يحكى أن 17-30: حسن ينقذ ست الحسن من يدي الأحدب

نشر في 04-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-07-2015 | 00:01
في الليلة السابعة عشرة، تواصل شهرزاد حكاية الشقيقين نورالدين وشمس الدين، وهما ولدا ملك مصر اللذان اختلفا ذات مرة فقرر أحدهما أن ينتقل إلى العيش في البصرة، وتزوج ابنة وزيرها.
في هذه الليلة، تستكمل شهرزاد قصة نور الدين، الذي ذهب مع والد زوجته وزير البصرة إلى السلطان فأعجبه واستحسن رأي الوزير، وما أشار عليه من تعيين نورالدين وزيراً له، فقبل نور الدين السلطان، ونزل هو ووالد زوجته إلى المنزل وهما في غاية الفرح، وقالا: إن المولود الذي تحمله زوجة نورالدين، واسمه «حسن» يبدو أن قدمه مبارك.
ولما انفض الديوان رجع نور الدين إلى بيته، ولم يزل الوزير يربي المولود، إلى أن مضت عليه أعوام، ونور الدين في الوزارة لا يفارق السلطان.
لما كانت الليلة السابعة عشرة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أنه لما بلغ عمر حسن بن نورالدين أربع سنين، تُوفي الوزير الكبير والد زوجة نور الدين، فاشتغل نور الدين بعده بتربية ولده. عندما بلغ أشده أحضر له فقيهاً بمقرئة في بيته، وأوصاه بتعليمه وحسن تربيته. وما زال حسن يزداد جمالاً وحسناً، إلى أن أخذه والده نور الدين يوماً من الأيام وألبسه بذلة من أفخر ملبوسه، وأركبه بغلة من خيار بغاله، وتوجه به إلى السلطان ودخل به عليه. عندما نظر السلطان إلى حسن انبهر من حسنه، كما أن أهل المملكة لما مر عليهم لأول مرة مع أبيه تحسروا من فرط جماله ورشاقة قده واعتداله.

وبعدما أنعم عليه السلطان، قال لأبيه: لا بد من أن تحضره معك كل يوم. أجاب: سمعاً وطاعة. ثم عاد الوزير بولده إلى منزله، وما زال يأخذه إلى السلطان كل يوم إلى أن بلغ الولد من العمر خمسة عشر عاماً. ثم ضعف والده الوزير نور الدين، فأحضره وقال: يا ولدي، إن الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، وأريد أن أوصيك، فافهم ما أقوله لك واصغ بقلبك إليه.

أوصاه بحُسن عشرة الناس، وحسن التدبير، وتذكر نور الدين أخاه وبلاده، فبكى وسحت دموعه وقال لابنه: يا ولدي اسمع قولي، إن لي أخاً يسمى شمس الدين، وهو وزير في مصر، وقد فارقته على غير رضاه، والقصد أنك تأخذ درجاً من الورق وتكتب ما أمليه عليك. أحضر حسن قرطاساً وصار يكتب كل ما قاله أبوه... أملى عليه جميع ما جرى له من أوله إلى آخره، وكتب له تاريخ زواجه ودخوله على بنت الوزير، وتاريخ وصوله إلى البصرة واجتماعه بوزيرها، وكتب وصية موثقة. ثم قال لولده: احفظ هذه الوصية فإن فيها أصلك وحسبك ونسبك. إن أصابك شيء فاقصد مصر واسأل عن عمك وسلم عليه وأعلمه بأني مت غريباً مشتاقاً إليه. أخذ حسن بدر الدين الرقعة وطواها، ولف عليها خرقة مشمعة وخاطها.

