جولات في الشرق 6: إدوارد لين يتأمل القاهرة من مركب «عروس النيل»

نشر في 23-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-06-2015 | 00:01
نجول مع الباحث والمستشرق البريطاني، إدوارد لين في شوارع القاهرة، مطلع القرن التاسع عشر، قبل نحو مئتي عام ـ إلا قليلاً ـ من الآن، من داخل مركب «عروس النيل»، التي دفعه فضوله إلى الصعود إليها مقابل أجر معلوم، ليتمكن من رؤية مصر في مطلع نهضتها الحديثة، في عهد حكم محمد علي باشا. في هذه الحلقة، يرصد الكاتب، الذي يصنّف من بين أشهر عشَّاق الشرق، عادة «عروس النيل»، التي كانت تزين فيها فتاة مصرية كل عام، لتلقى في النهر، طلباً للفيضان، ويصف المركب التي كانت تسمّى «العقبة»، بعدما تزيّن مثل العروس وتسبح في النهر وسط الفرح والزغاريد وإطلاق المدافع، حيث كان النيل ـ ولا يزال ـ شريان الحياة ومصدر بهجتها. يستكمل الكاتب والمؤرخ البريطاني، أحد مؤسسي علم المصريات في الثقافة الأوروبية الحديثة، إدوارد وليم لين، الذي عاش بين عامي (1801 - 1876) وزار القاهرة خلال حياته عدة مرات، جولته بعين مواطن أوروبي يرى القاهرة، قبل مئتي عام، مذكراً قارئه الأوروبي بأن مصر ارتبط وجودها على مدار التاريخ، بنهر النيل الخالد، وأن عدداً من أساطيرها الذهبية، كانت تدور بالذات حول نهر النيل، سواء في العصر الفرعوني القديم، أو في العصر الإسلامي، اللاحق عليه.

ففي العهد الفرعوني، كان الاعتقاد السائد في مصر، أن يتم الاحتفال بعادة «عروس النيل»، التي يقول إنها ترجع إلى خرافة قديمة، ذكرها مؤلفون عرب، منهم «المقريزي»، الذي روى أنه في العام الذي أتمّ فيه العرب فتح مصر، قيل لعمرو بن العاص إن من عادة المصريين أنه حين يأخذ النيل في الزيادة، يعمدون إلى فتاة عذراء صغيرة يزينونها بأفضل الحُلي والثياب، ثم يلقونها في النيل، ضحية له حتى يفيض، ويقال إن عمراً أبطل هذه العادة، لما تنطوي عليه من همجية، وحينذاك مضت ثلاثة أشهر والنيل لا يفيض قليلاً ولا كثيراً، وأصاب الناس الذعر.

ويروي الكاتب نقلاً عن «المقريزي» أن المصريين خشوا ـ لحظة دخول العرب المسلمين إلى مصر ـ أن يتوقف النيل عن الفيضان، بعدما أبطل عمرو بن العاص عادة «عروس النيل»، وأن المصريين خشوا أن تنزل بهم مجاعة، فكتب ابن العاص إلى أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، ينبئه بما فعل، وبالكارثة التي توشك أن تحل بمصر، فرد عمر رداً قصيراً استصوب فيه ما فعله عمرو، وأخبره أن في رسالته بطاقة عليه أن يلقيها في النيل، وقد جاء فيها: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد، فإن كنتَ تجري بأمرك فلا تجر، وإذا كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك بأمره، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك)، ففعل عمرو كما أُمر، وألقى البطاقة في النيل، وقيل إن النيل ارتفع في الليلة التالية، إلى ست عشرة ذراعاً.

