الوقت... سيف قاطع؟

نشر في 28-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 28-04-2015 | 00:02
No Image Caption
خلال العشرين سنة الماضية، نجح الباحثون في إثبات العلاقات بين «تفكيرنا المنطقي» والحوادث المحيطة بمجيئنا إلى العالم: ولادة طبيعية أو قيصرية، رأس المولود إلى أسفل أو أعلى، ولادة سريعة أو بطيئة... يضيف الخبراء أنها تشكل «انفجاراً عصبياً: يشهد الطفل أول إعتاق وعائي له. يختبر دماغه أول ظروف عاطفية وجسدية على حد سواء خلال الولادة: الضغط الذي تتعرض له الجمجمة، التفاف الحبل السري حول عنقه، سرعة خروجه...». وتساهم كل هذه المعطيات في برمجة ساعتنا الداخلية.
ويجب ألا ننسى أن ساعتنا البيولوجية، التي تقع في الحصين في الدماغ، تتحكم في ظواهر عدة، مثل درجة حرارة جسمنا، دورة النوم واليقظة، إنتاج الهرمونات منها الكورتيزول الذي يؤثر في مزاجنا وفي علاقتنا بكل ما هو ملحّ. يساعدنا الاختبار التالي في فهم علاقتنا بالوقت، بشكل أفضل، وتحديد وتيرتنا الشخصية والاستفادة منها على نحو أفضل في حياتنا الاجتماعية والمهنية.
«أتقبل طبيعتي كامرأة عاملة»

مريم (35 سنة) متزوجة، أم لولدين، موفدة تجارية:

«من الغريب أنني نجحت أخيراً في تخصيص وقت لنفسي بعدما قررت العودة إلى العمل بدوام دامل، مع أنني كنت أعمل سابقاً بنصف دوام، حتى إنني توقفت فترة عن العمل نهائياً. دامت هذه المعمعة سنتين. أردت أن أكون الأم غير العاملة المثالية، غير أنني لم أنجح في ذلك، ما أصابني بكآبة. انتقدت زوجي لأنه يخصص الوقت لنفسه، بيد أنه انتقدني بدوره لأني لا أخصص الوقت لنفسي. لكنني لم أستطع ذلك، شعرت أنني نكرة. وهكذا نسيت نفسي وضعت. نتيجة لذلك، هجرني زوجي فترة من الزمن لأنه ما عاد يتحمل رؤيتي حزينة ومتجهمة دوماً. فأثرت فيّ هذه الخطوة. قبلت عملاً ما كنت أرضى به لأنني شعرت بالذنب تجاه الأولاد. كذلك تعلمت طلب مساعدة الآخرين: مربية بعد المدرسة، عاملة تنظيف، ووالدتي أو حماتي أيام الأربعاء...

استعدت ثقتي بنفسي، وشعرت مجدداً أني امرأة. وبفضل بضع جلسات مع معالج نفسي، ما عدت أشعر بالذنب. ما عدت أتردد في تناول الطعام مع الأصدقاء، الذهاب إلى مصفف الشعر، ممارسة رياضة المشي، والتأخر في العودة إلى المنزل. حتى في المنزل، صرت أخصص الوقت لنفسي. ولا بأس إن تناول الأولاد المعكرونة أو بعثروا الأغراض على الأرض، فكل هذه ليست مشاكل كبيرة. تعلمت الاسترخاء. وحولت الوقت الذي كنت أقضيه في إعداد الطعام أو في ترتيب البيت إلى قت نوعي أمضيه معهم، وشعروا هم أيضاً بهذا التغيير. وينطبق الأمر عينه على زوجي. فللمرة الأولى أمضينا أسبوعاً مميزاً معاً وحدنا. ومنذ تقبلت طبيعتي كامرأة عاملة، صرت أشعر بانتعاش لم يسبق له مثيل. فشكل هذا ولادة ثانية بالنسبة إلي».