وما زال نور الدين يوصي ولده حسن بدر الدين، حتى طلعت روحه، فأقام حسن مأتمه، وحزن عليه السلطان وجميع الأمراء مدة شهرين. ولم يذهب حسن إلى الديوان ولم يقابل السلطان وأقام مكانه بعض الحجاب، ثم ولى السلطان وزيراً جديداً وأمره أن يختم على بيت نور الدين وعلى ماله وعماراته وأملاكه. نزل الوزير الجديد ومعه الحجاب، وتوجها إلى بيت الوزير نور الدين، ليختما عليه ويقبضا على ولده حسن بدر الدين، ويأخذاه إلى السلطان ليعمل فيه برأيه.

وكان يثمن العسكر مملوك من مماليك الوزير نور الدين المتوفى، فلما سمع كلام المملوك غطى رأسه بذنملة وخرج ماشياً إلى أن صار خارج المدينة، فسمع الناس يقولون: إن السلطان أرسل الوزير الجديد إلى بيت وزيره المتوفي ليختم على ماله ويقبض على ولده حسن بدر الدين ويطلع به إليه ليقتل.

الذهب

عندما سمع السلطان كلام الوزير، غضب غضباً شديداً، وقال له: كيف أخطب ابنتك فتمنعها مني وتحتج بحجة باردة؟ وحياة رأسي لا أزوجها إلا لسائسي الأحدب.

ثم أمر السلطان بإحضار ذلك السائس، وعقد قرانه على بنت الوزير بالقهر، وأمر أن يدخل عليها في الليلة نفسها. وقد تركته وهو من مماليك السلطان وفي أيديهم الشموع موقدة، وهم يضحكون عليه ويسخرون منه على باب الحمام. أما بنت الوزير فإنها جالسة من المواشط وهي أشبه الناس بهذا الشاب، وقد حجروا على أبيها ومنعوه أن يحضر زفافها، وما رأيت أختي أقبح من ذلك الأحدب، أما الصبية فإنها أحسن من هذا الشاب!

تابعت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الجنية قالت للعفريت: أعتقد أن هذا الشاب هو أحسن أهل زمانه. فرد عليها: يا أختي إن الصبية أحسن منه.. ولكن لا يصلح لها إلا هو، فإنهما متشابهان ولعلهما إخوان أبناء عم، فيا خسارتها مع هذا الأحدب. قالت له: يا أخي دعنا ندخل تحته ونحمله إلى تلك الصبية فنضعه بجانبها وننظر أيهما أحسن. قال العفريت: سمعاً وطاعة، هذا كلام صواب، وليس ثمة أحسن من هذا الرأي. ثم حمله وطار به والعفريت في ركابه، إلى أن نزل به في مدينة مصر، وحطه على مصطبة ونبهه. لما استيقظ من النوم ولم يجد نفسه على قبر أبيه في أرض البصرة، التفت يميناً وشمالاً، فوجد نفسه في مدينة لم يمر بها قط، وهمَّ بأن يصيح، فغمزه العفريت وأوقد له شمعة وقال له: اعلم أني جئت بك إلى هنا لأعمل معك شيئاً لله، فخذ هذه الشمعة وامش بها إلى ذلك الحمام واختلط بالناس، ولا تزل ماشياً معهم حتى تصل إلى قاعة العروس، فاسبق وأدخل القاعة ولا تخش أحداً.. وإذا دخلت فقف على يمين العريس الأحدب، وكلما جاءك المواشط والمغنيات والمنقشات، حط يدك في جنبك تجده ممتلئاً ذهبا فاكبش وأرم لهن بالحفنة، ولا تخش من شيء... وتوكل على الذي خلقك، فما هذا بحولك وقوتك بل هو بحول الله وقوته.

