80 عاماً من الدم والغدر (15) دماء السادات على منصة النصر

نشر في 17-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2015 | 00:01
وافق تنظيم عبدالسلام فرج على اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، كخطوة في طريق إعلان جمهورية تكفيرية، لكن تنفيذ الفكرة لم يكن سهلا في البداية، لولا ظهور خالد الإسلامبولي على مجرى الأحداث، لتتحول الفكرة إلى واقع دموي، أدى إلى سقوط السادات قتيلا، فضلا عن 118 شخصا قضوا في مذابح الجماعة الإسلامية في أسيوط.
وصلت الأمور في مصر في 2 سبتمبر 1981، إلى حافة الانفجار، فالرئيس السادات كان حانقاً على جميع القوى الفاعلة في المشهد المصري، فألقى القبض على المئات، وألقى بهم في غياهب السجن، وكان من ضمن المعتقلين أعضاء في تنظيم عبدالسلام فرج، أمثال كرم زهدي، وناجح إبراهيم، وعصام دربالة، وفؤاد الدواليبي، بعدها بيوم واحد تم ضبط القيادي بالجماعة الإسلامية طلعت فؤاد قاسم، في منزل تابع لعبود الزمر، هنا قرر قادة تنظيم الجهاد الإسراع في تنفيذ مخططهم باغتيال السادات.

وسط بحث فرج وقادة تنظيمه عن الوسيلة المناسبة التي يمكن من خلالها استغلال حالة الفوضى والارتباك السياسي الذي تمر به مصر وقتذاك، تقدم إليه عضو التنظيم والضابط في الجيش المصري، خالد شوقي الإسلامبولي بمقترح قتل السادات أثناء العرض العسكري المقرر في 6 أكتوبر 1981، واطلع خالد عبدالسلام فرج وعبود الزمر على معلومة غاية في الأهمية تتعلق بمشاركته في العرض العسكري، ما يعني إمكانية تنفيذه عملية الاغتيال بقليل من التخطيط.

رحب عبدالسلام فرج بالفكرة فوراً واستدعى بقية قادة التنظيم أمثال عاصم عبدالماجد وأسامة إبراهيم حافظ لتخطيط عملية الاغتيال، وتم الاتفاق في 28 سبتمبر، على أن يتولى خالد الإسلامبولي قيادة مجموعة من أعضاء التنظيم مهمة اغتيال السادات، فيما يتولى عبدالسلام فرج ومجموعته عملية السيطرة على المنشآت الحيوية في القاهرة، وتطوع كرم زهدي هو ومجموعته بالعمل على السيطرة على محافظة أسيوط في صعيد مصر، ثم ينطلقون منها للسيطرة على محافظات الوجه البحري.

من جهته، التقى خالد الإسلامبولي بكل من عطا طايل حميدة، وحسين عباس، وعبدالحميد عبدالسلام وعرض عليهم المشاركة معه في عملية اغتيال السادات، ووافقوا جميعا بلا تردد، بينما أرسل عبدالسلام فرج إلى عبود الزمر رسالة تتضمن تفاصيل الخطة النهائية، تشكك عبود في البداية من مخاطرة القيام بمثل هذه الخطوة، لكن فرج أرسل إليه قائلا: {عملية القتل سيقوم بها خالد ومجموعة من الأفراد فقط، ونحن كتنظيم لا دخل لنا، وهم سينفون أية علاقة لهم بالجماعة إذا ما قبض عليهم، ثم إن هذه العملية هي عملية استشهادية في سبيل الله، ولن يخرجوا منها سالمين}، فرد عبود بالموافقة على الخطة، مع تأكيده القيام بتنفيذ الشق الثاني من الخطة المتعلق بالسيطرة على المنشآت الحيوية في القاهرة في إطار إعلان الثورة الإسلامية المفترض إعلانها عقب نجاح عملية الاغتيال.

لعب القدر لعبته، وضع الجميع في مسارات مختلفة لكنها تتقاطع جميعها في لحظة واحدة، فتصطدم الأقدار وتقرر لعبة الحياة من يموت ومن يواصل المضي قدما، ففي يوم 23 سبتمبر صدر القرار بتكليف خالد الإسلامبولي بالاشتراك في العرض العسكري لاحتفالات الدولة بنصر أكتوبر، على الرغم من أن تقرير المخابرات الحربية أوصى بعدم الاستعانة به لميوله الدينية المتشددة، لم يهتم أحد بتتبع المعلومة والتقصي خلفها، التراخي كان شعار المرحلة، رغم أجواء الأزمة التي أدخل السادات البلاد فيها باعتقال المئات من رموز الوطن، لذلك شارك الإسلامبولي في تجهيزات العرض بكل بساطة، بل إن مشاركته في {بروفات} العرض أكثر من مرة مكنته من معاينة منصة العرض العسكري أكثر من مرة، ومراجعة خطته بأريحية.

