وأعدوا لهم

نشر في 28-03-2015
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب شاع في الآونة الأخيرة أسلوب مقزز في إقصاء الأشخاص من مناصبهم، وذلك من خلال إجبارهم على الاستقالة أو الإقالة أو التقاعد الإجباري، سواء القهري أو المغري، خصوصاً إذا كان سبب ذلك الإقصاء وقوفهم أمام أصحاب النفوذ ومحاربة فسادهم المتفشي في البلد.

هذا الأسلوب ما هو إلا دليل واضح على زيف الشعارات التي ترفعها الحكومة وتصريحاتها في كل وقت وحين بأنها ستحارب الفساد وتدعو الجميع إلى مؤازرتها في ذلك، وهي في المقابل، ومن الجانب المظلم لها، تعمل كالفيروس الناشر للفساد بطريقة أو بأخرى.

لقد طالبنا، في أكثر من موقع وعبر مرات عديدة، بضرورة تجديد الدماء في تقلد المناصب الإشرافية والقيادية في أجهزة الدولة المختلفة، ولكن وفق اللوائح والنظم والقوانين، لا أن يكون بالضغط أو تحريك المؤيدين بتوجيه الاتهامات والأسئلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، كل ذلك من أجل حماية متنفذين جشعين همهم الوحيد "الأكل من لحم الحي".

سمعنا وعرفنا ورأينا تلك القيادات التي أزيحت بطريقة لا يقبلها عاقل، ولا يفسرها ذو منطق إلا بأن تلك الطرق هي رأس الأفعى في تفشي الفساد في أجهزة الدولة.

إن الأسلوب الذي انتهجته الحكومة في إزاحة من يقف سداً أمام مصالح المتنفذين، يجعلنا متيقنين أن الحكومة لن تسير في الإصلاح مادامت السماوات والأرض، وأن وضع البلد من حال سيئ إلى أسوأ، وأن التلاعب، بعد ما كان من تحت الطاولة، أصبح الآن بالعلن وفي وضح النهار.

ونحن نقول إن هذا الحال ليس بغريب على حكومة كثيرة الشعارات الرنانة الزائفة، ولقد أصبح لدينا يقين بأن البلد يسير على البركة، وهذه البركة أتت بفضل الله ومنته، ثم بفضل القلوب الصافية لدى الشعب والمحبة لأرضها وأميرها وحكامها، في وقت تلعب فيه أنامل العبث والفساد بكل الطرق والأساليب.

وهنا ننادي تلك القلوب الصافية النقية المحبة لبلدها.... لا تدعوا الفساد ينتشر، وابدأوا بأنفسكم وأهليكم وأبنائكم، حاربوا الفساد في محيطكم، علموا أولادكم أن الرشوة حرام، وأن الواسطة مدمرة للمجتمع والبلد، وأن الفساد إن لم يدمركم اليوم فغداً سيأتيكم، فحاربوه وحصنوا أنفسكم قبل أن يأتيكم... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top