اليونان تقدم عرضاً جديداً في القمة الطارئة... وأوروبا تطالب باقتراحات محددة وجدية

نشر في 08-07-2015 | 00:06
آخر تحديث 08-07-2015 | 00:06
• أثينا تسعى لخفض قيمة الديون بنسبة تصل إلى 30%

• ألمانيا: أي خطة لتقليص ديون اليونان ستدمر منطقة اليورو
طالبت فرنسا وألمانيا رئيس الوزراء اليوناني بـ«اقتراحات محددة» لحل مشكلة الديون التي تعانيها بلاده، وتحقيق إصلاحات اقتصادية، وذلك في القمة الطارئة المقبلة لمنطقة اليورو. وأبقت باريس وبرلين «الباب مفتوحاً» أمام إمكان استئناف المفاوضات غداة رفض اليونانيين خطة الدائنين.

تبنت فرنسا وألمانيا خطابا واحدا الاثنين حيال اليونان، فابقتا «الباب مفتوحا» امام امكان استئناف المفاوضات غداة رفض اليونانيين في استفتاء الاحد خطة الدائنين، لكنهما طالبتا رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس بـ»اقتراحات محددة».

من جهته، ابقى البنك المركزي الاوروبي القروض الطارئة للمصارف اليونانية على مستواها الحالي، لكنه شدد شروطه للمنح مستقبلا.

وستظل المصارف اليونانية مغلقة على الاقل حتى الاربعاء، مع استمرار اجراءات المراقبة على الرساميل.

وبينما ذكرت تقارير صحفية أن من المتوقع أن يقدم رئيس الوزراء اليوناني عرضا جديدا للإصلاحات الاقتصادية في القمة الطارئة لمنطقة اليورو، حاول الرئيس فرنسوا هولاند والمستشارة انغيلا ميركل في باريس اظهار شيء من وحدة الموقف في الرسالة التي وجهاها الى الحكومة اليونانية.

واعتبرت ميركل ان «من الملح» تلقي «اقتراحات محددة جدا»، فيما طالب هولاند ستيبراس باقتراحات «جدية».

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن الخطة الجديدة سوف تتضمن طلبا بخفض قيمة الديون اليونانية بنسبة قد تصل إلى 30 في المئة، وذلك بعد أن رفض اليونانيون يوم الأحد الماضي مطالب الدائنين الدوليين.

لا معنى لها

وقال المفوض الاوروبي المكلف الشؤون الرقمية غونتر اوتينغر لصحيفة ألمانية انه في ظل غياب مقترحات جديدة من اثينا، فان اي مفاوضات جديدة «لا معنى لها».

واضاف الالماني اوتينغر لصحيفة بيلد «ان الاستفتاء عبأ الناس لكن هذا لا يغير شيئا من واقع ان اليونان على حافة الافلاس».

وشدد المسؤول الاوروبي على انه ضرورة تقديم اثينا مقترحات لانه اذا استمرت حكومة الكسيس تسيبراس في رفض ذلك فانه «لا معنى لمفاوضات جديدة».

وتابع المسؤول الاوروبي ان على المفوضية الاوروبية ودول منطقة اليورو الآن منع وقوع نقص في الادوية والغذاء والنفط والغاز في اليونان «بسبب الوضع المالي الطارئ»، ما من شأنه ان يستدعي استخداما محتملا لوسائل مخصصة في الاصل للكوارث الطبيعية.

لا تقليص

ورفضت ألمانيا على لسان وزير الاقتصاد أي خطة لتقليص ديون اليونان، معتبرة أن هذا الأمر من شأنه أن يدمر منطقة العملة الموحدة، في حين اعتبرت فرنسا أنه لا يمكن تحمل مخاطر مغادرة منطقة اليورو.

ولكن في ما يتجاوز المفردات المشتركة، لم يخف هولاند وميركل تباينهما عشية قمة مصيرية لمنطقة اليورو في بروكسل.

وفي هذا السياق، كرر الرئيس الفرنسي ان الباب يبقى «مفتوحا» امام المفاوضات مشددا على مفهوم «التضامن» رغم رفض غالبية اليونانيين للاقتراحات الاخيرة التي عرضها الدائنون.

