كامل الشناوي ... شاعر الليل (1) .. جئت يا يوم مولدي

نشر في 18-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 18-06-2015 | 00:02
قليلون يجمعون ما بين طزاجة اللحظة وعتق الماضي، يحضرون في الأذهان كشخصيات أسطورية تأتي من أزمان ذهبية وتتدفق حكاياتهم كأنهم غابوا أمس.
كامل الشناوي واحد من هؤلاء صنع مجده الخاص في بلاط صاحبة الجلالة وفي عالم الشعر ودنيا الجمال والحب.
كان الشاعر في ديوان الصحافة والصحافي وسط إلهام الآداب والفنون والثقافة والعاشق المتيم بالجمال والراهب الناسك في محراب الحب.
ترك الشناوي، الذي سماه والده مصطفى كامل لأنه وُلد في أعقاب رحيل الزعيم الوطني مصطفى كامل، آثارا إبداعية وثقافية وصحافية ومعارك ثقافية وفنية وسياسية كان طرفا أصيلا فيها، وحكايات لاتزال تتردد حتى الآن، طازجة كالحب المتجدد، نستعيدها هنا مع سيرته ومسيرته التي تعيدنا إلى زمن جميل مضى نحاول الإمساك به.
كان اليوم السادس من المحرم من العام الهجري 1326 الموافق ميلادياً العاشر من فبراير من العام 1908، يوم حزن وطني عام في أنحاء مصر المحروسة، ولم تكن «نوسا البحر» أقل حزناً من الحواضر والأرياف.

القرية التي تبدو كشبه جزيرة تحرس النيل، وتقع على الجهة الشرقية للنهر الخالد عند فرع «دمياط»، وتبدو كشريط يقع بين النيل وترعة أم الجلاجل بطول كيلومتر ونصف الكيلو، وتستقر في منتصف المسافة بين حاضرتي «سمنود» و{المنصورة»، ذكرها «المقريزي» في كتابه «بطن الريف» على أنها أقدم من «أجا» حاضرة المركز بمديرية محافظة الدقهلية، وكانت عاصمة الإقليم، وأطلق عليها اسم «النوسا» لأن الناس كانوا يبحثون فيها عن الونس، ويلجأون إليها طلباً للأمن باعتبارها بقعة سكانية مزدهرة في منطقة خالية. 

حين جاءها الخبر عبر تلغراف وصل إلى مأمور المركز، اطلع عليه وجهاء المنطقة وأعيانها وقضاة المحكمة الشرعية، تشابهت ملامح الصدمة على الوجوه، الفلاحين والأفندية، حتى الشيخ السيد الشناوي القاضي بالمحكمة الشرعية ببورسعيد الذي كان يمرّ على رفاقه بمحكمة أجا، استمرت الصدمة والحزن والألم تغلب ملامحه، حتى بعد أن مضى وقتاً على سماعه الخبر، ونقله إلى أهالي القرية فور عودته من «أجا».

 

الصدمة

 

ربما انتهز فرصة بكاء الفلاحين وأهالي القرية ليبكي معهم، وكيف لا يبكي والزعيم الوطني «مصطفى كامل» تأكد نبأ وفاته، هذا الشاب المُلهم الذي استنفر فيهم من جديد المشاعر الوطنية الكبرى التي انطفأ وهجها لسنوات عقب انكسار «الهبة العرابية» التي خرجت بزعامة «أحمد عرابي» ورفاقه من ضباط الجيش المصري تبحث عن العدل والمساواة واستقلال القرار الوطني، وتنشد الحداثة واللحاق بركب الأمم الناهضة التي تملك مؤسسات حكم نيابي حقيقية وقوية وممثلة للشعب بفلاحيه وأعيانه وأفندياته، وتستطيع محاسبة الحكومة والنظر في الموازنة، لكن هذا الحلم انكسر وانتكس وانتهى بتكريس التدخل الأجنبي البريطاني الفرنسي في الشؤون المصرية بدعوى حماية أموال الدائنين التي خرجت مصر غارقة فيها من حقبة «الخديو إسماعيل»، ليتحول هذا التدخل إلى احتلال كامل مكتمل، صار فيه الجيش البريطاني هو صاحب القوة على الأرض، والسفير البريطاني «المندوب السامي» هو صاحب القرار السياسي والحاكم الفعلي للبلاد. 