يروي الكاتب الحكاية، معلقاً بأنها غير قابلة للتصديق، متنقلاً بين الماضي والحاضر الذي شاهد فيه، كما يقول، يوم «قطع الخليج»، عدة قوارب تؤجرها جماعات من الناس للنزهة والتسلية، نحو مدخل الخليج، ومن هذه القوارب سفينة كبيرة تسمى «العقبة» اتخذت زخرفها وزينت من أجل هذه المناسبة، ويعتقد عامة الناس أن السفينة «العقبة» هذه، هي التي كان المصريون قبل فتح العرب مصر، ينقلون فيها العذراء التي يقال إنهم كانوا يلقونها في النيل طلباً للفيضان.

يروي لنا الكاتب، كيف ركب «العقبة» بنفسه، أثناء سيرها من بولاق، بعد الظهر بنحو ثلاث ساعات، حيث يصعد إليها الركاب – رجالاً ونساء – نظير أجر، وتتجه حثيثاً نحو شاطئ جزيرة الروضة، تجاه مدخل الخليج مباشرة، لترسو في مكانها طوال الليل، ومعها معظم القوارب الأخرى، على أن بعض القوارب تظل طوال المساء والليل رائحة غادية في النيل، ويتسلى الركاب بالغناء الذي تصحبه «الدربكة» والمزمار.

يصف الكاتب حالة البهجة والفرح التي يتمتع بها الشعب المصري، في كل مظاهر احتفاله، وعن مدى التناغم بين الشارع والإدارة الحاكمة، حيث كان محمد علي باشا على رأس الدولة المصرية الحديثة، وكيف كانت المدافع تطلق للتعبير عن المشاركة الرسمية في الاحتفال، يقول:

 «بعض الناس من ركاب تلك القوارب، كانوا يستأجرون المغنين ليستمعوا إلى طربهم، وقبل أن يحل الظلام بدأ إطلاق الصواريخ، وظلت تطلق طوال الليل، كل ربع ساعة، وتطلق معها المدافع من العقبة ومن سفن المدفعية، وعددها في كل مرة اثنتا عشرة طلقة، وبلغ عدد طلقات المدافع التي أطلقت في أثناء الليل، في احتفال هذا العام ستمائة طلقة».

«دَسْتور يا أسيادنا»

وعلى الرغم من مظاهر التحضر التي كانت تتمتع بها مصر، قبل مائتي عام، يعتقد الكاتب اعتقاداً راسخاً، أن العرب بوجه عام، يؤمنون بالخرافة، وأن المصريين هم أكثر شعوب العرب إيماناً بها، وأن من بين كل هذه الخرافات «العربية»، يحتل الجن المقام الأول من اهتمام المصريين، وينقل عن المجتمع المصري كثيراً من مأثوراته عن الجن، الذي يرجع وجوده إلى عهد ما قبل آدم، حيث كان المصريون يعتبرون أن الجن طبقة لا هي من الملائكة ولا هي من البشر، وإنما هي أقل شأناً من كل منهما، وأن الجن خلقت من نار، وقادرة على أن تتخذ شكل الإنسان أو الحيوان، أو شكل «مسخ» قبيح، تأكل وتشرب وتتناسل، مثل بني الإنسان، وتذوق الموت كما تذوقه كل نفس، بيد أنهم يعمّرون قروناً عديدة.

يقول الكاتب ملاحظاً أدق سلوكيات المصريين المتعلقة بالجن:

«ومن عادة المصريين أنه إذا ألقى أحدهم على الأرض ماء أو غيره يقول: «دستور.. يا أسيادنا»، وهي كلمة يقصد بها الشخص أن يستأذن الجني، الذي قد يكون موجوداً في ذلك المكان، أو يستميحه العذر، قبل أن يلقي ما بيده من ماء، لأنهم يعتقدون أن الجن ينتشرون فوق سطح الأرض، يسكنون في الأنهار والخرائب، والآبار والحمامات والأفران، بل يسكنون أيضاً في المراحيض، فإذا دخل شخص مرحاضاً، أو ألقى دلواً في بئر، أو أوقد ناراً فإنه يقول: «دستور .. أو دستور يا مباركين».

