جولات في الشرق 15: صوفيا لين بول: زفاف في قصر الباشا بدون عريس

نشر في 02-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-07-2015 | 00:01
تستكمل الكاتبة البريطانية «صوفيا لين بول» شقيقة المستشرق الإنكليزي، إدوارد وليم لين، قراءتها للمجتمع المصري بعين الأنثى الأوروبية في منتصف القرن التاسع عشر، وتفتح في كتابها «حريم محمد علي باشا» باباً لفهم أوضاع المرأة المصرية والعربية خلال القرنين الماضيين.
وإذا كانت الكاتبة - التي زارت القاهرة عام 1842- رصدت في رسائلها إلى صديقتها الإنكليزية تفاصيل حياة المصريين عموماً، فإنها في هذه الحلقة الأخيرة من رحلات المستشرقين إلى الوطن العربي، تخصصها لزيارتين مهمتين قامت بهما الكاتبة إلى قصر الحريم في القلعة زمن محمد علي وزيارة أخرى إلى قصر الدوبارة، حيث تقيم الابنة الكبرى للباشا.
تتوج الكاتبة البريطانية «صوفيا لين بول»، رحلتها إلى مصر بزيارة قصر حريم محمد علي باشا حاكم مصر خلال زيارتها إلى القاهرة عام 1842، وبالدخول إلى القلعة النسائية التي لم يطلع عليها الغرب أبداً قبل أن تكتب شقيقة المستشرق البريطاني وعالم المصريات إدوارد وليم لين.

الكاتبة تدرك خطورة الدور المنوط بها، وهي تشرح كيف كان الدخول إلى قلوب الأسر المصرية من الأغنياء والحكام أمراً صعباً عزيز المنال، لدرجة أن بعض الأوروبيات الراغبات في رؤية حريم الباشا عرضن دفع رشاوى للتطلع إلى سكن الحريم هذا، لكن طلبهن قوبل بالرفض.

تكتب الكاتبة لصديقتها شارحة خطورة الوصول إلى قصر الحريم قائلة: {قيل لي إنه لم تطأ قدم أي من الفرنجة هذا الحريم من قبل، وأظن أن هذه هي الحال بالفعل، ولكن هناك جزءاً من البناء ذاته له مدخل من الجانب الآخر، أعد خصيصاً للباشا على النمط الأوروبي، وهذا الجزء كثيراً ما دخله الرحالة، منذ فترة وجيزة عرضت بعض السيدات الأوروبيات مبلغ عشرين دولاراً للسماح لهن بالدخول، ولكن رفض طلبهن، لم أقدم أنا أي رشوة، فأنا لا أتنازل للخدم لأدخل إلى الحريم، وزياراتي كلها، إما عن طريق صديقتي العزيزة مسز ليدر أو بدون أي لجوء إلى الجواري، ولم يصادفني أبداً أي اعتراض، ولكن عند الخروج، يقتضي الأمر إعطاء منحة لرئيس الأغوات أو حارس الباب}.

