سعد الفرج: «درب الزلق» أول عمل بنظام المنتج المنفّذ في تاريخ الكويت (5-5)

نشر في 02-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-07-2015 | 00:01
أيقونة الفن الخليجي ورائد المسرح السياسي
الفنان القدير والكاتب الدرامي سعد الفرج أحد أعمدة الفن الكويتي، ومن أوائل ممثلي الدراما في الإذاعة، أسس {فرقة المسرح العربيْ}، وقسم الدراما بالتلفزيون، ورائد الفكر والتنوير والمسرح السياسي، تمتد مسيرته الفنية إلى أكثر من نصف قرن وما زال في قمة عطائه، بدأها في {صقر قريش} وصولاً إلى {تورا بورا}.

يقال إن مسلسل «درب الزلق» مرتجل.

لا،  بل مكتوب من الألف إلى الياء، بقلمي عبدالأمير التركي وسعد الفرج، وما زال نابضاً بالحياة منذ أربعين عاماً، وسيعيش لأربعين سنة أخرى، وأنا متأكد من ذلك... لم يعش أي مسلسل تلفزيوني في التاريخ كما عاش «درب الزلق».

كيف بدأت فكرته؟

بعد ما انتهينا من تصوير أول فيلم كويتي روائي طويل بعنوان «بس يا بحر»، فكرنا بعمل آخر لمخرجه خالد الصديق، وكان الأول «مأساوياً وحزيناً» يجسد حياة الخليج والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والسفر والمشقة التي كان يعيشها الخليجي  عموماً، ففكرت بعمل كوميدي، وخرجت بملخص عمل اسمه «مسعد ومسعود»، حول أخوين وموضوع التثمين، طبع النص خالد الصديق على آلته الخاصة، وكل من ذكرتهم هم  على قيد الحياة ولله الحمد.

أرسل الشيخ جابر العلي، يرحمه  الله المغفور له ويغمد روحه الجنة، عندما كان وزيراً للإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام حالياً) بطلبنا عبدالأمير التركي وعبدالحسين عبدالرضا وانا، وطلب منا عملاً تلفزيونياً يكون خالداً، ويستمر عرضه، ويعيش، ومنحنا موازنة مفتوحة لانجازه.

ماذا حدث بعد ذلك؟

خرجنا للاجتماع عبدالرضا والتركي وأنا، عسى الله أن يطيل في أعمارهما، في دروازة الجهراء، حيث ساحة مزروعة من (الثيل)، فجلسنا نتناقش حول الفكرة، وماذا سنفعل؟، فقلت لهما: بحوزتني فكرة كتبتها وهي موجودة، اسمها «مسعد ومسعود»، وحكيت لهما الملخص، فأجمعا على أنها المطلوب، وتم الاتفاق على أساس أن نكتب الحلقات أنا والأخ عبدالأمير، وبعد ذلك نجتمع مع عبدالرضا بعد كل حلقة ننتهي من كتابتها، لنتناقش، وذلك  في مكتبنا في المسرح الوطني الذي كان يجمعني مع عبدالحسين، وكنا نراجع كل حلقة.

أين تم تصويره؟

تم تسجيل مسلسل «درب الزلق» الذي يتكون من 13 حلقة، من إخراج حمدي فريد، في أستوديو الدسمة الذي لا تتجاوز مساحته 150 متراً مربعاً، إذ كانت حلقاته داخلية. جسد حياة الكويت في ذلك الوقت، وأوصل بعض الأمور التي لم يعرفها شبابنا إلا من خلال هذا العمل.

ما الثيمة الرئيسة؟

الثيمة التي وضعت الخطوط الرئيسة للعمل، أن المال  قد يكون نعمة، أو نقمة إذا وقع في أيدي أناس لا  يدركون كيفية إدارته، أو  يحسنون التصرف فيه.

ما الذي يميز «درب الزلق»؟

كل شخصية قائمة بذاتها، لا تقلد أي شخصية أخرى أو تأخذ منها. وقد رصدت موازنة عبارة عن ألفين وخمسمائة دينار عن الحلقة الواحدة، وهذا يعتبر مبلغاً وهائلاً في ذلك الوقت. وما حدث أننا أغدقنا على العمل مادياً، واستقطبنا النجوم خصوصاً أننا ندرك بأن الموازنة  ليست ضعيفة، بل «راهية»، فالحلقة الواحدة  يشارك فيها عبدالحسين وسعد وخالد النفيسي وعلي المفيدي وعبدالعزيز النمش، أي أنها تضم أسماء كبيرة.