«أعمل في المنزل وصرت حراً لأرى الأولاد»

رامي (43 سنة) متزوج، أب لأربعة أولاد، مقاول:

«كنت مديراً تجارياً في إحدى الشركات الكبرى. فاستهلكت مسؤولياتي كل طاقتي، إلى اليوم الذي بيعت فيه الشركة. ما عدت أشكل جزءاً من الفريق الجديد. رغبت في استخدام الوقت الذي بات متوافراً في اصطحاب الأولاد من المدرسة إلى المنزل، مشاركتهم في وجبة الطعام، مراقبة واجباتهم المدرسية، ومرافقتهم إلى النشاطات بعد المدرسة. شكلت هذه كلها تجربة جديدة بالنسبة إلي. أدركت أنني لا أعرف شيئاً عن حياتهم اليومية، مدرسيهم، أصدقائهم، وأخبارهم. راقني نمط الحياة هذا كثيراً. لذلك عندما أسست شركة جديدة منذ نحو سنة ونصف السنة، حافظت على هذا الوقت القيّم الذي أمضيه مع أولادي. فنحو  السادسة مساء، أقصد مكان عملي في مكتبي الواقع في الطابق السفلي من منزلي. أعمل دوماً في المنزل، على غرار شريكي وموظفينا. نتواصل عبر «سكايب».

صار وقتي أكثر تنظيماً. ما عدت أخسر الوقت في المواصلات وأصبح جدول أعمالي أكثر مرونة. نجحت في اتباع نظام العمل هذا، لأني خرجت من إطار العمل الكبير في مكان واحد بدوام محدد. أفضل أن أجني مقداراً أقل من المال وأتمتع بحرية أكبر. هذا أفضل بكثير. لا أندم مطلقاً على الفترة السابقة التي سمحت لي ببناء حياتي، إلا أنني ما عدت مستعداً للتضحية بالوقت الذي أملكه. أود أن أخصصه لمسائل أساسية، خصوصاً عائلتي. ما عدت أعاني اضطرابات في النوم أو الأرق، صرت أكثر استرخاء وانفتاحاً على الآخرين وأكثر إصغاء. هكذا منحني التحكم في وقتي حرية أكبر. ولكن ليس مطلق حرية، بل حريتي كإنسان».

«واجهت صعوبة في الخروج من نمط حياة الاعتناء بالأولاد. أشعر بالذنب»

كارين  (44 سنة) مطلّقة، أم لولدين، مهندسة ديكور:

«عندما أنفصلت عن زوجي في يناير، طلبت منه أن نتشارك في حضانة ولدينا، فصرت أستمتع برفقتهما طوال نصف الأسبوع ونهاية أسبوع واحدة من كل اثنتين. أردت أن أحظى بوقت لنفسي وأن أعيش حياتي كامرأة. شعرت أن ولديّ (9 و11 سنة) باتا يتمتعان باستقلال كافٍ. ناسبني نمط الحياة هذا. أكون من الاثنين حتى الأربعاء أماً بدوام كامل، في حين أخصص الوقت لنفسي يومي الخميس والجمعة. لكن أول نهاية أسبوع وحدي بدت لي مريعة. وجدت نفسي في فراغ مخيف. ما كنت قد خططت لأي نشاطات. وكان هذا خطأ. لكن تعبئة وقتي يساعدني في تأمل نفسي بعمق واكتشاف رغباتي الحقيقية. قررت العودة إلى الرقص الذي كان شغفي منذ زمن إلا أنني تخليت عنه. كذلك رغبت في الحصول على رخصة لقيادة قارب. كانت عملية الانتقال بطيئة. واجهت صعوبة في الخروج من نمط الاعتناء بالأولاد. شعرت بالذنب لأني أنفقت المال على متعتي أنا لا ما يحبانه هما. سمعت بعض التعليقات من صديقاتي، مثل «ما زلت تخرجين!». وقد لمحن بعبارات مماثلة إلى أنني أعيش مراهقتي مجدداً. كان جوابي كلا، ما زلت أنا نفسي، امرأة متعقلة ناضجة. لكن حياتي تبدلت. صرت أخرج، ألتقي أصدقائي، وفي نهاية الأسبوع أشارك في جلسات رقص، حتى إنني عشت حلمي حين كنت طفلة: إعداد مجموعة من الأثواب. حولت مرأب منزلي إلى مشغل وشاركت في دورة تدريب على الخياطة مدتها أسبوع. ساعدتني في هذه المهمة خياطة متطوعة تعرفت إليها من خلال أولادي. لو أني التقيتها قبل ستة أشهر، ما كان لقاؤنا هذا ليبدل أي أمر في حياتي. لكن الجمع بين حياتي كأم وحياتي كامرأة فجر قدرتي على الابتكار والإبداع».

