600 مليار سيجارة مُهربة تُدخن سنوياً في جميع دول العالم

نشر في 05-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-03-2015 | 00:01
No Image Caption
«بريتيش أميركان توباكو»: دورة حول مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ
شدد المحاضرون في الدورة الخامسة لشركة «بريتيش أميركان توباكو» لمنطقة الشرق الأوسط التي نظمتها في إمارة دبي بعنوان «السياسات الضريبية ومكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ»، على ضرورة أن «تكون الضرائب المفروضة على منتجات التبغ سهلة التطبيق، وأن تشمل جميع منتجي التبغ، وألا تكون جبايتها مكلفة، وألا تفسح المجال للتهرب».

نظمت شركة "بريتيش أميركان توباكو" لمنطقة الشرق الأوسط الدورة الخامسة من مؤتمرها السنوي حول "السياسات الضريبية ومكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ" بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار يومي 24 و 25 فبراير الماضي في فندق "جي دبليو ماريوت ماركيز" دبي.

وشارك في المؤتمر حشد من الخبراء من مختلف أنحاء العالم للمناقشة وتبادل الآراء وعرض الدراسات الحالية حول قضايا تجارة التبغ في السوق السوداء، المعروفة أيضاً بالتجارة غير المشروعة بمنتجات التبغ، والاستراتيجيات المناسبة لمكافحة هذه القضية التي تواجهها المنطقة والعالم بأسره هذه الأيام.

كما تناول المؤتمر قضايا تتعلق بالسياسات الضريبية، وقدّم بعض التوصيات حول أفضل الممارسات المتبعة عالمياً لاعتماد الأنظمة الضريبية وآليات التنفيذ الفاعلة.

600 مليار سيجارة

وتشهد ظاهرة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ اتساعاً وتنامياً ملحوظين على مستوى العالم، ما يؤثر على الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، ونظراً إلى ارتفاع الضرائب على هذه المنتجات وسهولة نقلها، توفر السجائر وتهريبها فرصة مغرية مقارنة مع المخاطر المحدودة التي يتعرض لها محترفو الجريمة والاتجار غير المشروع، وعلى مر السنين باتت السجائر من أكثر السلع المتاجر بها بصورة غير مشروعة في العالم، كما يقدر تحالف الاتفاقية الإطارية عدد السجائر "المُهربة" المدخنة سنوياً بحوالي 600 مليار سيجارة غير شرعية.

على الصعيد ذاته، قال المدير الإقليمي لشركة "بريتيش أميركان توباكو" في الشرق الأوسط ميكروفت كرويسديل أبلباي: "أرى أننا نقلل كثيراً من حجم التجارة غير المشروعة ونموّها المحتمل مستقبلاً في الشرق الأوسط، فهذه القضية تشكل قلقاً حقيقياً، لاسيما مع ازدياد أثرها السلبي على الحكومات والشركات المرخصة للعمل شرعياً ضمن هذا القطاع".

وأضاف أبلباي، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر "نظراً إلى الثمن الذي نتكبده ينبغي علينا أن نتساءل ما إذا كنا نصب التركيز الكافي على معالجة قضية الاتجار غير المشروع لمنتجاب التبغ، لذا تلتزم الشركة التعاون الوثيق مع مختلف الحكومات في منطقة الشرق الأوسط للوصول إلى سياسات ضريبية مدروسة وتعزيز متانة التشريعات من خلال تشديد العقوبات".

وأشار إلى أن "تنظيم هذا المؤتمر السنوي في دبي لهو شهادة على الدور الريادي الذي تلعبه هذه الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة إقليمياً وعالمياً في التعامل مع المواضيع المتعلقة بحركة التجارة قديماً وحديثاً".

زيادة الضرائب

من جهته، قال رئيس الشؤون المؤسسية والتنظيمية في شركة "بريتيش أميركان توباكو" في الشرق الأوسط طارق نجار "بشأن العلاقة بين ارتفاع معدلات الضرائب والتجارة غير المشروعة بمنتجات التبغ، فإن المهربين يعملون حيث تتزايد فرص الربح، والفروقات في الأسعار تمكن المهربين من تحقيق الأرباح عبر شراء منتجات التبغ من أسواق أسعارها رخيصة ثم يعمدون إلى بيعها في الأسواق الغالية".