من قلب هذا الانتكاس الوطني الذي سحب روح الهزيمة على ملامح المصريين، وعاد بأحلامهم الوطنية إلى الخلف، واستمر لسنوات ينال من معنوياتهم نيلاً ثقيلاً مجحفاً، خرج «مصطفى كامل» كضوء واثق في قلب الظلمة، ليحيي في المصريين من جديد مشاعر وطنية كان يظن المحتل أنها وُئدت، ويُلهم من اصطفوا خلف «عرابي» وأجيال جديدة من بعده، ويقود الأمة رغم صغر سنه في معركتها الوطنية ضد الاحتلال. 

لكن الرجل الذي أحيا الأمل في النفوس خطفه الموت عن عمر لم يتجاوز أربعة وثلاثين عاماً، فيما نضاله ضد الاحتلال في أوجه، وانتصاراته في فضح جرائم الاحتلال تؤتي أثرها في العواصم الأوروبية قبل شوارع القاهرة. 

غاب تاركاً من ورائه صحافة وطنية تُرسخ مكانتها، ومدرسة ملهمة في الخطابة تُغري الشباب على اتباع نهجها، وحزباً سياسياً يتبنى القضية الوطنية، وذكريات مع صدقه الوطني، يتلمس المحتل أوجاعها، ويعرف المصريون قدر ما أوقدت فيهم من حماسة وفخر وكبرياء.

 

النذر

 

لذلك ولتفاصيل أكثر كانت مشاعر الحزن الكبير، والحداد الوطني العظيم على رحيل الشاب مفجر الهمة في الأمة المصرية من جديد. ووسط هذه المشاعر، وانشغال الناس بما يمكن أن يناله الزعيم الشاب من تكريم لسيرته، وهو الذي رفض تكريمه حياً غير مرة، كان الشيخ السيد الشناوي مؤمناً بأن تخليد سيرته، وتكريم اسمه هو السبيل لبقاء إلهامه يغذي مشاعر الأمة ويستدعي عزمها وهمتها كلما تراخيا مع سير الأيام. 

هو يعرف طريقه الشخصي لتكريم الزعيم الراحل، نذر والنذر أمانة أن يُسمي أول ولد يُرزق به مصطفى كامل، مثله مثل كثير من المصريين أجمعوا دون اتفاق على ضرورة أن يبقى اسم «مصطفى كامل» متداولاً حياً يطارد بحروفه المحتل، ما انعكس على مواليد كثيرة في ذاك العام.

لكن كيف يفي بنذره وزواجه على هذه الحال من الهشاشة التي تجعله يفكر كثيراً في جدوى استمراره، زوجته ابنة خالته، ما يجعل الأمر صعباً عائلياً، وما يجعله أصعب أنها أم ولده الوحيد محمد المعتز بالله الذي اختار اسمه تيمناً باسم الرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم). 

الحياة مع ابنة خالته ليست كابوساً، لكنها أيضاً ليست ما كان يتمنى ويأمل، تزوجها بترشيح من والدته التي انحازت بالقطع إلى ابنة أختها وما زالت منحازة إليها وهي ابنة أفضل عائلات «الزرقا»، إحدى حواضر مديرية الدقهلية، لكن الوفاق غائب، والحق أنه غائب قبل إتمام الزواج، لكن بمكابرة منه، ومحاولة لإرضاء والدته، ووصل خالته،  تم الزواج، ونصيب صاحب النصيب يصبح واقعاً. 