 الاختبار:

*احصِ مجموع الأشكال لتجد صفاتك .

ساعتي الداخلية

أنا والوجبات:

أواجه صعوبة في البقاء طويلاً إلى طاولة الطعام.

عبارتي المفضلة: {أتناول الطعام في وقت لاحق. لست جائعاً الآن}.

أتناول الطعام دوماً في الأوقات عينها، ولا أفوت أي وجبة.

أتلذذ بالطعام وبنكهاته المختلفة وأصنافه المتعددة.

قلما تتوافق أوقات وجباتي مع أوقات الآخرين.

علاقتي بالنوم:

أرجئ دوماً ساعة نومي.

تزداد طاقتي عندما ينام الآخرون والعكس.

أحب النوم، الغوص في الأحلام، والتمتع بنوم هادئ.

أحرص دوماً على أن أحصل على ساعات نوم كافية كل ليلة.

أكره أن أضيع وقتي في النوم طويلاً.

حياتي العملية

مساري:

أعتبره أشبه بنزهة. أتطلع من حولي، أحلم...

أستاء جداً بسبب زحمة السير.

أنطلق في اللحظة الأخيرة. لذلك أصل دوماً متأخراً قليلاً.

أنام وأنا واقف وأنا متوجه إلى العمل.

أنطلق دوماً باكراً بغية تفادي أي أمر طارئ.

في العمل:

لا أدع الإجهاد يكبلني وأقوم بكل مهمة على حدة.

أرجئ دوماً المسائل التي ينبغي إنجازها خلال اليوم.

أتطوع دوماً للقيام بشتى المهمات.

قلما أكون منتجاً بقدر الآخرين.

استبق الأمور، أخطط، وأحترم البرنامج الموضوع.

طريقة عملي:

أتخطى مراحل وأبقى دوماً متقدماً أو متأخراً.

أميل إلى تأخير لحظة انكبابي على العمل، حتى إن كنت أملك دافعاً كبيراً.

أجزئ كل مرحلة من عملي، وهكذا أتعلم وأتقن ما أقوم به.

أتعلم وأعمل بإنجاز مسائل عدة دفعة واحدة.

آخذ كل وقتي لأعمل وأنا أستمتع بما أقوم به.

حياتي الاجتماعية

أنا وأصدقائي:

عدد قليل من الأصدقاء  أشاطرهم اللحظات الجميلة وفي البيئة التي أفضلها.

مَن التقيهم دوماً هم أولئك الذين يعيشون مثلي في تأخر دائم.

لدي كثير من الأصدقاء الذين أشاركهم في كثير من النشاطات.

أنسى كثيراً التواريخ والمواعيد، لكن الجيد أن أصدقائي يعرفونني جيداً.

الأعياد، الرحلات، العطل مع الأصدقاء... تتبع كل عاداتنا برنامجاً محدداً.

حياتي الثقافية

الاستمتاع خارج المنزل:

أشاهد العدد الأكبر من الأفلام، الحفلات، المعارض... وأحياناً في نهاية أسبوع واحدة.

أختار مناسبات مماثلة في اللحظة الأخيرة وأفوت غالباً الأكثر متعة بينها.

لوحة، منحوتة، مشهد طبيعي... أتأملها وأغوص فيها وأنا متجمد في الصمت.

أستبق الأمور وأعدّ جدولاً بما أريد مشاهدته أو المشاركة فيه كي لا أفوّت أياً منها.

المسرح، السينما، العروض... قلما تتوافق برامجها مع جدولي.

حياتي العاطفية

أنا وشريك حياتي:

يدرك أن عليه ألا يحدد لي مهلاً نهائية للقيام بالمسائل أو حل المشاكل.

أحب أن أشاركه في اهتماماتي ونشاطاتي، كما أهوى مشاطرته في اهتماماته ونشاطاته واكتشاف كل جديد.

يمكنني أن أتأمله وهو نائم طوال ساعات وأحب أن أحلم به في غيابه.

أنا خبير في المفاجآت والارتجال... السلبي والإيجابي على حد سواء.

