الحريري لنصرالله: سيل مغالطات ولا حل سوى الإجماع

نشر في 26-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 26-05-2015 | 00:01
No Image Caption
«اللقاء التشاوري»: لا يجوز المطالبة بتعديل الدستور في غياب رئيس الجمهورية
لا تكاد تمر إطلالات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله دون رد مباشر وسريع من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وآخرها مساء أمس الأول، إذ اعتبر رئيس «المستقبل» أن «هناك من أراد أن يحتكر مناسبة عيد المقاومة والتحرير بالمطلق، ويتجاوز حدود الإجماع إلى خطاب التخوين والمكابرة، كان لا بد من الوقوف عند سيل المغالطات والتهديدات التي سمعها اللبنانيون».

وأضاف الحريري: «نحن في تيار المستقبل نعلن، على الملأ، أن الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية هي ضمانتنا وخيارنا وملاذنا، وأي كلام عن ضمانات أخرى أمر موهوم ومرفوض وخوض عبثي في مشاريع انتحارية».

وتابع: «الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة ليست مسؤولية حزب الله لا في عرسال ولا في جرودها ولا في أي مكان آخر، وموقفنا من (داعش) وقوى الضلال والإرهاب لا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد».

وقال: «لا معادلة ذهبية لحماية لبنان سوى معادلة الإجماع الوطني والتوقف عن سياسات التهديد والوعيد والتلويح بالقبضات. ومعادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان، ولن نغطي أي دعوة لذلك تحت أي ظرف من الظروف».

وذكر «لقد راهنوا طويلاً على انتصار بشار الأسد، وها هو يغرق أمام أعينهم، وينسحب لمصلحة داعش، في مؤامرة مكشوفة تفضح المخطط المشبوه لتسليم سورية إلى الإرهاب. إنهم يريدون لبشار الأسد أن يتنفس من رئة لبنان. أي من أرواح شباب لبنان وشباب الشيعة تحديداً، الذين يدفع بهم إلى قتال لا هوية دينية أو أخلاقية أو وطنية له».

وتابع «إنهم يريدون من حدود لبنان، أن تشكل طوق النجاة الأخير لنظام يتهاوى، لن تمكنه معارك القلمون وغارات البراميل المتفجرة من الإفلات من مصيره المحتوم. ومصير داعش لن يختلف عن مصير بشار الأسد، فالاثنان يتحركان فوق آلة القتل والدمار، والاثنان سيلقيان بإذن الله المصير نفسه».

وختم الحريري قائلا: «إن ملاذنا الدولة، وخيارنا أن نعيش في الجمهورية اللبنانية، نلتزم دستورها وقوانينها وقواعد العيش المشترك بين أبنائها، وأي خيار آخر هو قفزة في المجهول، ورهان على أحلام إبليس في الجنة. فمن لبنان نستطيع أن نقدم النموذج المطلوب لتصحيح المسار في العديد من البلدان الشقيقة. إنها مسؤولية قومية وإنسانية وأخلاقية ودينية، تستحق الحماية من الحرائق المحيطة، وتعبئة الطائفة الشيعية وكل طوائف لبنان على المشاركة فيها».

وكان نصرالله وصف، في الذكرى السنوية لعيد «المقاومة والتحرير» أمس الأول، «داعش» بـ»الخطر الوجودي». وإذ دعا إلى تكاتف جميع المكونات السياسية والطائفية لمواجهة هذا الخطر بشتى الطرق، اعتبر أن «تيار المستقبل سيكون من أول ضحايا داعش»، وسأل المسيحيين: «من سيحمي كنائسكم من التدمير ونساءكم من السبي؟».

وفي خطابه، الذي أذيع عبر شاشة عملاقة في إحدى ساحات النبطية، كرر نصرالله الحديث عن عرسال مستعيداً توصيف وزير الداخلية لها بأنها «محتلة»، معتبرا أنه «من المعيب على بعض اللبنانيين أن يعدوا لنا الشهداء، وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم، لأنهم بفضل الشهداء يعيشون بأمن وسلام بهذا البلد، ونحن لا نخجل بهم، وهذا لن يقدم ولا يؤخر لا في إرادتنا ولا في عزيمتنا».

وأضاف: «البعض يتحدث عن أن حزب الله مأزوم، والبعض سرب أن السيد نصرالله سيدعو إلى التعبئة العامة، وأنا أقول انني لا أدعو إلى التعبئة العامة، لكن إذا قررت قيادة حزب الله الحضور في كل الميادين فستجدون الآلاف في كل الميادين».

في موازاة ذلك، عقد اللقاء الوزاري التشاوري في دارة رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل في سن الفيل، شارك فيه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، والوزراء سمير مقبل وبطرس حرب وميشال فرعون وسجعان قزي ورمزي جريج والان حكيم وأليس شبطيني وعبدالمطلب الحناوي والوزير السابق خليل الهراوي، وتناول المجتمعون منهجية عمل الحكومة في مواجهة الاستحقاقات المرتقبة والتعيينات المطروحة.

وأكد وزير العمل سجعان قزي بعد انتهاء الاجتماع أنه «لا يجوز المطالبة بتعديل الدستور في غياب الرئيس»، مؤكداً أن «تعديل الدساتير لا يتم من أجل انتخاب هذا المرشح أو ذاك بل لتطوير أنظمة الدولة ولتعزيز وجود وطن قائم».

back to top