كامل الشناوي ... شاعر الليل (7) ...زمالة مع طه حسين... ودعم من العقاد

نشر في 24-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-06-2015 | 00:01
قليلون يجمعون بين طزاجة اللحظة وعتق الماضي، يحضرون في الأذهان كشخصيات أسطورية تأتي من أزمان ذهبية وتتدفق حكاياتم كأنهم غابوا أمس.
كامل الشناوي واحد من هؤلاء صنع مجده الخاص في بلاط صاحبة الجلالة وفي عالم الشعر ودنيا الجمال والحب فكان الشاعر في ديوان الصحافة والصحافي وسط إلهام الآداب والفنون والثقافة والعاشق المتيم بالجمال والراهب الناسك في محراب الحب.
ترك الشناوي، الذي سماه والده مصطفى كامل لأنه وُلد في أعقاب رحيل الزعيم الوطني مصطفى كامل، آثاراً إبداعية وثقافية وصحافية ومعارك ثقافية وفنية وسياسية كان طرفا أصيلا فيها، وحكايات لا تزال تتردد حتى الآن، طازجة كالحب المتجدد، نستعيدها هنا مع سيرته ومسيرته التي تعيدنا إلى زمن جميل مضى نحاول الإمساك به.
 - {أنت ما زلت تحت التمرين؟}.

بهذا التوصيف فسر له {حافظ عوض بك} عدم تقاضيه أي أجر عن الفترة التي أمضاها في صحيفة {كوكب الشرق} حتى الآن، يراجع فيها البروفات بهمة وجدية. صحيح أن حافظ عوض نفسه من اتفق معه على عشرة جنيهات حسده لأجلها أصدقاؤه، فيما بقيت سراباً لم يتحقق أبداً، إلا أنه عاد وفسَّر له الأمر بأنه، أي كامل ارتكن إلى مهنة المراجعة، وكان حافظ عوض يراهن على أنه بدأبه وحماسته يستطيع أن يكون صحافياً متعدد المواهب والمهام، يراجع الصفحات، ويصحح المقالات، ويقوم بأعمال سكرتارية التحرير في تجهيز الجريدة تبويباً وصوراً وعناوين للطبع، إلى جانب جلب الأخبار كأي صحافي. كان هذا طموح حافظ عوض، ولما لم ير من كامل أي مبادرة، اضطر إلى أن يشرح له:

- {الصحافة ليست أشعاراً وكتابات أدبية... الصحافة أن تتصيَّد الأخبار من مصادرها، وتكتب المقالات السياسية التي تحوي عمق التحليل المستند إلى قوة الموقف والمعلومة}.

لكن كامل لا يعرف بعد مصادر يجلب منها الأخبار، فعرض عليه حافظ عوض وقد أثبت كفاءة في المراجعة والتصحيح أن يثبته كمصحح، من دون تمرين وأن يربط له راتباً شهرياً قدره أربعة جنيهات، أقل بستة جنيهات عمَّا يتقاضاه الصحافي.

زمالة مع عميد الأدب

ولما كان كامل في مفترق الطرق، وعليه أن يثبت لأسرته وصحبته أنه أمسك طريق النجاح، ولا بد وقد ترك الدراسة وصال وجال بعيداً عنها أن يكون له دخل وإيراد، ينفق منه على الأقل على جلساته في الكازينوهات، والمقاهي الثقافية، وطعامه خارج المنزل، لذلك قبل الجنيهات الأربعة، واثقاً هذه المرة من انتظامها، ومضى يمارس عمله بهمة، فيما أصدقاؤه ما زال لديهم الاعتقاد بأنه يتقاضى عشرة جنيهات ويبخل عليهم بعزوماته. لكن هذا العمل فتح له باب الاقتراب من عميد الأدب العربي

د. طه حسين، الذي كان يكتب في جريدة {كوكب الشرق}، ثم استحدث صاحب الجريدة منصباً كان اسمه {مدير سياسة الجريدة}، وهو الشخص صاحب المنزلة الرفيعة وظيفياً، الذي يتولى الإشراف على تطبيق السياسة التحريرية، ومراقبة الجودة، والإشراف على خط الجريدة الفكري والسياسي في وقت كانت تموج فيه مصر بالأفكار والرؤى والمدارس السياسية والثقافية. وتولى طه حسين هذا الموقع، وصار بحكم الانتماء الوظيفي إلى ذات المكان زميلاً هو وكامل، أو هكذا كان يقول الأخير لأصدقائه.