كذلك يعتبر «درب الزلق» أول عمل بنظام المنتج المنفذ للتلفزيون في تاريخ الكويت، وهو من إنتاج سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وعبدالأمير التركي.

هل يمكن أن يكون  ثمة مسلسل آخر مثله؟

إذا توافرت له العناصر التي أتيحت لمسلسل «درب الزلق»، سيخرج بمثل جودته، ليجسد واقعنا العربي السيئ، فالإنسان في وقتنا الحالي يسمع الأخبار ويتحسر على ماضينا وأيامنا الجميلة التي ذهبت، سنعيش إن شاء الله على أمل أن تعود تلك الأيام بفضل أجهزة الإعلام الجادة المخلصة التي تنير الطريق.

تكريم وجوائز

على مدى مسيرته الفنية نال الفرج جوائز تقديراً لعطاءاته وكرّم في المهرجانات داخل الكويت وخارجها، من بينها:

•  ميدالية وشهادة تقدير من وزير الإعلام (1981) لمناسبة مرور عشرين عاماً على إنشاء تلفزيون الكويت.

 

• درع من نادي اليونسكو في جامعة الكويت بعد إلقائه محاضرة عن المسرح.

• درع وشهادة تقدير من المسرح العربي (1977).

• وسام بمناسبة {يوم المسرح العربي} (1980).

•  المواطنة الفخرية من ولاية كنتاكي- الولايات المتحدة (1981).

• جائزة سلطان العويس في الإمارات (1997).

• جائزة مهرجان الرواد العرب الأول (1999).

• كرّم في مهرجان الكويت المسرحي - الدورة الثامنة (2005).

• جائزة الدولة التقديرية (2006).

• جائزة الرواد بمناسبة اليوم العالمي للمسرح (2008).

• كرّم في مهرجان أيام المسرح للشباب - الدورة السادسة (2009).

• كرّم في مهرجان الخرافي المسرحي - الدورة السابعة (2010).

• جائزة الشارقة للإبداع المسرحي- الدورة الرابعة (2010).

• كرّم في مهرجان المميزون في رمضان (2012).

• جائزة مهرجان الخليج السينمائي لأفضل ممثل عن دوره في {تورا بورا} (2012).

• جائزة مهرجان القاهرة السينمائي لأفضل ممثل عن دوره في {تورا بورا} (2012).

• جائزة المهرجان السينمائي لدول مجلس التعاون لأفضل ممثل عن دوره في {تورا بورا} (2013).

• كرّم في المؤتمر السنوي الثقافي الثاني {ذا سكربت} (2015).

تأليف وإعداد

كتب  سعد الفرج وأعدّ مسرحيات عدة من بينها :

تأليف مسرحي: {أنا ماني سهل (1962)، استارثوني وأنا حي (1963)، عشت وشفت (1964)، الكويت سنة 2000 (1965)، جنون البشر (1997)، قطع غيار (1999)، صنطرون بنطرون (1993)}.

تأليف مسرحي مشترك: {بني صامت (1975)، ضحية بيت العز (1977)، دقت الساعة (1985)، حامي الديار (1986)، هذا سيفوه (1989)، مضارب بني نفط (1990).

إعداد مسرحي مشترك: على هامان يا فرعون (1978)، حرم سعادة الوزير (1980)، ممثل الشعب (1982)}.

الإبداع السينمائي

- «الرحلة الأخيرة»، فيلم روائي قصير، تأليف وتمثيل.

- «بس يا بحر»، فيلم روائي طويل، تمثيل وكتابة حوار.

- «سدرة»، فيلم روائي قصير، تمثيل.

- «تورا بورا»، فيلم روائي طويل، تمثيل.

قالوا عنه

الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا: «فنان ضحى بالكثير من أجل أن تظل سفينة المسرح في الكويت والخليج مرفوعة الأشرعة تمخر عباب الزمن وتتجاوز المصاعب. فنان بقامة المسرح، بما قدم من إبداع ومسيرة، وما ترك من وشم في ذاكرتنا ومسيرتنا، وهكذا هم الكبار».

