للبطريق براعم ذوق مريعة!

نشر في 24-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-02-2015 | 00:01
No Image Caption
تتعلَّق العملية كلها بإعالة الذات لا المتعة. لا يستطيع البطريق أن يستمتع أو يرصد مذاق السمك اللذيذ أو طعم الفاكهة الحلوة المذاق.
نُشر تحليل جديد عن الأدلة الوراثية في مجلةCurrent Biology في 16 فبراير، وهو يشير إلى أن هذه الطيور المتهادية التي تعجز عن الطيران خسرت ثلاثة من خمسة براعم ذوق أساسية على مر الزمن التطوري. بالنسبة إليها، يبدو أن الغذاء ينحصر بالمذاق المالح والحامض.

لا تستطيع طيور كثيرة أخرى، مثل الدجاج وعصافير الدوري، أن تتذوق الأغذية الحلوة المذاق أيضاً. لكنها مزودة بمستقبلات لرصد المذاق المرّ ونكهة اللحوم.

يقول جيانزي {جورج} تشانغ من جامعة ميشيغان: {البطريق يأكل السمك، لذا من المنطقي أن يحتاج إلى جينات تؤدي دور مستقبلات مذاق اللحوم. لكن لسبب معين، لا يملك جينات مماثلة. إنها نتائج مفاجئة وصادمة ولا نملك تفسيراً منطقياً لها. لكن لدينا بعض الأفكار المحتملة عن الموضوع}.

توصل تشانغ إلى هذا الاكتشاف بفضل زملائه في الصين، فقد أدركوا أنهم لا يستطيعون إيجاد عدد من جينات الذوق في جينومات البطريق أديلي والبطريق الإمبراطوري التي عملوا على تجزئتها حديثاً. ألقى تشانغ نظرة فاحصة على حمض البطريق النووي واكتشف أن جميع أجناس البطريق تفتقر إلى جينات وظيفية خاصة بمستقبلات النكهات الحلوة والمرّة ومذاق اللحوم.

يشير الباحثون إلى أن الجينات التي تنظّم مستقبلات الذوق ربما فُقدت لدى البطريق، ليس لأنها لم تكن مفيدة، بل بسبب البيئات الشديدة البرودة التي يعيش فيها البطريق. (انتقل بعض طيور البطريق إلى مناخات أكثر دفئاً منذ ذلك الحين، لكن تتعقب أجناس البطريق جذورها وصولاً إلى القارة القطبية الجنوبية).

على عكس مستقبلات المذاق الحامض والمالح، تكون مستقبلات الذوق اللازمة لرصد النكهات الحلوة والمرّة ومذاق اللحوم حساسة تجاه الحرارة. هي لا تعمل حين تصبح شديدة البرودة في مطلق الأحوال. بعبارة أخرى، حتى لو احتفظت طيور البطريق بمستقبلات الذوق تلك، فهي لن تكون مفيدة جداً لعدد كبير منها.

يذكر الباحثون أن لسان البطريق يبدو غير مألوف بطرق أخرى أيضاً. أشارت دراسات تشريحية إلى أن بعض طيور البطريق يفتقر إلى جميع أنواع براعم الذوق (الموقع الأولي لمستقبلات الذوق). يكون لسان البطريق مغطى بحليمات صلبة وحادة عليها طبقة سميكة ومخروطية الشكل. يبدو أن لسان البطريق لا يُستعمل كثيراً لتذوق الغذاء، بل لالتقاطه والإمساك به.

البطريق معتاد أيضاً على ابتلاع غذائه دفعةً واحدة، ما يجعله على الأرجح أقل اهتماماً بمذاق ما يأكله. أم أنّ العكس صحيح؟

يقول تشانغ: {نظراً إلى ميل البطريق إلى ابتلاع الغذاء كاملاً ونظراً إلى بنية لسانه ووظيفته، يبدو أنه لا يحتاج إلى عملية التذوّق. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخصائص سبباً أو نتيجة لفقدان جزء كبير من حاسة الذوق لديه}.

back to top