لم يكن طه حسين بالنسبة إلى كامل مجرد مثقف كبير، وأديب شهير، ومجدد في الثقافة والفكر والأدب، وسياسي ووزير وأستاذ جامعي مرموق ذي سمعة محلية ودولية فحسب. لكنه كان النموذج والمثل الأعلى. كان شقيق طه حسين الشيخ أحمد حسين زميلاً لوالد كامل وعمه الشيخ مأمون في الأزهر الشريف، ومن هذه الزمالة بدأ التعرف إلى قصة طه حسين وكفاحه من أجل التعلم رغم كف بصره والأهم تمرده على الدراسة في الأزهر، وانفتاحه على التعليم الأهلي، ثم الأوروبي وتحديداً الدراسة في جامعة {السوربون}.

طالما شعر كامل بتشابه بينه وبين طه حسين سواء في طفولة مرتبكة شعر خلالها كل منهما أنه مختلف عن أقرانه وممنوع من اللعب معهم، بسبب بدانة كامل وكف بصر طه، أو بسبب ضجر كليهما من الدراسة في الأزهر بمناهجها وأساليبها الجامدة. لكنه بالقطع كان يعترف أنه لا يملك جلد طه على استكمال الدراسة ولا دأبه لإثبات وجوده، ولا مشروعيه السياسي والفكري اللذين عمل عليهما بجهد نادر. إلا أنها فرصة ليقترب من رجل بهذه المواصفات، ويظفر بجواره، كما ظفر بعضوية منتدى {كرمة ابن هانئ} لصاحبه {أمير الشعراء أحمد شوقي بك}، ليكون مجاوراً لهذه القمم، وكما يقول المثل المصري {من جاور السعيد يسعد}، وهو كان يترجمها بأن {من جاور المبدعين الملهمين لا بد من أن يناله من هذا الإبداع جانب حتى ولو درس صغير، أو إشادة يعرف بها المرء أنه يسير في الطريق الصحيح}.

لكن كيف توطدت علاقته بطه حسين؟

الأمر لا يخلو من مزحة، كان طه حسين يعرف كامل كشاعر وكأحد العاملين في الجريدة، وأحد الكتاب أيضاً حيث كان كامل يكتب مقالات، وأحياناً افتتاحية الجريدة، لكن من دون أن يوقعها باسمه. وكان أسلوبه جميلاً ولافتاً، ببراعته وقوته في آن. لجأ إليه حافظ عوض صاحب الجريدة، ليكتب افتتاحية من دون توقيع ضد وزير المعارف وقتها حلمي عيسى باشا، ينتقد فيها سياساتها التي لم تكن تروق لصاحب الجريدة ولا للوفديين الذين تعبر عنهم. وكانت افتتاحية لاذعة وساخرة، عباراتها قصيرة وملهبة، وباعتبار طه حسين أحد الداخلين في سياسات الجريدة فقد عرف أنه كاتب هذه المقالات التي بلا توقيع، وأُعجب به كاتباً ساخراً من ظرفاء عصره، مثلما كان مُعجباً بشعره. ولما برع في هذا اللون من الكتابة الساخرة القصيرة، شارك إلى جوار عمله في {كوكب الشرق} في كتابة مقالات ساخرة لمجلة {أدب الفكاهة} الأسبوعية التي أصدرها الشيخ عبد الحميد النحاس وخصصها للمحتوى الساخر شعراً ونثراً ورسماً، وكان يتقاضى عن مقالاته {جنيهين} شهرياً، تُضاف إلى الأربعة، ليكون إيراده الشهري ستة جنيهات.

موقف ساخر، وطد الصداقة والارتباط بينه وبين طه حسين، حيث كان سكرتير تحرير الجريدة رجل حزبي، ليس صحافياً لكنه شغل هذا الموقع بصفته الحزبية والسياسية، في وقت كان ذلك هو نظام الصحف المعبرة عن أحزاب أو توجهات حزبية في ذلك الوقت، ربما للتأكد من أن شيئاً لا يُنشر يخالف سياسات الحزب الذي كانت الجريدة تعبر عنه وهو حزب الوفد. وكان الرجل يتدخل في التحرير كما لو كان صحافياً عتيداً، وأحياناً يتدخل في مقالات وأخبار وكأنه خبير صحافي، وذلك كله بقي مقبولاً بسبب طبائع الصحافة في هذا العصر، لكن ما لم يتصوره كامل أن يتدخل في قواعد اللغة العربية أيضاً فيرفع مجروراً ويجر مرفوعاً وينصب المجرور والمرفوع، ويُصر على ذلك، وكأن ما يقوله باعتباره صاحب الصفة الوظيفية الأعلى، أصح مما يقوله {سيبويه} وجميع العلماء الذين ضبطوا قواعد اللغة العربية.

