«شراكات» سليماني تعقِّد المشهد الكردي من أربيل إلى مهاباد

نشر في 30-05-2015 | 00:08
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:08
No Image Caption
كان يفترض أن نزاعاً على نقطة لتهريب البضائع هو الذي تسبب في إطلاق نار بين الحزب «الديمقراطي الكردستاني- إيران»، أحد أقدم الأحزاب الكردية، وحزب العمال الكردستاني التركي بزعامة عبدالله أوجلان على الجبال الحدودية بين العراق وإيران وتركيا الأحد الماضي.

لكن العارفين بالتعقيد السياسي والمذهبي عبر هذه الجبال، يقولون إن الاشتباك الذي أدى إلى مقتل عنصر وجرح ثلاثة من «الكردستاني ـ إيران»، هو أمر لا ينفصل عن الاحتكاك الإقليمي بين جنرال «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني وخصومه.

وبدأت الحكاية في منطقة كيلشين الحدودية شمال شرق أربيل قرب جبل قنديل الشهير، الذي يسيطر عليه حزب العمال منذ 30 عاماً، عندما افتتح الحزب الكردي الإيراني مقراً عسكرياً يطل على الجانب الإيراني ضمن منطقة نفوذ خصمه.

وتعد المنطقة معبراً تاريخياً لمهربي البضائع بين تركيا وإيران والعراق، وتمثل تلك النقطة العسكرية والتجارية مصدراً مالياً لمن يسيطر عليها، ما دفع حزب العمال إلى محاولة طرد الحزب الإيراني. وانتهت القضية باستخدام السلاح، ولاتزال تخضع لوساطات سياسية.

لكن التعقيد في هذه المنطقة يسمح بمستوى أبعد من التحليل. فالحزب الإيراني يحاول كما يبدو استئناف نشاطه المسلح ضد طهران، والمتوقف منذ سنوات طويلة، مستغلاً الاضطرابات التي شهدتها مدينة مهاباد الكردية الإيرانية، لتعبئة جماهيره.

والحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران أسس في مهاباد على يد محمد قاضي ومصطفى البرزاني، وتمكن في عام 1946 من إقامة دولة كردية في مهاباد صمدت عاماً واحداً فقط.

في المقابل، يحاول حزب العمال التدخل لمنع أي نشاط مضاد لطهران يخرج من هذه المنطقة الاستراتيجية، إرضاء لسليماني، الذي يتشارك معه حزب أوجلان في قتال «داعش»، من كوباني حتى سنجار على أطراف الموصل.

back to top