استراتيجية الأمن والثقافة في «صالون الشباب» بالقاهرة

نشر في 16-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 16-06-2015 | 00:02
«الشهيد} يوثّق بطولات التصدّي للتطرف والإرهاب

نظم المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، ندوة بعنوان «استراتيجية الأمن القومي} ضمن فعاليات «صالون الشباب الثقافي السابع}، وأدارت اللقاء د. رانيا يحيى الأستاذة بأكاديمية الفنون، وتحدث فيها لفيف من الخبراء والمثقفين حول متطلبات المرحلة الراهنة، ودور الثقافة في مواجهة التطرف والإرهاب.
لفتت د. رانيا يحيى إلى أهمية الأمن القومي خلال الفترة الراهنة، ودور وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة تحديدا، باعتباره أعلى مؤسسة ثقافية في الوزارة، والتفاعل مع المعطيات الراهنة من خلال فعاليات متنوعة، وطرح رؤى جديدة للتواصل مع الشباب، وإتاحة فرص حقيقية للإبداع في مجالات الفكر والآداب والفنون. 

أشارت يحيى إلى أن الجميع توحد في هذه الليلة على كلمة سواء هي “مصر}، والتي قال عنها الشاعر إبراهيم ناجي: “مصر هي المحراب والجنة الكبرى}، وتجسيد التلاحم بين رموز الثقافة وأبطال الجيش والشرطة المصرية، كرسالةٍ معبّرة عن حلم بأمن الوطن وسلامته، وترسيخ الانتماء إلى أمتنا العربية. 

حضر الصالون عددٌ كبير من رجال المجتمع والرموز الوطنية، منهم اللواء د. أسامة راغب نائب رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا، واللواء د. طلعت موسى مستشار أكاديمية ناصر، وأسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، واللواء د. محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، واللواء د. أحمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة السابق، واللواء د. محمد عبدالواحد مدير مباحث المعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية، ود. جمال زهران والشاعر جمال الشاعر. 

 

ثقافة التسامح

 

أكدت الندوة على أهمية التوافق بين الدور الثقافي وتعزيز استراتيجية الأمن القومي، والتأكيد على علاقة وزارة الثقافة بكل كيانات المجتمع، ودورها الرئيس في دعم المواهب الشابة، والوصول بالإبداع والفكر التنويري إلى رجل الشارع البسيط، وعدم اقتصار الفعل الثقافي على النخبة فحسب. 

شدّد الحضور على دور الثقافة في تشكيل الوعي، ومجابهة الإرهاب والتطرف، لاسيما بين قطاعات الشباب، كجزء رئيس من استراتيجية الأمن القومي، وأهمية الاستفادة من دروس تاريخية، كحلقاتٍ متصلة، والقياس على خلفية الأحداث الجارية، وفتح المجالات للتعبير الفني والأدبي من خلال المؤسسات الثقافية المعنية، والوقوف على متطلبات المرحلة الراهنة.  

 

وثيقة سينمائية

 

تضمنت فعاليات “صالون الشباب الثقافي السابع} عرض فيلم “الشهيد} ويجسد بطولات رجال الجيش والشرطة وتضحياتهم في التصدي للإرهاب. وتجاوب الحضور مع المشاهد الدالة على تضحيات أبطال يفتدون وطنهم بأرواحهم، ويسطرون تاريخاً من الانتماء، ويوثقون أسماءهم في سجلات العزة والكرامة وحب الوطن. 

كما طالب الحضور، بعرض فيلم “الشهيد} على نطاق أرحب، كأحد الشرائط السينمائية المهمة التي توثق بطولاتٍ وتضحيات، وتمنح المشاهد رؤية موضوعية من أرض المعركة ضدّ الإرهاب والتطرف، وتعزّز روح الانتماء الوطني، وإدراك متطلّبات اللحظة الراهنة. 

كذلك انتقد الحضور ظاهرة أفلام العنف، وتكريس النزعات الإجرامية، والترويج لأبطال زائفين، وتأثيرهم السلبي بين قطاعات من المراهقين والشباب، واعتبار “المجرم والشبيح} نموذجاً وقدوة لهم، وأهمية مجابهة تلك النوعية من الشرائط السينمائية، والدعم لأفلام البطولات الحقيقية مثل فيلم “الشهيد}. 

محاور وتوصيات

 

استغرقت فعاليات اللقاء أكثر من أربع ساعات متصلة، وتوالت محاور النقاش حول دور المثقف في المجتمع، وكيفية تواصل النخبة مع المتلقي، وأهمية تكامل دور المؤسسات المعنية في التصدّي للإرهاب، وتكثيف الأنشطة والفعاليات في المواقع التابعة لوزارة الثقافة، واكتشاف المواهب وتنمية قدرتها على الإبداع، واستقطاب الشباب  للمشاركة «المجتمعية»، وترسيخ مبادئ انتمائه للوطن ولأمته العربية.  

كما أوصت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية، بإقامة مثل هذه الفعاليات والصالونات لتحريك المجتمع فكريا وثقافيا، واختيار محاور نقاشية وثيقة الصلة باهتمام الأجيال الجديدة، وتحفيزهم للعطاء المجتمعي في كل المجالات. 

شهد اللقاء، موافقة وزير الثقافة المصري على تفعيل بروتوكول تعاون بين الوزارة وأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وتضافر الجهود من أجل رفعة الوطن، ومجابهة قوى الظلام والإرهاب، وإرساء مفاهيم الأمن والتسامح والسلام.

يذكر أن لجنة الشباب إحدى اللجان التابعة للمجلس الأعلى للثقافة المصري، وتنهض بدور فاعل من خلال صالونها الثقافي، والتواصل مع الجيل الجديد، والتعرف على أحلامه وطموحاته، واعتباره النواة الحقيقية لنهوض المجتمع، وتكرس فعالياته لمناقشة قضايا الساعة، واستضافة عدد من الخبراء والمتخصصين في الفكر والأدب والعلوم الاجتماعية والسياسية وغيرها. 

back to top