زار القاهرة الملك الأفغاني، وكان طبيعياً أن تركز الصحيفة على أخبار زيارته واستقبال ملك {مصر والسودان} له، وتنقلاتهما معاً، فتكررت في نصوص الأخبار وعناوينها تعريف {صاحبا الجلالة} و{صاحبي الجلالة} حسب سياقهما في الجملة. لكن كامل اكتشف أنها تأتيه مرفوعة دائماً {صاحبا الجلالة} أو مجرورة ومنصوبة دائماً {صاحبي الجلالة} من دون اعتبار لوضع الجملة التي تفرض الرفع أحياناً والجر والنصب أحياناً آخرى، وكلما تدخل كامل وضبط كل واحدة منها حسب موقعها من الإعراب أعادها سكرتير التحرير لوضعها الخاطئ، وظلت البروفات تذهب وتجيء حتى ضجر منه سكرتير التحرير واستدعاه:

- {بتلاعبني أستغماية يا أفندي، كل ما أكتبها صاحبا، تغيرها إلى صاحبي، وكل ما أكتبها صاحبي، تغيرها إلى صاحبا}.    

عبثاً حاول كامل أن يشرح لسكرتير التحرير أن الأمر ليس عبثاً منه أو معاندة لكنها قواعد النحو والصرف بلا جدوى. حتى إنه هم ليقول:

- {قواعد النحو بتقول....}.

حتى قاطعه الرجل ممارساً عليه سلطته ونفوذه بجملة، لم تقنع كامل ولم تلجمه السكوت، لكنها فجرت ضحكاً مكتوماً داخله بدا على ملامحه كقسمات دهشة يصاحبها الابتسام الذي يحاول أن ينضبط حتى لا يتحوَّل منفجراً لضحك مجلجل بمجرد أن قال الرجل بتعال كأي رئيس ينهر مرؤوسه في العمل:

- {هُنا أنا اللي بقول!!}.

لم يتمالك كامل نفسه، وربما لم يشعر بها إلا وهو في مكتب الدكتور طه حسين الذي دخله طالباً اللجوء والتحكيم، وحكى لصاحب المكتب الواقعة مصحوبة بتمثيلها وتقليد صوت سكرتير التحرير ونبرة صوته حتى انفجر الرجل الوقور طه حسين ضاحكاً، وهو المعروف بتحفظه وندرة استسلامه للضحك المفرط.

في هذا اليوم، توطدت العلاقة بين كامل والدكتور طه، واعتمده عميد الأدب العربي واحداً من الظرفاء في ذلك الوقت، وقرر نقله من وظيفة المُصحح، إلى وظيفة المحرر، على أن يتبع مباشرة مكتبه.     

وصارت بينهما علاقة التلميذ بأستاذه، والصديق بصديقه. حتى إن كامل أصبح متأثراً بوضوح بأسلوب طه حسين في الحديث، حيث كان يعتبره المتفرد على قمة الأدب العربي والأدباء العرب، وكان منبهراً به إلى حد أن قال لأصدقائه إنه رجل غير عادي، {أنيق في عبارته، أنيق في كلامه، أنيق في نطقه، أنيق في اختيار الألفاظ}.

حتى إن طه حسين حين اختلف مع صاحب جريدة {كوكب الشرق} تركها وأخذ معه كامل وأصدر منفرداً من ماله الخاص جريدة {الوادي} ومنح كامل فيها حرية كبرى في الكتابة والإشراف على التحرير، ولم تكن صحيفة {الوادي} تميل الميل كله لحزب {الوفد}. لكنها كانت معادية لحكومة إسماعيل صدقي باشا، وشن من خلالها طه حسين هجوماً حاداً على صدقي فكان خطابها الحماسي سر تميزها، وكانت بصمات كامل فيها واضحة وكتاباته الساخرة اللاذعة. لكن الجريدة استنفدت من جهد طه حسين وماله الكثير ما اضطره إلى إغلاقها بعد أقل من عامين على إصدارها.

 

انطلاق صحافي

لكن تجربة صحيفة {الوادي} ومن قبلها صحيفة {كوكب الشرق} منحت له اسماً مميزاً في عالم الصحافة أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب أسلوبه المختلف، وأيضاً شهادات الكبار في حقه، فانفتحت أمامه أبواب {روزاليوسف} المجلة ثم الصحيفة، فصار أحد كُتابها اللامعين، وتوطدت علاقته بالسيدة {روزاليوسف} صاحبة المجلة حين اختارته وزوجها في ذلك الوقت، الصديق القديم زكي طليمات الرائد المسرحي الكبير، لتدريس اللغة العربية لابنتهما آمال طليمات، وبدأ الكتابة بالقطعة في المجلة. وعبر كتاباته وتردده على المكان توطدت صداقته بمصطفى أمين الصحافي الشاب الموهوب وقتها، والذي كان في تلك المرحلة نائب رئيس تحرير مجلة {روزاليوسف} في وقت كانت صاحبة المجلة تقتنص أي موهبة وتدعم الشباب، كما بدأت صداقته بنجلها من زوجها الممثل محمد عبدالقدوس، الشاب الموهوب في الصحافة والأدب إحسان عبد القدوس.

