الولادة... 10 أسئلة ما زالت مطروحة

نشر في 28-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
No Image Caption
صحيح أن طب الولادة قد يكون مطمئناً للبعض ومفرطاً وغازياً للبعض الآخر، إلا أنه يثير كثيراً من الأسئلة. إليك أهم عشرة أسئلة ما زالت تُطرح.
يكفي أن تقومي بجولة على شبكة الإنترنت لتستنتجي أهمية موضوع الولادة بالنسبة إلى المرأة. نلاحظ أن عدد النساء اللواتي يسعين إلى جمع قدر أكبر من المعلومات عن الوضع في ازدياد. فهن يعربن عن احترام أكبر لهذه العملية ويولينها اهتماماً أعمق. وفي كل الحالات، يسعين إلى الحصول على أجوبة عن أسئلة يطرحنها.

هل تُضطر نساء كثيرات إلى الخضوع لجراحة  بضع المهبل أثناء الولادة؟

تُظهر دراسات أخيرة أن معدل جراحات  بضع المهبل يصل إلى 44% بين النساء اللواتي يلدن للمرة الأولى و14% بين مَن ولدن سابقاً. وقد تراجع هذا المعدل عما كان عليه في السنوات السابقة. إذ بلغ عام 1998، مثلاً، 71% و36%. لكن هذا المعدل لا يزال فوق ما توصي به السلطات الصحية في حالة النساء اللواتي يلدن للمرة الأولى (30%).

يوضح أحد أطباء الولادة: {لطالما أوصينا الأطباء والقابلات بأن يتفادين بضع المهبل تلقائياً، تجنباً لما قد يسببه ذلك من مخاطر تمزق العجان، سلس البول وهبوط المهبل. ومع أن هذه الجراحة  لا تعود أحياناً بفوائد مرجوة، إلا أن الأطباء يحتاجون بعض الوقت إلى تبديل عاداتهم}. هل من أوضاع أو حالات لا تزال فيها جراحة بضع المهبل ضرورية؟ يجيب هذا الطبيب: {ما من حالة مماثلة، إلا أن القرار يعود في النهاية إلى الطبيب المولد أو القابلة خلال الوضع}.

هل يجب أن يطلع الطبيب المرأة التي تلد على قراره بضع المهبل؟

يؤكد الأطباء: «من المفترض أن يقوم بذلك. ولا شك في أن الأطباء يحاولون ذلك. لكن هذه الخطوة لا تكون دوماً سهلة لأننا لا نملك أحياناً سوى بضع ثوانٍ لإجرائه. وعندما نخبر المرأة أننا على وشك أن نشقها، يكون رد فعلها الأول خوفاً من التعرض للألم أن تكف عن الدفع». يذكر أطباء آخرون أن من الضروري إخبار المرأة مسبقاً أنها قد تخضع لجراحة  بضع المهبل إن دعت الحاجة.

تؤكد الإحصاءات أن عدد النساء اللواتي حصلن على معلومات عن بضع المهبل مسبقاً يبلغ اليوم 59%، بعد أن كان 33% عام 2005. ولا شك في أن هذا تقدم كبير، شرط أن تحصل النساء حقاً على معلومات وافية. لكن هذه لا تكون دوماً الحال. على سبيل المثال، عندما زارت ليلى طبيبة التوليد أخيراً، سألتها عما إذا كانت تعرف ما هي جراحة بضع المهبل، فأجابتها بنعم. لذلك انتقلت إلى موضوع آخر من دون أن تتحقق فعلاً من صواب المعلومات التي تملكها ليلى.

هل من الممكن أن ترفض المرأة الخضوع لجراحة مماثلة؟

نعم من الناحية النظرية، لأن قوانين كثيرة تمنع إخضاع المريض لأي إجراء طبي أو علاج من دون موافقته الحرة والواضحة. لكن تشير  الإحصاءات إلى أن موافقة المرأة لا تُطلب في 15% من الحالات.

يقول أحد أطباء التوليد: “من حق المرأة أن ترفض، ولكن إن كانت مطلعة جيداً على أسبابها فلن ترفض”. لا شك في أنه محق، ولكن ثمة عيادات توليد تلجأ إلى هذه الحالة في مطلق الحالات، أو قد يكون رد الطبيب شبيهاً بمواجهته مريم قبل ولادة طفلها الأول: “سواء كنت تؤيدين هذه الجراحة  أو تعارضينها، أبقى أنا صاحب القرار النهائي”.