«هذا خطأي ولا أحد سواي»... هكذا يقول لنفسه، يعرف أنه بهذا الخطأ ظلم ابنة خالته قبل أن يظلم نفسه. لكن الاستمرار في الزواج مع حالة عدم الوفاق يعني أن يصير الظلم مضاعفاً وثمنه في المستقبل أفدح وأفدح. 

تكفي سنوات أمضاها مترحلاً من دون زوجته منذ التحاقه بالعمل كقاض في المحكمة الشرعية بـ «أجا»، وهو يقبل قرارات الندب والنقل، من المحكمة الشرعية بـ «سيوة»، إلى نظيرتها في «بورسعيد»، حيث اختار الترحال بديلاً عن مواجهة واقعه، حتى باتت اللحظة الحاسمة مصيرية، وظهر اتفاق بينه وبين ابنة خالته أم «المعتز» على استحالة الاستمرار، واتفاق على تسريح بإحسان وخروج بمعروف «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ» (النساء: 130). 

 

محكمة الأم

 

بعكس تفهم الزوجة قليلة الحيلة، كانت الأم أكبر العقبات أمام هذا الانفصال، كيف يخبرها أنه سيترك ابنة شقيقتها وهي بمثابة ابنتها؟ 

الحزن على ملامح الأم يتجاوز قلقها على نجلها غير المستقر إلى قلق مضاعف على زوجته وعلى حفيدها، وعلى علاقتها بشقيقتها التي أخذت منها ابنتها عروساً بكراً جميلاً، ومطلوب منها الآن أن تعيدها امرأة مطلقة تجر طفلاً، وتعود إلى حضن أمها مصحوبة بألم الطلاق وما يسببه من ضجر في المجتمعات الريفية. 

بينما يتمزق قلبها تُذكر نجلها للحظة:

-  «أنت قاض.. والمفروض تحكم بالعدل»

هذه أصعب قضية تُعرض عليه منذ اشتغل بالقضاء، والأرجح أنها أصعب قضية قد تُعرض عليه يوماً، ويصبح مطلوباً منه أن يحكم فيها، فأمه هذه المرة وكأنها ممثل ادعاء ضده ومحام عن زوجته في آن، وهو قاض ومدعي ومُدَّعى عليه وجان ومجني عليه، وظالم ومظلوم، وصاحب حق ومحقوق، كله في آن واحد:

 

- «العدل أحياناً يتقدم فيه وقف الظلم على جلب الحقوق»، قالها لأمه باستعطاف ثم زاد شارحاً:

-  « إن كانت مظلومة معي فأنا أريد وقف ظلمي لها، وإن كنت مظلوماً معها، فأنا أريد وقف ظلمها لي، وإن كان كلاناً مظلوماً مع الآخر وهو الأرجح، فلنوقف هذا الظلم حتى لا يزيد ويكبر». 

 

يبدو الشيخ الشناوي مقتنعاً تماماً بما يقول، تراه أمه صادقاً، لكن مشاعرها تغلبها، وهو الذي يتمسك برفض الخوض في تفاصيل الشقاق لا يشير سوى إلى وجود عدم اتفاق، يُقنع أمه أخيراً أن الصبر الذي تطلبه والزمن الذي تراهن عليه كأي أم محبة سلاح ذو حدين، قد يجلب هدوءاً للنفس، واستقراراً للوضع واعتياداً عليه، لكنه سيكون اعتياد مَن رضي بقدر على غير رغبة، ومَن قبل ببناء على غير أساس، وقد تأتي لحظة مشابهة لتلك اللحظة يلوح فيها الانفصال كحل، ويكون مخزون المرارات وتاريخ الحياة أصعب من أن يُحتمل، وأكبر من أن يُحتوى في إطار الخروج بالمعروف والتسريح بالإحسان. 

