النفط والطاقة: الماجد لـ الجريدة•: بئر النفط الصخري تصل إلى ذروة إنتاجها خلال شهر وتضمحل 40% بعد سنتين

نشر في 28-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-04-2015 | 00:01
«هذه النفوط ليست ثورة نفطية وستحال للتقاعد قريباً»
قال أحمد الماجد، إن حقول النفط الصخري ليست متجانسة في طبيعتها، ولا تكاد تجد الآبار المتجاورة تنتج من التكوين الصخري نفسه! فلكل مكمن طبيعة مختلفة ينحبس فيها النفط تبعاً لذلك بما ينعكس أيضاً على مستوى التعقيد في الإنتاج.

أثار النفط الصخري، الكثير من الجدل أخيراً بشأن مدى تأثيره على السوق النفطية والاقتصاد العالمي، وعلى البيئة، أو مثلث "قطب" الاقتصاد – الطاقة – البيئة، وخصوصاً في الوقت الراهن مع كون التنقيب في المكامن الصخرية الضيقة أصبح ناضجاً إلى حد ما، في موازاة تراكم إحصائيات حفر وإنتاج ذات انعكاسات توضيحية تشي بمستقبل المكامن وبشكل خاص من حقول "البكان" و "إيغل فورد" و "بيرميان" في الولايات المتحدة.

وفي المجمل، ثمة تساؤل يطرح نفسه إذا كان ما سمعناه من قصص عن النفط الصخري يرقى إلى الحقيقة أم هو أقرب إلى الخرافة، حيث قال المتخصص في اقتصادات النفط أحمد الماجد، إنه لابد للإضاءة على ذلك من البدء ببعض التعريفات مثل احتياطيات "نفط السجيل" من هذه الحقول الرئيسية، حيث بحسب البيانات المدرجة والمنشورة في دائرة معلومات الطاقة، فإن الاحتياطي المعلن "للبكان" مثلاً يكافئ استهلاك سنتين تقريباً من الاستهلاك المحلي للولايات المتحدة ! لذا فإنه كون الأخيرة الملاذ الاستراتيجي للطاقة أمر يحتاج الى إعادة نظر.

وأضاف الماجد، أن الأمر الآخر المهم بشأن هذه الحقول هو كونها ليست متجانسة في طبيعتها، إذ لا تكاد تجد الآبار المتجاورة تنتج من نفس التكوين الصخري! فلكل مكمن طبيعة مختلفة ينحبس فيها النفط تبعاً لذلك وينعكس أيضاً على مستوى التعقيد في الإنتاج.

وأشار إلى أهمية التطرق في سياق أي موضوع نفطي عن مؤشر مهم جداً هو مؤشر نسبة العائد إلى الاستثمار، أي كم من الطاقة نستثمر لكل وحدة طاقة ننتجها من المكمن؟, بمعنى آخر هل تستطيع التقنيات الجديدة  للتنقيب والإنتاج، مهما تطورت، أن تستمر في استدامة الإنتاج من المكامن أياً كانت صعوبتها؟ وبسؤال تبسيطي أكثر  لهذا المعنى: هل من المنطقي أن نستهلك نفطاً، في سعينا إلى الإنتاج، أكثر من النفط المنتج ؟! معدل النسبة حالياً هو 1 إلى 5 في حقول النفط الصخري مقارنة بنسبة النفط التقليدي في الخليج مثلاً: 1 إلى 100! وفي مناطق أخرى يصل إلى 1

إلى 30، وهذه النسبة آيلة إلى الانخفاض مع الاتجاه إلى التكوينات الأصعب فالأصعب.

جدوى المكمن

وأوضح الماجد، أنه من أجل حساب جدوى المكمن من المهم أن تدرج جميع عناصر التكلفة، مثلاً تكلفة أجور الأرض والدَّين مع فوائده والعاملين والبنى التحتية. خصوصاً مع الهبوط الحالي في سعر النفط وهل ما تزال المكامن الضيقة الصعبة مجدية؟

وأشار إلى أنه عندما بدأ الحفر والإنتاج من حقول النفط الصخري، فإنه اتخذ مساره المنطقي بالتوجه إلى المكامن الحلوة أولاً، أي الأجدى، ثم الأصعب فالأصعب. ومع كل مرحلة جديدة ترتفع التكلفة بحسب الزيادة في صعوبة التكوين.

وقال، إنه بحسب آخر دراسة جدوى، وجد أنه في أسهل مكان في حقل "البكان" ينبغي أن يكون سعر النفط في مستوى 85 دولاراً من أجل تغطية التكلفة فقط وهو ليس الرقم المتداول في الحقيقة في التيار الإعلامي الدارج. ثم أيضاً لابد من التساؤل من قبل المنتجين المغامرين في النفط الصخري في سياق دراسات الجدوى: كم هو الاحتياطي النفطي الممكن استخراجه من المكمن ؟ وما هو معدل الإنتاج؟ وذلك لاعتبارات التأثير الزمني على الاقتصادات.

وأكد أن هذه التساؤلات عادة ما يتم التغافل عنها في معمعة ونشوة السباق الإنتاجي المبني على زخم البدايات التي عاصرت أسعار السوق العالية للنفط. حيث أنه في متابعة لسجل التدفق المالي لثمانين شركة منتجة للنفط الصخري نجد أنها غالباً في المجال السالب للسنوات الثلاث الأخيرة على الأقل!

ذروة إنتاج البئر

وقال الماجد، إن إنتاجية النفط الصخري تتميز بتسارع في ذروة إنتاج الآبار مما يلزم أن تتكاثر معها إقامة أبراج الحفر بصورة لم تشهدها المكامن التقليدية على الإطلاق. وفي المعدل العام، فإن كل بئر تصل إلى ذروة إنتاجها خلال شهر من بداية الإنتاج ثم يضمحل بمقدار 40 إلى 50 في المئة بعد سنة ثم 30 إلى 40 في المئة أخرى بعد سنتين ولهذا يضطر المنتجون إلى حفر أعداد كبيرة من الآبار فقط من أجل الإبقاء على معدل إنتاج ثابت من المكامن.

وأضاف، "لهذه الأسباب تظهر المؤشرات المهمة في سياق النفط الصخري: (كثافة الحفر)"، حيث كان معدل حفر الآبار الجديدة في "البكان" مثلاً خلال 2012 هو 90 بئراً جديدة شهرياً من أجل المحافظة على معدل إنتاج بمقدار 77000 برميل يومياً. ومن التحديات محاولة أمثلة استراتيجية الإنتاج، فإذا كانت المقاربة هي نحو إنتاج عال في البداية، فإن ذلك يؤثر على مجموع النفط المنتج والعكس صحيح.

وتساءل الماجد، هل هي فقاعة ستنحدر سريعاً كما بدأت؟ مشيراً إلى أن الكثير من المحللين يميلون إلى هذا الرأي، ويقولون هي حفلة تقاعد وليست ثورة نفطية وأن الأمر سيبدو أكثر وضوحاً في السنتين المقبلتين.

back to top