لعاب حلزون وسم أفعى في مساحيق التجميل!

نشر في 28-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2015 | 00:01
No Image Caption
نعرف الكثير من المكوّنات الحيوانية في مساحيق التجميل. يتبع بعضها القواعد المتبعة عموماً، في حين تشذّ أخرى عنها قليلاً. ولكن ما رأيك في هذه المكونات الجديدة التي  تلقى رواجاً واسعاً في  مجال العناية المضادة للشيخوخة؟ هل لها فوائد أخرى غير التسويقية؟

مواد حيوانية في مساحيق التجميل؟ نعم، وهذه ليست قليلة أو حتى جديدة. ولا يختلف الوضع مع المساحيق العضوية. لكن حذار: ثمة مكوّن من أصول حيوانية وآخر مُنتج من أصول حيوانية. يستخدم بعض المنتجات مكونات حيوانية من دون المساس بالحيوان بحد ذاته والمواد الأولية المستخلصة من الحيوانات، سواء كانت حية أو ميتة.

عالم المكونات الحيوانية الواسع

من الممكن تقسيم هذه المكونات في مجال التجميل إلى فئتين كبيرتين: المنتجات الحيوانية، والمستخلصات الحيوانية.

منتجات حيوانية

منتجات أو مواد ينتجها الحيوان طبيعياً ويكتفي الإنسان بجمعها واستغلالها. تنقسم بدورها إلى مجموعتين:

المنتجات الفيزيولوجية: تنتج بهدف حماية النوع، على غرار اللانولين الذي نحصل عليه من صوف الخروف أو الحرير من شرنقة دودة القز. أو قد يكون هدفها ضمان استمرار النوع على شكل بيضة أو حليب...

المنتجات الناجمة عن عمل الحيوان: تُنتج الحيوانات أنواعاً مختلفة لسد حاجاتها الخاصة. {فيسرق} الإنسان جزءاً منها من دون أن يستنفدها بالكامل. على سبيل المثال، يقدم النحل، العسل، الشمع، أو العسل الملكي.

في عالم مساحيق التجميل، من الممكن استعمال هذه المواد الأولية بشكلها الخام أو كخلاصات: يُضاف الحليب أو أنواع الحليب المختلفة (بقر، ماعز، أتان، ناقة...) إلى الكريمات أو جيل الاستحمام لتمتعها بخصائص مرطبة ومجددة. ولكن من الممكن، أيضاً، استخلاص حمض اللاكتيك (مادة مرطبة أو مقشرة وفق نسب استعمالها) منها أو تحويلها إلى لبن بخصائص منعمة ومهدئة. وينطبق الأمر عينه على البيض، الذي يُستخدم خصوصاً بسبب الليسيثين الذي ينعم ويزيد الحجم. وهكذا يُضاف إلى مساحيق التجميل التي يزيد حجمها كما هي الحال مع المايونيز.

خلاصات حيوانية

تشكل مكونات من الكائن الحيواني ومن الضروري أخذها مباشرة من الحيوان بحد ذاته. وما من حل في معظم الحالات إلا قتل الحيوان أو استخدام فضلات من المسلخ، سواء كانت هذه الخلاصات مواد دهنية باهظة الثمن أو مواد ناشطة بالغة الأهمية.

في خانة المواد الدهنية: لطالما شكلت شحوم البقر المادة الدهنية الأساس في كثير من أنواع الصابون. إلا أنه ما عاد يُستخدم كثيراً اليوم. فقد استُبدل عموماً بالزيوت النباتية.

ولكن من الممكن أن ترجع مواد دهنية أخرى إلى أصول حيوانية. هذه حال الغليسرين. فهو يشكل مادة مرطبة جداً يمكن الحصول عليها من هدرلة الدهون المستخرجة من بقايا الحيوانات في المسلخ. وينطبق الأمر عينه على السكوالان، مادة أخرى مرطبة تُستمد من هدرجة السكوالين، مركب دهني يتوافر بكميات كبيرة في زيت كبد سمك القرش.

