هل عليك إضافة الشوكولاتة إلى نظامك الغذائي؟

الفلافانولات، مواد مغذية نباتية تتوافر في كثير من الأطعمة والمشروبات، مثل الشاي، التوت البري، التفاح، الإجاص، الكرز والجوزيات. إلا أنها تكثر في حبوب الكاكاو (بذور شجرة الكاكاو). وبعد تخمير هذه الحبوب وتجفيفها وتحميصها نحصل على مسحوق الكاكاو الذي يُستخدم لصنع الشوكولاتة.

دُرست الفلافانولات في الكاكاو طوال سنوات. وقد تبين أنها تسهم في خفض ضغط الدم، تحسن تدفقه إلى الدماغ والقلب، تحول دون تخثر الدم، وتحارب تلف الخلايا. كذلك اتضح أنها تعزز المهارات التفكيرية. فقد كشفت دراسة نُشرت في المجلة الأميركية للغذاء السريري (فبراير عام 2015)، أن المسنين الذين يتمتعون بمقدرات تفكيرية طبيعية، والذين استهلكوا 500 إلى 900 مليغرام من فلافانولات الكاكاو كل يوم طوال ثمانية أسابيع، حققوا تقدماً كبيراً في الاختبارات التي تقيس الانتباه، الوظائف التنفيذية، والذاكرة. أيضاً أظهرت دراسة مماثلة عام 2012 أن الاستهلاك اليومي لفلافانولات الكاكاو يرتبط بتحسن المهارات التفكيرية في حالة المسنين الذين عانوا مشاكل في التفكير.

كيف تعزز الفلافانولات المهارات التفكيرية؟ يقول الدكتور ألونسو-ألونسو: {نعلم من الدراسات المخبرية والحيوانية أن الفلافانولات تسهل الوصلات بين خلايا الدماغ واستمرارها. كذلك تحمي خلايا الدماغ من السموم وتأثيرات الالتهاب الضارة}.

هل ننكب على الشوكولاتة؟

بما أن فلافانولات الكاكاو مفيدة جداً، يبدو منطقياً أن تزيد كمية الشوكولاتة التي تتناولها يومياً في غذائك. ولكن من الضروري توخي الحذر. تختلف كمية الكاكاو باختلاف أصناف الشوكولاتة ومصنّعيها. بالإضافة إلى ذلك، تُدمر الفلافانولات غالباً خلال إعداد الشوكولاتة.

تذكر أيضاً أن حلوى الشوكولاتة تحتوي على كمية كبيرة من السكر والدهون المشبعة. لذلك إن أضفت الشوكولاتة إلى نظامك الغذائي من دون أن تزيل أطعمة أخرى، فقد تكسب الوزن، ما يلغي أي فوائد صحية. علاوة على ذلك، قد يرفع الإكثار من الدهون المشبعة معدلات الكولسترول السيئ في الدم

ماذا يمكنك فعله؟

ما من كميات يومية موصى بها من فلافانولات الكاكاو في الولايات المتحدة. لكن السلطات الأوروبية لسلامة الغذاء تعتبر أن مئتي مليغرام من فلافانولات الكاكاو يومياً هدف مناسب للإنسان عموماً. ويوافق الدكتور ألنسو-ألنسو على أن مئتي مليغرام تساهم في الحفاظ على دورة دموية صحية.

ولكن كي تنجح في تحديد الكمية التي تتناولها، عليك أن تقوم ببعض البحث والاستقصاء حول مصادر فلافانولات الكاكاو التي تتناولها، وخصوصاً في الشوكولاتة. لا تدرج أصناف الشوكولاتة دوماً كمية الفلافانولات التي تحتوي عليها. لا شك في أن القاعدة العامة أن الشوكولاتة الداكن يحتوي على كمية أكبر من الكاكاو، وبالتالي من الفلافانولات الصحيحة. لكن كميتها تختلف كثيراً بالاستناد إلى طريقة معالجة الشوكولاتة. قد يكون من الأفضل تفادي الشوكولاتة المعالج بالطريقة الهولاندية، التي تشمل ملحاً قلوياً للحد من الحموضة. غير أن الملح القلوي يحد من محتوى الفلافانولات. ويمكنك تحديد هذا النوع من الشوكولاتة إذ يُذكر أن الكاكاو عولج بملح قلوي.

إن كان لوح الشوكولاتة لا يحدد كمية الفلافانولات، فتحقق مما إذا كان يدرج كمية مركزة من {الكاكاو}. يحمل الشوكولاتة الداكن الذي يحتوي على تركيز أعلى من الكاكاو، عموماً، كمية أكبر من فلافانولات الكاكاو. كذلك لا تنسَ أن حلوى الشوكولاتة تحتوي على الكاراميل، المارشميلو، وغيرهما من النكهات المضافة  الخالية من الفلافانولات إنما الغنية بالسعرات الحرارية.

خيارات أخرى

تشمل مصادر فلافانولات الكاكاو الأخرى المخبوزات والمشروبات التي تحتوي على الكاكاو، فضلاً عن المكملات والمساحيق «المدعمة» التي يمكن أن تشتريها من متاجر الأطعمة الصحية. ولكن عليك توخي الحذر: لا تراجع إدارة الأغذية والأدوية الأميركية أو توافق على استعمال المكملات الغذائية بالاستناد إلى سلامتها وفاعليتها. لكن مجموعات تُعنى بحماية المستهلك درست كميات فلافانولات الكاكاو في عدد من المنتجات، فاكتشفت أن المقدار الفعلي منها في المكملات الغذائية ومساحيق الكاكاو يختلف كثيراً.

يقول الدكتور ألنسو-ألنسو إن الطريقة الفضلى للحصول على فلافانولات الكاكاو تبقى تناول مسحوق الكاكاو غير المحلى الذي لم يُعالج بالطريقة الهولندية. قد تفيد المعلومات على الغلاف أن المنتج لم يُعالج بالطريقة الهولاندية أو أنه كاكاو طبيعي بكل بساطة. ولكن إذا قرأت عبارات مثل «قلوي» أو «معالج بالطريقة الهولندية»، فقد يكون من الأفضل أن تبحث عن صنف آخر. كذلك اختر نوعاً من إنتاج مصنع بارز يضمن احتواءه على ما لا يقل عن مئتي مليغرام من فلافانولات الكاكاو في كل حصة. صحيح أن طعمه سيكون مراً، إلا أن النتائج حلوة بالتأكيد.