 

البداية الجديدة

 

ليست «صديقة» السبب في انفصاله عن «أم المعتز»، يقول لأمه ذلك بيقين كامل، هي شاهدة من البدء على قراره منذ أن كان رغبة تعتمل في الصدر، وتخرج كشكوى مكتومة، لذلك تصدقه أمه وتبارك خطوته الجديدة، كما اضطرت إلى أن تبارك انفصالاً لعل الله يغني بعده ابنة شقيقتها من سعته، ويعوض نجلها خيراً بمن يسكن إليها في هدوء، ويستقر معها في رضا.   

كانت مجرد مصادفة حين باشر عمله في «بورسعيد»، قادماً من «سيوة»، والتقى بالميناء الشيخ «محمد عيطة» من أعيان مركز أجا بالدقهلية وعمدة «تلبنت» القريبة من «نوسا البحر» ومالك ربع زمامها من أراض، وزميل دراسة الكتاتيب والأزهر. 

في مثل هذا الوقت كان اللقاء بين المعارف القادمين من دلتا الفلاحين في شوارع المدن مثيراً للفرحة ومحفزاً على الاحتفاء، لذلك لم ينج الشيخ الشناوي من إلحاح الشيخ «عيطة» لتناول الغذاء معه. 

كان العمدة قد وفد للتو إلى بورسعيد لقضاء بضع حاجات وشراء مستلزمات لزوجته وشقيقتها، ولما علم بحياة العزوبية التي يقضيها القاضي في بورسعيد تمسك أكثر بعزومته، وهو يراهنه إن أكل السمك من يد أهل بيته «زوجته وشقيقتها» لا مثيل له. 

لم يحدد الشيخ الشناوي بوضوح أسباب الارتياح الذي غمره في منزل الشيخ «عيطة»، كيف نسى نفسه ومشاكله، وبات وكأنه يحسد رفيقه القديم على حياته التي لم ير منها سوى بعض الحكايات لزوم الدردشة، وطعاماً ربح به الرهان، فكان من أجمل وأطعم ما ذاق من أسماك في حياته.

ربما لأنه عاش الحياة عازباً رغم زواجه، يأكل ما يعده الخادم في «سيوة» من طعام، أو ما تصنعه الدكاكين في بورسعيد للعابرين القادمين والمسافرين عبر السفن الرابضة في الميناء؟ وربما لأنه اشتم من البيت رائحة الونس، وتلمس ذلك في مزاح رفيقه مع أهل بيته المستترين بحجاب: 

-  «الشاي يا حكومة»

هذه الألفة، وذاك الانسجام هو ما يفتقده، غير الطعام طبعاً باعتباره - إن كنت لا تعرف - من عائلة ذواقة، تقدر الطعام الجيد، والنكهات المبدعة. 

مساحة الدردشة التي انفتحت مع العمدة، وامتدت إلى كل شيء، ذكريات زمان وحلقات الدرس، وقصائد الغزل العفيف في بنات الجيران، والخطابات الحماسية في تقليد «مصطفى باشا كامل»، تحدث الشيخ الشناوي مع رفيقه في كل شيء حتى حياته الشخصية بما فيها من عدم ارتياح وعدم انسجام، وانفصال بات واقعاً. 

حين علم من الشيخ «عيطة» أن شقيقة زوجته «صديقة» هي التي أعدت وجبة السمك التي أدخلت على نفسه المتعبة لكثير من الارتياح، اختمرت في رأسه فكرة بدا شغوفاً بها، وزاد شغفه لما أخبره مضيفه أن «صديقة» آنسة لم يسبق لها الزواج، وأنها أجمل شقيقاتها. 

لم يتطلب الأمر سوى مداولات محدودة مع أمه قبل أن يعود إلى رفيقه عمدة «تلبنت» طالباً وساطته في طلب القرب عند حماه الشيخ «أحمد السعيد»، في نجلته ربة الصون والعفاف الآنسة «صديقة»، ولم تمر أيام إلا وتم إعلان النسب الجديد بين الشيخ السيد الشناوي القاضي بالمحكمة الشرعية، ابن الشيخ أحمد الشناوي عين أعيان «نوسا البحر»، والشيخ أحمد السعيد ناظر وقف جده محمد بك السعيد، ونسيب الشيخ محمد عيطة عمدة «تلبنت».      

