أستاذة الإنثربولوجيا د. علياء رضاه رافع:

نشر في 28-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 28-06-2015 | 00:02
No Image Caption
خطاب المتطرفين يجذب الشباب لأن المجتمع همَّش دورهم

كشفت أستاذة الإنثربولوجيا في جامعة عين شمس والمتخصصة تحديداً في علم الأديان الدكتورة علياء رضاه رافع عن أخطار تجميد الخطاب الديني، مؤكدةً أنه أساس المصائب التي تحيق بالعالم الإسلامي ما يدفع الشباب في العالم العربي إلى الاتجاه إما إلى الإلحاد أو اتباع الجماعات المتطرفة... «الجريدة» حاورتها.
ما أهمية الخطاب الديني في حياة المسلمين؟

 

هو عنصر أساسي لكل حياتنا فنحن بحاجة إلى إدراك معنى الدين لهذه الحياة. وعندما يجعلنا الخطاب الديني غير قادرين على الفكر الحر، فإن هذا يؤثر على المجتمع كله بالسلب، ويجعلنا نعيش في الماضي عبر إعادة إنتاجه، ما أدى بدوره إلى تكوين جماعات إرهابية مثل «القاعدة» و{داعش». 

 

ما سبب أن خطاب داعش والجماعات المتشددة أكثر تأثيراً في الشباب عن الخطاب الرسمي؟

 

القضية أن خطاب هذه الجماعات يجذب الناس حيث يشعرونهم بأهميتهم ويجذب الشباب بإشعاره بأنه مهم جداً، وأنهم يستطيعون تغيير العالم. أما الخطاب الرسمي فقد يحمل جزءاً من الرؤية الدينية لكن لا يشعر الشباب أن له رسالة في الحياة يجب أن يقوم بها، خصوصاً أن الشباب يحتاج إلى أن يشعر بأنه ذو قيمة ودور في الحياة وتغيير العالم. فالخطاب المتطرف يؤثر على الشباب باستغلال نقطة الضعف هذه، ويستطيع أن يستقطبه لهذه النقطة. هنا ليس الموضوع كلاماً فقط بل يجعله يتحرَّك ويشارك في الفعل، فشعور الشباب أنه سيغير العالم يجعله يتحمس ويجعله قادراً على فعل أي شيء.

 

ما المقصود بتجديد الخطاب الديني؟

 

تجديد الخطاب الديني هو إبداع، فالخطاب الديني الراهن بشكل عام ما زال خطاباً سلفياً أصولياً، أي أنه يحاول دائماً تقديس الماضي، وهذا يقف عقبة أمام أي نوع من أنواع التجديد. والقول بالتجديد ليس بالبعد عن الأصول، لكن معناه التعمق في الجذور الدينية والاستخرج منها، وأن نبدع منها خطاباً قابلاً ومناسباً للحياة ومواكباً للعصر. أن نعيش دائماً في الماضي ونعيد إنتاجه بحرفيته وأشكاله وبكل صوره، وتجاهل كامل لمتغيرات العصر فالنتيجة حتماً أننا سنكون في تخلف.

 

ما نتائج عدم التجديد؟

 

العزلة عن العصر والتقوقع في الماضي والشباب يكون بين خيارين: إما أن يترك الدين تماماً أو يذهب إلى الجهات المتطرفة.

 

الخطاب القطبي

 

كيف ترى أسباب استمرارية الخطاب السلفي مثلاً؟ 

 

يعيش أصحاب الخطاب السلفي  من خلال الهجوم على العصر، وهنا الخدعة الكبرى التي يعيش فيها المتطرفون. من خلال تحليلي لخطاب سيد قطب، وجدت أنه في البداية يسحب الشباب إلى منهجية ممتازة، مثل أن الإسلام هو الحل لمشاكل العصر، وهذا الكلام لا يعترض عليه مسلم. لكن بعد جرك إلى هذه النقطة، يقول إن هذا العصر معادٍ للإسلام، وإن غير المسلمين والمسلمين الذين لا يتبعون حكم الله كفار، ويجب إعلان الجهاد عليهم. يجذب هذا الخطاب الناس تدريجاً حتى يجد الإنسان نفسه قد خدع ولا يستطيع الإفلات.