واستمرارًا للتراخي الأمني، استكمل خالد الإسلامبولي تجهيز الجزء الخاص من الخطة، ووفقا لفؤاد علام في كتابه {الإخوان وأنا}، تمكن من إدخال عبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل حميدة وحسن عباس محمد إلى أرض العرض بموجب خطاب مزور مفاده أنهم ملحقون من اللواء 188 مدفعية، وفي صباح يوم 5 أكتوبر 1981، عينهم خدمة السلاح، وطلب منهم تمييز البنادق الآلية التي سيستخدمونها صبيحة اليوم التالي، بينما تسلم من عبدالسلام فرج أربع قنابل يدوية وعددا من الأسلحة والذخيرة لاستخدامها في عملية الاغتيال.

في تلك الأثناء، كان عبود الزمر يشرف على مجموعته التي ستتولى اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) لإذاعة البيان الإسلامي، وكانت الخطة أن يتمركز الزمر ومجموعته في ميدان {التحرير}، غير بعيد عن مبنى ماسبيرو، على أن تتلقى مجموعات أخرى منتشرة في عدد من مساجد القاهرة، ومعهم لافتات وأعلام سوداء، لافتعال تظاهرات تجذب الجماهير العادية للانضمام للثورة الإسلامية المزعومة.

لكن الخطة لم تمض كما اشتهى الزمر، فكان يفترض أن يقوم عضو التنظيم، صبري حافظ، وهو رقيب متطوع في الجيش، بتخدير كتيبة حراسة وزارة الدفاع، للحصول على سلاح الكتيبة ونقله إلى عبود الزمر ومجموعته ليتمكنوا من السيطرة على ميدان التحرير ومبنى ماسبيرو، لكن حافظ أكثر من وضع المادة المخدرة في {الجاتوه} الذي قدمه لجنود الحراسة، ما تسبب في جعل مذاق الجاتوه مراً، فلم يقبل عليه الجنود، ما أدى إلى فشل الخطة، ما كان نتيجته أن انسحب عبود الزمر من ميدان التحرير لعدم وصول الأسلحة صبيحة يوم 6 أكتوبر، هكذا فشلت خطة الاستيلاء على الميدان، وبالتالي لم يتمكن الزمر من الاقتراب من مبنى {ماسبيرو} لإذاعة بيان الثورة الإسلامية.

رغم فشل خطة عبود الزمر الإرهابية في السيطرة على ميدان التحرير ومبنى ماسبيرو، ما أجبره على الانسحاب والاختباء بعيدًا عن الأنظار، إلا أن الجزء الأهم من الخطة الإرهابية تم تنفيذه بنجاح، فأثناء العرض العسكري الذي حضره الرئيس السادات ونائبه حسني مبارك ووزير الدفاع محمد عبدالحليم أبو غزالة، 6 أكتوبر 1981، وأثناء مرور مجموعة من عربات سلاح المدفعية، توقفت إحداها أمام المنصة مباشرة، نزل منها خالد الإسلامبولي ومجموعته، وألقوا بالقنابل الأربع لكن سور المنصة حمى السادات ورجال الدولة منها.

هب السادات واقفًا غير مصدق ما يحدث من حوله، تملكه الغضب هب واقفا وصرخ قائلا: {مش معقول... مش معقول... مش معقول}، ربما كان منبع صدمته أن تحليله وتوقعاته جانبها الصواب، فرغم التحذيرات الأمنية، ومطالبة جيهان السادات ووزير الداخلية النبوي إسماعيل باتخاذ الرئيس احتياطاته الأمنية بارتداء القميص الواقي من الرصاص، قائلاً: {أنا رايح لأولادي، أنت هوال وخواف يا نبوي}، أدرك خطأه متأخرًا، وجسده يستقبل دفعة من الطلقات أطلقها القناص حسين عباس، استقرت إحداها في عنق الرئيس.