لما سمع حسن بدرالدين، من العفريت هذا الكلام قال: أي شيء هذه القضية؟ وما وجه الإحسان؟ ثم مشى وأوقد الشمعة وتوجه إلى الحمام، فوجد الأحدب راكباً الفرس. دخل بين الناس وهو على تلك الصورة الحسنة، وعليه العمامة والفرجية المنسوجة بالذهب... وما زال ماشياً وكلما وقفت المغنيات للناس لنقطوهن، وضع يده في جيبه فوجده مملتئاً بالذهب وملأ لهن الطار دنانير. اندهشت عقول المغنيات وتعجب الناس من ثروته وجماله، ولم يزالوا على هذه الحال حتى وصلوا إلى بيت الوزير فرد الحجاب الناس ومنعوهم، فقالت المغنمات والمواشط: والله لا ندخل إلا إن دخل هذا الشاب معنا لأنه غمرنا بإحسانه، ولا نجلي العروسة إلا وهو حاضر... عند ذلك دخلوا به إلى قاعة الفرح وأجلسوه برغم أنف العريس الأحدب، واصطفت نساء الأمراء والوزراء والحجاب صفين، وكل امرأة معها شمعة كبيرة موقدة، وكلهن ملثمات، وقفن صفوفاً يميناً وشمالاً من تحت المنصة إلى صدر الديوان عند المجلس الذي تخرج منه العروس.

الأحدب

لما نظرت النساء إلى بدر الدين، وما هو فيه من الحسن والجمال، ووجهه يضيء كأنه هلال، مالت قلوبهن إليه، فقالت المغنمات للنساء الحاضرات: إن هذا المليح ما نقطنا إلا بالذهب الأصفر، فلا تقصرن في خدمته وأطعنه في ما يقول. ازدحمت النساء عليه بالشمع، ونظرن إلى جماله فانبهرت عقولهن، وصارت كل واحدة منهن تود لو أنه زوجها، ثم دعون على ذلك السائس الأحدب، ومن كان سبباً في زواجه بالفتاة المليحة ابنة الوزير. بعد ذلك، أخذت المغنمات يضربن الدفوف، وأقبلت المواشط وبنت الوزير بينهن، وقد طيَّبنها وعطَّرنها وزينّ شعرها ونحرها بالحلي، وألبسنها ثوباً منقوشاً بالذهب الأحمر فيه صور الوحوش والطيور، وفي عنقها عقد حوى من الجوهر ما لم يحز مثله ملك ولا قيصر.

وصارت العروس كأنها البدر، والتفت النساء حولها فصرن كالنجوم، وهي بينهن كالقمر، إذ انجلت عنه الغيوم. وكان حسن بدر الدين البصري جالساً والناس ينظرون إليه، فخطرت العروسة وأقبلت وتمايلت، ولما قام إليها السائس الأحدب ليقبلها أعرضت منه واستدارت حتى صارت إزاء حسن ابن عمها.

فضحك الناس لما رأوها مالت نحو حسن بدر الدين، ثم حط يده في جانبه وكبش من الذهب ورومى إلى المغنمات ففرحن وقلن له: كنا نشتهي أن تكون هذه العروس لك! هذا كله والسائس الأحدب وحده كأنه قرد، وكلما أوقدوا له شمعة، انطفأت في الحالِ، فكان يزداد خجلاً وغيظاً، بينما الناس محدقون به، وبأيديهم الشموع الموقدة. أما العروس فإنها رفعت كفّيها إلى السماء وقالت: اللهم أرحني من هذا السائس الأحدب. ولما فرغت المواشط من زفة العروس، نثر عليهن حسن بدر الدين البصري كثيراً من الذهب.

ثم بدأ الناس في الانصراف، فخرج جميع من كان في الفرح من النساء والأولاد... ولم يبق إلا حسن بدر الدين والسائس الأحدب... ثم إن المواشط أدخلن العروس ليكشفن ما عليها من الحلي والحلل، فعند ذلك تقدم السائس الأحدب إلى حسن بدر الدين وقال له: يا سيدي آنستنا في هذه الليلة، وغمرتنا بإحسانك، فلم لا تذهب إلى بيتك؟ قام حسن وخرج من الباب، ولكن العفريت كان ينتظره وقال له: انتظر هنا حتى يخرج الأحدب إلى بيت الراحة، فادخل أنت وأجلس في المخدع، وإذا أقبلت العروسة فقل لها: أنا زوجك، والسلطان عمل تلك الحيلة لأنه يخاف عليك من العين، وهذا السائس ليس إلا خادماً لنا، ثم أقبل عليها واكشف وجهها ولا تخش بأساً من أحد، وبينما بدر الدين يتحدث مع العفريت، إذا بالسائس يقوم ويدخل بيت الراحة، فلحق به العفريت وحبسه هناك وقال له: لا تطلع حتى تطلع الشمس!

