القوات العراقية تبدأ «تحرير صلاح الدين» وتتقدم على 3 محاور

نشر في 03-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-03-2015 | 00:01
30 ألف جندي ومقاتل من «الحشد» و4 آلاف من العشائر و83 ضابطاً سابقاً يشاركون في الهجوم
بدأ الجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» هجوماً نوعياً على محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، من المتوقع أن يكون هجوماً تمهيدياً لمعركة تحرير الموصل، كما يشكل اختباراً لحكومة حيدر العبادي وقدرتها على التعامل مع تبعات حسم الأمور في هذه المحافظة التي تسكنها غالبية من السنة.

شهد اليوم الأول للعملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش العراقي مدعوما بميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية ومقاتلين قبليين من العشائر السنية على محافظة صلاح الدين (وسط) تقدما للقوات العراقية على حساب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي سيطر على مساحات واسعة من المحافظة، بعد هجومه الواسع في العراق يونيو الماضي.

وقال ضابط برتبة لواء في الجيش، ضمن قيادة عمليات صلاح الدين، «بدأ قرابة 30 الف مقاتل من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي (المكون بغالبيته من فصائل شيعية مسلحة موالية للحكومة) وابناء العشائر (السنية)، عمليات تحرير مدينة تكريت وقضاء الدور (جنوب تكريت) وناحية العلم (شمالها)».

واشار الضابط الى ان القوات تتقدم نحو المدينة عبر «ثلاثة محاور أساسية باتجاه الدور والعلم وتكريت، كما سيتم التحرك بمحاور فرعية اخرى لمنع تسلل وهروب داعش».

وبدأت العمليات بقصف مدفعي مكثف تبعته غارات للقوات الجوية العراقية وقوات الائتلاف الدولي، قبل أن تبدأ الاقتحامات البرية التي شارك فيها 4 آلاف مقاتل من العشائر السنية، اضافة الى 83 ضابطا من ضباط الجيش العراقي المنحل من أبناء محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت مسقط رأس صدام، بعد ان وعد رئيس الحكومة حيدر العبادي باستثنائهم مما يعرف بـ»اجتثاث البعث».

العبادي

وكان العبادي زار مساء أمس الأول مقر القيادة العسكرية في مدينة سامراء جنوب تكريت، ليعلن من هناك انطلاق عمليات «تحرير صلاح الدين»، مؤكدا أن «الأولوية» في هذه العملية ستكون حماية المدنيين، كما عرض العبادي عفوا عاما عن كل مقاتلي العشائر السنية الذين تركوا تنظيم «الدولة الإسلامية»، واصفا ذلك بأنه «آخر فرصة».

الجبوري والعمليات

وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري إن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على أكاديمية الشرطة بتكريت ومناطق عدة بمحيط المدينة، مؤكدا ان القوات العراقية تمكنت من السيطرة على «الحاجز العسكري الأول لداعش» بمحافظة صلاح الدين، المحاذي لمدينة الجلان.

وأفاد مصدر أمني بأن القوات العراقية تمكنت من فرض سيطرتها على حي الطين ومنطقة البو عبيد شمالي وغرب تكريت مركز محافظة صلاح الدين، مضيفا أن «القوات الأمنية حررت جميع القرى المحاذية لمنطقة الشيخ محمد شمال شرقي قضاء سامراء، و«تمكنت القوات الأمنية من تفكيك 11 سيارة حمل مفخخة في ذات المنطقة دون إصابات».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «قوة أمنية مشتركة من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي مدعومة بدبابات أبرامز تمكنت من تحرير منطقة ألبو بدري المحاذية لقضاء الدور».

القوى السنية

على صعيد آخر، أنهى اتحاد القوى العراقية السنية أمس تعليقه حضور جلسات البرلمان، تلبية لمبادرة «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعد اجتماعهما مساء أمس الأول.

وقالت النائبة عن الاتحاد لقاء وردي إن ائتلافها سيحضر جلسات البرلمان، مضيفة أن «قرار العودة جاء تلبية لمبادرة كتلة الأحرار التي هي ضمن وثيقة الاتفاق السياسي»، مشيرة الى أن «كتلة الأحرار أكدت دعمها لمطالب اتحاد القوى داخل البرلمان».

وجاء هذا التطور غداة إعلان النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن في البرلمان أن حكومة العبادي عدلت أغلب النقاط التي أثارت حفيظة القوى السنية بشأن مشروع قانون «الحرس الوطني» باستثناء نقطة تنص على ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة، والتي لاتزال محل خلاف.

وسيعمد الشيعة الى اعتبار «الحشد الشعبي» كتلة واحدة تمثل محافظات الوسط الجنوب، ويتم دمج عناصرها وفق نسبة (الخمسة بالألف) بـ»الحرس الوطني» لأن بعض المحافظات تشارك في «الحشد» بنسب أكبر من المسموح بها وفق مسودة القانون الجديد.

وبحسب المسودة الجديدة، سيكون للادارات المحلية في المحافظات الدور في اختيار قائد «الحرس» في المحافظات بين ثلاثة مرشحين يتم إرسالهم للقائد العام للقوات المسلحة، ومن شأن هذا أن يكرس دور هذا التشكيل الجديد كـ»قوة دفاع ذاتي» للمحافظات الساخنة.

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)

علاوي: المصالحة متوقفة وهناك ارتداد إلى النهج الطائفي

قال نائب الرئيس العراقي، المسؤول عن ملف المصالحة الوطنية في العراق إياد علاوي، إن الحرب في العراق بدأت تأتي بنتائج مؤذية، وإن المعارك ستطول بسبب غياب الوحدة والمصالحة الوطنية.

وأوضح علاوي في مقابلة تلفزيونية، أنه "من دون وحدة وطنية وتلاحم وطني حقيقي مبني على مسألتين أساسيتين هما المصالحة الوطنية السياسية والخروج من المأزق الطائفي السياسي الذي خيم على البلاد، فسيكون من الصعب إنهاء الحرب بشكل صريح".

وأكد علاوي "أن هناك توقفاً كاملاً في عملية المصالحة الوطنية، بل هناك ارتداداً وتعميقاً للنهج والسلوك الطائفيين، وخاصة باعتماد بعض الميليشيات المسلحة أخيراً كأداة للسيطرة على الأوضاع السياسية في البلاد".

وعن الأزمة الطائفية، أوضح أن هناك جانباً سياسياً يتعلق بإيقاف عمليات التهميش والإقصاء والترويع والضغط على أجزاء وشرائح واسعة من المجتمع، بينما يتعلق الجانب الآخر بالخروج من الطائفية السياسية، وهو موضوع ملتبس ومعقد نظراً إلى عدم وضوح في الرؤية.

وأضاف، أن هناك من يحاول إيقاف هذه العملية وله مصالح ذاتية في إيقاف المصالحة الوطنية، سواء كان من داخل العراق أو من خارجه "من الدول الإقليمية، ومنها الجارة إيران"، مشيراً إلى تدخل قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني بشكل مباشر من خلال زياراته المستمرة وتعاطيه مع بعض الميليشيات العراقية المسلحة، لافتاً إلى أن العراقيين قادرون على ردع الإرهاب من دون تدخل خارجي ولا ضباط من الخارج، في إشارة إلى سليماني.

وقال علاوي، إن "من العقبات أمام المصالحة الوطنية، تقديم مشروع تجريم واجتثاث البعث مؤخراً ليتزامن مع أطروحة المصالحة الوطنية"، معتبراً أن هذا الأمر تسبب بعراقيل مهمة وأفشل مؤتمرات ولقاءات كانت ستعقد بإحدى العواصم العربية.

back to top