كامل الشناوي ... شاعر الليل (2) عُزلة مع الجسد البدين

نشر في 19-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-06-2015 | 00:01
قليلون هم الذين يجمعون ما بين طزاجة اللحظة وعتق الماضي، ويحضرون في الأذهان كشخصيات أسطورية تأتي من أزمان ذهبية وتتدفق حكاياتهم كأنهم غابوا أمس. كامل الشناوي واحد من هؤلاء صنع مجده الخاص في بلاط صاحبة الجلالة وفي عالم الشعر ودنيا الجمال والحب فكان الشاعر في ديوان الصحافة والصحافي وسط إلهام الآداب والفنون والثقافة والعاشق المتيم بالجمال والراهب الناسك في محراب الحب.

ترك الشناوي، الذي سماه والده مصطفى كامل لأنه وُلد في أعقاب رحيل الزعيم الوطني مصطفى كامل، آثاراً إبداعية وثقافية وصحافية ومعارك ثقافية وفنية وسياسية كان طرفاً أصيلاً فيها، وحكايات لا تزال تتردد حتى الآن، طازجة كالحب المتجدد، نستعيدها هنا مع سيرته ومسيرته التي تعيدنا إلى زمن جميل مضى نحاول الإمساك به.

- قولي ما شاء الله... وصلي على النبي.

تحصنت الأم {صديقة} بهذا الرد، مصحوباً بقراءة المعوذتين في سرها، كلما علقت إحدى زائراتها على البدانة الظاهرة لطفلها الرضيع، ثقل وزنه مقارنة بأمثاله في العمر، وتدويرة وجهه وامتلاء صدغيه، وهذا الانتفاخ الطفولي في بطنه، لا يتركان أمام الناظر سوى التعليق على وزنه، بما في ذلك والده الشيخ {سيد} الذي ظلّ يمزح مع زائريه بالقول إن الطفل كامل كان يأكل كل أكل أمه، وما زال مفتوح الشهية، مُقبلا على الرضاعة بنهم الجائع الذي لا يشبع.

هكذا صارت كنيته {المبقلظ} و{المكلبظ} حسب قول كل قائل، يستقبلها والداه بقدر من الارتياح المتخوف من الحسد، باعتبارها علامة على كمال الصحة وحُسن التغذية، وكرم المنزل.

متلازمة البدانة

لم يكن الأمر مقلقاً ولا مزعجاً، حتى والطفل يكبر وينمو ويزيد وزنه، فيجد والده صعوبة في حمله لمداعبته، ويجد جده الشيخ أحمد السعيد انزعاجاً من إجلاسه على {حجره} كسائر أحفاده.

الأمر بالنسبة إلى كامل نفسه بات مختلفاً، تلك الضحكات التي كانت تقابل هيئته، باتت تقع عليه موقع السخرية المؤلمة، هو الآن يبدو مختلفاً عن رفاقه، لا يركض مثلهم، ولا يقوى على اللعب في الجرن الواسع بأداء مكافئ لغيره، بعضهم كان يخافه ويخشاه، فوزنه الزائد وإن جعل حركته أقل من غيره، لكنه جعل قوته أضعاف غيره، والضربة من ذراعه المكتنز أو رأسه الناشف، لا حل أمامها سوى الاستسلام في شجار عابر. لم يكن واضحاً وقتها هل يتجنب الأطفال قُرب كامل أم أن كامل نفسه من يتحاشى الاختلاط بهم؟ مجنباً نفسه عناء سخريتهم منه، ومحاولات جره لشجارات تنتهي عند والده الشيخ سيد بعقاب ناجز.

بدت العزلة مع الجسد البدين وكأنها الخيار الذي يُرضي جميع الأطراف (هو ووالده وأطفال القرية)، هروباً من مشهد يتندر فيه أهل القرية على ضخامة جسده، وعلى مشيته المتثاقلة، ويعيرونه ببدانته إلى حد الاستفزاز الذي يجعله يرد يضرب هذا، أو يقذف ذلك بحجر، أو يوجه سُباباً مُقذعاً لذاك، ما يجعل احتكاكه بالناس مُهدداً لعلاقات الجوار الهادئة مع الجيران ما يدفع والده إلى تقديم اعتذارات وترضيات متكررة وشبه يومية.