هل «تضييق المهبل المفرط مفيد للعلاقة الحميمة» خرافة أم حقيقة؟

أثارت هذه المسألة ضجة عندما طرحت على بعض المدوّنات على شبكة الإنترنت. وتقوم هذه العملية على إحداث الطبيب خلال تقطيب بضع المهبل أو تمزقه قطبة إضافية أو اثنتين بغية تضييق مدخل المهبل، ما يزيد حسبما يُفترض متعة الزوج خلال العلاقات الحميمة. يؤكد الأطباء أن هذا العمل مرفوض تماماً وأن تضييق المهبل لا يحسن قدرة الزوج الجنسية. وتشير إحدى الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة: «أعتبر هذه الخطوة تشويها جنسياً بكل معنى الكلمة. فعندما تُقطّب المرأة بإفراط، يحدث خلل في تركيبة جسمها الطبيعية، هذا إن لم نذكر الألم الذي قد تعانيه خلال العلاقات الحميمة. وهذا غير مقبول البتة».

هل الولادات القيصرية مبررة طبياً دوماً؟

تشير إحصاءات 2010 إلى أن نحو 21% من النساء يضعن أطفالهن قيصرياً، علماً أن هذه النسبة تصل إلى 40% في بعض البلدان. رغم ذلك، يبقى عدد كبير منها مبرمجاً مسبقاً، ومن الممكن تفادي نحو ربعها. ولا يعود قرار إجراء جراحة قيصرية في حالات عدة إلى حماية صحة الأم والطفل. ففي بعض المراكز، تسهل الولادات القيصرية تنظيم العمل. وفي عيادات الولادة الكبرى، تحد من حالة «الاكتظاظ». بالإضافة إلى ذلك، تبقى كلفة الولادة القصيرية أكبر من كلفة الولادة الطبيعية، لذلك لا يمكن استبعاد المصلحة المالية في القطاع الخاص. كذلك يدفع الخوف من بعض المضاعفات بعض الأطباء إلى إجراء ولادة قيصرية. أضف إلى ذلك أن بعض النساء يصررن على ولادة مماثلة خوفاً من الألم، بضع المهبل...

هل يمكن للمرأة الإنجاب طبيعياً بعد الخضوع لولادة قيصرية؟

نعم بالتأكيد، شرط أن يكون وضع الطفل التالي طبيعياً، أن يكون بصحة جيدة، وأن يكون الحوض ملائماً. في هذه الحالة، ما من أمر يمنع ولادة ثانية طبيعية. يضيف الأطباء: «توصيات السلطات الطبية واضحة في هذا المجال: بخلاف الحالة التي تعاني فيها الأم سمنة كبيرة أو إن اضطر الطبيب خلال الجراحة القيصرية السابقة إلى إجراء شق خاص في الرحم (عند ولادة الطفل قبل أوانه)، تبقى الولادة الطبيعية المعيار المتبع». ولكن إن أصرت الأم على الخضوع لولادة قيصرية، يمكن للطبيب أن يقبل.

هل ما زالت عملية الضغط البطني متبعة؟

يُفترض أن تساعد هذه العملية في تسريع نزول المولود الجديد، وهي تقوم على الضغط بقوة، إلى حد ما، على بطن الأم خلال المرحلة الثانية من الولادة، أي عندما يكون عنق الرحم قد فتح بالكامل وتكون الولادة قد بدأت. لكن السلطات الطبية تشدد على التوقف عن اتباع عادة مماثلة منذ عام 2007، نظراً إلى مخاطرها الكثيرة (ألم بطني مستمر، كدمات على البطن، كسور في الضلوع، تمزق العضلات العاصرة الشرجية أو العجان، وتمزق في الطحال أو الكبد). لكن الإحصاءات الأخيرة تُظهر أن عملية الضغط البطني ما زالت معتمدة في 22% من الحالات.

يوضح أحد أطباء التوليد: “من الضروري منع هذه العملية، نظراً إلى أننا نملك اليوم وسائل سحب أقل خطورة مثل الملقط أو آلة الشفط. وقد يقتصر استعمالها على الأرجح عندما يولد الطفل وقدماه نحو الأسفل، ويود الطبيب حتى اللحظة الأخيرة مساعدته على إخراج رأسه”.