عاد خالد الإسلامبولي لأخذ الرشاش من السيارة بعد تعطل السلاح الذي كان في يده، وأطلق الإسلامبولي دفعة جديدة من الرصاص استقرت في جسد السادات المكشوف، اقترب المجرمون من المنصة، رأى عبدالحميد نائب الرئيس، حسني مبارك، كان في مرمى النيران، يستطيع إن أراد أن يقتله، لكنه قال: {أنا مش عايزك، إحنا عايزين الفرعون}، ثم أخذ الإسلامبولي سلاح حسين عباس، الذي فر هاربًا بعد انتهاء الجريمة، فيما صعد عبدالحميد سلم المنصة وارتمى فوق جثة السادات وقلبه على ظهره وطعنه بحربة السونكي، ثم أطلق عليه عيارًا ناريًا.

بعد اغتيال السادات بيومين، أي في 8 أكتوبر، بدأت الجماعة الإسلامية في أسيوط تنفيذ الشق الثالث من خطة إقامة الإمارة الإسلامية، فقد قرر كرم زهدي وعاصم عبدالماجد، وبقية مجلس شورى الجماعة الإسلامية، استكمال مخطط الانقلاب على النظام المصري، فرغم فشل الزمر في السيطرة على مبنى {ماسبيرو} لإعلان الثورة الإسلامية، وتم الاتفاق على استهداف مديرية الأمن ومقرات أجهزة الشرطة المختلفة، ثم الزحف في تجاه القاهرة، لاستكمال خطة الزمر باحتلال قصر عابدين ومبنى ماسبيرو لإعلان قيام الثورة الإسلامية.

وفي صباح 8 أكتوبر، الموافق عيد الأضحى، هاجم 8 مسلحين مبنى مديرية أمن أسيوط، وأطلقوا النار على الجميع فقتل 16 سائقًا و32 جنديًا، فيما احتل المهاجمون سطح مديرية الأمن وأطلقوا النار على المارة، بالتزامن مع سيارات تحمل مجموعات مسلحة تطلق النار على المارة ورجال الشرطة، فيما هاجمت مجموعة أخرى قسم شرطة أول في غرب أسيوط، وقتلوا من وجدوه، وكان عاصم عبد الماجد –الموجود في قطر حاليًا- هو من يتولى قيادة تحركات الإرهابيين على الأرض، لكنه أصيب بثلاثة أعيرة نارية، هكذا سقطت أسيوط في بحر من الدم، قتل خلاله نحو 118 شخصًا معظمهم من الشرطيين، وفشل الهجوم بتدخل قوات الجيش وتم إلقاء القبض على معظم قيادات تنظيم الجماعة الإسلامية، التي اعتنقت الإرهاب وعقيدة الدم والتكفير، لتنتهي بذلك أخطر محاولة لإقامة جمهورية تكفيرية على ضفاف النيل.

من ملفات التحقيقات

س: اسمك وسنك ووظيفتك؟

ج: خالد أحمد شوقي الإسلامبولي، 24 سنة، ملازم أول بالقوات المسلحة.    

س: ما المهام التي اتفقتم عليها سواء بالنسبة لك، أو بالنسبة لكل واحد ممن معك؟

ج: أنا أرمي قنبلة يدوية بمجرد نزولي من العربية، والثانية وراها على طول، وعبدالحميد يضرب واحدة من العربية والرابعة للدفاع كانت مع عبدالحميد، ثم يتقدم عبدالحميد وعطا من جهة اليمين بالنسبة لنا، وأنا في المنتصف وحسين في الشمال.

س: كيف أوقفت العربية؟

ج: بعد تهديد السائق وقفت على الفور.

س: وبماذا هددته؟

ج: الرشاش كان على رجلي وهددته به.

س: ولكنه يعلم أنه ليس به ذخيرة؟

ج: أول ما قلت له اقف، وقف على طول.

س: هل كان يعلم أن به ذخيرة؟

ج: لا.    

س: وما صلتك بهذا السائق؟

ج: هو من سريتي.

س: هل كنت متفقًا معه؟

ج: لا.

س: وما الذي أخافه؟

ج: معرفش، أنا قلت له اقف لأضربك بالنار، فوقف.

س: هل شددت فرامل اليد؟

ج: لا، ولكن كنت ناوي أشدها إذا لم يقف.

س: من الذي حمل الرشاش أمام المنصة الرئيسية؟

ج: كان الرشاش على حجري، والقنبلة اليدوية في يدي فارتبك السائق ووقف.