 

لماذا يظن أصحاب كل خطاب أنه على الصواب؟

 

هو اتجاه ناتج من الأصولية في طريقة التفكير، إذ يعتقد كل واحد  أنه يملك الحقيقة المطلقة، فيجب أن ينظر الإنسان إلى خطابه على أنه محاولة للبحث عن الحقيقة. وأنت لمست أكثر النقاط خطأ أو عيباً في الخطاب الديني، وهي أن كل فريق يعتقد أنه يملك الحقيقة، وكل فريق يعتقد أنه الفرقة الناجية، مع أن المقصود بحديث الرسول (ص) عن الفرقة الناجية هو تحذير لكل إنسان بأن يحاسب نفسه ولن نكون أفضل من رسول الله (ص) الذي كان يقيم الليل ويستغفر ربه أكثر من 70 مرة، مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

 

الخطاب الرشيد

 

ما هي خصائص الخطاب الديني الرشيد؟

 

أن يكون متجهاً إلى الإنسان بما يجعله يعيش التجربة الدينية وألا يكون خطاباً وعظياً فيه استعلاء من الخطيب على المُخاطب، بل يكون خطاباً إنسانياً فيه تراحم ويشمل معنى الآية ليتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر، وأن يكون منفتحاً على علوم العصر بالاستفادة من العلوم الإنسانية حتى نفهم مقاصد الشريعة.

 

برأيك ما أبرز الغايات المقصودة من وراء هذا التجديد في زماننا الراهن؟

 

التخلص من التعصب الديني والعنف والأحادية في الرؤية، والقدرة على أن يكون الدين دافعاً للحضارة والتقدم وليس سبباً للتخلف والانتكاس.

 

كيف يمكن قراءة النص بطريقة تواكب العصر بما يزيل تهمة جموده؟

 

كتبت في هذه النقطة كتاباً ملخص فكرته أن نستقبل الخطاب الديني ليس بطريق وصفة حرفية أو علاقات لغوية، لأن هذا النص الديني يحمل معاني لا حدود لها وهي المعجزة الحقيقية للقرآن الذي تستطيع أن تستخرج منه وتستقبل منه الكثير من المعاني فلا ينبغي أن نؤول القرآن بما لا يتناسب مع معاني ألفاظه. يجب أن يكون فهمنا له أيضاً في إطار الدعوة الرئيسة «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107)، فهل من المعقول وديننا دين الرحمة أن يكون العنف والقتل لمن يختلف معنا في الرأي، فهنا حينما أنظر إلى الآيات على ظاهر قولها وحرفيتها أنها تدعو إلى العنف، يجب أن أراها في السياق الأوسع، فالسياق الأوسع لغوي قرآني ما جاء قبل الآية وما جاء بعدها وسياق تاريخي وأسباب النزول، حتى أرى المناسبة التي ذكرت فيها، حتى نعرف مقصد الآية، فدائماً الآيات ترجح الجنح إلى السلم.

 

ما الدور المنوط بالمؤسسات الدينية في سبيل تجديد الخطاب الديني؟

 

على المؤسسات الدينية أن تغير من أسلوب الخطاب في المطلق، فيجب أن تتبع نوعاً من الانفتاح وشيئاً من التواضع واستقبال الأفكار الأخرى، ولا تحتكر الخطاب الديني، فنحن نرى بعض المنتسبين إلى المؤسسة الدينية هم أنفسهم أسباب في التطرف، والسبب احتكار الرؤية الفكر، وأنه يتحدث باسم الدين ويرفض أي نوع من الرؤية الأخرى أو الفكر الآخر، وأي فكر لا يدخل في إطار فكره يسميه كافراً أو جاهلاً، فالفكر التكفيري موجود في الأزهر بكل أسف، فكلما أتحت فكراً حراً انهار الفكر الأصولي المتشدد تلقائياً.. وعموماً أيضاً كلما ظهرت أساليب قمع حريات السياسية وغابت العدالة الاجتماعية دفع ذلك الشباب إلى البحث عن مظلة يقاوم من خلالها وهي الدين، حيث يستقطبهم أصحاب الفكر التكفيري فينساق الشباب وراءهم ليس تأثراً بالفكر ولكن انتقاماً من الظلم والقهر الاجتماعي.

