النباتات تصمد أكثر من الحيوانات

نشر في 02-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-03-2015 | 00:01
No Image Caption
أدت خمس عمليات على الأقل من الانقراض الجماعي إلى تغير جذري في تاريخ الحياة على الأرض. لكن تشير دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة غوتنبرغ إلى أن النباتات أظهرت مقاومة شديدة لتلك الأحداث.
على مرّ أكثر من 400 مليون سنة، أدت النباتات دوراً محورياً في رسم معالم جميع البيئات الأرضية تقريباً وقد غطّت معظم مساحات العالم.

 خلال هذا التاريخ الطويل، انعكس بعض الفترات الصغيرة وغيرها من حقبات كبرى وقصيرة على النظام البيئي الخاص بكوكب الأرض وبتنوعه البيولوجي.

سينشر فريق البحث قريباً نتائجه المبنية على أكثر من 20 ألف نوع من الحفريات النباتية في مجلة New Phytologist لفهم آثار هذه الأحداث الجذرية على التنوع النباتي. تشير نتائج الباحثين إلى أن أحداث الانقراض الجماعي كان لها آثار مختلفة جداً على المجموعات النباتية. لم تدم معدلات التنوع النباتي السلبية (بمعنى أنّ عدد الأجناس التي ماتت كان أكبر من عدد الأجناس التي نمت) لفترات زمنية طويلة. يشير ذلك إلى أن النباتات كانت تنجح عموماً في الصمود والتعافي بعد الفترات الصعبة.

يقول المشرف الرئيس على البحث، دانيال سيلفيسترو: {في عالم النباتات، يمكن اعتبار أحداث الانقراض الجماعي كفرص لتغيير الوضع القائم، من ثم تجديد التنوع البيولوجي}.

لكن تعلّقت أبرز النتائج بالانقراض الجماعي الذي حصل خلال العصر الطباشيري- الباليوجيني من جرّاء سقوط كويكب مقابل الساحل المكسيكي منذ 66 مليون سنة تقريباً. كان لهذا الحدث أثر هائل على تركيبة المساكن الطبيعية على الأرض وقد أدى إلى انقراض جميع الديناصورات، باستثناء الطيور، لكنّ الأمر المفاجئ هو أن آثاره بقيت محدودة على التنوع النباتي.

خسر بعض المجموعات النباتية المهمة، مثل عاريات البذور (منها الصنوبر وشجر التنوب)، نسبة كبيرة من تنوعها بسبب الانقراض. في المقابل، لم تتأثر النباتات المزهرة (كاسيات البذور) بتوسع نطاق الانقراض، فقد شهدت بعد فترة قصيرة من تلك الظاهرة تزايداً سريعاً ومتجدداً في تنوعها. أسهمت هذه المعطيات التطورية في جعل النباتات المزهرة تطغى على التنوع العالمي اليوم متفوّقةً بذلك على جميع الفئات النباتية الأخرى.

يقول الباحث المسؤول ألكسندر أنتونيلي: {يقال عموماً إن عمليات الانقراض الجماعي هي ظواهر سلبية، لكنها كانت حاسمة لتغيير العالم وتحويله إلى ما هو عليه اليوم}.

لو لم يضرب ذلك الكويكب الأرض، لكانت الديناصورات العملاقة لا تزال تطاردنا حتى الآن، وكانت الثدييات لتبقى كائنات صغيرة تختبئ في الكهوف، وما كان البشر ليتطوروا يوماً.

يختم أنتونيلي قائلاً: {من خلال دراسة هذه الأحداث المتطرفة، نحاول تحديد الكائنات الحية والخصائص الأكثر عرضة للتغيير، كي نتمكن من استعمال هذه المعارف لحماية التنوع البيولوجي في وجه التغير المناخي المستمر وتدهور الأنظمة البيئية الطبيعية على يد البشر}.

back to top