س: وكيف تم تبديل الخزنة الفارغة بالخزنة المعمرة؟

ج: بمنطقة الانتظار وكانوا {بينظفوا} عادي وهو كان تحتي، فأنا حطيت دي مكان دي.

س: هل أرسلت السائق لإحضاره مأكولات أو غير ذلك؟

ج: نعم، أرسلته لإحضار سندويتشين ولم آكلهما.

س: ولماذا؟

ج: لأنه سبق لي أن تناولت الإفطار.

س: فلماذا أرسلته إذن؟

ج: حتى لا يجلس في الكابينة إلا ساعة بدء التحرك، وحتى لا يكتشف أن الرشاش به ذخيرة، وأنا كنت بأحاول {أسوحه} من العربة حتى ينزل.

س: ألم تفض إليه بشيء؟

ج: لا طبعاً.

***

س: اسمك وسنك ووظيفتك؟

ج: عطا طايل حميدة رحيل، 26 سنة، ملازم أول مهندس، احتياط.

س: ماذا حدث يوم العرض؟

ج: يوم العرض الصبح، 6 أكتوبر، طلعنا خالد معاه ضمن الطقم في العربية، وكانت العربية قاطرة المدفع 130 مم، وكانت العربة التي تسير يمين القول بالنسبة للمنصة وكان تسليح الطاقم بنادق آلية، وكانت بنادقنا فقط بها ذخيرة، واللي جاب الذخيرة خالد، وبعدين رحنا راكبين في العربية، وفي فترة الانتظار أعطى خالد لعبدالحميد قنبلتين يدويتين، وعبدالحميد أخذ واحدة وأعطاني واحدة، وحينما وقفت السيارة أمام المنصة حسب الاتفاق بيننا قام حسين بإطلاق النار من العربة في اتجاه المنصة وعبدالحميد وأنا ألقينا القنبلتين اليدويتين، وأنا الذي بدأت، وأنا ألقيت القنبلة من مسافة بسيطة بحيث لم تصل إلى المنصة، وسقطت أنا في أرض العربية.

وقمت وجدت كل الجنود أو معظمهم نزلوا من العربية، فنزلت وسقطت تحت عجلات المدفع الذي بدأ التحرك، والبندقية مرمية بجانبي، فقمت من تحت عجلات السيارة إلى المنصة، ولم أر المقصود (أي السادات)، ووجدت الصف الأول عبارة عن كراسي، وليس بها أحد، ووصلت في النهاية، وأطلقت النار على الكراسي في الصف الأمامي، وأنا أطلقت مالا يتعدى عشر طلقات وأصبت من شخص كان في حوالي الكرسي الخامس في المنصة، ولم أرض ضربه بالرغم من أنه كان في مرمى يدي، وسقطت على الأرض من إصابتي، ونقلت إلى المستشفى.

س: من كان آمركم في هذه العملية؟

ج: خالد.

س: وهل كنت تنوي قتل رئيس الجمهورية؟

ج: نعم.

س: وهل كنت تنوي قتل غيره؟

ج: النبوي إسماعيل.

س: حدد دور كل واحد منكم في التنفيذ حسب الخطة المتفق عليها؟

ج: التخطيط المتفق عليه كان أنه لما توقف العربية يقوم حسين بإطلاق الرصاص، وأنا وعبدالحميد نرمي القنابل، وخالد يطلق الرصاص بعد ما ينزل من العربة، ونهاجم المنصة جميعاً حسب الفرص المتاحة.

س: وما الذي تم فعلا تنفيذه لهذا التخطيط؟

ج: ما تقدم بعينه.

س: ألم تكونوا تخشون من اكتشاف الذخائر والقنابل؟

ج: بلى.

***

س: اسمك وسنك ووظيفتك؟

ج: حسين عباس محمد، 27 سنة، رقيب متطوع من قوة الدفاع الشعبي.

س: ماذا حدث يوم العرض؟

ج: في الساعة الثالثة صباح يوم العرض، (الثلاثاء)، أحضر خالد الذخيرة، وعطا قام بوضعها في خزن الثلاث بنادق الآلية، وكل خزنة 27 طلقة وقام عطا بأخذ أرقام البنادق التي بها ذخيرة، وفي الساعة السادسة صباحاً اتجمعنا وتسلمنا السلاح واخترنا البنادق الآلية التي بها الذخيرة وركبنا العربة التي خصصها خالد لنا وهي العربة رقم (1) ضمن قول الكتيبة، أي العربة الأولى على اليمين التي تواجه المنصة مباشرة أثناء السير، وهو كان قد أخبرنا أنه سيقوم بجذب فرامل اليد لتقف العربة أمام المنصة، وكنا قد اتفقنا على أنه بمجرد أن تقف العربة سيقوم خالد وعطا بقذف قنبلة يدوية ثم يعقب ذلك إطلاق النار.

