أوروبا لليونان بعد التصويت بـ «لا»: إنكم تقطعون الجسور

نشر في 07-07-2015 | 00:03
آخر تحديث 07-07-2015 | 00:03
No Image Caption
● وزير الاقتصاد الألماني: من الصعب إجراء مفاوضات جديدة مع أثينا
● ميركل وهولاند يدعوان إلى قمة... والمفوضية الأوروبية: نحترم نتيجة الاستفتاء
رأى رئيس مجموعة اليورو «يورو غروب» يروين ديسلبلوم ان نتيجة الاستفتاء «مؤسفة جدا لمستقبل اليونان».

رد أنصار الخط المتشدد حيال الدين اليوناني في أوروبا بصرامة مساء أمس الأول الأحد على رفض اليونانيين خطط الدائنين في الاستفتاء، فاتهموا اثينا بـ»قطع الجسور» مع الاتحاد الاوروبي، ملوحين باحتمال خروج هذا البلد من منطقة اليورو.

وابدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حذرا في رد فعلهما الاولي، فأكدا انهما «متفقان على وجوب احترام تصويت المواطنين اليونانيين».

ودعا الزعيمان الى قمة لمنطقة اليورو اليوم الثلاثاء، في بيان صادر عن مكتب ميركل، وقد اكد رئيس مجلس اوروبا دونالد تاسك انعقاد القمة. كما اعلنت المفوضية الاوروبية انها «تحترم» نتيجة الاستفتاء في اليونان.

غير ان وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابريال رد بطريقة حادة، مؤكدا انه بات من «الصعب تصور» اجراء مفاوضات جديدة مع اثينا.

واعتبر غابريال، في مقابلة مع صحيفة تاغس شبيغل أمس الاثنين، ان رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس «قطع آخر الجسور» بين بلاده وأوروبا.

ورأى رئيس مجموعة اليورو «يورو غروب» يروين ديسلبلوم ان نتيجة الاستفتاء «مؤسفة جدا لمستقبل اليونان».

واكد في بيان: «من أجل انتعاش الاقتصاد اليوناني، لابد من اتخاذ تدابير صعبة واجراء اصلاحات. سننتظر الآن مبادرات السلطات اليونانية».

واكد وزير المال السلوفاكي بيتر كازيمير، الذي دائما ما يوجه انتقادات الى اثينا، ان خروج اليونان من منطقة اليورو بات «سيناريو واقعيا».

وقال رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا إن «اليونانيين اختاروا عبر هذا الاستفتاء طريقا يحيط به الغموض لبناء مستقبلهم». لكن النبرة في روما كانت توافقية، إذ أكد وزير الخارجية باولو جنتيلوني ان على الأوروبيين «معاودة البحث عن اتفاق» للخروج من «المتاهة اليونانية».

وذكر وزير المال النمساوي هانس-يورغ شيلينغ أن نتيجة الاستفتاء «مخيبة للآمال» لكن من الضروري «القبول بها».

واكد وزير المال البلجيكي يوهان فان اوفرفلت ايضا ان «علينا ان نرى ما سيكون عليه موقف الحكومة اليونانية في المفاوضات» في المستقبل، مضيفا ان المفاوضات المقبلة «لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تعرض للخطر مستقبل الاتحاد النقدي».

وفي لشبونة، دعا الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم (وسط يمين) الى التوفيق بين «التطلعات المشروعة لليونانيين» و»احترام قواعد الاتحاد النقدي».

لكن رئيس حزب بوديموس الاسباني اليساري المعارض لليبرالية بابلو ايغليسياس رحب بانتصار «لا» في اليونان، معتبرا ان «الديمقراطية انتصرت في اليونان».

وقال رافايل مايورال، المسؤول الآخر في حزب بوديموس، متحدثا من اليونان، إن «الفرح يملأ مقر سيريزا» حزب رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس.

في المقابل، رحب زعيم حزب يوكيب اليميني البريطاني المعارض لاوروبا نايجل فاراج بالاستفتاء اليوناني، مشددا على ان «المشروع الاوروبي في طريقه الى الزوال».

ورحبت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن بـ»درس رائع وكبير في الديمقراطية».

وقالت: «إنها لا للحرية، تمرد على الاملاءات الاوروبية التي تريد فرض العملة الموحدة بأي ثمن، عبر التقشف اللاإنساني وغير المنتج».

وأفاد نائب لوزير الاقتصاد الروسي اليكسي ليخاتشيف، الذي دعمت بلاده قرار تسيبراس اجراء هذا الاستفتاء، بأن أثينا قامت «بخطوة نحو الخروج من منطقة اليورو»، مضيفا انه من المبكر القول ما إذا كانت اليونان «ستمضي حتى النهاية في هذا الطريق».

من جانبه، اعتبر كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، ان هذه النتائج الاولى تؤكد «الثقة الكبيرة» للشعب اليوناني بحكومة تسيبراس.

(برلين - أ ف ب)

تراجع أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات الاثنين، بالرغم من المخاوف بشأن تطورات الأزمة في اليونان عقب نتائج الاستفتاء العام على مطالب الدائنين. وشهدت معظم أسواق الأسهم العالمية تراجعاً، بعد أن أظهرت البيانات رفض أغلبية اليونانيين لمطالب الدائنين، والتي يرونها «تقشفية ومذلة»، ما يقلص من فرص حصول أثينا على مزيد من المساعدات المالية.