هل من الممكن بدء الولادة اصطناعياً من دون أسباب طبية؟

نعم، إن كانت الشروط التي تحددها السلطات الطبية مستوفاة: رحم في حالة جيدة، بلوغ الحمل الأسبوع التاسع والثلاثين بعد انقطاع الحيض، عنق رحم في حالة جيدة... كذلك من الضروري أن تطلب الأم ذلك أو توافق عليه على الأقل بعد أن يطلعها الطبيب على الخطوات المتبعة في إجراء مماثل والمخاطر التي ترافقه. يوضح أطباء التوليد: «تبين أن الأوسيتوسين، هرمون يُعطى للمرأة لبدء عملية الوضع، يزيد بعض الشيء خطر النزف بعد الولادة. لذلك لا أحبذ الطلق الاصطناعي عندما يود الطبيب الذهاب في عطلة وتريد المرأة أن يولدها هو بنفسه. من الأفضل أن تترك الأمور تأخذ مسارها الطبيعي وأن يولدها طبيب آخر على أن تواجه المخاطر».

هل للتخدير فوق الجافية (péridurale) أن ينعكس سلباً على إقامة رابط بين الأم وولدها؟

يقول أطباء التخدير: «إن كان لها أي تأثير، فهو إيجابي. نستخدم جرعات قليلة من منتجات خفيفة تؤثر في الألم، إلا أنها لا تحد مطلقاً الرغبة في الدفع أو الإحساس بمرور الطفل أو أي أحاسيس مدفونة عميقاً في جسم الأم». ويؤكد أطباء التوليد أن الوضع المؤلم جداً قد يعيق استقبال المولود الجديد في اللحظات الأولى. وماذا عن الطفل؟ ألا يواجه خطر التعرض للتشويش بسبب تأثير مواد مورفينية تُضاف إلى البنج في التخدير فوق الجافية؟ «كلا، خصوصاً مع جرعات مستخدمة تكون أقل بنحو 10 مرات مما يُستخدم خلال التخدير العام».

هل وضعية التمدد أكثر فائدة للمرأة أم للفريق الطبي؟

الفريق الطبي. يقر الأطباء أن هذه الوضعية مخالفة للتركيبة الفيزيولوجية. فبخلاف الوضعيات التي تسهل انتقال الطفل، وخصوصاً عندما تكون الأم ممددة على جانبها، تجلس القرفصاء، تجثو على ركبتيها ويديها، أو جلوس على كرسي الإنجاب لحظة نزول الطفل. ينصح بعض أطباء التوليد: «قد يكون من الأفضل أن تطلب من الأم تجربة وضعيات مختلفة قبل أن تختار الأنسب لها». لكن  ثمة وضعيات قد تصطدم بعقبات أو قد تكون مستحيلة في بعض الحالات. على سبيل المثال، لا يمكن للمرأة اعتماد وضعية القرفصاء إن كانت لا تملك قوة كافية أو أخضعت للتخدير فوق الجافية. بالإضافة إلى ذلك، تزيد هذه الوضعية خطر التعرض لمضاعفات عدة، منها التمزق.

وضعيات المخاض

لا شك في أنك قد تشعرين بتململ مع بداية المخاض وتفضلين التنقل ذهاباً وإياباً على الجلوس. ولكن حذارِ من أن تستنفدي كل طاقتك وقوتك قبل بداية المخاض الفعلي. لذلك قد يكون من الأفضل أن تجلسي لفترات قصيرة أو حتى التمدد في السرير إن بدأ المخاض ليلاً. ومع بدء الانقباضات، ركزي عليها وعلى ما يحدث في جسمك ومع طفلك. اطلبي من القابلة أن تساعدك على التوصل إلى وضعيات تخفف من آلامك وتريحك أنت وطفلك. قد تظنين أن التمدد الوضعية الأفضل، إلا أن البقاء منتصبة يساعدك على التكيف مع الانقباضات. كذلك قد تتمكنين من متابعة  الحركة بنقل ثقلك من قدم إلى أخرى أو بتحريك حوضك. كذلك تتيح بعض الوضعيات لزوجك أن يدلك ظهرك أو مشاركتك في تمارين التنفس لتخطي الانقباضات. أما إذا قررت الخضوع لتخدير فوق الجافية، فلا تكتفي بالتمدد على ظهرك خلال المخاض لأن ذلك يحد من إمداد الأكسجين الذي يتلقاه طفلك. اطلبي من القابلة أن تساعدك على التوصل إلى وضعيات مريحة على جانبيك أو بوضعية شبه دائرية بالاستعانة بوسادة. كذلك يمكنك الطلب إلى زوجك أن يرفع ساقيك خلال الانقباضات. او أن تجلسي في كرسي مدولب مع إبقاء ساقيك مفتوحتين جيداً والانحناء إلى الأمام مع كل انقباضة. في الختام، من الضروري أن تراجعي تفاصيل المخاض والولادة مع طبيب التوليد والقابلة قبل وقت من موعد الولادة لتكوني مستعدة تماماً.

back to top