من جانبها، شددت ميركل على ان هذه الاقتراحات كانت «سخية»، مشددة على ضرورة الالتفات الى «الدول الـ18 الاخرى في منطقة اليورو»، علما ان العديد منها ترفض الحملة المناهضة للتقشف التي يخوضها حزب سيريزا الحاكم في اثينا.

ستاكالوتوس: نستحق الأفضل

في هذا الوقت، كان وزير المال اليوناني الجديد اقليدس ستاكالوتوس يؤكد ان اليونانيين «يستحقون افضل من ذلك» ولا يوافقون على حل «غير قابل للتنفيذ».

من جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس الذي يزور اسرائيل: «علينا ان نكون حذرين بعد هذا الانتصار»، في اشارة الى نتيجة الاستفتاء، «وعلينا ان نهدئ الامور ونواصل المفاوضات للتوصل الى تسوية جيدة».

وفي حين يسعى الاوروبيون الى توحيد موقفهم، سعى تسيبراس الى تمتين موقفه عبر دعوة قادة احزاب المعارضة للاجتماع مع الائتلاف الحاكم للمرة الاولى.

وبعد اجتماع استمر ست ساعات، اصدرت هذه الاحزاب بيانا مشتركا طالبت فيه بالتوصل الى اتفاق يغطي الحاجات التمويلية للبلاد، على ان تواكبه اصلاحات وجهود مالية «موزعة في شكل عادل». ووحده حزب الفجر الذهبي (النازيون الجدد) لم يحضر الاجتماع.

إغلاق البنوك

ومساء الاثنين، قال مصدر في الحكومة اليونانية ان تسيبراس ابلغ رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ان المصارف اليونانية المغلقة لمنع زبائنها من افراغ حساباتهم، ينبغي ان تعاود فتح ابوابها بمساعدة «المركزي» الاوروبي.

واضاف المصدر ان تسيبراس اجرى مشاورات ايضا مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد تناولت «ضرورة ايجاد حل قابل للتنفيذ للمشاكل الفعلية للاقتصاد اليوناني».

كما حرصت الولايات المتحدة على اسماع صوتها، داعية على لسان المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست القادة الاوروبيين واثينا الى «التوافق على مجموعة اصلاحات وتمويل تضع اليونان على سكة ادارة دائمة لدينها وايضا (على سكة) نمو اقتصادي».

لاغارد: نراقب الوضع

اما صندوق النقد الدولي، وهو احد الافرقاء الرئيسيين في ازمة مستمرة منذ 2010، فاختار المهادنة، وقالت مديرته كريستين لاغارد: «نراقب الوضع من كثب ونحن مستعدون لمساعدة اليونان في حال طلب منا ذلك».

وكان الصندوق ساهم في اذكاء التوتر بين اثينا ودائنيها حين طرح الاسبوع الفائت على الطاولة قضية اعادة هيكلة الدين اليوناني، وهو امر لمح اليه تسيبراس ويشكل خطا أحمر بالنسبة الى ميركل التي تواجه رأيا عاما المانيا نفد صبره بعد مساعدة مالية لليونان مستمرة منذ خمسة اعوام.

ورغم ذلك، لم تصل ميركل على غرار بعض المسؤولين الاوروبيين الى حد الحديث علنا عن خروج اليونان من منطقة اليورو.

كازيمير: الخروج «سيناريو واقعي»

ومن بين هؤلاء وزير المال السلوفاكي بيتر كازيمير الذي اعتبر الاحد ان هذا الخروج «سيناريو واقعي»، فيما رأى رئيس مجموعة يوروغروب الهولندي يورين ديسلبلوم ان رفض اليونانيين لخطة الدائنين «لا يقرب (اوروبا) من حل» مع اثينا.

وتأمل فرنسا في هذه المعمعة ان تضطلع بدور الوسيط، ما يفسر دعوة ميركل الى الاليزيه الاثنين المقبل.

وفي وقت يخوض الاوروبيون سباقا مع الوقت للتوصل الى حل، اوضح مصدر اوروبي ان من غير الوارد التفاوض مع أثينا على برنامج انقاذ ثالث لعامين يلحظ خفضا للدين مقابل اجراء اصلاحات.

وكان نائب المستشارة الالمانية سيغمار غابرييل تحدث في وقت سابق الاثنين عن «مساعدة انسانية» لليونان يمكن ان تبحثها القمة الاوروبية الثلاثاء.