هذا الجسد البدين الذي لازمه في ما بعد كل عمره دفعه قسراً إلى العزلة والانطواء، وهذه المرة بمباركة والده الذي وجد في عزلته تقليلاً للخسائر، ولوالدته التي اعتبرت البيت هو المكان الأكثر أمناً على نجلها، وربما كان الوحيد.

دفعته هذه العزلة إلى البحث مبكراً عن معنى السعادة والتعاسة، يعيش مع السماء وكأنه يتابع حركة النجوم ويجتهد للوصول إلى عددها الدقيق، ولا يجد إلى جانب هذا الجسد البدين رفيقاً غير الكتب في مكتبة والده التي بدأ يطلع على ما فيها من حكايات وقصص وأشعار وسير عن الأولين، وتفاسير لمنطق الدنيا والدين.

وبقى يختار الشوارع الخالية من الناس في ذهابه إلى {الكُتاب} وعودته منه، مفضلاً العودة إلى والده بأقل قدر من الخسائر، فيما قدم له والده من الحوافز الكثير ليضمن منه اطلاعاً جيداً وحفظاً وافياً لأجزاء القرآن حتى لفت الأمر {سيدنا} وهو الشيخ المُحفظ في {الكُتاب} فسأله عن سر هذا التجلي في الحفظ، فأفصح الفتى عن مكافآت أبيه حتى قال له الشيخ ضاحكاً:

- ممكن والدك الشيخ الشناوي يعطيني هذا المال وأنا أضمن له بطريقتي حفظك.

ويشير الشيخ إلى {مقرعته} وهي عصا غليظة مزدوجة يضرب بها المهملين والكسالى من طلابه، فيرد كامل بسخرية بدأت تنمو في شخصيته:

- يعني أنا أتضرب وأنت تقبض فلوس يا سيدنا.   

 

استحكام العزلة

لكن طريقه المعتاد إلى {الكُتاب} صار متعة زائلة، حين استحكمت عزلته داخل الدار، ما بين قاعة للدرس ومكتبة والده، وقاعة الطعام، حين أصابته الحمى فأرقدته فيما الفزع على مصيره كان يكاد يفتك بوالديه اللذين زينا المنزل بأشقاء وشقيقات غيره.

كان المرض بقدر الفزع الذي يثيره أضعف من أن يصمد أمام أطباء {المنصورة}، ورُقيا مشايخ {نوسا البحر}، لكنه من جديد زرع في داخله أسئلة آخرى عن الموت، كان يعرف من قصص الذين ماتوا أنهم ناموا في مواعيدهم المعتادة فلم يستيقظوا. ظل معتقداً أن الموت مرتبط بالليل، وأن هؤلاء الذين ينامون ليلاً يُقدمون أنفسهم فرائس للموت في كل ليلة، وهو بنفسه عاش ذلك وجربه. كانت أوجاعه تزيد وحرارته ترتفع فيشعر أن الموت يقترب، يصحو ويصرخ متأوهاً فيجتمع عند سريره الأب والأم والجد والأشقاء، وتتحرك الكمادات على جبينه، وتُتلى الآيات المنجيات على مسامعه، فلا يأتي الصباح إلا وهو في حال أفضل، ما يجعله يظن وقتها أن الموت يخاف النهار، وينصرف كلما تُشرق الشمس، قبل أن يعود إلى مناوشاته ليلاً. ربما من هنا بدأ يلتزم السهر طوال الليل، ولا ينام قبل مطلع الفجر، لعله اعتاد مناورة الموت، وتفويت الفرص عليه منذ ذلك الحين.