أما حسن بدر الدين البصري، فإنه مضى وجلس في المخدع، وإذا بالعروس أقبلت، ومعها عجوز وقفت على باب المخدع وقالت: يا أبا شهاب قم وخذ عروسك وقد استودعتك الله.. ثم ولت العجوز، ودخلت العروس صدر المخدع، وكان اسمها {ست الحسن}، وقلبها مكسور، وقالت لنفسها: والله لا أمكن من نفسي هذا الأحدب ولو طلعت روحي. لما دخلت إلى صدر المخدع ورأت بدر الدين، تعجبت وفرحت وسألته: لماذا أنت جالس هنا يا حبيبي؟ لعلك أنت والسائس الأحدب مشتركان في زواجي؟ فقال لها حسن بدر الدين: أي شيء أوصل السائس إليك؟ ومن أين له أن يكون شريكي فيك؟ فقالت: أتعني أنك أنت زوجي لا هو؟ قال بدر الدين: يا سيدتي، نحن ما عملنا هذا إلا سخرية به لنضحك عليه! وقد اكتراه أبوك بعشرة دنانير حتى يصرف عنك العين، وقد راح في سبيله بعد أن قام بمهمته، فاشتد فرحها حتى بكت، وصفا لها الجو مع ابن عمها الجميل.

ست الحسن

هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين وست الحسن بنت عمه. أما ما كان من أمر العفريت، فإنه قال للعفريتة: قومي وادخلي تحت الشاب ودعينا نعيده إلى مكانه قبل الصباح، فقامت العفريتة ودخلت تحت ذنمله وهو نائم، ثم حملته وما زالت طائرة به حتى بلغت دمشق الشام.

وهناك نظرت إلى زميلها العفريت وهو يظهر بجانبها، فإذا هو يسقط محترقاً، بشهاب رمته به الملائكة تنفيذاً لإرادة الله، فنزلت بحملها عند باب من أبواب المدينة، وتركته هناك وطارت، فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة، تعجب الناس إذ وجدوا عند الباب شاباً مليحاً بالقميص والطاقية بلا عمامة، غرقاناً في النوم، وقال أحدهم: يا ترى أين كان هذا الشاب في هذه الليلة، ولماذا لم يلبس كل ملابسه؟ وقال آخر: مساكين أولاد الناس، لعل الشاب خرج في هذه الساعة عن الحانة لبعض شغله، فقوى عليه السكر فتاه عن المكان الذي قصده، ثم وصل إلى باب المدينة ووجده مغلقاً فنام.

وانتبه بدر الدين فوجد نفسه على باب مدينة، وحوله ناس، فتعجب وسأل: أين أنا يا جماعة الخير؟ وما سبب اجتماعكم عليّ وما حكايتي معكم؟ فأجابوا: نحن رأيناك عند أذان الفجر نائماً عند هذا الباب، ولا نعلم من أمرك غير هذا، فأين كنت نائماً هذه الليلة؟

