مفصلية. ولكن عندما كنت أصوره، كان هذا القطاع يتعرض لضغط كبير. حبس الجميع أنفاسهم، وعلقوا العمل على أي مشروع يعتمد على فريق عمل من الممثلات إلى حين تبيُّن ما سيحققه فيلمنا}.

حتى ويغ، التي شاركت آني مومولو في كتابة السيناريو، شعرت ببعض الشكوك حيال التأثير الذي سيخلفه Bridesmaids. أما مشهد الفيلم الشهير، حين تعاني مجموعة من النساء بشكل واضح وملحوظ من التسمم بالطعام، فقد أضافه فيغ والمنتج جود أباتو. أخبرت ويغ صحيفة نيويورك تايمز لاحقاً: {كتبنا النص ولم نضمنه أي أمر مماثل. ولكن اتضح أن تأثيره كان كبيراً}.

حقق Bridesmaids نجاحاً كبيراً ووصلت أرباحه إلى 288 مليون دولار، ما فتح عيني هوليوود على ما تستطيع النساء تحقيقه على شباك التذاكر في عالم الفكاهة. توضح جيسي نيلسون، مخرجة فيلم الفكاهة والدراما Love the Coopers (من بطولة ديان كيتون) الذي سينزل قريباً إلى دور العرض: {لا أعلم كم مرة تردد أمامك أنك إن استعنت بممثلات مضحكات حقاً، فستحقق النجاح. فعندما توكل إلى المرأة مهمة مماثلة، تنجح بالتأكيد في تقديم فيلم تجاري مميز}.

من الأمثلة على تأثير Bridesmaids على فيلم Identity Thief عام 2013. أعد هذا الفيلم في البداية ليكون عملاً فكاهياً يؤديه ممثلون رجال عن محتال وضحيته. لكن كاتب السيناريو كريغ مازن، يخبر أن هذا المشروع طال إلى أن شاهد نجمه جايسون باتمان فيلم Bridesmaids، فاقترح أن تؤدي مكارثي دور المحتال. وهكذا حصلنا على فيلم فكاهي يجمع بين ممثلين وممثلات (من دون أي وجه رومنسي) احتل المرتبة الأولى عند نزوله إلى دور العرض وحوّل مكارثي إلى نجمة تؤمن أعمالها أرباحاً كبيرة. فقد حقق فيلمها Spy خلال عرضه الأول 30 مليون دولار، وتفوّق على Entourage، فيلم فكاهي يقوم على عدد من الممثلين الرجال.

معيار مزدوج

يعتبر مازن أن المراجعات المختلطة التي حظي بها Identity Thief تعكس مخلفات المعيار المزدوج الذي اتبعته هوليوود في التعاطي مع الجنسين في أفلام الفكاهة. يوضح: {ذكر بعض المراجعات: هذا الفيلم سيئ لأن الشخصية الرئيسة، ميليسا، تبدو شريرة’. لكننا ما كنا لنقرأ نقداً مماثلاً عن رجل. فثمة مجموعة كبيرة من الرجال الذين نعشقهم لأنهم أشرار على نحو مضحك. لكن امرأة شريرة على نحو مضحك؟ كلا، هذا غير مقبول}.

استشفت ستيفاني زاكاريك، المسؤولة عم قسم النقد الفني في مجلة Village Voice، واقعاً مماثلاً في رد الفعل السلبي عموماً تجاه فيلم الحركة الفكاهي Hot Pursuit 2015 من بطولة ريس ويزرسبون وصوفيا فيرغارا. توضح زاكاريك: {يقلقني أن أسمع الناس يقولون: ‘نريد المزيد من الأعمال الفكاهية من النساء، إلا أننا نرغب في أن تكون كوميديا ذكية فحسب’. لكني أهوى ذلك النوع من الفكاهة الفظة. أعتقد أن من المنصف السماح للمرأة بالمشاركة في هذا المجال}.

رغم نجاحهن على الشاشة، لا تزال النساء أقل تمثيلاً بكثير وراء الكاميرا. صحيح أن شومر كتبت Trainwreck، إلا أن المخرج أباتو رجل.

يشير صانع الأفلام بول ويتز، الذي كتب فيلمه الأخير Grandma لليلي توملين: {ثمة ندرة في المخرجات-الكاتبات. ويشكل هذا إشارة إلى خطأ ما. أعتقد أن الفكاهة تشكل مجالاً مناسباً لطرح وجهات نظر المرأة لأنه يساعدها في محاربة الأحكام الثقافية المسبقة. ونأمل أن نرى عدداً أكبر من الكاتبات-المخرجات اللواتي يقدمن أعمالاً مماثلة}.

back to top