ذهب المرض لكن عزلته لم تذهب، وإنما استحكمت وشددت حصارها، وهذه المرة بفعل مخاوف الأسرة التي قررت أن يدرس في البيت، فجلبت له المشايخ الذين اجتهدوا في تحفيظه وتأهيله للالتحاق بالأزهر مثل والده وعمه وسائر رفاق القرية، رغم كل ما كان قائماً من مغريات للدراسة في المدارس الأميرية، لكن الأب الأزهري الذي اعتقد أنه ابن صاحب ظروف خاصة في ما يخص مرضه وبدانته، لا بد من أن ينال بركة الأزهر الشريف لعلها تحفظه فينال بمشيئة الله شفاء تاماً وعافية.

وحيد في منزل الأشقياء

لم يبق أمام كامل سوى الحفظ والدراسة والقراءة والاطلاع، وطبعاً الطعام. عاش طفولته منطوياً شارداً متأملاً وسابحاً مع كتب والده، سبقه أقرانه في الحياة، لكنه سبقهم في الاطلاع، الذي كان يُقبل عليه في البداية مضطراً بفعل الملل، قبل أن يصبح هذا الاضطلاع أسلوباً في حياته يُقبل عليه بنهم كما يُقبل على الطعام، يستمتع بالشعر ومعانيه وخياله الواسع، وتشده القصص والحكايات والسير التاريخية. لكن ذلك كله لم يمنعه من اشتهاء مرح الأطفال وهو يعيش في منزل واحد مع ستة أشقاء تغمرهم الحيوية والانطلاق، يمارسون الرياضة باستمتاع، يركضون ويتصارعون ويتلاكمون ويلعبون الكرة ويحملون الأثقال، وهو عاجز جسدياً عن التريض معهم، تعوقه بدانته حتى لا تترك أمامه سوى ألعاب الجالسين في المحل {الكوتشينة والطاولة} بينما يلعب شقيقه مأمون {رفع الأثقال}، وشقيقه عبد الفتاح {ملاكمة}، وشقيقه عبد الرحيم {كرة قدم}، وشقيقه أحمد {ملاكمة ورفع أثقال}، وهو بلا أي نشاط حركي.

حين راجت الدراجات أقنعه أشقاؤه أنه من الممكن أن يمارس ركوب الدراجات، وهي لا شك رياضة ستفيده جداً وستساعد جسده على النشاط والحيوية وستحاصر وزنه الزائد. والحق أنه اقتنع وأقبل طامحاً في متعة مختلفة، وفوائد صحية ورياضية من ركوب الدراجات، لكن صدمة آخرى كانت في انتظاره عند {العجلاتي}.

لما تحركت كتيبة أنجال الشيخ سيد الشناوي مع أصدقائهم في اتجاه دكان العجلاتي في موكب كبير لمشاهدة تلك اللحظة التاريخية حين يبدأ كامل الشناوي أول دروس تعلم ركوب الدراجات، وهي لحظة حرص كثير من الرفاق على عدم تفويتها، فرح صاحب الدكان وكل هؤلاء الفتيان مقبلون على دراجاته لتأجيرها، ما يعني رزقاً مضاعفاً. وزع عليهم الدراجات بعد أخذ الضمانات والرهونات اللازمة بترك كل مستأجر حذاءه، حتى جاء الدور على كامل الذي فحصه صاحب الدكان بدقة وهو يسلمه الدراجة وعلامات التردد تطغى على ملامح وجهه، بينما عيناه تسرحان في تأمل تضاريس جسد كامل من أسفل إلى أعلى: ساقاه الثقيلتان، وفخذاه المكتنزان بالسمنة، وبطنه ذات {الكرش}، وذراعاه الممتلئتان، ورقبته المختفية تماماً وكأن الرأس جرى وضعه مباشرة على الجسد دون وسيط، حتى نظر في عينيه نظرة فهمها كامل مباشرة ربما لاعتياده عليها، ومد يده ساحباً الدراجة من يد الفتى البدين وهو يقول:

- لا... المقلبظ ده لأ.

حاول أشقاؤه إقناع صاحب الدكان بترك الدراجة لشقيقهم، مع وعد بالحفاظ على الدراجة، ودفع أي تعويض في حالة حدوث أي مشكلة فيها، لكن الرجل تمسك بموقفه:

- لأ يعنى لأ... أنا مش مستغني عن العجلة.