قال حسن بدر الدين: والله يا جماعة إني كنت نائماً هذه الليلة في مصر. فسأله واحد منهم: هل أنت تأكل حشيشاً؟ وقال له آخر: أنت مجنون! كيف تكون بائتاً في مصر وتصبح نائماً في مدينة دمشق؟ فأجابهم: والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبداً، وأنا كنت البارحة بالليل في ديار مصر، وقبل البارحة كنت بالبصرة. فقالوا: هذا شيء عجيب. وتابعوا: يا خسارة شبابه في جنونه! ثم قالوا له: ارجع إلى عقلك ولا تقل مثل هذا الكلام، لعلك حلمت ورأيت هذا الذي تقول في المنام! فتحمر حسن وقال لهم: والله ما هذا منام، لكن أين السائس الأحدب الذي كان معي، وأين ثيابي؟ ثم قام ودخل المدينة ومشى في شوارعها وأسواقها، فازدحمت عليه الناس. دخل دكان طباخ كان مذنباً فتاب الله عليه، وكان أهل دمشق يخافون منه لشدة بأسه، فتفرق الناس عن الشاب خوفاً من الطباخ.. ولما نظر الطباخ إلى حسن بدر الدين، تعجب لفرط جماله، ووقعت في قلبه محبته، وقال له: من أين أنت يا فتى، وما حكايتك؟ فحكى له ما جرى من المبتدأ إلى المنتهى... فقال له الطباخ: يا سيدي بدر الدين، اعلم أن هذا أمر عجيب، وحدث غريب. ولكن يا ولدي اكتم أمرك حتى يفرج الله ما بك، واقعد عندي في هذا المكان، وأنا ما لي ولد فأتخذك لي ولداً. قال له بدر الدين: الأمر كما تريد يا عم.

ثم نزل الطباخ إلى السوق واشترى لبدر أقمشة مفتخرة ألبسه إياها، وتوجه به إلى القاضي وأشهد على نفسه أنه ولده... واشتهر حسن بدر الدين في مدينة دمشق بأنه ولد الطباخ، وقعد عنده في الدكان يقبض الدراهم... وقد استقر أمره على هذه الحالة.

هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين. أما ما كان من أمر ست الحسن بنت عمه، فإنها لما طلع الفجر وانتبهت من النوم لم تجده عندها، فاعتقدت أنه دخل الحمام، وبقيت تنتظره ساعة، ثم إذا بأبيها دخل عليها وهو مهموم مما جرى من السلطان، وكيف زوجها غصباً للسائس الأحدب، وكان أبوها قد قال لنفسه: لا بد لي من قتلها إن كانت قد مكنت السائس من نفسها.

لما وصل إلى المخدع، وقف على بابه وقال: يا ست الحسن. أجابت: نعم يا سيدي. ثم خرجت وهي تتمايل من الفرح، وقبلت الأرض بين يديه، وقد ازداد وجهها نوراً وجمالاً، فلما رأها أبوها بتلك الحالة، قال لها: يا خبيثة هل أنت فرحانة بهذا السائس؟ فلما سمعت ست الحسن كلام والدها تبسمت وقالت: بالله يكفي ما جرى منك والناس يضحكون علىّ ويعيرونني بهذا السائس الذي ما يجيء في أصبعي قلامة ظفر. إن زوجي والله ما بت طول عمري مثل ليلة البارحة التي بتها معه، فلا تهزأ بي وتذكر لي ذلك الأحدب!

لما سمع كلامها، أخذه الغضب وقال لها: ويلك، أي شيء هذا الكلام الذي تقولينه؟ أليس السائس الأحدب قد بات عندك؟ أجابت: بالله عليك لا تذكره لي، قبحه الله وقبح أباه... لقد أخذ أجرته وراح في سبيله، ولما دخلت المخدع وجدت زوجي الحقيقي، بعد أن نقط بالذهب الأحمر حتى أغنى الفقراء الحاضرين، وقد بت مع زوجي الخفيف الروح صاحب العينين السوداوين والحاجبين الجميلين. فلما سمع والدها هذا الكلام صار الضياء في وجهه ظلاماً، وقال لها: يا فاجرة، ما هذا الذي تقولينه؟ أين عقلك؟ فقالت له: لا شيء تقول لي ذلك يا أبت بعد أن ظهرت الحقيقة؟ فقام والدها متعجباً، ثم دخل بيت الخلاء فإذا به يجد السائس الأحدب فيه... ولما ناداه لم يرد عليه لظنه أنه العفريت!

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

البقية في الحلقة التالية

back to top