هوس المراحل: لمَ نعانيه وكيف نتعامل معه؟

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
No Image Caption
هل تنشغلين كثيراً ببلوغ ولدك مراحل نموه المختلفة؟ نعم، نعلم ذلك. عندما ترزقين مولوداً جديداً، تتمحور حياتك كلها حول أمور تحدث معك للمرة الأولى: الحمام الأول، الابتسامة الأولى، السن الأولى، الدحرجة الأولى، الليلة الأولى التي
لا يصحو خلالها (نعم!)... لا تتوقفين عن القراءة عن مرحلة نموه التالية، وتنتظرين بقلق أن يبلغها طفلك وفق الفواصل الزمنية المحددة بدقة. لكن هذا لا يحدث أحياناً.
يتعاطى بعض الأمهات مع التأخر في النمو بكل هدوء وروية، في حين تُصاب أخريات بالذعر. وإذا كنت من الفئة الثانية، يكون السؤال الأول الذي يجب أن تطرحيه على نفسك: «ما يؤجج قلقي هذا؟»، وفق الدكتورة جوي براون، كاتبة وعالمة نفس سريرية مجازة. تسأل براون: «هل تشعرين حقاً بالقلق حيال طفلك أم أنك تحسين أن الأمومة مباراة تخسرينها؟». لا شك في أن رغبتنا في أن يكون أطفالنا على قدر التوقعات قديمة قدم الأمومة بحد ذاتها. تضيف براون: «لطالما عاشت الأمهات نوعاً من المنافسة. لا يُعتبر الميل إلى مقارنتنا أطفالنا بالأطفال الآخرين جديداً. ولكن مع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ازداد جمهورنا كثيراً». نتيجة لذلك، تمضي الأمهات القلقات ساعات على شبكة الإنترنت وهن يقارن طفلهن بآخرين ويطرحن السؤال ذاته مراراً: «هل يعاني طفلي خطباً ما؟».

الرغبة في المبالغة

قد تكون المرأة التي تصبح مهووسة بمراحل نمو طفلها أماً للمرة الأولى، امرأة تميل بطبيعتها إلى المبالغة، أو أماً مرت بمشاكل كبيرة خلال تجربة سابقة من هذا النوع (مثل تأخر نمو أحد أولادها أو إخوتها). توضح تينا تيسينا، طبيبة معالجة مجازة حائزة شهادة دكتوراه في جنوب كاليفورنيا لها 13 كتاباً، بما فيهاThe Ten Smartest Decisions a Woman Can Make Before Forty (القرارات العشرة الأكثر ذكاء التي تستطيع المرأة اتخاذها قبل سن الأربعين): {قد تواجه الأمم أسباباً وجيهة وحقيقية للشعور بالقلق حيال نمو طفلها}.

لكن الوقائع تُظهر أن الأطفال ينمون بمعدلات مختلفة تماماً. ومما لا شك فيه أن استغراق طفلك وقتاً أطول لتعلم الجلوس، مقارنة بطفل قريبتك لا يعني أنه يعاني خطباً ما. تقول براون: {لا يشبه الأولاد آليين نشغلهم ومن ثم ننتظر أن يحققوا بعض الإنجازات خلال فترات زمنية محددة. أُخبر الأمهات أننا نعتمد الكلمة الأساس: مدى. يبلغ بعض الأطفال نمواً ما عند الأرقام الأولى من هذا المدى، في حين يبلغه آخرون في وسطه. لكن البعض ينتظر حتى نهاية هذا المدى لبلوغ مرحلة نمو محددة. ومن الضروري تطوير وجهة نظر عامة عن هذه المسائل}.

اكتساب وجهة نظر

بدل الاعتماد على غرباء غير مؤهلين البتة لتحديد ما إذا كان طفلك يتقدم بطريقة ملائمة، تقترح براون التعبير عن مصادر قلقك هذه أمام طبيب أطفالك. وتتابع موضحة: {تملك عيادات أطباء خطوط طوارئ تتيح لك التواصل مع ممرضات محترفات يقدمن لك الجواب الملائم}. كذلك من الجيد الانضمام إلى مجموعة للأهل. توضح تيسينا أن المرأة التي تنتمي إلى مجموعة دعم تعاني مقداراً أقل من القلق، مقارنة بمن يحاولن تخطي مرحلة الأمومة من دون أي مساعدة. وتذكر براون: {قد تجنين فوائد كبيرة جداً وتطلعين على معلومات وافية عندما تحيطين نفسك بنساء أخريات لهن أطفال في مثل سن ولدك. وقد تلاحظين أن أولاداً كثراً في مثل سنه يواجهون صعوبة في الجلوس. إذاً، لا تُعتبر المقارنة الأهم، بل النجاح في تحديد موقع طفلك الملائم في هذا المدى}.

ماذا لو كنت محقة؟

في أسوأ الأحوال (تشعرين أن ولدك لا يتقدم في المسار الصحيح وتدركين أنك محقة في تفكيرك هذا)، تذكري أن الشعور بالقلق والمرارة لا يبدل الواقع أو يحسنه، لا بل قد يدفعك الهوس إلى الإغفال عن أمر ما بدل التنبه له لأنك تبالغين في التركيز على محور واحد، ما يمنعك من رؤية الصورة كاملة، وفق تيسينا. وتضيف: {لا يعود القلق عليك بأي فائدة. أما المعرفة، فتشكل مصدر قوة}.

back to top