توم كروز الجريء يسلب مؤدي المجازفات عملهم

نشر في 28-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2015 | 00:01
في يوم بريطاني بارد خلال فصل الخريف الماضي، كان توم كروز متدلياً خارج طائرة عسكرية من نوع آيرباص A400  عندما كانت تنتظر على المدرج. كان المخرج وفريق العمل في فيلمه الجديد Mission: Impossible —Rogue Nation محتشدين داخل الطائرة، مستعدين لمجازفة بالغة الخطورة.

يخبر المخرج كريستوفر ماكواري: «خرجت من الطائرة قبيل الإقلاع. كان توم يتدلى على ظهرها. كان الصوت عالياً جداً والبرد قارساً، والإنهاك والتعب يكبلان الجميع. ففكرت: ‘لا شك في أن هذه هي جهنم’».

لم تشكل هذه الظروف القاسية سوى البداية بالنسبة إلى كروز: كانت الطائرة تستعد للإسراع على المدرج والإقلاع، فيما يتمسك الممثل المربوط بإحكام خوفاً على حياته.

ومن ثم ستحط الطائرة مجدداً والممثل ما زال ملتصقاً بجهتها الخارجية.

مجازفات خطيرة

يرفع هذا المشهد البالغ الصعوبة، الذي يشكل نهاية المقتطفات الدعائية التي نُشرت أخيراً، معيار ما يستطيع هذا الممثل أداءه، لا سيما أنه سعى طوال مسيرته المهنية إلى سلب مؤدي المجازفات عملهم. على سبيل المثال، في فيلم Mission: Impossible — Ghost Protocol عام 2011، تأرجح توم كروز المربوط  في أعلى مبنى في العالم، برج خليفة، ليؤدي مجازفة. وفي الجزء الأخير من هذه السلسلة، صعد كروز إلى ارتفاعات أعلى، متأرجحاً هذه المرة من طائرة.

قرر كروز القيام بهذا العمل بعدما اقترح ماكواري مازحاً، خلال التخطيط للمغامرات التي يؤديها إيثان هانت وشركاؤه في الجزء الأخير من هذه السلسلة، على كروز تحويل طائرة تظهر في خلفية مشهد محدد في النص إلى جزء رئيس من سلسلة من المجازفات. قبل كروز التحدي، وسرعان ما بدأ ماكواري ببناء القصة والتخطيط للتفاصيل اللوجستية والتقنية.

ولكن قبل وقت طويل من تثبيت الكاميرا على جانب الطائرة، أجرى فريق العمل، بقيادة منسق المجازفات ومساعد كروز الدائم وايد إيستوود، مجموعة من الاختبارات القاسية. فقد حاكوا على الأرض هبوب الريح لمعرفة ما سيكون تأثيرها في كروز (التصق جفناه، مثلاً، بالجانب الخلفي من المحجرين). وفي الجو، أجرى فريق العمل اختباراً علق خلاله لعبة بالحجم الطبيعي إلى جانب الطائرة وحاكى سرعة الطائرة وارتفاعها لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تسقط (لم تسقط).

خطة طوارئ

كان الخطر الأكبر اصطدام طائر بكروز أو بالمحرك. لذلك عمل الفريق على تطوير خطة طوارئ تساعد كروز على دخول الطائرة في حال تعرضت هذه الأخيرة لأي خطب خلال المناورة في الفضاء. وقد نُفذت هذه الخطة مرات عدة فيما أقلعت الطائرة وحطت لتصوير هذا المشهد مرات عدة.

لكن التنقل الأكثر دقة كان على الأرجح من نوعية مختلفة. فقد رفضت شركة آيرباص في البداية إعارة فريق هذا الفيلم طائرة A400. فلا يُعتبر سقوط أحد أكبر نجوم السينما في العالم منها على ارتفاع آلاف الأقدام دعاية جيدة لطائرتها الجديدة المتطورة. وقد  تردّد مدراء هذه الشركة لأن عملية الإقلاع ستتخذ زاوية حادة تُعتمد عادةً في العروض الهوائية لا خلال إقلاع طائرة ضخمة من مطار لوس أنجليس الدولي.

نتيجة لذلك، وضع إيستوود وفريقه خطة للحد من المخاطر شملت نظاماً متطوراً لوقف الطيور على متن الطائرة، فضلاً عن تدابير أخرى. وسافروا بعد ذلك إلى مكاتب آيرباص في إشبيليا بإسبانيا وتولوز في فرنسا ليعرضوا قضيتهم. فرضخ المدراء في النهاية، حتى إنهم سمحوا لهم بالاستعانة بأحد أهم طياري التجارب الذين يعلمون معهم.

يخبر إيستوود، ضاحكاً: {لا أنفي أن هذه كانت تجربة مضنية. فإن حدث خطب ما، فلن أعمل مجدداً، مع أن هذا كان آخر مشاكلنا}.

يقول إيستوود وماكواري إن هدفهما في Mission: Impossible بناء فيلم يستطيع المشاهد ربطه بالواقع في عصر يعتمد فيه الكثير من أفلام الحركة على المشاهد المعدة على الكمبيوتر. على سبيل المثال، رفض كروز وضع نظارات، معتبراً أن هذا سيجعل المشهد أكثر واقعية بالنسبة إلى المشاهد.

رغم ذلك، كان من الضروري الحدّ من روح المغامرة الجامحة هذه بالتخطيط الدقيق. يوضح ماكواري: {توم جريء، إلا أنه يدرك تماماً ما قد تسببه إصابة واحدة للإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، لا أحد يود أن يموت بسبب طائر نورس}.

back to top