الـ {يوتيوب}... يفيد أولادكم؟

نشر في 28-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 28-04-2015 | 00:02
No Image Caption
يمضي الطفل فرانسيسكو سانشيز جونيور البالغ من العمر سنتين ست ساعات يومياً وهو مندهش أمام شاشة الهاتف الذكي. يلعب مراحل من لعبة {سلاحف النينجا} المفضلة لديه بلمسة من أصابعه الصغيرة.
وداعاً للرسوم المتحركة الصباحية التي كان يشاهدها الأولاد في أيام العطلة، وأهلاً بحقبة ما بعد التلفزيون للترفيه عن الأولاد حيث تدوم المتعة طالما يبقى الحاسوب اللوحي مشحوناً.
اجتاحت شركة {غوغل} العالم التكنولوجي الخاص بالأولاد حين طرحت منصة {يوتيوب كيدز} التي تعكس أول خطوة كبرى تُقدِم عليها منطقة السيليكون فالي لجذب فئة غير مستهدفة سابقاً من مستخدمي الأجهزة الخليوية: الأولاد تحت عمر الخامسة. أطلقت شركة {أمازون} حاسوباً لوحياً آمناً للأولاد في الخريف الماضي، ومن المتوقع أن تحذو شركات أخرى حذوها.

قد يؤدي استغلال اندهاش الأولاد بالحواسيب اللوحية والهواتف الذكية إلى إفادة شركات التكنولوجيا والمستثمرين التابعين لها في {وول ستريت} وشركات تصنيع الألعاب، وفق استطلاعات تكشف عن تحول سريع في طريقة تعامل الأولاد تحت عمر الثامنة مع وسائل الإعلام. لكنّ الانتقال من التلفزيون إلى شبكة الإنترنت على الأجهزة الخلوية يثير مخاوف مألوفة بشأن الوقت الذي يمضيه الصغار أمام الشاشات والقوة النفسية التي تفرضها هذه الوسائل الترفيهية على عقولهم.

أعلنت شركة {غوغل} أنها أضافت الإعلانات لجعل خدمتها مجانية، لكن بدأ بعض المدافعين عن الأولاد يدقون ناقوس الخطر ويدعون إلى تدخل الحكومة.

قال دايل كونكيل، أستاذ اتصالات في جامعة أريزونا كان قد أسهم في قيادة فريق عمل وطني يُعنى بوسائل الإعلام العنيفة التي استهدفت الأولاد خلال التسعينات: {مصدوم من هذا الجهد الصريح لاستغلال الأولاد الصغار والضعفاء بهدف تحقيق مكاسب تجارية}.

حماية

عبّر عدد من المدافعين عن الأولاد عن سرورهم لأن خدمة يوتيوب الجديدة التي تستهدف الأولاد تحميهم من المواد العنيفة وغير اللائقة، لكن اعترف كونكيل بأنه ذُهل من عدد الإعلانات المعروضة. حين سُئلت {غوغل} عن الإعلانات، أجابت بأنها ستكتفي ببث الإعلانات التي يعتبرها فريق السياسة الداخلية {عائلية}. شملت الإعلانات المحظورة بحسب قول الشركة تلك التي تسوّق وجبات خفيفة ومشروبات غير صحية.

لكن سبق وتعلّق الأولاد طوال سنوات بموقع يوتيوب الذي تأسس منذ عشر سنوات قبل أن تشتريه شركة {غوغل} في عام 2006. فضّل فرانسيسكو، منذ عيد ميلاده الأول، تصفح الفيديوهات على اللعب في فناء منزله.

قالت والدته باربرا سانشيز: {يثور غضباً إذا أخذنا منه الهاتف. يجيد استعماله بدقة ويعلم ما يريد مشاهدته ويجد دوماً ما يبحث عنه}.

تقدم خدمة {يوتيوب كيدز} حلاً لمشكلة المشاهدة الخارجة عن السيطرة عبر توفير عدّاد يمكن أن يضبطه الأهل. ومن خلال منح الأهل سيطرة أكبر على ما يشاهده الأولاد، تحاول {غوغل} وشركات التكنولوجيا الأخرى التحكم بـ}مملكة} محصّنة بالكامل.

قبول الأهل يدعو عدداً إضافياً من الأولاد إلى مسح شاشات الحواسيب اللوحية والهواتف بكل حرية بحثاً عن البرامج والألعاب، ما يجعل خدمة الإنترنت على الأجهزة الخليوية ضرورية للعائلات بقدر ما كان التلفزيون ضرورياً في السابق بحسب رأي بول كورنيت، أستاذ التسويق في جامعة بيس والمدير التنفيذي لشركة {كيد شوب} الاستشارية.

أوضح كورنيت: {الأولاد يشكّلون سوقاً ضخمة. هم المستخدمون الأصليون للابتكارات الرقمية، فهم يتعاملون مع الأجهزة الرقمية مثل تعامل السمك مع الماء}.