تقول صوفيا لين بول إنها بعد القيام بهذه الزيارة إلى القصر، مرت على صديقاتها القديمات، «حريم حبيب أفندي»، حيث كانت تتوقع أن تقابل بقدر من التوجس والجفاء، وأنها كانت تخشى ألا تلقى الترحيب الحار بها، والذي اعتادت عليه، وأن يتحول لقاؤها بهم إلى استقبال فاتر نظراً إلى الظروف الحالية، ففي هذا الوقت ـ تنقل لنا الكاتبة ـ طلبت إنكلترا وفرنسا من حاكم مصر امتيازاً يتمناه بشدة كل مسيحي، ولا يمكنه كحاكم مسلم، منحه بأي حال من الأحوال، وهو عدم تطبيق الحد على الأجانب الذين دخلوا الإسلام ثم عادوا إلى ديانتهم «المسيحية»، تقول الكاتبة إن نتيجة المفاوضات حول هذا الموضوع لم تتضح بعد، بينما كانت تلتقي بنات وحريم «حبيب أفندي»، تقول: «كان من المريح جداً لمشاعرنا ونحن نقوم بزيارتهم أن نجد الأسرة بأكملها ترحب بنا، بأكثر من حفاوتها المعتادة، ونظراً لأن سيدات هذا الحريم لهن دراية خاصة بالأحداث الجارية، فإن الحديث أثناء الزيارة يكون دائماً جزلاً طلياً، وغالباً ما يدور حول الأمور السياسية، لهذا بمجرد أن اتخذنا مجلسنا نوقشت الأحداث الجارية، وما لبثنا أن طرقنا موضوع الحرية في المسائل الدينية، وهنا أجد نفسي مضطرة أن أستطرد في الكلام لأذكر شيئاً أعجبت به جداً، فبينما كنت أحدث السيدة الجالسة بجواري، وجدنا الجمع كله، الذي ضم بنات الأسرة وعديداً من الضيوف، يقمن بالوقوف فجأة، ولتونا فعلنا مثلهن، حينئذ لاحظت أن السيدة الأولى قد دخلت الغرفة، سعدت جداً لظاهرة الاحترام هذه تجاه الوالدين التي لا تقتصر، كما في إنكلترا، على بعض أسر العظماء فقط، خاصة حينما تكون مصحوبة بتعلق شديد نابع من القلب كما كان واضحاً من سلوك بنات حبيب أفندي، إن احترامهن تام لوالدتهن الفاضلة كما أنها تسمح لهن، في حديثهن وتصرفاتهن، بالدلال والألفة دون أي تكلف».

«تقبيل» المنمنمات

في رسالة تستحوذ عليها قصة «زوجة حبيب أفندي» تقول الكاتبة لصديقتها البريطانية، إن السيدة الأولى في البيت حيتها بطريقتها المعتادة الساحرة واتخذت مجلسها، وأقعدت الكاتبة كما تفعل دائماً، على يمينها، دليلاً على الاحتفاء والترحيب، وتنقل لنا طرفاً من أحاديث المجتمع السياسي المصري في هذه اللحظة التاريخية البعيدة من عمر الدولة المصرية، وهي قصة تقول إن المجتمع المصري كان يمارس الجدل السياسي، أواخر أيام محمد علي، تقول: «زوجة حبيب أفندي» كانت تنصت إلى الحديث بكل اهتمام، وأن بناتها كن يترجمن ما نقول إلى التركية، لأن محصول زوجة حبيب أفندي من اللغة العربية كمثيلاتها من السيدات التركيات اللائي قابلتهن في هذا البلد، يكفي للأحاديث العادية، ولكن حينما يدور نقاش حول موضوع ذي طرافة خاصة، فإنهن يفضلن أن يكون الشرح بلغتهن.

بعد ذلك طلبت الابنة الكبرى أن نوضح لها طبيعة ما طلبته إنكلترا وفرنسا من السلطان، وحين شرحنا لها أن المسألة تخص حماية المسيحيين، الذين أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام إلى دينهم الأصلي، من الحد، قالت بجدية أعجبتنا جداً: «إنه يعتبر تحقيقاً لنبوءة سمعتها حينما كنت طفلة صغيرة، قيل إنه في هذه السنة بالذات سوف تبدأ أحداث جسام تدوم لمدة ثلاثة أعوام».

اعتبرت الكاتبة أن ما قالته زوجة حبيب أفندي تفسير جميل لظروف قالت إنها أصبحت «مفعمة بمشاعر مؤلمة، خاصة بالنسبة لشخص مرتبط مثلها أشد الارتباط بدينه»، لقد تحولت مشاعر الكاتبة من الجهل بالمجتمع المصري إلى الوعي بتفاصيله المؤثرة، لافتة الأنظار إلى أدوار النساء المصريات الكبيرة والمؤثرة جداً في شكل الدولة وفي القانون وفي الحياة العامة، وإلى مدى اهتمام قطاع واسع من النخبة بتثقيف بناتها وتعليمهن على أفضل نحو ممكن، تقول: «أذكر بكل صدق أنني لم أقابل مثل تلك السيدة من حيث الرقة واللطف والحصافة بالإضافة إلى العقل الراجح المثقف، في أي مجتمع شرقي آخر، ولقد جاء ذكرها بكل إجلال في كتاب مسز ديمر «يوميات» حيث أثنت بصفة خاصة على عطفها وحبها لأمها، ولا يفوتني أن أذكر اهتمام الحريم كله بكتاب مسز ديمر».