ولم يخضع الرجل حتى وباقي الفتيان يهددونه بترك الدراجات والرجوع في تأجير دراجاته، وهو ما جعل كامل يعاود التفكير في نفسه.

- هل أنا بدين إلى درجة أن يخسر العجلاتي صفقة كبرى مقابل أن يحمي دراجة واحدة مني.  

الحقيقة أنه كان يعلم أن إيجار كل الدراجات لا يكفي ثمن دراجة واحدة تفسد، والحقيقة أيضاً أنه لم يكن بديناً إلى هذه الدرجة. لكن سمنته كانت لافتة جداً للنظر بفعل وجوده دائماً وسط فتيان صغار أصحاء ينعمون بالنحافة والرشاقة في آن.

التابعي... اللقاء الأول

قبل ثمانية أعوام من ميلاد كامل الشناوي وُلد محمد التابعي في ذات القرية {نوسا البحر} ونشأ فيها، وكانت صلة قرابة تجمع بين الاثنين عن طريق زوج خالة محمد التابعي الذي كان عم والدة كامل الشناوي وشقيق جده الشيخ أحمد السعيد.

اعتاد محمد التابعي زيارة خالته كل جمعة. وفي إحدى هذه الجُمعات، كان أطفال يلعبون في {الجرن}، ساحة واسعة، المواجه لمنزل خالته، بينهم كامل الشناوي الذي كان يرتدي جلباباً واسعاً وأخفى أحد ذراعيه داخل الجلباب، فتدلى {كمه} الخالي وكأنه مبتور الذراع على نحو يثير الفضول أو الشفقة. وكان الأطفال كالمعتاد يلعبون حوله ويتصايحون ويعيرونه ببدانته ويسخرون من طريقة مشيه المتثاقلة، وهو يحاول جاهداً أن يركض خلفهم ويلحق بمن يستطيع، ومن يمسكه يوقعه على الأرض ويضربه حتى يتأوه طالباً الغوث.

بادر محمد التابعي لإنقاذ طفل مقبوض عليه ويتعرض للضرب، ونادى البدين ذا الذراع المتدلي، فأقبل عليه:

- نعم.

- اسمك أيه؟

- كامل الشناوي... وأنت محمد التابعي؟

- نعم.

- عاوز إيه؟

- ليه بتضرب أصدقاءك يا كامل؟

- كيفي كده.

مرت ثوان من الصمت ربما شعر خلالها كامل الشناوي أن محمد التابعي قد يفهم حقيقة أهدافه وما يدور داخله من مشاعر متباينة فبادره شارحاً:

- أنا بأضربهم علشان بيعاكسوني ويقولولي يا تخين.

- وليه عامل في نفسك كده؟

أشار محمد التابعي إلى ذراع كامل التي يخبأها داخل جلبابه فيندفع الشناوي شارحاً وهو يضحك:

- يمكن يفتكروا ذراعي مقطوعة أو مكسورة فأصعب عليهم ويركزوا مع ذراعي وما ياخدوش بالهم إن أنا تخين.  

نمت مهارته في السخرية التي بدأها بالسخرية من نفسه قبل غيره، أدرك بذكائه للحظة أنه يمكن أن يصرف أنظار الناس عن بدانته بحيل آخرى، ولما لم يجد في الأمر جدوى، وجد الحل السحري.

المصالحة هي الحل

أول الحل الذي تفتق به ذهنه رغم صغر سنه، أن يواجه السخرية من بدانته بالمشاركة فيها، أن يسخر بنفسه من نفسه، من تضاريس جسده، ومن رقبته الضائعة إلى حد التلاشي، ومن وزنه الزائد جداً، بهذا الحل يضمن أن يمسك بزمام الأمور، أن يتلقى ضربات السخرية الموجعة، وأن يبادر بها فيتحكم في مسارها.