دخلت «صديقة» دار الشناوي فبدت وكأنها الدواء الناجز لقلق الشيخ القاضي، الذي انفرجت أساريره، وهدأ قلبه، وتبددت حيرته، وأقبل على الحياة سعيداً بهناء الانسجام، وحلاوة الوئام، وهدوء السر، وحُسن العشرة، واكتمال الرزق بعد تسعة أشهر في تمام السابع من ديسمبر من العام 1908الميلادي، بمولود أثار السخرية بوزنه رضيعاً، وكأنه بحسب تعبير أبيه:

 

-  « كان يأكل في بطن أمه كل أكلها»

وبدا إن الله أراد للشيخ الشناوي الوفاء بالنذر، وقد كان طرفه خالياً من دين ما نذر منذ سمى وليده على اسم الغالي فقيد الشباب والأمة والقضية الوطنية قبل أن تهل ذكراه السنوية الأولى بشهرين، فكان أن صار في الحياة نفر جديد يحمل الاسم المحبب، ويزهو باسمه وما يمثله لوالده ولوطنه، وينطقه حين يٌسأل عنه كاملاً:

- «مصطفى كامل السيد أحمد الشناوي»

الزعيم مصطفى كامل

وُلد في الأول من أغسطس 1874 ميلادية، وتوفي في العاشر من فبراير 1908 ميلادية، وفي هذا العمر القصير وضع بصمته على التاريخ المصري الحديث كأول زعيم مدني للحركة الوطنية المصرية، وكان أبوه «علي محمد» أحد ضباط الجيش، وقد رُزِقَ ابنه مصطفى وهو في الستين من عمره.

تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة «الخديوية»، الوحيدة آنذاك وفي سنة 1893م ترك مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ليكمل بقية سنوات دراسته، واستطاع أن يحصل على شهادة الحقوق، وفي عام (1898م) ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان «كتاب المسألة الشرقية»، وهو أحد الكتب المهمة في تاريخ السياسة المصرية. في عام  1900م أصدر جريدة «اللواء» اليومية، واهتم بالتعليم ، وجعله مقرونًا بالتربية.  

 وحين وقعت حادثة «دنشواي» الشهيرة في عام 1906 والتي أعدم فيها الاحتلال البريطاني عدداً من الفلاحين المصريين أمام أعين ذويهم بعد محاكمة صورية برئاسة (بطرس غالي باشا) رئيس الوزراء وقتها، فكانت حادثة بشعة ارتكبها الإنكليز أججت المشاعر الوطنية والإحساس بالظلم في نفوس المصريين، وكان مصطفى كامل يعالج من المرض في باريس فقطع رحلة العلاج، وكتب مجموعة من المقالات في صحف فرنسية وبريطانية تفضح الاحتلال وتشرح ما جرى في «دنشواي»، وخطب بين باريس ولندن وسط المثقفين الأوروبيين الفاعلين، مما سبب الحرج للحكومة البريطانية.

 

دعا الزعيم «مصطفى باشا كامل» إلى تأسيس جامعة أهلية تقوم على تبرعات أبناء الفقراء والأغنياء على السواء، وقال إن كل قرش يزيد على حاجة المصري ولا ينفقه في سبيل التعليم هو ضائع سدى، والأمة محرومة منه بغير حق». كذلك أعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمئة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة، وأتمت لجنة الاكتتاب عملها، ونجحت في إنشاء الجامعة الأهلية المصرية، التي تحوَّلت إلى جامعة «فؤاد الأول» بعد ذلك، ثم أصبحت جامعة القاهرة حالياً. 

مات متأثراً بإصابته بمرض السل، ومن أشهر أقواله: «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً».. و{لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة». 

 

back to top