تحكي الكاتبة بعد ذلك موقفاً طريفاً جداً حدث لها مع نساء الطبقة الحاكمة في مصر، اللائي يدن بالولاء للسلطان العثماني، حيث عرضت عليهن مسز ليدر صورة للسلطان الحالي، منشورة في كتاب «مسز ديمر»، وقامت الابنة الكبرى بعمل نسخة منها بالألوان، تقول: «هذا عمل مشرف بالنسبة لسيدة تركية، لا شك أنها سوف تكون محط اهتمام كبير لدى كل زوار الأسرة، لكن إن لم تحفظ في الزجاج، فإن القبل سوف تقضي عليها تماماً في بحر بضعة أسابيع مثلما حدث، كما سمعت، لـ «منمنمة» تخص أحد عظماء الأتراك».

نظلة هانم في «الدوبارة»

تحكي الكاتبة باعتزاز كيف التقت الابنة الكبرى لمحمد علي، في قصر الدوبارة، وكيف كانت المرأة مريضة ورغم ذلك رحبت بها وهي من جانبها استغلت الظرف وقررت أن تصف كل ما رأته تقريباً داخل القصر، من السجاد والستائر والنساء والجمال الأخاذ لواحدة من زوجات محمد علي الشابات، تقول: {قدمتني أمس صديقتي مسز ليدر إلى سمو الابنة الكبرى للباشا نظلة هانم، أرملة «الدفتر دار محمد بك» كانت المقابلة مشرفة لي جداً، خصوصاً أنها، على غير العادة، تمت في غرفة نومها، لم أدرك حينما قدمت إلى «قصر الدوبارة» أنها تشكو من وعكة شديدة، ولم أرد إقحام نفسي عندما سمعت الخبر، ولكنها لما علمت بمقدمي، أبدت رغبة لرؤيتي بعد خروج الطبيبين المعالجين لها من غرفتها، ولأنها الابنة الكبرى تحتل أرفع مكانة بين سيدات مصر، أثناء انتظارنا في إحدى الغرف التي تفتح على الصالون، أسدل الستار فجأة على الباب حتى يمر الطبيبان، بعد بضع دقائق، أزيح الستار ودخلت إلى حضرة سموها، كانت تتكئ على وسائد ويبدو عليها الإعياء الشديد من وطأة السعال وضيق الصدر، ولكنها استقبلتني بكثير من الترحاب ولتوها طلبت مني الجلوس بجوارها على ديوان مرتفع، أظن أنه مخدعها، رأيت دواوين منخفضة تحيط بالغرفة كما كسيت الأرض بالسجاد التركي، لم يبد على الحجرة طابع غرفة نوم، بل كان مظهرها يميل إلى حجرة جلوس شتوية فاخرة على الطراز التركي تنفتح على الصالون الفخم الذي سبق أن وصفته لك، كان أصغر أبناء الباشا، محمد علي بك، يجلس فوق وسادة عند قدمي أخته نظلة هانم وحينما وجدني لا أعرف اللغة التركية، تلطف وتحدث معي بالفرنسية، إنه يبلغ من العمر تسعة أعوام، وبعد بضعة أشهر، سوف يعتبر قد تعدى سن الحريم، كانت والدته وعدة سيدات أخريات يجلسن على يساري، وهكذا وجدت على جانب مني سيدة في الخمسين من عمرها وهي ابنة الباشا وعلى الجانب الآخر شابة رائعة الجمال، زوجة أب لسموها وأم لأخيها».