أخصص وقتاً لنفسي ووقتاً لنا ووقتاً للأولاد، أتحكم في حياتي بدقة.

التسلية

نشاطات رياضية وفنية:

أمارسها عندما أملك وقتاً كافياً لأستمتع بها.

أخصص لها أوقاتاً محددة ومبرمجة، والتزم بها.

لا أنتظم في أمور مماثلة، وأواجه صعوبة في الالتزام بجدول محدد.

أزيد هذه أو تلك من النشاطات، أبدلها، باختصار، لا أتوقف مطلقاً.

أمارسها عندما يكون الآخرون نياماً أو في العمل.

العطل

رغباتي والتنظيم:

أقوم بخياراتي وحجوزاتي في اللحظة الأخيرة.

في الصيف، أحلم بالقمم المغطاة بالثلوج، وفي الخريف بالشاطئ والرمل الناعم.

ما من مجال للارتجال. فنجاح العطل يعتمد على التفاصيل والتخطيط.

أتوقف لأتلذذ الساعة تلو الساعة بالوقت الذي يمر وبالضوء الذي يتبدل.

أسوأ كابوس: الاسترخاء بدون أي هم أو غم

غالبية ■

وتيرتك الحيوية:  فرط النشاط

طرق الظهور: لا تتوقف، تظهر دوماً في الواجهة. ترد بالإيجاب على كل الاقتراحات، وتضطلع بكل التحديات. أسوأ كابوس: السأم.

الأصول: ثلاث فرضيات. قبل الولادة، يلتف الحبل السري حول عنق الطفل وينجو  بفضل ضغط وعائي كبير بغية وصول الدم إلى الدماغ، ما يسهم في تنشيط مناطق عدة في آن. ومن هنا ينبع ميلك إلى القيام بمهام عدة دفعة واحدة. أو ربما ولد الطفل بجراحة قيصرية ولم يشعر بانقباضات الولادة. ومن هنا ينبع ميلك إلى البقاء في المقدمة. أو ربما ولد الطفل دفعة واحدة كما سدة زجاجة الشمبانيا. ومن هنا ينبع ميلك إلى القيام بكل الأمور بسرعة.

الوجه الإيجابي: يشير فرط النشاط عموماً إلى تعدد المواهب، الفضول، الجرأة، والحماسة. لذلك تتابع المحاولة بعدما يكون الجميع قد استسلموا.

الوجه السلبي: تكون مضطرباً وعديم الصبر، تصيب الآخرين بالصداع، وقد تواجه نفاد طاقتك. تكون قراراتك وخطواتك متهورة، ما يؤدي أحياناً إلى فشلك.

عِش وتيرتك: تعلم أن ترتب أولوياتك كي تتفادى الإنهاك. استخدم نموذج أيزنهاور. استوحيت هذه من رئيس الولايات المتحدة دوايت أيزنهاور، الذي أعلن ذات يوم لمستشاريه: «قلما يكون المهم ملحاً والملح مهماً».

قسم ورقة بيضاء كبيرة إلى أربعة أعمدة واملأه كما يلي: العمود الأول: النشاطات المهمة والملحة، المهام التي يجب أن تنفذها في الحال أنت بنفسك (على سبيل المثال: إنهاء مداخلتي في عرض مشروع هذا اليوم). العمود الثاني: نشاطات مهمة إلا أنها أقل إلحاحاً، مهام تستطيع طلب مساعدة أحد فيها (على سبيل المثال: طلب من شريك الحياة الاتصال بالمدرّس المسؤول عن ابنكما للاطلاع على مدى تقدمه في المدرسة). العمود الثالث: نشاطات ملحة، إلا أنها أقل أهمية، مهام يمكنك القيام بها أنت بنفسك وبمساعدة شخص آخر (على سبيل المثال: التوقف عند الميكانيكي لاستبدال مساحتي السيارة. والعمود الرابع: نشاطات غير ملحة أو مهمة، مهام غير ضرورية تستطيع تجاهلها أو تنفيذها عندما يتسنى الوقت لها (على سبيل المثال: ترتيب مجموعة من الصور القديمة أو توضيب الملابس وفق ألوانها).

