كيف أعالج البقع السوداء؟

نشر في 07-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-03-2015 | 00:01
قد تظهر بقع سوداء على الوجه، والصدر، والعنق، والذراعين بسبب التقدم في السن وعوامل أخرى مثل التعرض الحاد للشمس. يمكنك اليوم اعتماد علاجات سواء في عيادة طبيب الجلد أو في المنزل.
تبدأ نساء كثيرات، مع بلوغهن سن الثلاثين، بملاحظة بقع بنية داكنة على بشرتهن أو تبدلات في لون الجلد. قد تكون هذه نمشاً، وتُدعى أيضاً بقع الشيخوخة لأنها تعود إلى التقدم في السن (نمش شيخوخي) أو التعرض لأشعة الشمس (نمش شمسي). كذلك قد تكون هذه البقع كلفاً ينتج عادةً عن خلل هرموني ناجم عن تناول أدوية ما أو التعرض للشمس من دون وقاية خلال الحمل (قناع الحمل أو كلف الحمل). ويمكن أن تنتج عن تبدل في لون البشرة بعد الالتهاب بسبب إصابتها ببثور أو جرح مثلاً (يكون الالتهاب سبب البقع في هذه الحالة).

بغض النظر عن السبب، تشكل هذه البقع تراكماً غير طبيعي في الميلانين، صباغ طبيعي يعطي البشرة لونها ويؤمن لها حماية من تأثيرات الأشعة ما فوق البنفسجية المضرّة (بسبب الجلوس طويلاً في الشمس). وهكذا تصبح الأصبغة غير منظمة وتختلّ في بعض المواضع.

يعاني بعض أنواع البشرة هذا الخلل مع التقدم في السن ويتركز، عموماً، في المناطق المكشوفة في الجسم: الوجه، العنق، أعلى الصدر، الذراع، واليد. وتختلف ظروف ظهور هذه البقع باختلاف الحالات. على سبيل المثال يؤثر الحمل في الوجه، في حين يؤدي استعمال بعض أنواع أدوية منع الحمل إلى ظهورها على الجبهة والشفة العلوية. كذلك قد تزداد البشرة حساسية تجاه الضوء في مواضع مثل العنق وأعلى الصدر والشفة العلوية بسبب العطور أو بعض أنواع الأدوية، استعمال العطور على الصدر عند الرجال قبل التعرض للشمس، واستعمال مواد مبيضة لغسل الشراشف والملاءات.

تشمل أسباب البقع الأخرى ضربات شمس متكررة على منطقة أعلى الصدر (بالغة الحساسية ومن الضروري حمايتها بكريم واقٍ من أشعة الشمس يفوق العامل الواقي فيه الخمسين)، قيادة السيارة (عدد أكبر من البقع على الجهة اليسرى)، وضع نظارات شمس باستمرار (تظهر تبدلات في لون البشرة حول إطار النظارات بسبب ظاهرة الارتداد)، إزالة الشعر بالشمع الساخن جداً (ظاهرة التهيج)، تبدل لون الشفة العلوية، استخدام زيت الجزر، الندوب، الحمام التركي، والاحتكاك المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن للبثور، خصوصاً على البشرة السمراء، أن تؤدي إلى ظهور البقع عند الندوب التي تخلفها البثور بعد اختفائها (تبدل لون البشرة بعد الالتهاب). ولا بد من أن نشير، أيضاً، إلى عامل الوراثة المهم. على سبيل المثال، نلاحظ عادةً ظهور دوائر داكنة وتبدل في لون البشرة لدى النساء المغربيات خصوصاً.

علاجات طبية عند طبيب الجلد

وحده الطبيب  يستطيع أن يقترح عليك بالاستعانة بخبراء آخرين علاجات تعتمد على أسباب هذه البقع، عددها، ولون بشرتك.

يُعتمد العلاج بالتبريد (الأزوت السائل)، الذي يحرق بالبرد، إن كانت البقع محدودة. أما السنفرة بالكريستالات، فهي تقشير سطحي يُنفذ باستخدام كريستالات صغرية من أكسيد الألمنيوم. وتُستعمل هذه السنفرة، عموماً، على أنواع البشرة المقاومة بغية إعدادها لعلاج آخر للتخلص من البقع. قد ينصحك الطبيب، أيضاً، بالخضوع للتقشير الذي يزيل طبقة من البشرة لتوحيد اللون. وقد تكون عملية التقشير هذه، التي تهدف إلى إزالة تصبغ مساحة كبيرة، سطحية (حمض الغليكوليك، الساليسيليك، أو المانديليك) أو متوسطة (حمض التريكلوراسيتيك TCA)، وذلك بالاستناد إلى حالة المريضة.