س: ماذا حدث بعد نزولكم؟

ج: أنا أحكي الذي حدث معي فقط، تقدمت تجاه الظالم، وكانت هوجة وأنا كنت قد أطلقت دفعة نيران من فوق العربة باتجاه المنصة، وأول ما نزلت ضربت دفعة واكتشفت أن الذخيرة نفدت بعد وصولي إلى المنصة فاتجهت يسارًا.

س: كيف أطلقت النار على المنصة؟

ج: ضربت من فوق العربية بالتوجيه الغريزي.

س: هل كنت تراه؟

ج: أنا كنت أوجه السلاح إلى منتصف المنصة، كما أطلقت دفعة واحدة بعد نزولي في نفس الاتجاه.

س: ألم تقترب من المنصة؟

ج: اقتربت من المنصة.

س: هل أطلقت النار بعد وصولك المنصة؟

ج: لا.

س: لماذا؟

ج: لأني تبينت أن الذخيرة نفدت؟

س: ألم تصوب سلاحك في اتجاه السيد الرئيس عند وصولك إلى منتصف المنصة؟

ج: نعم، حصل، واكتشفت أن الذخيرة قد نفذت.

س: ألم تحاول صعود السلم اليسار للمنصة؟

ج: شرعت في الصعود.

س: في اتجاه من صوبت النار لدى صعودك السلم؟

ج: على الذي أمامي وأنا طالع السلم.

س: والذي أمامك على السلم هو السادات؟

ج: لا أعلم.

س: لماذا تضربه إذن؟

ج: لكي أصل إلى هدفي.

س: وماذا فعلت بعد ذلك؟

ج: لما فوجئت بنفاد ذخيرتي، رجعت للخلف ثم جريت يسارًا حتى قابلني خالد وأخذ مني السلاح، واندسست أنا بين الناس الذين كانوا متجمعين على يمين الطريق بعد المنصة.

س: ولماذا أخذ منك خالد السلاح؟

ج: لأنه وجدني متعبًا.

س: وماذا فعلت بعد اندساسك بين الناس كما تقول؟

ج: كانت هيصة، وأنا مشيت مع الناس عادي لغاية الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ثم سرت يساراً في الشارع الذي يحاذي سور الاستاد... ووصلت حتى مترو الدراسة بشارع صلاح سالم وسرت يميناً قليلاً حتى أوقفت سيارة تاكسي، قبل أن أصل الموقع الذي به القوات الجوية، والتاكسي أوصلني إلى الألف مسكن.

س: ولماذا نزلت في هذا الموقع بالذات؟

ج: هذا مكاني.

س: هل أبلغت أحدًا بما ارتكبت؟

ج: نعم... زوجتي فقط.

س: هل أبلغت أحد سواها؟

ج: لا.

س: أبداً؟

ج: أبداً.

س: من كان آمركم فيما عزمتم عليه من اغتيال رئيس الجمهورية؟

ج: خالد.

***

س: اسمك وسنك ووظيفتك؟

ج: عبدالحميد عبدالعال، 28 سنة، ضابط سابق بالدفاع الجوي، وأعمل حالياً أعمالاً حرة.

س: من الذي حدد مهام التنفيذ؟ مثلا من الذي يتجه إلى يمين المنصة، ومن يتجه إلى شمالها، ومن يتجه إلى وسطها؟

ج: لم يتم الاتفاق بيننا على خطة معينة للتنفيذ، وإنما جرى التنسيق عند التنفيذ حسب الموقف.

س: كيف حصل خالد على الرشاش؟

ج: هذا الرشاش خاص بالسائق، ولا أعرف كيف حصل عليه منه، ويسأل خالد في ذلك.

س: هل كنت تمارس رياضة بدنية؟

ج: نعم.

س: عندما واجهت المنصة من المنتصف، كيف تمكنت من إطلاق النار على السيد الرئيس؟

ج: رفعت البندقية الآلية في اتجاه السادات والماسورة مائلة لأسفل 20 درجة.

back to top