أنا مسلم

نشر في 30-01-2015
آخر تحديث 30-01-2015 | 00:01
 د. محمد لطفـي البدهية الأولى: نستنكر الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو وقتل صحافييها.

البدهية الثانية: ليس معنى رفضنا لما حدث أننا نوافق على نشر الرسوم المسيئة.

البدهية الثالثة: أنا مسلم أفخر بديني ورسولي وأحبه وأحترمه وأقدره وأرفض إهانته بأي صورة.

لا أعتقد وجود أي درجة من درجات الاختلاف بين الجميع حول ما سبق، وكذلك لا أعتقد أن هناك مسلما واحدا يخرج في تظاهرة تحت عنوان "أنا شارلي"، فاستنكار الاعتداء لا يعني أبدا الموافقة على الإساءة إلى نبي الإسلام ورسولنا الكريم؛ ولذلك فمن حقي أن أرفع شعار "أنا مسلم ولست شارلي".

وفي كل الأحوال فما حدث من ردود الأفعال حول الجريمة رفضا واستنكارا وغضبا يثير أيضا تساؤلا كبيرا يبدأ بلماذا؟

لماذا تعتبر إهانة السود في أي مكان– ولو ملاعب كرة القدم- جريمة عنصرية يتم معاقبة مرتكبها؟

لماذا يعتبر الانتقاص من دعوى المحرقة اليهودية على يد هتلر إهانة لليهود والسامية يجرم فاعلها؟

لماذا تعتبر إهانة أي جماعة أو طائفة أو جنس (المرأة مثلا) إهانة لحقوق الإنسان ينكرها الجميع؟

لماذا تعتبر إهانة الإسلام ورسوله حرية رأي ونقد وليست جريمة؟!

لماذا يصر البعض على أن إهانة الإسلام والإساءة للرسول حرية تعبير في حين الإساءة إلى السود واليهود والمرأة و...إلخ جريمة وليست حرية تعبير؟

لا يا سادة إن رسولنا لا يقل بل يزيد كثيراً- في رأينا وهذا حقنا- عن كل ما ذكرت، فلماذا لا تعتبر إهانته جريمة توجب العقاب؟

السؤال الثاني: إذا قام شخص أميركي بقتل 17 طالبا في مدرسة يكون الخبر: أميركي يقتل الأطفال ولا يكون كاثوليكيا أو أرثوذكسيا يقتل الأطفال، وكذلك إذا كان الفاعل إنكليزيا أو إيطاليا أو... إلخ، أما إذا كان الفاعل مسلما أو كان فرنسيا يقال: مسلم يقتل الأطفال ولا يقولون فرنسيا؟ لماذا دائما ينسحب ما يفعله المسلمون على الإسلام نفسه ولا يحدث هذا مع الديانات الأخرى؟

إن محاكمة الإسلام من خلال تصرفات وسلوكيات بعض المنتمين إليه أمر غريب وغير منطقي، فهناك المسلم المخطئ وهناك المصيب، هناك التقي وهناك العاصي، ولا يجوز أن يحاكم الإسلام بأفعال المنتمين إليه كما يحاول البعض وبينهم بعض القادة المسلمين للأسف.

ببساطة شديدة لو أن طبيبا أخطأ في تشخيص حالة مريضه ومات المريض، فهل ندين الطب كعلم ونطالب بإلغائه مثلا؟ أم تتم معاقبة الطبيب إن ثبت خطؤه؟ ولو أن محاميا فشل في الحصول على البراءة لموكله نتيجة عدم دراسته جيدا للقضية أو فهمه للقانون، وتم حبس موكله، فهل نلغي مهنة المحاماة ونسخر من القانون ذاته؟

أنا مسلم وأفخر بديني ورسولي وأحترمه وأقدره وأرفض الإساءة إليه بدعوى حرية التعبير.

أعتقد أن الأمر واضح وبسيط ولا يحتاج إلى المزيد التزاما بقول الإمام علي كرم الله وجهه "أميتوا الباطل بالسكوت عنه".

back to top