ألو دكتور

نشر في 13-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-06-2015 | 00:01
No Image Caption
شخص الأطباء إصابتي بمرحلة باكرة من سرطان الثدي في أحد ثديي. أخطط للخضوع لجراحة استئصال الثدي وإعادة ترميمه. ولكن ما هي احتمالات أن أُصاب بالسرطان في ثديي الثاني؟ أحاول أن أقرر ما إذا كان عليّ  الخضوع لجراحة استئصال الثديين. لا أريد ذلك حقاً، إلا أنني لا أرغب  في خوض هذه التجربة مرتين.

بالنسبة إلى امرأة في مثل حالتك، يُعتبر خطر إصابتك بالسرطان في الثدي الثانية متدنياً عموماً. ولا يشكل استئصال ثدي طبيعي جزءاً من علاج سرطان الثدي. رغم ذلك، يبقى قرار استئصال الثدي المصاب بالسرطان والثدي السليم شخصياَ. ثمة أسباب وجيهة تدفع بعض النساء إلى اختيار هذه الجراحة، إلا أنها ستؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد في الجسم. لذلك من الضروري أن تكوني واثقة من القرار الذي تتخذينه.

تشمل جراحة استئصال الثدي إزالة الجزء الأكبر من نسيج الثدي كوسيلة علاج أو وقاية من السرطان. فكإجراء وقائي، تحدّ هذه الجراحة من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 90% إلى 95%. ولا تصل هذه النسبة إلى 100% لأن بعض أنسجة الثدي تبقى بعد الجراحة. وقد تُصاب هذه الأنسجة المتبقية بسرطان الثدي، مع أن احتمال حدوث ذلك ضئيل.

عندما تخضعين لجراحة استئصال الثدي لعلاج السرطان في أحد ثدييك، يمكنك أن تطلبي من الطبيب استئصال الثدي غير المصاب بالسرطان في الوقت عينه. وتقرر بعض النساء اتخاذ خطوة مماثلة لأنهن يخشين ظهور السرطان في الثدي الآخر. لكنك تستطيعين، أيضاً، الاحتفاظ بالثدي السليم. فقد أظهرت الأبحاث ألا تأثير لهذا القرار على نسبة نجاة المريضة عموماً.

تشير الأدلة الطبية اليوم إلى أن خطر الإصابة بالسرطان في الثدي الآخر متدنٍ نسبياً ويبلغ نحو نصف نقطة مئوية كل سنة. أما في حالة النساء اللواتي يخضعن لعلاج بالهرمونات بعد سن اليأس لأن أورامهن تحتوي على مستقبلات الهرمونات، يصبح هذا الخطر أقل بنحو 50%.

من الممكن لبعض العوامل أن تؤثر في الخطر الذي تواجهه المرأة. فإذا كنت تملكين تاريخاً عائلياً حافلاً بهذا المرض أو إذا تبيّن بعد الفحص أنك تحملين طفرة في إحدى جينات سرطان الثدي، يصبح احتمال أن تصابي بسرطان الثدي في الثدي الآخر أعلى. قبل أن تقرري استئصال الثديين، راجعي مع طبيبك بدقة المخاطر الشخصية التي تواجهينها مع مرض سرطان الثدي.

أما إذا كنت لا تواجهين عوامل أخرى قد ترفع هذا الخطر، فتأملي في نوع مختلف من الأسئلة. أولاً، إذا خضعت لجراحة استئصال الثديين، فهل أنت مستعدة لمواجهة مخاطر جراحة أطول وأكثر تعقيداً؟ عند استئصال الثديين لا ثدي واحد، يرتفع احتمال مواجهة مضاعفات ناجمة عن الجراحة، مثل النزف والإصابة بعدوى.

ثانياً، إذا لم تخضعي لجراحة استئصال الثديين، فهل أنت مستعدة للقبول بعملية مراقبة مستمرة للتأكد من أن الثدي الآخر يبقى خالياً من السرطان؟ إذا لم تطلبي استئصال الثديين، فستحتاجين إلى الخضوع لصور الثدي مرة في السنة للتحقق من حالة الثدي المتبقي.

ثالثاً، ما مدى أهمية أن تمتلكي ثديين متشابهين في الشكل والمظهر؟ إذا خضعت لعملية ترميم الثدي المستأصل بعد الجراحة، فمن المستبعد أن يكون شكل الثدي المتبقي مماثلاً من دون الخضوع لجراحة تجميلية تبدل شكل الثدي الطبيعي.

زوري طبيبك وناقشي معه هذه المسائل وغيرها من المخاوف والأسئلة التي تراودك. كذلك اسأليه عما سيحدث قبل الجراحة وخلالها وبعدها كي تبقي توقعاتك منطقية. لا شك في أن اختيار الخضوع لجراحة استئصال الثديين قرار بالغ الأهمية. لذلك استعلمي عن فوائدها وسلبياتها في حالتك قبل أن تقدمي على أي خطوة.

د. جودي بوغي

back to top