ونرى هنا المشاكل الأخلاقية التي قد تنشأ بسبب أصل هذه المكونات، وتتفاقم هذه المشاكل عندما يكون الحيوان المستهدف مهدداً بالانقراض. على سبيل المثال، نلاحظ وجود دهون حيتان في بعض المنتجات. لذلك أطلقت منظمة Bloom التي تسعى إلى حماية الحياة البحرية، صرخة تحذير ونددت بالإفراط في استغلال كبد القرش، علماً أن  بعض أجناسه مهدد بالانقراض.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه في حالة الغليسرين كما السكوالان تتوافر بدائل نباتية. كذلك تمنع مراجع علم التجميل الحيوي استخدام مكونات مماثلة، إن كانت تفرض قتل الحيوان للحصول عليها.

في خانة المواد الناشطة: نذكر حمض الهيالورونيك، الذي يُستخدم خصوصاً في مستحضرات محاربة عوامل الشيخوخة بسبب قدرته الفائقة على الترطيب والتجديد. كان هذا الحمض يُستخرج في ما مضى من عرف الديك، الخلط الزجاجي في أعين البقر، وجلد سمك القرش... ولكن صار من الممكن، اليوم، بفضل التكنولوجيا الحيوية، إنتاجه صناعياً بواسطة بكتيريا أو الخمائر.

على نحو مماثل، من الممكن استخراج الكيراتين، الذي يلقى اليوم ارواجاً في العناية بالشعر وتمليسه وتقوية البشرة والأظافر، من عرف الديك ومن قرون وحوافر الحيوانات في المسلخ.

من الممكن الحصول عليه أيضاً من ريش الطيور أو إعادة ابتكاره بربط بروتينات القمح، الصويا، والذرة: وهذا ما ندعوه الكيراتين النباتي.

في هذه الخانة نفسها نجد أيضاً الكافيار، بيض سمك الحفش المأخوذ من الإناث، الكارمين، الذي يمكن الحصول عليه بسحق دودة قرمزية.

هذا غيض من فيض لأن مجال المساحيق يقدم لنا اليوم وعوداً تتخطى المعقول.

مكونات حيوانية جديدة

ماذا تحتوي المنتجات الجديدة الثورية المحاربة للشيخوخة؟ لعاب الحلزون، سم الأفعى، وحتى سائل سمك السلمون المنوي وخلاصات من دود الأرض.

ميزة هذه المكونات أن من الممكن الحصول عليها من دون إلحاق أذى بالحيوانات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هي مفيدة حقاً؟ الجواب: نعم بالتأكيد.

لعاب الحلزون: تعود فكرة استخدام هذه المادة الطبيعية إلى خاصية لاحظها المراقبون: يساهم هذا اللعاب في إصلاح قوقعة هذا الحيوان الصغير. كذلك تبين أن مَن يربون ويعتنون بالحلزون يتمتعون ببشرة ناعمة وتشفى جروحهم بسرعة.

يحتوي هذا اللعاب على:

الألانتوان، يساعد البشرة على الاسترخاء والتجدد.

الكولاجين والإلاستين، يساعدان في إعادة بناء أنسجة البشرة، علماً أن هذه القدرة تتراجع مع التقدم في السن.

إنزيمات تعزز عملية تجدد الخلايا.

فيتامينات مضادة للأكسدة تحارب الجذور الحرّة.

البيبتيدات المضادة للميكروبات.

سم الأفعى: يشكل هذا السم البوتوكس الحديث من دون كل تلك التأثيرات الجانبية. عندما يُحقن هذا السم في البشرة، يحارب الانقباضات العضلية الصغيرة في الوجه التي تشكل التجاعيد. وبعد أسابيع من الاستخدام، تبدو البشرة مشدودة، ملساء، وأكثر نضارة.

أضف إلى ذلك لعاب العلق، الغني بالإنزيمات والقادر على ترطيب أعماق البشرة، أو سائل السلمون المنوي الغني بالسبيرمين، مضاد للأكسدة بالغ القوة، أو فضلات دود الأرض المضادة للتقدم في السن...

ولكن إن كانت كل هذه المكوّنات تثير اشمئزازك، تستطيع العودة إلى زبدة الشيا أو زيت الأركان: ولا شك في أن هذه المكونات تغذي البشرة وتساعدها على محاربة علامات الشيخوخة.

back to top