 

قهر المرأة

 

هل يؤثر الخطاب الديني الحالي على علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع؟

 

بالتأكيد لكن بالسلب، فنجد الرجل يقهر المرأة باسم الدين، والسيدات يقهرن أنفسهن باسم الدين، وهذا ليس قول الدين، فلا يمكن أن يكون الدين فيه أية عبارة فيها نوع من القهر لا للرجل أو المرأة، فالأديان كلها، خصوصاً الإسلام جاءت رحمة للعالمين وليس للقهر والاستعباد. 

 

ما رأيك في الخطاب الديني الموجه إلى المرأة سواء الخطاب الرسمي أو خطابات الجماعات المتشددة؟

 

لا فارق كبير بينها، فجميع الخطابات الدينية ترى أن دور المرأة ينحصر داخل الأسرة، وعندما تجد خطاباً دينياً متحرراً نسبيا يقول إذا أدت واجبها نحو الأسرة كما ينبغي فلا مانع من عملها. لكن حتى اليوم ليس من حق المرأة الولاية الكبرى، فلا يجوز عندهم أن تكون المرأة رئيس دولة مثلاً، فثمة تحجيم باسم الدين لقدرات المرأة في الخطاب الديني، رغم أن القرآن لا يفرق في الخطاب بين الرجل والمرأة، فنجد «أيها الناس» أو «أيها المؤمنون». حتى  إن خطابات دينية تقول إن المرأة مخلوقة من أجل الرجل ودورها أن تسعده فحسب، فهل نتصوَّر أن يقال هذا الكلام في القرن الحادي والعشرين!

 

أي الخطابات أكثر عنفاً ضد المرأة؟

 

تعتبر الخطابات كافة المرأة عورة، وهي إهانة للرجل أيضاً حيث يتم التعامل معه باعتباره حيواناً شهوانياً وليس إنساناً، ما من شأنه أن ينزع عن المرأة إنسانيتها. وتتباين درجات الخطاب من طائفة إلى أخرى، فنجد نساءً ناشطات في جماعة «الإخوان»، وكثيرات جداً من المتدينات المتشددات كن ناشطات في أنهن يقهرن أنفسهن والمرأة عموماً. وأكثر الخطابات احتراماً للمرأة الخطاب الصوفي، لكن نجد فيه انحرافات فكرية ضد المرأة مثله مثل باقي الخطابات في التقليل من شأنها إنسانياً. حتى الخطاب الثقافي رغم أنه لم يتحيز ضد المرأة فإنه همشها.

 

كيف ظلم الخطاب الديني المرأة؟

 

بأن حرمها من أن تكون مواطناً يستطيع أن يعبر عن قدراته، ووضعها دائماً في خدمة الرجل. وقهر المرأة تشريعياً بأن منع عنها حق التطليق. وقانون الخلع رغم أنه حركة تقدمية فإنه غير فاعل. أما قانون الأحوال الشخصية فظلم المرأة لأنه مبني على الفكر الديني القديم. 

 

ماذا عن المفكرات والداعيات أمثال آمنة نصير وعبلة الكحلاوي وسعاد صالح أين دورهن من تجديد الخطاب الديني الخاص بالمرأة؟

 

الدعوة سواء القائم عليها رجل أو امرأة دورها أن تكون منفتحة الفكر مستنيرة الرأي، قادرة على تقديم نفسها كإنسان، وهن يقمن بعمل كبير وخطاب الدكتورة آمنة نصير أكثر استنارة فهي ممن يخدمن الحركة النسوية. عموماً، الخطاب الديني النسوي لم ينفصل عن الدين وهو للتوجيه الاجتماعي وإصلاح أحوال المرأة اجتماعياً بمرجعية دينية.

