لماذا نسيء إلى سمعة بلدنا؟

نشر في 01-03-2015
آخر تحديث 01-03-2015 | 00:01
إن بلادة الإحساس مشكلة كبيرة، لا بد أن يهتم بها المختصون والمربون والإعلاميون، ولا بد من إحياء روح الإنسانية والجدية والاحترام للبشرية بغض النظر عن الجنسية، ولا بد أن نولي هذا الأمر أهمية قصوى، قبل أن يستفحل ويعمنا جميعاً داء اللامبالاة، وقبل أن نعدم الإحساس بالعالم عندنا ومن حولنا.
 علي البداح للأسف الشديد إن تصرف عدد من الأفراد، ولو كان بسيطاً، قد يسيء إلى كل الكويتيين وإلى بلدنا كله، فعندنا من البشر من لا يرى ذلك، معتقداً أنه يستطيع أن يتصرف كيفما شاء دون أن يحسب حساباً لأحد، فيأتي التصرف صفة مذمومة ومستهجنة، ليس على الفرد وحده ولكن على كل أهل الكويت.

وهناك تصرفات تكاد تكون جماعية لا أدري كيف انتشرت واستفحلت، حتى بات كثير من الناس يراها خصلة كويتية أساءت وتسيء إلينا جميعاً، هؤلاء بفعل بلادة الإحساس لا يرون ولا يسمعون آراء الآخرين، بل لا يهمهم رأي الآخرين، وربما يستهجنونه دون أن يدركوا أن هناك سوءاً أو عيباً في ما يفعلون.

انظروا كيف يتعامل كثير من الكويتيين مع الجنسيات الأخرى، نظرة الاحتقار ونبرة التكبر والاستفزاز ورفض أي كلمة احتجاج أو حتى نظرة ألم، يرون في الناس عبيداً أو مرتزقة أو منتفعين، في حين كل الوافدين هم من يبنون هذه البلاد، وهم من يصنعون ومن يربون، ومن يوفرون لنا الراحة، وبدونهم لن نهنأ بعيش رغيد كذلك الذي نعيشه.

هؤلاء لا يرون في الناس إلا أنهم جاؤوا للمال، ولا يرون قيمة العمل الذي يقدمونه مقابل هذا المال، والبعض يتصرف كأنه يصرف الرواتب والأجور من جيبه الخاص، أو أنه يتبرع به حسنة لا أجراً حصل عليه الآخر بجده وجهده وعمله.

كثير منا يعامل الخدم معاملة غير إنسانية، فالخادم لديهم "حيوان" يعمل ليلاً ونهاراً، وترى بعض الخدم يغسلون السيارات بعد صلاة الفجر أو ساعة شروق الشمس، وتراهم يعملون حتى الثالثة صباحاً ليستقبلوا طلبات العيال الذين يأكلون ليلاً ونهاراً من خارج بيوتهم، وترى الخادم يكنس ويغسل وينظف ويطبخ أيضاً ولا يسمع كلمة طيبة واحدة.

وقف سائق عربي ليسمح لسيارات تريد الدخول من مدخل الشارع المقابل لأنه رأى التزاحم، وأراد أن يعمل خيراً بالناس وبالمرور، فارتفع صوت سائق السيارة الذي خلفه ليرجّ الأرض بصراخه، ويسب ذلك الإنسان الراقي الذي احترم حاجة الآخرين وفكّ أزمة المرور، غير أنه نال السبّ بدل الشكر لمجرد أنه أجنبي... وكثير من الأمثلة نراها كل يوم ونتساءل: من أين جاء هؤلاء؟ وكيف تربوا على العنجهية والتكبر وازدراء خلق الله؟!

إن بلادة الإحساس مشكلة كبيرة، لا بد أن يهتم بها المختصون والمربون والإعلاميون، ولا بد من إحياء روح الإنسانية والجدية والاحترام للبشرية بغض النظر عن الجنسية، ولا بد أن نولي هذا الأمر أهمية قصوى، قبل أن يستفحل ويعمنا جميعاً داء اللامبالاة، وقبل أن نعدم الإحساس بالعالم عندنا ومن حولنا.

هل نتذكر فترة الاحتلال والتشرد في بقاع الأرض؟ أم أننا بحاجة إلى أكثر من هزة تعيد إنسانيتنا؟ اتقوا الله يا عالم!

back to top