نصيحة مهمة: خذ عدداً من الاستراحات الصغيرة خلال النهار لا يتجاوز وقتها الدقيقة أو الاثنتين. وفي كل منها ركز على حواسك: انظر حولك، أصغِ، تحسس الأرض تحت قدميك، ومن ثم تنفس عميقاً وعيناك مغمضتان.

غالبية *

وتيرتك الحيوية: السير عكس التيار

طرق الظهور: ترغب في النوم أو الأكل في حين أن الجميع يريدون العمل أو يكونون قد انتهوا من الأكل. تشعر بطاقة كبيرة والهام مميز عندما يخلو المكتب من الموظفين. ويبدأ يومك حين تنام كل المدينة... تسبح دوماً عكس التيار.

الأصول: تنشأ في هذه الحالة ثلاث فرضيات. خرج قدما الطفل قبل رأسه، غالباً في حالة طارئة أو جراحة قيصرية، مع أن المولود كان يتحضر للخروج بشكل طبيعي ورأسه أولاً.  أو ربما أدت خطوة طبية إلى مقاطعة عمل الأم فيما كانت تستعد للولادة والطفل على وشك الخروج. أو ربما اضطرت الأم إلى منع نزول المولود لأنها كانت تنتقل من مكان إلى آخر أو لأنها كانت تنتظر طبيب التوليد.

الوجه الإيجابي: لا يضيع الشخص البالغ الذي يميل دوماً إلى المخالفة ضمن المجموعة وغالباً ما يتفرد ويتميز. ويكون غالباً مبدعاً، ملهَماً، وملهِماً لأنه يرى الأمور من منظار مختلف.

الوجه السلبي: من الصعب العيش في محيطه. ففي الحياة المهنية كما الزوجية، يعطي دوماً الانطباع بأنه يود العمل بمفرده وأنه لا يأخذ في الاعتبار حاجات الآخرين والقواعد التي تحكم حياة الجماعة والتعايش معاً. لكن هذا الموقف المزدوج غالباً ما يحمل له مشاكل وصعوبات.

عِش وتيرتك: تعلم أن تأخذ الآخرين في الاعتبار. لا شك في أن مخالفتك وانفصالك عن المجموعة يسببان لك خلافات في محيطك الشخصي كما المهني. ومن المؤكد أن هذا يبدل بالضرورة علاقاتك وصورتك. وكي تبقى على تناغم مع المحيطين بك، ما من حلول كثيرة. ففي الحياة الزوجية كما الاجتماعية، من الصعب أن تفرض وتيرة بعيدة جداً عن وتيرة الآخرين من دون ضبطها بإحكام وذكاء. يمكنك أن تبدأ بسؤال المقربين منك عن اللحظات التي يكونون فيها حقاً بحاجة إلى وجودك. وبفضل هذه الخطوة تتمكن من تعديل وقتك وتنظيمه وفق ما ينتظرونه منك وحاجاتك الشخصية.

نصيحة مهمة: خذ كل وقتك لتتأمل السعادة التي تمنحها للآخر في كل مرة تخصص له جزءاً من وقتك. كذلك أدرك مدى أهمية أن تبدو شخصاً عالي المصداقية ويُعتمد عليه في نظرك أولاً قبل الآخرين.

غالبية ◆

وتيرتك الحيوية: التأمل

طرق الظهور: وتيرتك بطيئة. تحتاج إلى وقت لتفكر، تستمتع، تحلم، وتتأمل. تكره أن يحضك أحد على الإسراع. وإذا حدث معك ذلك، تدخل في قوقعتك لتحمي نفسك.

الأصول: في معظم الأوقات يولد الإنسان المتأمل بهدوء وبساطة. ويكون غالباً طفلاً مرغوباً فيه ومنتظراً. ومن الممكن أيضاً أن يكون قد وُلد بنزول قدميه قبل رأسه، ما يعلل واقع أنه يحب إنجاز المسائل الواحدة تلو الأخرى وبهدوء تام.

الوجه الإيجابي: يُعتبر الإنسان المتأمل هادئاً ومهدئاً. يطرح أفكاره وآراءه على مهل من دون أي عجلة، ما يتيح له اتخاذ خطوات مناسبة في الأوقات الملائمة. كذلك تشكل أحلام اليقظة التي يستمتع بها مصدر إبداعه. وتسمح له وتيرته الهادئة والبطيئة هذه بملاحظة تفاصيل لا يتنبه لها الآخرون.