 

هل الخطاب الديني الذي تقدمه داعيات مؤثر وهل يلقى قبولاً من المرأة أم أنها تستجيب لخطاب الرجل أكثر؟

 

الاثنان معاً، والمفترض أنها تستجيب للفكر الحر. لكن في مجتمع فيه جهل والتعليم فيه لا يساعد على التحرر، وفي مجتمع ما زلنا فيه ننظر إلى المؤسسة الدينية على أنها المصدر الوحيد لنستقي منه مرجعيتنا ورؤيتنا... في ظل هذه الأمور كافة، الأصوات المختلفة تخبو، ولا تكون لها القوة ذاتها.

 

قراءة انثربولوجية

 

 ما هي آليات تجديد الخطاب من وجهة نظرك؟

 

علينا الاستفادة من العلوم الإنسانية كلها لتكوين الإدراك والارتقاء بالوعي. حينما نقرأ السيرة النبوية في السياق الثقافي نستخرج منها جواهر تفيدنا في حياتنا. أما لو قرأناها قراءة سطحية فلن نفهم ولن نخرج بشيء مفيد، مثل مهاجمة الصحابة بأمر الرسول (ص) لقوافل قريش لاغتنامها، ما جعل أعداء الإسلام يقولون إن الرسول (ص) كان يدعو إلى القرصنة، ويقولون كيف يكون رسولاً ويدعو إلى هذا؟ أما المسلمون الذين قرأوا هذا النص قراءة قشرية فنجدهم قد استباحوا لأنفسهم مهاجمة الأقباط وسرقتهم. وحينما تقرأ السيرة أنثربولوجياً أو بطريقة ثقافية سنفهم الواقعة على أنها كانت ممارسة عادية مسموح بها عرفياً، لأن المهاجرين خرجوا تاركين أموالهم في قريش، وكان استرداد الأموال بهذا الأسلوب أحد الأعراف المقبولة، ولم يكن اعتداءً على أموال الآخرين.  

 

ما رأيك في المؤتمرات والندوات التي تعقد للمطالبة بتجديد الخطاب الديني؟

 

هي مجرد مطالبة من دون منهج أو اتجاه، أو تحديد مواصفات الخطاب الجديد والقضايا الرئيسة التي نجددها، فهي عملية كلها مجهلة وليست واضحة. والتجديد ليس صعباً لكن يحتاج إلى تضافر قوي من المفكرين والعلماء في المجالات كافة، وذلك يحتاج إلى علم ومنهج علمي للقراءة حتى نصل إلى التجديد الحقيقي.

 

انتشار الجماعات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستاراً لها، هل يدلل على غياب التجديد في الخطاب وجمود الفكر؟

 

طبعاً، فما زال الكلام الذي قيل أيام الخوارج هو السائد راهناً، لعدم التجديد في الفكر أو الرؤية. حتى المذاهب الفقهية يجب تجديدها فقد كانت تخاطب عصرها، لذلك نجد الجماعات مثل «داعش» تخرج حتى على المذاهب، فهم يصيغون قراءة خاصة بهم قائمة بالأساس على الإطار الفكري والبنية الفكرية لبعض الشيوخ المنتمين إلى المؤسسات الدينية الذين وضعوا هذا الفكر في إطار مجمد، فهذه بنية فكرية وليست فقهية.

 

هل التجديد يعني مجاراة لما تم في الغرب من فصل الدين عن الدنيا؟

 

هذا مستحيل خصوصاً في ديننا، ونجد هنا فكرة مغلوطة هي استخدام الدين لأجل الدنيا والحكم لفرض السيطرة، وهذا مرفوض تماماً. لكن الدين أساساً ًهو ممارسة للفعل وليس قولاً فقط، لذلك لا نستطيع فصل الدين عن الدنيا، لكن نفصل الدين عن الحكم، فلا يوجد حكم ذو مرجعية دينية، لكن علينا الاسترشاد بالمبادئ الدينية في تأسيس نظام حكم.

