حاربوا انقطاع النفس

نشر في 30-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:01
No Image Caption
يُصاب البعض بضيق النفس رغم غياب عامل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن أو غيرهما. وتجعل أسباب ضيق النفس المخبأة هذه المشكلة صعبة العلاج. إليكم التفاصيل.
يقول بعض الناس إن نفسهم {انقطع}، في حين يتحدث آخرون عن شعور بالتعب. في مطلق الأحوال، يجعل ضيق النفس النشاطات السهلة والمضنية، على حد سواء، بعيدة المنال بالنسبة إلى عدد كبير من الناس. يشكل ضيق النفس أحد الأسباب الشائعة لتوجه الناس إلى عيادة الطبيب. وتُعتبر أسبابه الأكثر وضوحاً، مثل الربو، الانسداد الرئوي المزمن، ومرض الشريان التاجي، سهلت التشخيص بواسطة مجموعة من الفحوص التقليدية.

ولكن في بعض الحالات، يبقى مصدر المشكلة صعب التحديد. ففي الحالات التي يستبعد فيها طبيب القلب اضطراباً قلبياً، يؤكد طبيب الجهاز التنفسي أن الرئتين لا شائبة فيهما، ولا يعلم طبيب الصحة العامة إلى مَن يجب أن تلجأ. يذكر الدكتور آرون واكسمان، مدير عيادة انقطاع النفس وعدم تحمل التمرن في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد: {قد يعاني المريض طوال سنتين أو أكثر ويراكم التكاليف الطبية بمئات آلاف الدولارت جراء الفحوص والعلاجات الفاشلة التي يخضع لها، قبل أن يحصل على تشخيص دقيق}.

معضلة الاختبارات خلال الراحة

في كثير من الحالات، يكمن سبب العجز عن تشخيص المرض في واقع أن عمليات التقييم الروتينية غير الغازية، مثل صور الصدر بالأشعة السينية واختبارات وظائف الرئتين (راجع الإطار)، تُجرى كلها خلال الراحة. ولكن في معظم حالات ضيق النفس غير المبرَّر، لا تظهر الأعراض إلا عندما يكون المريض ناشطاً.

لهذا السبب، يتبنى مركز معالجة ضيق النفس مقاربة متطورة تشمل مراقبة عمل القلب والرئتين خلال تمرن المريض على دراجة ثابتة. يستخدم الأطباء أنابيب رقيقة مرنة (قناطر)لإدخال أجهزة تراقب الضغط في الشريان الرئوي والشريان الكعبري في الذراع. معاً، تُظهر هذه الأجهزة مقدار الأكسجين الذي يصل إلى العضلات المتمرنة ومدى فاعلية استخدامه. كذلك يقيس جهاز في الفم يشبه أداة الغطس ما إذا كان المريض يتنشق الأكسجين بفاعلية ويزفر ثاني أكسيد الكربون. تستغرق عملية الفحص بأكملها بضع ساعات في العيادة، مع أن جزء التمرن لا يدوم أكثر من 10 دقائق، وذلك بالاستناد إلى السرعة التي تظهر فيها أعراض ضيق النفس.

كشف الأسباب القلبية

يُكتشف معظم الحالات الشائعة من أمراض القلب من خلال فحوص غير غازية أو قسطرة القلبية. ولكن تنشأ الحاجة في بعض الحالات إلى فحوص متقدمة بغية تحديد بدقة الاضطرابات القلبية. يقول الدكتور أميل شاه، طبيب قلب يعمل مع الفريق في عيادة ضيق النفس: {نلاحظ غالباً نوعاً من قصور القلب تتابع خلاله عضلة القلب الضخ بطريقة طبيعية، تقريباً، رغم عجزها عن الامتلاء بالكامل. لا يعاني بعض هؤلاء المرضى أعراض قصور القلب التقليدية، مثل تراكم السوائل الفائضة. لذلك يكون ضيق النفس أثناء بذل الجهد المؤشر الوحيد إلى هذا المرض}.

من الممكن، أيضاً، للاختبارات القلبية الرئوية المتقدمة أن تعطي الطبيب لمحة شاملة تتيح له تشخيص ومعالحة مَن يعانون خللاً في صمام القلب ومرضاً رئوياً في آن. مع التمرن يستطيع الأطباء تحديد ما إذا كان ضيق النفس عائداً إلى اضطراب في القلب أو الرئتين، وما إذا كانت جراحة استبدال الصمام تعالج هذه المشكلة.

• تقيس اختبارات عمل الرئة عملية التنفس وتحدد مقدار الأكسجين في دمك. وتشمل الاختبارات الشائعة:

• قياس التنفس: يحدد مقدار الهواء الذي يدخل الرئتين ويخرج منها. كذلك يقيس السرعة التي تستطيع بها إخراج الهواء من الرئتين.

• تخطيط التحجم في الجسم: يقيس مقدار الهواء في الرئتين عندما تأخذ نفساً عميقاً. كذلك يحدد مدى الهواء المتبقي في الرئتين عندما تفرغ رئتبك تماماً.

• قياس سرعة انتشار الغازات من الرئة إلى الدم: يحدد مدى فاعلية انتقال الأكسجين من الرئتين إلى مجرى الدم.

الانتقال إلى العلاج

تسعى عيادة ضيق النفس في المقام الأول إلى تمكين المريض من العودة إلى طبيبه الأساسي ومعه تشخيص دقيق وتوصيات بالعلاجات الملائمة. قد لا تتوافر في بعض الحالات حلول دوائية أو جراحية، إلا أن مقاربات مثل العلاج الجسدي أو إعادة التأهيل القلبية أو الرئوية قد تكون مفيدة.

يشجع الدكتور واكسمان بقوة مَن يعانون مشاكل دائمة مع ضيق النفس ولم يجنوا فوائد من العلاجات التي تلقوها، ألا يتأخروا في الخضوع لاختبارات قلبية رئوية متقدمة. ففي معظم الحالات، تكون الأمراض التي يكتشفها الأطباء في مراحلها الأولى، ما يعزز فرص التخلص من ضيق النفس أو الحد منه على الأقل. أما في الحالات التي قد تسوء بمرور الوقت، مثل ارتفاع الضغط الرئوي، يتيح اكتشافهاالمبكرللأطباء عموماً إبطاء تقدّم المرض.

back to top