لكن علاقته المنتظمة بـ {روزاليوسف} لم تحدث بسبب كل تلك العلاقات التي بدأ في نسجها، وإنما بسبب عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، وكانت {روزاليوسف} قد صدرت كجريدة يومية وطلبت صاحبتها من الأستاذ العقاد الانضمام ليكون كاتب الجريدة الأول، ووافق لكنه اشترط أن ينضم معه الكاتب والصحافي الشاب كامل الشناوي وأن تجاور كتاباته كتابات الأخير، هكذا من دون سابق معرفة وطيدة غير إعجاب متبادل، وتقدير بالغ من كامل للرجل الذي سُئل يوماً:

- {لماذا لا تحصل على دكتوراه يا أستاذ عباس؟}.

فرد بكبرياء ليس فيها غرور:

- {أُشفق على لجنة المناقشة}.

وكان الرائج وقتها عمن يكون هذا المُقدم على الانتحار الذي من الممكن أن يتجرأ لمناقشة مثقف موسوعي مثله ويقوم بتحكيم رسالة دكتوراه كتبها، وكان الشاهد أن العقاد أكبر من الشهادات الجامعية والأكاديمية، وقد كان أيضاً شخصاً ملهماً لكامل بقصة كفاحه التي استطاع خلالها أن يُعلم نفسه بنفسه، وأن يثبت أن العلم ليس فقط في الشهادات، وهي معادلة كانت تروق لكامل جداً منذ أن كان يفكر في مغادرة الدراسة، ولا يجد مبررات كافية. وأحياناً، كان يكتفي بالاستناد إلى العقاد، والحديث عن سيرته مع التعليم، والدرس القائم على هذه السيرة بأن الإنسان يمكن أن يفعل كل شيء ويتطور ويتعلم من دون شهادات رسمية والتزام بنظام تعليمي جاف ومنهك وقاتل للإبداع والتفكير. صحيح أنه كان يعرف أن في ما يقوله كثير من المبالغات باعتبار العقاد استثناء، وهو بلا شك لا يملك دأبه على التعلم والتطور، لكنه كان لديه الاعتقاد في قدرته على تكرار التجربة، أو على الأقل هي تجربة تمنحه غطاء مناسباً لتبرير انسلاخه من الدراسة كلية، كما منحته تجربة طه حسين الغطاء المناسب للانسلاخ عن الدراسة في الأزهر.       

عباس العقاد

ولد العقاد في أسوان في 28 يونيو 1889 لأم من أصول كردية. اقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية، لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد ونشأ. كذلك لم تتمكن أسرته بمواردها المحدودة من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان، واعتمد العقاد على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا تضاهى أبداً، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضاً.فقد اتقن اللغة الإنكليزية من مخالطته للسياح المتوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، مما مكنه من القراءة والاطلاع على الثقافات البعيدة، وكما كان إصرار العقاد مصدر نبوغه، فإن هذا الإصرار كان سبباً لشقائه أيضاً، فبعدما جاء إلى القاهرة وعمل بالصحافة وتتلمذ على يد المفكر والشاعر الأستاذ الدكتور محمد حسين محمد، خريج كلية أصول الدين من جامعة القاهرة، أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري {مدرسة الديوان}، وكانت  تناصر التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديد لأنه لم ينل من التعليم حظاً وافراً، حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط. لكنه في الوقت نفسه كان مولعاً بالقراءة في مختلف المجالات، وقد انفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.

اشتغل العقاد بوظائف حكومية كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف. بعدما ملَّ العقاد العمل الروتيني الحكومي، اتجه إلى العمل في الصحافة، مستعيناً بثقافته وسعة اطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور. وكان ذلك فرصة كي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه، توقفت الصحيفة عن الصدور بعد فترة.

دخل في معارك حامية مع القصر الملكي، مما أدى إلى ذيوع صيته واُنْتخب عضواً بمجلس النواب، العقاد سجُن بعد ذلك لمدة تسعة أشهر عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية.

وفي حياة العقاد معارك أدبية جَعَلتْهُ نهمَ القراءة والكتابة، منها: معاركه مع الرافعي وموضوعها فكرة إعجاز القرآن، واللغة بين الإنسان والحيوان، ومع طه حسين حول فلسفة أبي العلاء المعري ورجعته، ومع الشاعر جميل صدقي الزهاوي في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية، ومع محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس في قضية وحدة القصيدة العضوية ووحدتها الموضوعية

تٌوفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964 ولم يتزوج.

back to top