 

الاجتهاد

 

ما أهمية الاجتهاد في الوقت الراهن؟

 

غلق باب الاجتهاد هو المصيبة الكبرى التي حدثت في القرن التاسع عشر لأنها تسببت بتجميد الفكر.

في سطور

- الدكتورة علياء رضاه رافع  أستاذة الانثربولوجيا في قسم الاجتماع في كلية البنات جامعة «عين شمس» المصرية، متخصصة في الانثربولوجيا الإدراكية والتأويلية والدينية.

- تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة، ونالت درجة الماجستير عن «الحجاب والحركة الطلابية» من الجامعة الأميركية في القاهرة عام 1983 ودكتوراه من كلية البنات جامعة «عين شمس» في موضوع {الانتماء}.

- رئيسة ومؤسسة لمؤسسة البناء الإنساني والتنمية وعضو المبادرة النسائية الدولية للسلام في الولايات المتحدة. 

- لها مؤلفات عدة نشرت في اليابان والهند وكندا وبريطانيا وأميركا، من بينها «الشخصية المصرية»، وكتاب بالإنكليزية ترجم إلى العربية بعنوان «أسس الشرور.. الأصولية والتعصب والتحيز ضد المرأة}، و{النساء يقمن بتغيير العالم}، شاركت فيه كاتبات من القارات الخمس، وكتاب {وحدة المفاهيم وتعدد التعابير} الذي يتناول موضوع وحدة الأديان، و{إسلام من قديم إلى قادم، و{تنزيل إلهي وتفاسير بشرية}، و{دراسة تحليل الخطاب الديني المتعصب}.

الإسلام السياسي

• إلى أي مدى يعتبر الإسلام السياسي السبب الأول وراء إحباط محاولات تجديد الخطاب الديني؟

 

الإسلام السياسي رغم أنه خطاب جامد وثابت فإنه يدعي المطلقات، إذ يدعي أنه حكم الله على الأرض، فأي خطاب مختلف معه هو خطاب كافر. 

 

• ما الشروط التي يجب توافرها لأجل تجديد الفكر الديني؟

 

الحرية، وإتاحة فرصة للمفكرين للتعبير عن رأيهم في وسائل الإعلام، وتنشيط المجتمع المدني، وإتاحة فرصة للحوارات الثقافية على المستويات كافة مع الحفاظ على القيم المتفق عليها مجتمعياً. 

 

• إلى أي مدى يرتبط نهوض الأمة بتجديد الخطاب الديني؟

 

لا نهضة للأمة من دون تجديد الخطاب الديني، لأن الجمود هو سبب تخلف العالم الإسلامي. وحتى اليوم نحن نحتاج إلى خطاب ديني يساعد على الفكر والإبداع ويحافظ على الحرية والمساواة ويعيد للمرأة دورها الحقيقي في المساهمة في المجتمع، ويعطي قدرة للشعوب العريضة في المجتمع المسلم أن تعبر عن نفسها. 

 

• الخطاب الديني النسوي متهم بأنه يثير بلبلة في المجتمع، ما رأيك؟

 

أي خطاب نسوي في أي مجتمع مسلم لا يتبرأ من الدين هو أساسي. أما الخطاب الديني النسوي فهو مثل خطاب الإسلام السياسي يستخدم الدين لقهر المرأة.

 

• ما رأيك في مشروعات تجديد الخطاب الديني؟

 

كان أمثال محمد عبده وعبدالمتعال الصعيدي والشيخ عاشور في تونس ورفاعة الطهطاوي وحسن العطار، بمقاييس عصرهم، ثوريين ومبدعين وفشلت مشاريعهم بسبب الجمود الفكري. ثمة دائماً حرب ضد التجديد، وهو ما جعل كمال أتاتورك يتجه إلى العلمانية وبدلاً من إجراء إصلاح في الدين خرج عنه تماماً. ولا أرى أن ذلك حل، لكن هذا ما سيقودنا إليه الجمود في النهاية، حيث نجد أنفسنا نستغني عن أمر قيم جداً لأننا غير قادرين على التحرر فكرياً وروحياً.

 

back to top