تتوقف الكاتبة أمام مظاهر الأبهة والعراقة في بيت محمد علي، وفي حلي بناته ونسائه، تقول: «لا يفوتني ذكر «الغلايين» ـ جمع غليون ـ  التي كانت سموها تستخدمها والتي كانت مباسمها مرصعة بفصوص من «البرلنتي» بطريقة جميلة وبذوق رفيع وغطاء كل منها من الحرير المطرز ببذخ ومهارة، كانت سموها تدخن دون انقطاع ولكنها كانت المدخنة الوحيدة في الغرفة، وبالمناسبة، لقد تعودت الجلوس مع المدخنات إذ إن التبغ الذي تستخدمه السيدات هنا، خفيف ورائحته تختلف تماماً عن النوع الذي تأباه بشدة بنات جنسي في إنكلترا، وحينما هممت بالانصراف، طلبت نظلة هانم مني، ثلاث مرات، أن أظل مدة أطول، ولكنني أخيراً أقنعتها بضرورة انسحابي نظراً لأن غروب الشمس قد دنا، فودعتني بلطف زائد، ولدى مغادرتي غرفتها، وجدت في انتظاري، السيدة التي تليها في المقام وكانت قد قدمت لي القهوة والشراب آنفاً، كانت تحمل كوباً من العصير لأرتشفه عند الرحيل، أذكر هذا لأنه يعتبر دلالة احترام خاص، رافقنا عدد من السيدات إلى الباب وقدمت لي إحداهن منديلاً مطرزاً، هدية من سمو الأميرة».

العجوز «دبورة»

توقفت الكاتبة عند صورة جارية رأتها في قصر الدوبارة وأعجبتها إلى درجة الاندهاش من جمالها الأخاذ وكمال بنيان جسدها، في إشارة منصفة لمستوى الجمال في قصور أبناء محمد علي، وهي تجدد اندهاشها من المعاملة الحسنة التي لاقتها في قصر الدوبارة وهي مجرد امرأة عادية، على أساس أنه من المتوقع أن يبدي حريم الباشا ونساء علية القوم احتراماً تجاه الإنكليز عامة، تقول: «إذ لو كنت من طبقة النبلاء لكان التشريف الزائد الذي ألقاه أمراً طبيعياً، ولكنه يفوق كل توقعاتي كامرأة عادية، وأثناء مغادرتي للقصر جذبت انتباهي أجمل رؤية كان لي الحظ أن أشاهدها في شخص جارية بيضاء تبلغ من العمر حوالي سبعة عشر عاماً، كانت تقف ورأسها مستند إلى الباب فبدا جسمها الرشيق في أكمل صورة، جبينها وضاء، وشعرها وعيناها أقرب إلى اللون البني الصافي منه إلى السواد وهو ما ينسجم تماماً مع بشرتها البيضاء، لا أستطيع أن أصف ملامح وجهها بالتفصيل إذ إن هناك نوعاً من كمال الجمال يتحدى بروعته كل وصف، وكان جمالها من هذا النوع، وكان يكسو طلعتها البهية مسحة من الكآبة ومظهرها العام به شيء ما يؤثر في النفس بشجن يستحيل معه أن ينساها من يراها ولو مرة واحدة».