البيت الأبيض: تسوية الأزمة

دعا البيت الأبيض قادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية تتيح بقاء أثينا في منطقة اليورو، وذلك بعد رفض اليونانيين في استفتاء لخطة دائني هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش ايرنست إن «الاستفتاء انتهى لكن رؤيتنا تبقى نفسها»، معتبراً أن من مصلحة الطرفين إيجاد حل «يتيح لليونان البقاء في منطقة اليورو». ورأى أن» المهمة التي تواجه القادة الأوروبيين هي نفسها»، وفقاً لما نقلته وكالة «فرانس برس».

ودعا إيرنست الجانبين إلى «التوافق على مجموعة إصلاحات وعلى تمويل يضع اليونان على سكة إدارة دائمة لدينها، ولكن أيضا يضعها على طريق النمو الاقتصادي».

وتباحث الرئيس الأميركي باراك أوباما امس الاول مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بشأن اليونان، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.

وأكد الرئيسان «أهمية التوصل إلى السبيل الذي يتعين اتباعه لتتمكن اليونان من متابعة الإصلاحات والعودة إلى النمو داخل منطقة اليورو» مقرين أن «ذلك سيتطلب تسويات صعبة من الجميع».

من جهة أخرى، اتصل وزير الخزانة الأميركي جاك لو هاتفيا برئيس الوزراء اليوناني وكذلك بنظيره اليوناني الجديد إقليدس تساكالوتوس، وفق ما أفاد متحدث في بيان، وكرر لو تأكيد رسالة أوباما الذي حض أثينا ودائنيها على إيجاد «مخرج بناء» للأزمة.

وأكدت وزارة المالية الأميركية من جهة أخرى أنها تتابع من كثب تطور الوضع.

صندوق النقد يواجه عداء اليونانيين وتنديد الأوروبيين

قدرته على الضغط على أثينا باتت محدودة

يخوض صندوق النقد الدولي الجولة المقبلة من المفاوضات مع اليونان في موقع حرج حيث يواجه عداء اليونانيين من جهة وتنديد الاوروبيين من جهة اخرى، سعيا لانتزاع تسوية، واستعادة الاموال التي اقرضها لهذا البلد.

وفي مؤشر الى هذا التردد في موقفه انتظر صندوق النقد الدولي حوالى 24 ساعة لاصدار موقف من نتائج الاستفتاء في اليونان حيث فاز المعارضون لخطة الاصلاحات التي وضعها دائنو اليونان (الصندوق والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي) بغالبية ساحقة.

واكتفت مديرته العامة كريستين لاغارد بالاعلان ان «صندوق النقد الدولي اخذ علما بالاستفتاء الذي جرى في اليونان»، مضيفة: «نبقى على استعداد لمساعدة اليونان اذا ما تلقينا طلبا». لكن هل مازال الاوروبيون يرغبون في الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الصندوق؟

وجاء رد اليونانيين واضحا اذ حملوا المؤسسة التي تتخذ مقرا لها في واشنطن مسؤولية «اجرامية» في سياسة التقشف الصارمة التي ادت الى تراجع اجمالي ناتجهم الداخلي بنسبة 25 في المئة خلال خمس سنوات. اما باقي منطقة اليورو فلم يحسم موقفه بهذه الطريقة القاطعة غير انه لا يؤيد بمعظمه الصندوق.

وبدعوته الخميس الى منح اليونان مساعدة كبيرة جديدة وتخفيف عبء ديونها، اثار صندوق النقد الدولي استياء اقرب حلفائه في اوروبا لاسيما المانيا، ما يهدد باضعاف نفوذه.

واوضح اشوكا مودي الذي كان مهندس خطة المساعدة التي منحها صندوق النقد الدولي لايرلندا متحدثا لوكالة فرانس برس: «طالما ان الصندوق كان ينفذ ما يتوقعه منه الاوروبيون، اي مطالبة اليونان باجراءات اكثر صرامة، كانت رسالته تلقى آذانا صاغية». واضاف الخبير: «لكن حين يقول اشياء لا يود الاوروبيون سماعها، عندها لا تعود الامور تجري على ما يرام».