الوجه السلبي: من الصعب الاعتماد عليه في الحالات الحرجة والملحة التي تتطلب قرارات وخطوات سريعة وفورية. كذلك من الممكن لتوقفه عن التفاصيل وإحساسه بالهدوء والراحة أن يطغيا على الفاعلية. أضف إلى ذلك ميله الطبيعي إلى «الإطالة والمماطلة» الذي قد يزعج محاوريه أو يثير استياءهم.

عِش وتيرتك: تعلم الموازنة بين التأمل والعمل. والهدف: التمييز بين احترام وتيرتك الطبيعية والخمول أو الميل إلى الانغماس في الأحلام، ما قد يعرضك للانتقادات والظلم. فقد تتحول الرغبة في الراحة إلى رغبة في بذل الحد الأدنى من الجهد، والتأمل إلى شرود للذهن. يمكنك أن تستفيد من مفهوم المتعة كي ترى الأمور بوضوح أكبر. ولمَ لا تعد لائحة محددة بالمسائل التي تعتبرها أساسية؟ حدد اللحظات التي تحب فيها أو تحتاج إلى أن تأخذ كل وقتك: نزهة، زيارة معرض، تناول وجبات، أو القيام بنشاط جسدي أو رياضي... أو تلك التي يمكنك فيها «الاستعجال» لأن لها مهلاً محددة ولا علاقة لها بالأحاسيس والمتعة، فضلاً عن أن التأخر فيها قد يزعج المحيطين بك، وخصوصاً في العمل.

نصيحة مهمة: ترتبط هذه النصيحة بحياتك الاجتماعية وعلاقاتك مع الناس. خلال المناقشات أو لحظات المشاطرة المشتركة، افرض على نفسك أن تكون موجوداً ومتنبهاً لنفسك كما للآخر. امنع فكرك من أن يشرد ويبدأ بالتفكير في الريف مثلا، بل ركز على ما يدور أمامك وعلى ما يولده فيك من مشاعر وأفكار. أولِ الآخر اهتمامك.

غالبية •

وتيرتك الحيوية: التأجيل

طرق الظهور: تبعد المخاوف وتُؤخر المهل النهائية، وتسارع تلقائياً إلى الإجابة «في وقت لاحق» أو «الوقت الآن غير مناسب»... ومع أنك لست مشغولاً، تعجز عن اتخاذ خطوات لازمة في اللحظات المنتظرة أو في المواعيد المحددة.

الأصول: ثمة فرضيتان: ربما تعمد الطبيب تحفيز الولادة لسبب من الأسباب، وهكذا أُرغم الطفل على الخروج من رحم أمه في وقت سابق لأوانه. وفي سن البلوغ، يحافظ مَن يهوى التأجيل على النمط عينه، مرجئاً إلى الغد ما كان يمكنه القيام به في اليوم عينه. أو ربما ظل عالقاً فترة طويلة في أقنية الرحم خلال خروجه. وقد يتحول هذا الواقع في مرحلة لاحقة من حياته إلى ميل إلى التمييز والاختلاف عندما تحين لحظة العمل.

الوجه الإيجابي: لا يميل مَن يهوى التأجيل إلى التهور والاندفاع، بل يأخذ، عموماً، كل وقته للتفكير في أوجه وزوايا حالة أو قرار ما. ولا شك في أن هذا يمنحه أفضلية كبيرة، وخصوصاً في أوقات الأزمات الشخصية والمهنية.

الوجه السلبي: يكون دوماً متأخراً، ما قد يؤدي إلى التشكيك في أقواله ومصداقيته. كذلك يُضطر غالباً إلى مواجهة عواقب إهماله، وخصوصاً عندما تتحول الأمور البسيطة التي لا ينفك يرجئها إلى تلة عظيمة من التأجيل والمسائل الملحة.

عِش وتيرتك: تعلم أن تقيّم العواقب بطرحك سؤالين: - ما ستكون عواقب التأجيل والإرجاء؟ أجب بتحديدك بدقة الأضرار المحتملة، خصوصاً من جهة فقدان المصداقية وتضييع الوقت والمال والطاقة.

