الكويت للجميع

نشر في 04-07-2015
آخر تحديث 04-07-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب مضت أيام على الحدث الإجرامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذلك الفعل الشنيع الذي تبناه من يحملون راية تدعي الإسلام، والإسلام براء منهم، افتعلوا تلك الفعلة التي لا يرضى بها رب العالمين، وحكم على فاعلها بالخلود في جهنم وبئس المصير.

مضت أيام بعد تلك الفاجعة التي ألمّت بالكويت جميعها، ولا نقول فيها غير "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ولكن لا بد من الوقوف والحديث بعقلانية ومنطق، ولا بد من مراجعة الأوراق والسيناريوهات، ولا بد من إيضاح الأمور وكشف المستور، لقد آن الأوان أن نضع النقاط على الحروف.

نعم لن تجدوا منا شخصاً يدين بدين الإسلام الصحيح، ويتبع نهج خير المرسلين وآل بيته الطاهرين وصحبه الغر المحجلين، يقر بفعلة المجرمين، فنحن شعب لا يعرف إلا السلام والأمن والأمان.

أصدقكم القول... كثيراً ما ترددت في كتابة هذا المقال، لخوفي أن يفسر ممن يثيرون النعرات ويصطادون في الماء العكر، ويستغلون كل شاردة وواردة من أجل زعزعة الأمن، ولكنني توكلت على ربي في كتابته، ولا أسعى من ورائه إلا الخير والسلام للجميع.

يقول الله، عز وجل، في محكم التنزيل: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ* إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ* فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ* إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ*". (الغاشية). ويقول سبحانه وتعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". (البقرة).

فكل إنسان مسؤول عما يختار من اعتقاد، وهذا الاختيار قد يكون مخالفاً للآخرين، وبلا شك ستكون هناك دعوات من كلا الطرفين لجذب الآخر، فإما أن يكون هناك قبول لتلك الدعوات المبنية على الحوار الحسن والإقناع، أو أن يدع كل طرف الطرف الآخر وشأنه.

ويجب أن يلتزم الجميع بحسن المعايشة في الوطن الواحد، فالكل مُؤَمَّن على نفسه وعرضه وماله وبيته وحقه، وأمام قوانين البلاد الكل سواء، ولا يجوز لأي طرف منهما المساس بمعتقدات الآخر، إذا كان الجميع ينشد الأمن والأمان والراحة والاطمئنان في هذا البلد.

كما يجب على الجميع الاستسلام للمُسَلَّمات والمعتقدات الموجود فيها نص وتشريع، سواء من القرآن أو السنة، ولا يجوز لكائن من كان أن يطعن فيها مهما كان الأمر، وليعتبر الجميع من حادثة التفجير، فالكويت للجميع مع احترام الجميع للجميع، وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top