تعرب الكاتبة عن خوفها من عدم دعوتها إلى حفل زفاف يتم التحضير له لحضور حفل الزفاف في حريم الباشا، وبعد بحث وتقص عن سبب تأخير العرس، رغم أن كل شيء جاهز وتحت السيطرة، لكنها فوجئت بمن يخبرها بسر التأجيل، تقول: «يبدو أن هناك سبباً للتأخير لا أعرف كنهه، المسألة حساسة ولا يليق أن أستفسر عنها ممن باستطاعتهم الإدلاء بالمعلومات التي أريدها، ولكني علمت منذ بضعة أيام من إحدى قريبات السلطان، وهي تشير عرضاً وبكل جدية إلى هذا الموضوع، أن هناك نقطة واحدة فقط لم يتم البت فيها بعد، ألا وهي اختيار العريس!.. أما ماعدا هذا فكل شيء قد تم ترتيبه، نجد بين عليه القوم في هذا البلد، أن رأي الابنة التي يراد تزويجها لا يؤخذ إلا نادراً جداً، فهي تنشأ وتتربى في انتظار اليوم الذي يسلمها فيه والدها إلى كنف زوج غريب عليها في شخصه وطريقة تفكيره، وتتعجبين دون شك أن مثل هذه العادات لا تزال تمارس، وقد تشعرين بالأسى نحو هؤلاء النساء المغلوبات على أمرهن اللاتي يتقرر مصيرهن بهذه الطريقة، ولكن إصلاح هذه الطريقة ضرب من المستحيل، إذ إني متأكدة أن النساء أنفسهن سوف يجزعن إذا عرض عليهن أن يتعرفن شخصياً على الزوج قبل الزفاف، وحفلات الزفاف بين الطبقات الوسطى في هذه المدينة تتميز باستعراضات كثيرة ذات طابع خاص جداً».

تنتقل إلى وصف مواكب العرس ولياليه، وتقول إن موكب عرس مر في الطرق الرئيسية المجاورة لبيتهم، حيث :»تقدم الموكب «مهرج» يمتطي حصاناً ويرتدي ملابس غريبة، تقول إنها تدعو إلى السخرية، يرتدي طرطوراً عالياً مدبباً ولحية مستعارة، ويؤدي حركات بهلوانية تثير الضحك، ويقف وراءه رجلان فوق جملين، يقرعان طبلتين ضخمتين مختلفتي الحجم على شكل قدر ومثبتتين إلى السرج، ويتبعهم رجل يرفع مشعلاً على هيئة عمود طويل مثبت في أعلاه عدة أوعية لوضع خشب الوقود ولكنه كان حينذاك مغطى بمناديل مطرزة».

تلتفت بحسها الأنثوي الذي لا يكذب إلى شخصية مهمة جداً في الشارع الذي تقيم فيه، وهي شخصية المرأة العجوز «دبورة» التي يستشيرها الناس في همومهم، وهي ككاتبة أجنبية تتصور أنها تقضي بينهم كحكم عدل، وهي ظاهرة لو صحت تكون سابقة غير معروفة المثال في الثقافة الشعبية المصرية، التي عرفت أنواعاً من التقدير للمرأة المصرية ليس من بينها أن تعتبر قاضية، كما أنها تحكي من خلالها قصة فتاة في الثالثة عشرة رفضت عريساً صغير السن، تقول في رسالتها: «أذكرك بقضية أحيلت إلى جارتنا العجوز دبورة لتبت فيها، كانت تخص شاباً وافق أن يتزوج من فتاة عرف عنها أنها عوراء وذلك طمعاً في مالها، وبعدما تزوجها وأنفق مبالغ طائلة على احتفالات العرس، ولكن المسألة لم تنته كما كان يتوقع، لقد اكتشفت أن زوجته طفلة صغيرة رقيقة تبلغ من العمر حوالي ثلاثة عشر عاماً ولكنها ذات شخصية قوية، إذ إنها رفضت بكل إباء وشمم وعناد أن تعترف به زوجاً لها، وحيث إنه كان قد عقد عليها شرعياً، لم يكن هناك مفر إلا أن يطلقها أو يعتبرها ناشزاً، وقد اتبع السبيل الثاني لأنه في هذه الحالة لا يكون مكلفاً بالإنفاق عليها بل يتولى أهلها ذلك حتى ترجع إلى كنفه، والحالات من هذا القبيل عديدة، فالبرغم من أن المرأة ذات العشرين عاماً ترضخ دون غمغمة للزواج من رجل في الستين من عمره، نجد أن الفتاة التي لم تتعد بعد سنوات المراهقة الأولى، قلما ترضى بزوج لم تنبت لحيته بعد».

back to top