إلى متى أستطيع متابعة التأجيل من دون التسبب بأي أضرار؟ تتيح لك الإجابة عن هذا السؤال احترام وتيرتك الخاصة من دون أن تضع نفسك في مأزق.

أخيراً، لمَ لا تتبع نصيحة المدير الأميركي بريان ترايسي الذي ينصح مَن يميلون إلى التأجيل بوضع أنفسهم أمام الأمر الواقع وبتعلم القيام أولاً بالمهام الصعبة للتمتع لاحقاً بالراحة والاسترخاء.

نصيحة مهمة: لا ترجئ كل المسائل إلى اللحظة الأخيرة، حيت تضطر إلى الإسراع من دون جدوى. برمج منبه ساعتك أو كمبيوترك المحمول لينبهك إلى ما عليك القيام به في وقت معقول تكون قد اخترته أنت بنفسك. ولا تتردد في مكافأة نفسك في كل مرة تسارع إلى العمل بدل أن ترجئ.

غالبية ▲

وتيرتك الحيوية: التخطيط

طرق الظهور: الحذر، الإستراتيجية، والاستباق... تكون أجندة المخطط مفصلة ودقيقة. تتمتع بحس لا يُضاهى في توقع كل التطورات مسبقاً وفي تحديد المتأخر وابتكار الحلول. ولا شك في أنك تتقن التحكم بالوقت وتنظيمه ليتلاءم مع خططك.

الأصول: ربما علق الطفل أثناء الولادة في أقنية الرحم، ما استدعى تدخل القابلة أو طبيب التوليد، أو حتى استعمال كماشة أو جهاز سحب. ومن هنا نشأت لاحقاً الحاجة إلى الاعتماد على خصائص وصفات مطمئنة، وخصوصاً التخطيط.

الوجه الإيجابي: أنت شخص موثوق منه، يُعتمد عليه، شفاف، واضح، وفاعل. يضع المخطط الإستراتيجيات التي تتوقع أي طارئ وتقدم الأدوات الأكثر ملاءمة لتحقيق أهدافه. كذلك يتمتع المخطط بالبصيرة، الموضوعية، والصبر.

الوجه السلبي: لا مجال للخيال والأحلام في حياته، وقلما يقدم على خطوات غير متوقعة أو مرتجلة. نتيجة لذلك، قد يقع المخطط بسهولة ضحية الروتين والجدية المفرطة، حارماً نفسه بالتالي من إبداع الآخرين وإبداعه هو نفسه لأنك تكبت إمكاناتك هذه تحت حاجز من الحذر المفرط.

عِش وتيرتك: تعلم أن تثق بنفسك أولاً وبالآخرين أيضاً. لا شك في أن التوقع والاستعداد يشكلان خطوتين إيجابيتين تبعدان عنك خيبات الأمل والفشل. ولكن عندما تصبحان مفرطتين، يمنعك وضع مماثل من الاستفادة من حدسك ومن قدرتك على الإبداع. حاول ألا تخطط إلا للمسائل التي تتطلب العمل والاستعداد، مثل المشاريع الكبيرة والعطل الطويلة، واترك المجال مفتوحاً أمام الارتجال في المسائل البسيطة (اجتماع غير رسمي، عطلة نهاية الأسبوع...). صحيح أنك قد تخطئ أحياناً وقد تخفق، لكنك ستتعلم بمرور الوقت أن تستمتع بهذا الشعور أو على الأقل أن تتقبله برحابة صدر. كذلك عزز ثقتك بالآخرين. ومن حين إلى آخر وفي المسائل غير الخطرة، اسمح لنفسك بقبول اقتراح غير متوقع أو طريقة عمل جديدة أو مشروع عمل خيالي بعض الشيء. تهدف هذه الخطوة إلى فتح المجال أمام تجارب جديدة إيجابية تدفعك إلى الخروج من الدرب المعهود وإلى الاعتماد أكثر على مخيلتك.

نصيحة مهمة: خطط من حين إلى آخر ليوم... يخلو من التخطيط. ابقَ منفتحاً على اقتراحات المحيطين بك، فضلاً عن أفكارك ورغباتك الآنية. تذوق أطباقاً جديدة وزر أماكن لم تقصدها من قبل. شاهد فيلماً مليئاً بالعواطف، واترك نفسك لتسبح مع التيار...

back to top