وفي إطار بحثه عن القصص الخرافية في مصر، يقول إدوارد لين ـ كاتبنا الإنكليزي الذي أجاد العربية وصاحَب المصريين وفهم جزءاً كبيراً من أفكارهم ـ إن الاعتقاد السائد عند المصريين، أن العفاريت المؤذية تقف فوق أسطح المنازل أو نوافذها، وتقذف بالطوب والحجارة الشوارع وأفنية المنازل، وقد سمع بأذنيه، من الناس قصة يروونها في الشارع عن عفاريت ترجمُ الناسَ بالحجارة، في الشارع الرئيسي في القاهرة، وأن الناس استولى الرعب على قلوبهم في ذلك الشارع، وأنهم عاشوا في هلعٍ أسبوعاً كاملاً.

يقول الكاتب إنه أراد أن يستوثق بنفسه من هذه الواقعة، حيث تتساقط الحجارة من بعض المنازل كل يوم طوال الأسبوع، من دون أن يُقتل أو يُصاب أحد، يقول: «ذهبت إلى المكان لأراهم بنفسي، وأستفسر من الأهالي عما حدث، حين وصلت، قيل لي إن الرَّجم قد توقف، ولم أجد أحداً يكذّب واقعة رمي الطوب والحجارة، أو يشك في أنه من فعل الجان، حيث كان الجميع يردد «ربنا يكفينا شرّهم».

المصحف... والحجاب

يعيش الكاتب مع المصريين قصص الإيمان بالقوى الماورائية، راصداً المزيد من الخزعبلات، كما يراها بعينه الأوروبية، ومنها إيمان المصريين بالأحجبة، التي تحتوي تعاويذ وآيات معينة من القرآن الكريم، وأسماء الله وأسماء الملائكة والجن، وأسماء الأنبياء والأولياء المشهورين، يتخلل هذا كله أرقام وأشكال هندسية، ويضيف :»يقال إنها كلها مجتمعة، لها أثر لا يعلم سره أحد».

يقول الكاتب إن المصريين يتخذون من المصحف حجاباً يقدسونه فوق كل أنواع الأحجبة، حيث كان من عادة الأتراك من الطبقتين الوسطى والعليا، وكثير من المسلمين، تعليق مصحف صغير فوق كتفهم الأيسر، بخيط من الحرير، بحيث يتدلى المصحف فوق الجانب الأيمن، وكان المصحف يوضع في غلاف من الجلد المطرز أو القطيفة، مشيراً إلى أن «كثيراً من النساء ما زلن يلبسن المصحف، في علبة من الذهب أو الفضة»، وأن المصريين يؤمنون أيضاً بالحجاب، الذي يحوي أسماء أهل الكهف، واسم كلبهم، وهي تنقش على قاع أواني الشرب، أو على الصواني النحاسية.

ومن أجل الوقاية من كل سوء أو للشفاء من المرض، أو لاسترجاع الحبيب، أو للحصول على الرزق ـ يقول الكاتب ـ  إنه يتم عمل حجاب من ورقة واحدة، كتبت عليه آيات معينة من القرآن، ويلبسه الرجل أو المرأة، وأن كل الأحجبة على اختلاف أنواعها، توضع في علب من الذهب أو الفضة، أو القصدير أو الجلد، أو الحرير أو ما شابه، ويلبسها معظم المصريين من رجال ونساء وأطفال.

يقول إدوارد لين: «إن الخوف من العين، يفسر لنا كثيراً من عادات المصريين وسلوكهم، ومن المناظر المألوفة في مصر، أن ترى الأطفال يلبسون الأحجبة، الموضوعة داخل علبة مثلثة الشكل، يعلق فوق القبعة ، لكي يقيهم شر العين، وهم يتخذون الحيطة من العين، ويحاولون دائماً دفع أذاها وشرها، فإذا أظهر شخص استحساناً لشيء بلهجة يشتم منها الحسد، فإن صاحب الشيء، وقد أفزعه الخوف من العين، يقول له: صل على النبي، فإذا أطاعه الحاسد فقال: اللهم صل عليه، فقد زال الشر، ويعتبر من قلة الذوق أن يظهر شخص إعجابه بشخص آخر، أو بشيء يملكه غيره، بأن يقول: يا سلام .. أو يا سلام سلم.. أو يقول: يا جماله.. أو جميل جداً.. وإنما الواجب في مثل تلك الحالات، أن يقول الشخص: ما شاء الله، لأن هذه العبارة تتضمن الإعجاب بالشيء، والخضوع لمشيئة الله».