تُستخدم علاجات الليزر (Q-switched ruby، QS alexandrite، أو Nd:YAG QS) التي يمتص الميلانين أشعتها فتدمره، لعلاج بقع محددة من دون إلحاق ضرر بالأنسجة المحيطة. أما الضوء الحاد النابض (IPL أو الضوء الوامض) الذي يولد فوتونات لها طول موجات مختلف، فيُعتمد في علاج المناطق الأكبر. ومن بين الابتكارات الجديدة، نذكر ظهور أنظمة تحسن إيصال مساحيق العناية بالبشرة إلى الجلد باعتماد تقنيات عدة. هكذا تستطيع المرأة اللجوء إلى علاجات مركبة مثل TMT (mesoestetic) ومفهوم SKIN’ECLIPSE الذي يجمع تقنيات، مثل العلاج بالألوان، تقنية LED، ما يسمح بتعديل العلاج وفق حاجة كل مريضة ونوع بشرتها ولونها والمنطقة المعالجة. وتترافق هذه الأنظمة المختلفة مع استخدام مساحيق تجميل تزيل التصبغ وتسهل نجاح التقنيات المعتمدة.

العلاج في صالونات التجميل أم في المنزل؟

تقدم صالونات التجميل عناية محددة تفتّح البشرة وتستند، عموماً، إلى الطب التجميلي. وتشمل هذه العنابة خطوات عدة، منها عملية تقشير خفيفة جداً تعتمد عادةً على أحماض الفاكهة التي تنظف البشرة بخفة، يليها قناع يفتّح لونها. تحتاج أنواع العناية هذه في صالونات التجميل إلى جلسات عدة.

أما العلاج في المنزل، فيشكل استكمالاً للعلاج الذي بدأته في عيادة الطبيب أو استعداداً له. ينصح طبيب الجلد، عموماً، ويشدد، بعد علاج البقع في العيادة، على ضرورة متابعة  العلاج في المنزل. وتتوافر لهذا الغرض عقاقير طبية جمالية غايتها إما تصحيح البقع أو إخفائها. والأهم من ذلك ألا تنسي أن علاج إزالة التصبغ الجمالي يستغرق فترة طويلة (بين 12 و24 شهراً).

تضم المنتجات المستخدمة عادةً عوامل ناشطة، يضم بعضها تقشر خلايا البشرة المحملة بالميلانين، مثل حمض الغليكوليك أو المانديليك أو سيلاسيكيك. وتسهل هذه العوامل اختراق مركبات أخرى. في المقابل، تعيق عوامل أخرى إنتاج الميلانين، وتكون هذه، عموماً، من حاصرات التيروزيناز، إنزيم أساسي في إنتاج الميلانين. ومن هذه العوامل نذكر شرب العرق سوس والفيتامين C الذي يسهم أكثر في إزالة لون الميلانين.

وأخيراً، ثمة عوامل تمنع نقل الميلانين إلى خلايا البشرة. إليك بعض المساحيق المزيلة للتصبغ: Mela D (la Roche Posay)، Dermamelan (Bodyestetic)، Lightening Gel (MeneandMoy)، Pigment Regulator (SkinCeuticals) Depiderm (Uriage)، Even Better (Clinique)، Serum Depigmentant (Skin’Eclipse). كذلك تتوافر أدوات تصحيح خاصة لإخفاء البقع، منها مجموعة Couvrance (Avene)، مجموعة Dermablend (Vichy)، ومجموعة Color Control (Cosmodex).

من الضروري، في الختام، التشديد على أهمية الحماية، خلال العلاج وبعده، باستخدام كريمات يفوق عامل الوقاية فيها من أشعة الشمس الخمسين.

تُعتبر الوقاية بالغة الأهمية للحفاظ على بشرة جميلة، علماً أن من الصعب مواجهة الاستعداد الطبيعي للتعرض لمشاكل مماثلة. إلا أننا ندرك جيداً التأثيرات الضارة لأشعة الشمس والتأثيرات الجيدة لمضادات الأكسدة المتوافرة مثلاً في خلاصات القمح الأخضر، إكليل الجبل، السيلينيوم، والفيتامينين C وE (Diode 1 وDiode 2 من Alchimie Forever، Lotion C20 من Mene and Moy...).

توضع مضادات الأكسدة هذه على البشرة قبل كريم الوقاية من الشمس العالي الحماية. وتسهم هذه المضادات في تأمين حماية مضاعفة للبشرة. وفي الختام، يجب أن يؤدي خبير التجميل دوراً في عملية إزالة التصبغ. ينبغي أن يكون المرشد للمريضة ويدلها على الطرق الأفضل نظراً إلى علاقة الثقة بينهما.

نظام متكامل

تتوافر علاجات عدة تسهم في الحدّ من البقع الداكنة ويمكنك اتباعها في عيادة طبيب الجلد، صالون التجميل، أو المنزل. لذلك استشيري أولاً طبيب الجلد لتختاري الأفضل منها واتبعي نظام علاج متكاملاً.

back to top