آمال: الالتفات بعيداً والتصفير... لا يغيران الواقع

نشر في 03-03-2015
آخر تحديث 03-03-2015 | 00:01
 محمد الوشيحي مسكينة بعض وسائل الإعلام. توقفت رزنامتها عند الثمانينيات والتسعينيات.

ما زالت تعتقد أن مَن تُبرزه يبرز، ومَن تتجاهله يتلاشى ويختفي كدخان سيجارة! يبدو أنها لم تسمع عن وسائل الإعلام الجديدة، ولا عن وسائل التواصل الاجتماعي.

يقوم مسلم البراك، المعارض الأبرز في الكويت والخليج، بتسليم نفسه لوزارة الداخلية، تنفيذاً للحكم القضائي الصادر بحبسه، محمولاً على أكتاف مجموعة من محبيه، وضمن موكبٍ من السيارات، وعلى وقع دقات قلوب كل محبيه والمعجبين بأدائه، في الكويت وخارجها، وتحت أنظار كارهيه قبل أنصاره، فيشتعل "تويتر" بصورِه وأخباره، وينتفض "فيسبوك" بمقاطع كلماته، وتصمت الديوانيات إلا عن الحديث عن هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الكويت، وتفرد وكالات الأنباء والفضائيات والصحف العربية والعالمية هذا الخبر...

  وفي خضم كل هذا، تأتيك وسيلة إعلامية محلية، لا وزن لها ولا قيمة، فتدّعي أنه تم القبض عليه، بتزوير واضح لما شاهده الناس كلهم. وتتجاهله وسيلة إعلامية أخرى، و"تسوي نفسها ما درت عن هواء داره"، وتصد عنه إلى الجهة الأخرى، وتصفّر، وكأن ثمة ما يشغلها. تماماً كما كنا نفعل في المرحلة الابتدائية، عندما نضرب الجالس أمامنا، فإذا استدار ناحيتنا، التفتنا إلى الناحية الأخرى، وصفّرنا بلحن أغنية... يفعل هذا، أخونا صاحب الوسيلة الإعلامية، ليوحي بأن الحدث لا يستحق النشر!

   صاحب هذه الوسيلة، ومالك تلك، لم يسخرا من الناس، ولم يدلسا على أحد. هما سخرا من نفسيهما، ودلسا على متابعيهما، إن كان ثمة متابعون لوسيلتيهما الإعلاميتين.

ويبقى ما حدث في الأول من مارس لعام 2015، حدثاً فارقاً يسجله التاريخ، ويكتبه في الأذهان، قبل الدفاتر والأوراق.

back to top