ويرصد الكاتب خوف المرأة المصرية على طفلها من العين خوفاً شديداً، ويقول إن من العادات الشائعة، أنه إذا أخذ شخص بين ذراعيه طفلا آخر، يقول: «بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على سيدنا محمد»، ثم يضيف إلى ذلك قوله: «ما شاء الله»، من عادتهم أنه إذا أعجب أحد بطفل يقول: أعوذ برب الفلق، مشيراً بذلك إلى سورة الفلق، التي تنتهي بالآية التي يستعاذ فيها «من شر حاسد إذا حسد».

وإذا رأى والدا الطفل شخصاً يحدق في طفلهما، بعين الحسد، فإنهما – لكي يدفعا عن طفلهما شر عينه – يقصان قطعة من ذيل ثوبه، ويحرقانها مع قليل من الملح، وقد يضيف إليها بعضهم حبوب الكزبرة والشبة وما إليهما، ثم يبخر الطفل بالدخان المتصاعد من احتراقها، ويذر عليه الرماد، ويقال إن هذه العملية يجب أن تتم قبل الغروب بقليل، حين يحمر قرص الشمس.

يستكمل الكاتب حديثه عن عادات المصريين وتقاليدهم، خصوصاً في محاولة دفع الشر القادم من القوى الخرافية، وهم يتفننون في اختراع سبل مواجهة الحسد والعين وغير ذلك، يقول إنهم يستخدمون «الشبة» في دفع أذى العين، بأن توضع قطعة منها في حجم الجوز على فحم متقد، وتترك لتغلي وتخرج ما فيها من فقاع، ويبدأ في هذه العملية قبل غروب الشمس بوقت قصير، ويقرأ الشخص الذي يقوم بها أثناء احتراق الشبة فاتحة الكتاب ثلاث مرات، والسور الثلاث الأخيرة من القرآن.

عين الحسود

ويذكر القارئ بأنه حين تنزع الشبة من النار، فإنها تتخذ في شكلها هيئة الحسود، الذي تجرى هذه العملية لدفع أذاه، ويقول: ثم تدق قطعة الشبة، وتوضع في طعام يقدم إلى كلب أسود ليأكله، وقد رأيت بنفسي هذه العملية، يقوم بها رجل اعتقد أن زوجته حسدته، وقد أراني الرجل قطعة الشبة، وقد تشكلت فعلاً بشكل امرأة تجلس بطريقة غريبة، وقال إنها هي الطريقة التي تجلس بها زوجته، على أن الشكل الذي تتخذه قطعة الشبة، يتوقف إلى حد كبير على الطريقة التي وضعت بها قطع الفحم، ولابد أنها تتخذ شكلاً يجد فيه خيال الشخص صورة شبيهة بالحاسد الذي حسده».

وهناك طريقة أخرى لدفع أذى العين ـ يقول الكاتب ـ وهي أن تثقب قطعة من الورق بالإبرة، ويقول الثاقب: «هذه لعين الحسود فلان». ويضيف الكاتب أن الشبة هي التي يقال إن أثرها عظيم في القضاء على عين الحسود.. كما أنه في بعض الأحيان، تعلق في أعلى قبعة الطفل قطعة من «الشبة» صغيرة مستوية، مزينة بالشراريب، أو تعلق شراريب من الأصداف والخرز، ويضيف «تعتبر أصداف الكوري من أحسن التمائم للوقاية من العين، ولذلك فهي تعلق مع سائر الأشياء التي تزين بها الجمال والخيل وغيرها من الحيوانات، كما تعلق في قبعة الأطفال، والغرض منها أن تجذب نظر الحاسد إليها، فتصرفه عن النظر إلى حاملها، سواء كان إنساناً أم حيواناً، وبذلك تقيه شر العين».