الخروج من «اليورو» لن يخدم أحداً

بينما يرى محللو مصرفي باركليز وجي بي مورغان أن فرضية خروج اليونان من منطقة اليورو وسط الفوضى والاضطراب التي يلوح بها البعض هي الارجح بين مختلف السيناريوات المطروحة، يعتقد كزافييه تيمبو أن «هذا لن يخدم مصالح اي أحد، لأن اطراف هذا الملف فقدت اي حس بالمنطق منذ وقت طويل»، الا ان الخروج من اليورو لن يتم بدون صعوبات.

وقال هنريك اندرلين من معهد جاك دولور: «بما انه ليست هناك آلية قانونية للخروج من العملة الموحدة، فقد يخيم غموض كبير حول ما سيحصل بعد ذلك في كل انحاء اوروبا»، وفي هذه الحالة فان اليونان قد تدخل دائرة الغموض بمواصلتها استخدام اليورو كعملة سارية بدون ان تكون جزءا رسميا من منطقة اليورو.

وإلى أي مدى قد يكون خروج اليونان من اليورو «أليما»؟ رد هنريك على هذا السؤال معتبرا ان «كل شيء يتوقف على المساعدة التي ستقدمها اوروبا من اجل امتصاص الصدمة»، لا سيما لجهة «دعم المعاشات التقاعدية الاساسية وتدفق المساعدة الطبية»، معتقدا ان اوروبا ستستمر في مساندة اليونان حتى في حال خروجها من العملة الموحدة.

(أ ف ب)

iou

لمواجهة نقص السيولة ودفع رواتب موظفيها، فإن الحكومة اليونانية قد تلجأ الى اعتماد عملة «موازية» تعرف باسم «iou» بحسب الاحرف الاولى لعبارة «أنا أدين لك» بالانكليزية، وهي بمثابة اقرار بالدين سيمتد استخدامها الى القطاع الخاص بعد وضعها في التداول.

أثينا تقترح على سويسرا اتفاقاً

تسعى اليونان للتوصل مع سويسرا إلى اتفاق يعفي مواطنيها، الذين يودعون أموالهم بطريقة غير شرعية في مصارف هذا البلد، من الضرائب، في محاولة لزيادة عائدات البلاد الغارقة في الديون، بحسب صحيفة سويسرية.

واقترحت الحكومة اليونانية إعفاءً ضريبيا على هؤلاء الذين يودعون أموالهم بطريقة غير شرعية في سويسرا، مقابل سداد غرامة بنسبة 21 في المئة على مجموع المبالغ غير المعلنة، وفق ما نقلته صحيفة «ان زي زي سونتاغ» عن مصادر.

وتعهدت الحكومة، التي يقودها حزب سيريزا من اليسار الراديكالي، بمواجهة التهريب الضريبي الذي يؤذي اقتصاد اليونان الهش. وتتفاوت المبالغ التي يودعها اليونانيون في المصارف السويسرية بشكل كبير، إذ تتراوح بين مليارين و200 مليار يورو، وفقا للصحيفة.

وأجرت اليونان وسويسرا جولات عدة من المحادثات حول كيفية التعامل مع الأرصدة غير القانونية.

وأكد متحدث باسم وزارة المالية السويسرية أن أثينا تقدمت باقتراح جديد، دون مزيد من التفاصيل.

باريس تدعو إلى عدم خفض التمويل الأوروبي

قال وزير المال الفرنسي ميشال سابان أمس، إن تمويل البنك المركزي الاوروبي للمصارف اليونانية يجب ألا ينخفض، مضيفا أن على «الحكومة اليونانية تقديم اقتراحات» غداة رفض اليونانيين بأغلبية كبرى خطة الجهات الدائنة.

وأضاف سابان أن مستوى السيولة التي يؤمنها البنك المركزي الاوروبي للمصارف اليونانية «يجب ألا ينخفض»، لكنه استدرك مؤكدا «استقلالية» هذا البنك الذي سيقرر الاستمرار أم لا في تقديم السيولة الطارئة للمصارف اليونانية التي تعاني أزمة شديدة.

وفي أول رد فعل رسمي فرنسي على الاستفتاء الذي أجري أمس الأول، قال سابان إن «الاستفتاء بحد ذاته لا يؤدي الى حل»، موضحا أن ما سيتيح معرفة ما اذا كانت اليونان ستخرج ام لا من منطقة اليورو «هو نوعية المفاوضات التي ستبدأ».

واعتبر أن فرنسا ورئيس المفوضية الاوروبية جان- كلود يونكر ورئيس يوروغروب يروين ديسلبلوم يمسكون بزمام الحوار.

ورأى أنه لا يمكن التوصل الى اي حل للأزمة اليونانية من دون حوار «حقيقي» بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قبل لقاء بينهما مساء الاثنين في قصر الاليزيه.

وأشار الوزير الفرنسي الى ان اليونان هي التي تواجه صعوبات لا أوروبا. وقال ان «اوروبا تواجه صعوبة لكنها ليست غارقة فيها (...) أوروبا لديها مجموعة من الأدوات، ستثبت انها قوية من خلال حماية نفسها أولا».

back to top