وفئة الأولاد هي واحدة من المجموعات الأخيرة التي لم تستحوذ عليها بعد شركات التكنولوجيا التي تحاول بشكل مستمر بناء جمهور عالمي أوسع.

قال إدواردو هنريكي، أحد مؤسسي تطبيق {بلاي كيدز} الترفيهي في سانيفيل: {حين يتخذ لاعب كبير في هذا القطاع قراراً قوياً جداً بدخول السوق، أظن أنه مؤشر ممتاز. ستتلاحق الابتكارات الحديثة. ستصنّع شركات مبتدئة جديدة منتجات للأولاد وستحلم طبعاً ببيعها لشركة {غوغل}}.

صرّحت شيمريت بن يائير التي قادت المشروع من أجل موقع يوتيوب بأن مهندسي البرنامج الذين طوروا التطبيق على موقع يوتيوب استوحوا فكرتهم من تجاربهم الخاصة في تربية أولادهم.

أضافت بن يائير: {ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف يطرح عليّ الكثير من الأسئلة الصعبة طوال الوقت، فيسألني مثلاً عن طريقة انفجار البراكين}.

يمكن إيجاد فيديوهات تربوية على التطبيق، إلى جانب أبرز البرامج التلفزيونية والفيديوهات الشهيرة التي تعرض طريقة إخراج الألعاب من أغلفتها.

اختبر الموظفون المنتج على أولادهم ثم فكروا باختراع عدّاد لتقليص حدة بكاء الطفل حين {يخبره التطبيق بلطف بأن الوقت انتهى} كما تقول بن يائير.

أي شركة تريد جني الأرباح من التكنولوجيا الخاصة بالأولاد يجب ألا تكتفي باستهداف الأولاد والأهالي القلقين حصراً، بل أن تتجاوز أيضاً معايير المراقبين وأطباء الأسرة.

أعيقت محاولات فيسبوك الرامية إلى إدراج فئة الأولاد تحت عمر الثالثة عشرة بفعل قانون صدر في عام 1998 لمنع المواقع الإلكترونية من جمع المعلومات عن الأولاد من دون موافقة أهلهم. وفي الفترة الأخيرة، سمح قاضٍ فدرالي في سان خوسيه بمتابعة الدعوى المرفوعة ضد الشبكة الاجتماعية بعد السماح للأولاد بشراء ألعاب ومنتجات أخرى عبر استعمال بطاقات ائتمان أهاليهم. تحايل موقع {لينكد إن} على القوانين التي تحمي خصوصية الأولاد في عام 2013 عبر تطبيق أحكام خاصة.

توصيات

توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم تخصيص أي وقت كي يستعمل الأولاد تحت عمر السنتين وسائل التكنولوجيا، وذلك استناداً إلى المعطيات العلمية التي تشير إلى أن الأدمغة النامية تتعلم من الأفعال وليس المشاهدة. تحث على الاكتفاء بساعة أو ساعتين يومياً حين يصبح الأولاد أكبر سناً،

 لكن تكشف الاستطلاعات عن تجاوز هذه المدة بنسبة كبيرة وفق العادات النموذجية السائدة.

قد يكون عرض الإعلانات أكبر خطر يعيق كسب الثقة. تجني شركة هنريكي في سانيفيل الأرباح من دون عرض الإعلانات بفضل نموذج الاشتراك المدفوع، لذا يأمل هنريكي أن تقوم {غوغل} بالمثل كي يتمكن من عرض التطبيق الجديد على أولاده من دون أن يضطروا إلى مشاهدة الإعلانات.

يريد كونكيل أن يتحرك المراقبون الأميركيون معتبراً أن خدمة {يوتيوب كيدز} هي {أبرز وسيلة إعلامية تخصّ الأولاد وتعجّ بالإعلانات}.

 يقول إن بعض العناوين ليس مجرد ترويج لمنتجات مثل ألعاب {ليغو} أو {بلاي دوه}، إذ تعيد قنوات أخرى عرض مقتطفات تلفزيونية قديمة مع دسّ إعلانات مرتبطة بالبرامج.

شاهد كونكيل الرسوم المتحركة {كير بيرز} تلاه إعلان مدته 30 ثانية لتسويق لعبة {كير بيرز} القماشية. تهدف هذه الاستراتيجية بحسب قوله إلى تسويق منتجات الموقع المضيف وقد مُنع عرضها على شاشات التلفزيون طوال عقود بقرار من لجنة الاتصالات الفدرالية.

قال دوغلاس جانتيل، أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة ولاية أيوا: {لا يفهم الأولاد حتى عمر العاشرة أو الثانية عشرة المغزى من عرض الإعلانات. لا يفهمون أنهم مستهدَفون. في هذا السياق، تُعتبر أي إعلانات تستهدف الأولاد غير أخلاقية}.

back to top