وأضاف نجار في مداخلة خلال ورشة عمل حول "الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ" أن "فرض زيادات كبيرة في الضرائب من دون الدراسة المتأنية لمختلف المتغيرات قد يؤدي إلى نتائج سلبية غير مقصودة، أما فرض الزيادة المفاجئة على الرسوم أو الضرائب التي تؤدي إلى تضاعف أسعار التبغ، فستتسبب بلا شك زيادة في الطلب على المنتجات المهرّبة الأرخص سعراً من قبل المدخّنين ذوي القدرة الشرائية المحدودة".

حافز للتهريب

وأكد نجار، أنه "كلما زادت الفوارق في الأسعار، زاد الحافز للتهريب عبر الحدود، فقد عاينّا هذا الأمر يحدث في أسواق عدة شهدت ارتفاعات حادة في الضرائب على السجائر رغم تطبيقها لضوابط رقابية شديدة على الحدود".

وقال نجار: "نحن على ثقة بأن فرض السياسات الضريبية حق سيادي للحكومات في سبيل تحقيق أهدافها، لكننا أيضاً واثقون من أن التشاور الهادف والمدروس مع الشركات المرخّصة شرعياً للعمل ضمن مختلف القطاعات يمكن أن يساهم في تحقيق أهداف هذه السياسات دون أن يؤدي إلى نتائج غير مقصودة، كزيادة نمو تجارة التبغ غير المشروعة"، مشيراً إلى أن "هذا المؤتمر السنوي منبر لكل الجهات المعنية والمهتمة لإطلاق حوار يفضي في النهاية إلى التعاون وتبادل المعلومات والفهم الأفضل للقضية من كل جوانبها، كما أنه يشكل إطاراً للتعاون بين القطاعين العام والخاص في سبيل استحداث حلول مبتكرة لمشكلة تؤثر على سائر القطاعات".

من هي شركة «بريتيش أميركان توباكو»؟

تعتبر شركة "بريتيش أميركان توباكو - الشرق الأوسط" إحدى الشركات التابعة لمجموعة "بريتيش أميركان توباكو"، وإحدى أكبر مجموعات صناعة التبغ في العالم التي تتمتع بمركز رائد في أكثر من 50 دولة وتزاول أعمالها في حوالي180 دولة حول العالم.

ومن أكثر علامتها التجارية مبيعاً هي (دنهل كنت، لاكي سترايك، بول مول) وعلامات أخرى مثل (بينسون أند هيدجز، روثمان) وتباع منتجاتها في أكثر من 200 سوق حول العالم، وتمتلك 46 مصنعاً في 41 دولة، حيث يعمل لدى مجموعتها أكثر من 57 ألف موظف، إضافة الى أعداد أكبر بكثير تعمل بشكل غير مباشر عبر سلسلة التوريد الخاصة بها التي تضم موردين ومتعاقدين وموزعين وتجار تجزئة، فضلاً عن 100 ألف مزارع تبغ متعاقدة معه الشركة مباشرة.

50 مليار دولار خسائر الحكومات

يقدر المختصون خسائر الحكومات من الضرائب غير المدفوعة على منتجات التبغ بـ50 مليار دولار على مستوى العالم، كما يتضرر أصحاب متاجر التجزئة المرخصة، وهي في الغالب مشاريع صغيرة الحجم أو عائلية، باعتبار أن المهربين ومحترفي الجريمة يسرقون مواردها، بينما القوانين التي تمنع بيع منتجات التبغ للأطفال ولمن هم دون السن القانونية المطبقة في المتاجر المرخّصة يتم التقليل من فعاليتها عبر المبيعات غير القانونية بعيداً عن رقابة السلطات، فضلاً عن أن التجارة غير المشروعة ونمو السوق السوداء يؤثران سلباً على بيئة الأعمال التجارية في عدد كبير من القطاعات، ويضربان روح الإبداع وينتهكان حقوق الملكية الفكرية، ويهدران الملايين المنفقة في الاستثمارات، بما فيها فرص العمل.

back to top