الكاتب القدير عبدالعزيز السريع: «معلم كبير من معلمي فن التمثيل، ورائد من رواد الكتابة المسرحية والدراما التلفزيونية، وأحد المؤسسين الكبار لتلفزيون الكويت ولفرقة المسرح العربي، والتلميذ المقرب لعميد المسرح الأستاذ زكي طليمات».

الأكاديمي والباحث المصري د. محمد حسن عبدالله: «ما تتميز به شخصية سعد الفرج هذا الإحساس الرهيف بحركة الزمن، هذا الإحساس لا نجده إلا عند أصحاب البصيرة من المفكرين والشعراء، وكذلك الاهتمام بالمصير، ليس مصيره الفردي، فهذا لا يمثل عنده هاجساً يستحق أن يتوقف عنده، وإنما المصير الاجتماعي، الوطني والإنساني، وهذا واضح في ما كتب من مسرحيات، خصوصاً ما انفرد بكتابته في تجاربه المبكرة، وهما مسرحيتان على قدر من الجدية في الفكرة، والمهارة في التشكيل الفني، وقدرة على تجاوز الذات الفردية إلى ما هو مصير عام يستحق أن نتوقّى خسائره باتخاذ التغيير مطلباً منذ الآن (آن المسرحية وليس اليوم) هذا ما تقوله مسرحيتا: «عشت وشفت» و»دقت الساعة» (أو الكويت سنة 2000، وهو العنوان الذي عرضت به أول أمرها)».

أستاذ التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية د. شايع الشايع: «جريء في اختياره للأدوار، دقيق في طرحه، جاد في مواضيعه، راق في كوميديته، وهذه الصفات لا تكون إلا للمحترفين، وأجزم أنه أحد أساتذة الاحتراف لفن التمثيل، هو السهل الممتنع في التمثيل».

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله: «هرم مسرحي عتيد، وقامة شامخة جليلة، وظاهرة مسرحية قلّ نظيرها، وعنوان عريض للمسرح في الكويت والخليج العربي، من القلائل الذين وضعوا بصمة مميزة على جبين المسرح، ارتبط اسمه بذاكرة تأسيس المسرح الكويتي حينما تتحدث عن رواده وأهم الأسماء التي اشتغلت وأثّرت فيه وأثرته ورفعت من شأنه، والتصق ذكره بالإبداع أينما حل وارتحل».

المخرج المسرحي الأردني حاتم السيد: «سعد الفرج نموذج رائع لجيل عُرف بالعصامية والكفاح والإخلاص للفن عُموماً، وللمسرح بشكل خاص، فكتب ومثّل وأصبح واحداً من روادها وفرسانها، كوّن من خلالها ثروة هائلة من المحبين والمعجبين والأصدقاء له ولفنه في الوطن العربي الكبير».

الفنان الإماراتي د. حبيب غلوم: «يعتبر مدرسة في الأداء التمثيلي ورائداً عملاقاً أسس لنوعية خاصة في الأداء والتجسيد، يتلوّن بتلون الأدوار التي يتقمصها، غير متكرر في الإبداع، دائم البحث عن الجديد، لا يستكين حتى يظهر بعطاء متميز ومؤثر في النفس والوجدان، إنه المعلم والمبدع سعد الفرج».

المخرج البحريني عبدالله يوسف: «سعد الفرج، قطرة فضة نفيسة، براقة تلألأت في فن زمن جميل، ثم اندلقت ذهباً في ذاكرة أجيال وأجيال، أليست الذاكرة ذهب الناس جميعاً... وسعد الفرج الذي ذهب بفنه إلى تخوم الناس، كل الناس، بات شخصه وفنه، باستحقاق واقتدار، ذهب وفضة وبلور ذاكرتهم، ووفق ذلك المعنى تتجذر إبداعاته المسرحية والتلفزيونية والسينمائية».

الناقد القطري موسى زينل: «الفنان القدير سعد الفرج بحسه العربي وانتمائه الوطني والقومي لم يبخل على أبنائه وزملائه في الدول الخليجية من فيض عطائه بمشاركتهم في أعمالهم المسرحية وبالذات في قطر، حيث شارك مع إخوانه القطريين في أعمال عدة كان لوجوده وحضوره المميز فيها أو تعامله الراقي أكبر الأثر في نجاح تلك الأعمال وزيادة تعلق الجمهور به».

back to top