هذا الحل دفعه إلى عقد مصالحة مبكرة مع جسده، أن يستسلم لهذه البدانة ويتعايش معها، وحين يكتمل هذا التعايش لا يكون للعزلة معنى بعد زوال المخاوف والمواجع من الانخراط بالناس. كان جسده سبباً لبدء شعوره بالتعاسة، والمرض سبباً في خوفه من النوم ليلاً وإدمانه السهر، فيما بقيت السعادة في حياته مرهونة بالطعام، الذي لا يجد فائدة من التصالح مع البدانة سوى إطلاق فمه أكثر وأكثر في الطعام متذوقاً جماله ولذته كخبير يستمتع بما يفعل، ويمارس متعته في أي وقت وليس فقط في وقت الطعام، تجده يأكل وهو يقرأ، وهو يلعب، وهو يتمشى على الزراعية، يعشق المخللات والحلويات على السواء، حتى إنه تم ضبطه أكثر من مرة يختبئ من أشقائه في {السندرة}، مخزن علوي، حين يلعبون وسط خزين الطعام وأواني المخللات، ولا يفضحه سوى صوت قضمه لما تناله يده من داخل هذه الأواني.

كان هذا صنفاً من السعادة جربه وتمسك به، لكن هذه المصالحة التي عقدها مع البدانة فتحت أمامه المجال لتجريب أصناف آخرى من السعادة كلها قائمة على تحاشي العزلة، والبقاء وسط الناس والانخراط فيهم، والبحث الدائم عما يجمع البشر من مشاعر وقودها الحب.          

محمد التابعي... أمير الصحافة

وُلد محمد التابعي محمد وهبة (18 مايو 1896 - 24 ديسمبر 1976) في بورسعيد في خليج الجميل ، أثناء قضاء أسرته التي تنتمي إلى مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، لفصل الصيف بذلك الشاطئ، و هو صحافي مصري، أسس مجلة آخر ساعة ولقب بأمير الصحافة.

التحق التابعى بكلية الحقوق عام ١٩٢١م وأثناء الدراسة ظهرت ميوله الصحافية بقوة وبوضوح ونشرت جريدة {الإجيبشن ميل} مقالاً يهاجم فيه التظاهرات الوطنية للطلبة. كتب طالب الحقوق آنذاك، التابعي، مقالاً باللغة الإنكليزية يرد فيه على ما نشرته الجريدة، ثم أتبعه بمقال آخر يعرض فيه لمواقف الموظفين الإنكليز في الإدارة المصرية.

أسس التابعي مجلة {آخر ساعة} الشهيرة عام 1934 وشارك في تأسيس جريدة {المصري} مع محمود أبو الفتح وكريم ثابت. كذلك كان محمد التابعي هو الصحافي المصري الوحيد الذي رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة إلى أوروبا عام 1937 وكان شاهداً ومشاركاً لكثير من الأحداث التاريخية آنذاك. اشتهر التابعي بأنه صحافي يتحقق من معلوماته قبل نشرها وكان يحصل على الأخبار من مصادرها مهما كانت، وكان أسلوبه ساخراً عندما يهاجم، لكنه كان رشيقاً مهذباً وأصبح مدرسة خاصة في الكتابة الصحافية. من ضمن أسلوب التابعي الساخر أن أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفي أن يشير التابعي في مقال إلى الاسم الهزلي ليتعرف القراء إلى الشخصية المقصودة.

تم تأليف كثير من الكتب عنه وله كتاب «بعض من عرفت» وهو يحكي عن أشهر غراميات التابعي في مصر و أوروبا، فقد كان التابعي دون جوان الصحافة المصرية كما كان أميرها ومؤسسها، وكانت له علاقات مقربة مع مشاهير في كل بلاد العالم.

تتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل: حسنين هيكل، مصطفى وعلي أمين، كامل الشناوي، إحسان عبد القدوس، أحمد رجب وغيرهم. وقال عنه تلميذه مصطفى أمين: {كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وكلما سقط على الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار}.

كامل الشناوي ... شاعر الليل (1) .. جئت يا يوم مولدي

back to top