{الولايات المتحدة في عالم من الفوضى}... باحث أميركي يكشف أسباب انحسار القوة الأميركية

نشر في 29-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-03-2015 | 00:01
No Image Caption
عن «المركز القومي المصري للترجمة»، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب «انحسار القوة الأميركية... الولايات المتحدة في عالم من الفوضى» لمؤلفه د. إيمانويل فالرشتاين، ترجمة إيزيس قاسم ومراجعة طلعت الشايب. ويتضمن الكتاب رؤية تحليلية لسياسات البيت الأبيض بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
اشتمل كتاب {انحسار القوة الأميركية... الولايات المتحدة في عالم من الفوضى} على 13 فصلا، من بينها {النسر الأميركي يسقط من عليائه}، و{الظلمة في عز الظهيرة}، و{المسار الطويل المدى للنظام العالمي}، و{طائر القطرس المعلق في أعناقنا}، و{الإسلام والغرب والعالم}، و{الآخرون: من نحن ومن الآخرون}، و{الديمقراطية: رطانة أم واقع}.

لفت المؤلف إلى التحولات التاريخية الراهنة، ومتاهة القرارات المتضاربة، وتأثيرها الداخلي على واقع الحياة الأميركية، والجدل الدائر حول نظرة الغرب إلى الإسلام، والتعاطي مع فكرة الديمقراطية وحرية التعبير الثقافي والسياسي، ورؤية الآخر على خلفية القبول والرفض. كذلك تضمن الكتاب رؤية استشرافية لميزان القوى العالمي، إثر أحداث سبتمبر الشهيرة، من بينها {أميركا والعالم: البرجان مجازا}، وتأثيرها على قرارات البيت الأبيض، والموقف من الإرهاب، وتحليل النظرة الاجتماعية والثقافية في فصل} المثقفون: حيادية القيم في موضع المساءلة}.

تطبيقات عدة ساقها المؤلف على الواقع الاجتماعي الأميركي، وصناعة القرار السياسي، وموقف البيت الأبيض من الصراعات العرقية {الاثنية} في بعض الدول، وانتشار فكرة الفوضى الخلاقة، وتصاعد مخاطر الإرهاب، وأساليب التصدي للأفكار المتطرفة.

رصد المؤلف مسارات الانحدار، وانحسار النفوذ الأميركي، وتداعيات مشهد سبتمبر المأساوي، والدخول في سلسلة من الصراعات المتلاحقة، والتورط في متاهة المواجهات العسكرية، وتأثيرها السلبي على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطن الأميركي.

ثقافة السلام

انتقد المؤلف مصطلح حيادية القيم، وتراجع دور بعض المثقفين ذوي النزعات الشوفينية، وتكريس وعي مضطرب إزاء التعامل مع الآخر، والموقف من حوار الأديان، وتقريب وجهات النظر، وأهمية الإعلاء من قيمة الفكر التنويري. كذلك أشار إلى العلاقة بين الثقافة والحرية، ومشروعية اختلاف النظر إليهما من مجتمع إلى آخر، وضرورة التفاعل بين الثقافات المختلفة، والانفتاح على الآخر، إدراك الخصائص المؤسسة لخبراته الإنسانية، وتأثيرها على حياة الفرد في مجتمعه، واحترام القيم والمعتقدات الدينية، وإرساء ثقافة السلام.

تناول الفصل الأخير «الانقسامات الجيوسياسية في القرن الحادى والعشرين: أي مستقبل للعالم» تأثير الحيز الجغرافي على القرار السياسي، وطبيعة الصراعات الراهنة، والدور الأميركي في خارطة الأحداث الملتهبة، والملف النووي، ومشروع الشرق الأوسط الكبير.

لفت فالرشتاين إلى أن الولايات المتحدة بدأت تزوى كقوة عظمى، منذ سبعينيات القرن العشرين، ولكن مظاهر الضعف بدت واضحة للجميع بعد أحداث سبتمبر، وكل ما أدى إليه رد الفعل الأميركي إزاء الهجمات الإرهابية هو التعجيل بخطى هذا الانحسار.

 يذكر أن مؤلف الكتاب إيمانويل فالرشتاين أحد أبرز علماء الاجتماع في الولايات المتحدة الأميركية، وصاحب نظرية المنظومات العالمية، ومؤرخ وباحث متقاعد بجامعة {يال}، أسس مركز {فرنان برودال} لدراسة الاقتصاديات والأنظمة التاريخية والحضارات بجامعة {بينغهامتون} بنيويورك، وهو أيضاً باحث منتم إلى {دار علوم الإنسان} باريس، من مؤلفاته: {بعد الليبرالية}، {مقدمة لتحليل أنظمة العالم}، و}من الاستعمار إلى حق التدخل}.

أما مترجمة الكتاب إيزيس قاسم، فحاصلة على درجة الماجستير من المعهد العالي للترجمة بالجزائر، وعملت في عدد من الهيئات المصرية والدولية.

back to top