وفي مطلق الاحوال لن يكون بوسع صندوق النقد الدولي اثارة استياء الاوروبيين خلال قمة مجموعة اليورو الثلاثاء اذ انه لن يرسل اي مماثل للمشاركة فيها.

فبعد خمسة اشهر من المفاوضات غير المثمرة باتت المؤسسة تنتظر افعالا والتزاما مزدوجا من الاوروبيين بشأن الديون اليونانية ومن اليونانيين بشأن اصلاحات اليمة مطلوبة منهم.

غير ان قدرة الصندوق على الضغط على اثينا باتت محدودة بعد تعثر اليونان في السداد الاسبوع الماضي، وفق ما اوضحت سوزان شادلر، المساعدة السابقة لمدير قسم اوروبا في المؤسسة لوكالة فرانس برس. فبعد تخلفها عن تسديد 1,5 مليار يورو للصندوق لم يعد بوسع اثينا قانونيا الاستفادة من موارده.

لكن شادلر لفتت الى ان «هذه القيود مصطنعة ويمكن الالتفاف عليها اذا ما توافرت لدى الدول الاوروبية بمجملها ارادة سياسية في ان يلعب صندوق النقد الدولي دورا في الملف اليوناني يتضمن اقراض اموال».

وضع غريب

وقد تقرر اوروبا في هذه الحالة تسديد مستحقات الصندوق باسم اليونان او منحها قرضا خاصا بهذا الهدف.

ومثل هذه الخطوة ستلقى استحسان الصندوق وهو الحريص على الدوام على طمأنة دوله الاعضاء الى متانته المالية وعلى وضع الاوروبيين امام مسؤولياتهم.

وقال الرئيس السابق لقسم الاقتصاد في المؤسسة كينيث روغوف الاثنين خلال مؤتمر عبر الهاتف ان «صندوق النقد الدولي في وضع غريب... فهو مضطر الى التعامل مع واقع ان هذه قد تكون اضخم ديون غير محصلة له... ويحاول قدر المستطاع دفع الامور الى ملعب الاوروبيين».

الذهب يهبط عن 1170 دولاراً للأونصة

تراجع الذهب أمس الثلاثاء مع ترقب الأسواق أنباء عن قمة منطقة اليورو، للوقوف على مدى التقدم الحاصل في أزمة ديون اليونان، وإن كانت زيادة مراكز البيع في المعدن النفيس تبرز المعنويات السلبية تجاه المعدن.

ولم ينجح الذهب حتى الآن في جذب إقبال كبير من الباحثين عن الملاذات الآمنة في ضوء الأزمة اليونانية الحالية، إذ يبدو أن المخاوف من انتشار العدوى قد انحسرت، وأدى ارتفاع الدولار أيضا إلى الحد من المكاسب.

وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1168 دولارا للأونصة، وارتفع المعدن الأصفر 0.6 في المئة صباح أمس الأول الاثنين عقب رفض اليونانيين شروط حزمة الإنقاذ، لكنه تخلى عن معظم مكاسبه ليغلق مرتفعا 0.2 في المئة فقط. ونزل سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5 في المئة أمس الثلاثاء.

وفي الأيام الأخيرة وجد الدولار دعما في ضعف اليورو جراء الأزمة اليونانية، وحوم مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات قرب أعلى مستوياته في شهر الذي بلغه أمس الأول الاثنين.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.45 في المئة إلى 15.66 دولارا للأونصة، ونزل البلاتين 0.4 في المئة إلى 1057 دولارا للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم 0.3 في المئة إلى 679.47 دولارا للأونصة.

الأسهم اليابانية تعوض جزءاً من خسائرها

ارتفعت الأسهم اليابانية في نهاية جلسة الثلاثاء، لتتعافى من خسائرها التي سجلتها أمس، بعد نتائج الاستفتاء اليوناني التي تهدد بمغادرة أثينا عضوية منطقة اليورو.

وشهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعا ملحوظا أمس، عقب رفض المصوتين اليونانيين مطالب الدائنين الدوليين لمنح بلادهم مزيدا من المساعدات المالية.

وصعد مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 1.3 في المئة إلى 20376 نقطة، كما ارتفع مؤشر «توبكس» بحوالي 1.04 في المئة ليصل إلى 1637 نقطة.

(سنغافورة - رويترز). (أ ف ب)

back to top