وبينما لا يزال كثير من المصريين يتذكرون جداتهم وهن يقمن بنفس العادات التي يرويها الكاتب البريطاني عن مصر قبل مائتي سنة، يشدد الكاتب على أن المصريين يعمدون، والنساء منهم بصفة خاصة، إلى اتقاء شر العين والحسد، لافتاً إلى عادة ربما لم تعد موجودة والتي تحمل اسم «ميعة مباركة».

ويصفها الميعة كالتالي: «خليط من مواد تباع في الأيام العشرة الأول من شهر محرم، وفي تلك الأيام، ترى أناساً يحملون هذا الخليط، ويجوبون به شوارع القاهرة، يبيعونه للناس، وينادون عليه قائلين: ميعة مباركة.. السنة الجديدة وعاشورة المباركة، ويحمل البائع فوق رأسه صينية مستديرة، مغطاة بقطع من ورق مختلف ألوانه، من أحمر وأصفر وغير ذلك.. وفوق تلك القطع من الورق، وضع المخلوط الثمين.. وفي وسط الصينية كومة كبيرة من تفل مادة للصباغة، حمراء قاتمة، قد اختلطت بقليل من الميعة، وحبوب الكزبرة «وحبة سودة» أو حبة البركة .. وحول هذه الكومة الكبيرة، أكوام صغيرة، إحداها ملح مصبوغ بـ»النيلة» أزرق اللون، وأخرى ملح مصبوغ باللون الأحمر، وثالثة من ملح مصبوغ باللون الأصفر.. والرابعة من الشيح، والخامسة من مسحوق اللبان.. وجميعها مركبات الميعة المباركة».

بائع العاشورة

يصف الكاتب الفعل الذي يتم بموجبه استخدام بائع العاشورة، حيث ينادي على البائع ليدخل المنزل، فيقوم بإنزال الصينية من فوق رأسه، ويضعها أمامه، ثم يعطيه أهل البيت وعاء أو قطعة من الورق، لكي يضع فيها ما سوف يشترونه من الخليط الذي يحمله، فيأخذ من كل كومة على التوالي بعضاً من الخليط، حتى ينتهي منها جميعاً، ثم يعيد الكرّة فيأخذ قليلاً من كل كومة، وهكذا.

يقول الكاتب: «إذ يفعل البائع ذلك كله، يترنم برقية طويلة يبدأها قائلاً بسم الله وبالله، ولا غالب يغلب الله، ولا يغلب الله غالب، رب المشارق والمغارب.. كلنا عبيده، يلزمنا توحيده، توحيد جلاله.. وبعد أن يقول بضع عبارات يعدد فيها فضائل الملح، يستأنف الرقية قائلاً: بخرتك من عين البنت، أحمي من الخشت، من عين المرة، أحمي من الشرشرة، من عين الولد، أحمي من الزرد.. هكذا.. ويمضي الرجل في ترنيمة، فيصف كيف تمكن الملك سليمان من القضاء على العين، وتخليص الناس من شرها، ثم يعدد محتويات المنزل جميعهاً، فيبخرها من العين.. وكثير من العبارات التي يقولها في رقيته تبعث على الضحك، إذ إن بعض الكلمات تستعمل لمجرد السجع، دون أن يكون لها معنى».

 يقول الكاتب إن الناس يدفعون ثمناً لحفنة من «المعية المباركة»، مبلغ خمسة فضة، ويحتفظون بها في مكان أمين طوال العام الجديد، حتى إذا تعرض أحد أفراد الأسرة لعين حسود، يرقى بقليل من هذه الميعة المباركة، فتوضع في المنقد مع فحم متقد، ثم يبخر الشخص بالدخان المتصاعد من احتراقها.

back to top