«مجلس العلاقات» يناقش «التطرف» وإحياء مبادرة السلام

نشر في 27-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-01-2015 | 00:01
• ملك الأردن: حل القضية الفلسطينية مدخل لجميع الصراعات في المنطقة
• الصقر: تفعيل دور الجامعة العربية وزيارة واشنطن لطرح وجهة النظر حيال السلام
بينما أكد العاهل الأردني محورية القضية الفلسطينية، معتبراً أن حلها بشكل عادل وشامل مدخل لحل جميع الصراعات في المنطقة، قال محمد الصقر إن مجلس العلاقات العربية والدولية سيناقش مستجدات القضية الفلسطينية ومصير المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وعملية السلام .

استقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، امس، وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد جاسم الصقر، حيث تستضيف المملكة الاجتماع الدوري الرابع للمجلس على مدار يومين.

وأكد الملك عبدالله، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية، وتناول عدداً من الملفات الإقليمية، أهمية دور مجلس العلاقات العربية والدولية في تسليط الضوء على القضايا الراهنة والملحة وكيفية التعامل معها، لما يضمه المجلس من خبرات سياسية مرموقة وعريقة.

محورية القضية الفلسطينية

وبخصوص جهود تحقيق السلام في المنطقة، والتي يركز عليها الاجتماع الدوري للمجلس هذا العام، أعاد الملك التأكيد على محورية القضية الفلسطينية، وأن حلها بشكل عادل وشامل يمثل مدخلا لحل جميع الصراعات والنزاعات في المنطقة.

واستعرض العاهل الاردني، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) موقف بلاده الثابت تجاه دعم مساعي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لافتاً إلى الجهود الأردنية المستمرة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

تعزيز التنسيق العربي

وخلال اللقاء، الذي تناول أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية حيال مختلف القضايا والتحديات، جرى استذكار دور الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وجهوده للدفاع عن الأمة العربية، وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية بكل اقتدار.

كما تطرق إلى جهود التصدي للفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، وضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد الإرهاب والتطرف، لأن مكافحة هذا الخطر هو شأن عربي وإسلامي بالدرجة الأولى.

وجرى التأكيد على أهمية دور المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ما يتطلب منهجاً فكرياً مستنيراً يستند إلى مبادىء الدين الإسلامي السمحة واعتداله وتسامحه ووسطيته.

واستعرض الملك عبدالله ، خلال اللقاء، تطورات الأوضاع في سورية والعراق والتحديات التي تواجهها بعض الدول العربية.

جهود الملك الأردني

من جانبه، ثمن الصقر وأعضاء الوفد، الذي ضم محمد بن عيسى، نائب رئيس المجلس، وطاهر المصري، وعمرو موسى، وفؤاد السنيورة، ومصطفى البرغوثي، ومصطفى عثمان اسماعيل، جهود الملك في تعزيز العمل العربي المشترك، وإبراز ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية في مختلف المحافل الدولية، ومساعيه الدائمة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مدير مكتب الملك.

وفي مقابلة مع «بترا»، قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر إن اختيار الأردن لعقد الاجتماع الدوري الرابع للمجلس يأتي لما تؤديه المملكة من دور محوري في القضية الفلسطينية، وجهود محاربة الإرهاب، وتقريب وجهات النظر العربية، ولارتباطها بعلاقات طيبة مع كل الدول العربية.

مكافحة الإرهاب

وأضاف الصقر أن اللقاء بحث جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، معتبراً أن للأردن دوراً أساسياً في هذا الجهد، لما له من دور إقليمي وعلاقات قوية مع المجتمع الدولي.

وأوضح أن مجلس العلاقات العربية والدولية مؤسسة مجتمع مدني عربية غير حكومية، الأمر الذي يوفر له حرية التحرك والتواصل والاستفادة من خبرات الأعضاء، لجهة تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف العربية، وعكس المواقف العربية في المحافل الدولية بكل قوة.

إحياء مبادرة السلام

وفي تصريح لـ«كونا»، أكد الصقر عقب ترؤسه اجتماع المجلس في عمان أمس، أن اجتماع المجلس الرابع سيناقش على مدى يومين سبل إعادة إحياء مبادرة السلام العربية مع إسرائيل، في ظل ما آلت إليه المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية، وبحث الأوضاع في الشرق الأوسط، والدور العربي المطلوب لرسم إطار مستقبل المنطقة، ووضع النظام العربي ومستقبله وعلاقته بالنظام الإقليمي.

وقال الصقر إن المجلس سيناقش أيضا مستجدات القضية الفلسطينية ومصير المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف ان الاجتماع سيناقش كذلك تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وعلاقات الدول العربية بغيرها من دول المنطقة مثل إيران وتركيا، وموضوع الفكر السياسي المتطرف، وما يشكله من تحد كبير لسماحة الإسلام ومفهوم الدولة المدنية، وكيفية تفعيل دور جامعة الدول العربية.

وشدد على أهمية الاجتماع، وما يحمله من مبادرات لإيجاد حل للقضايا العربية، موضحا ان المبادرات تتضمن زيارة للولايات المتحدة لطرح وجهة نظر «الجانب الشعبي العربي» وسبل إعادة إحياء مبادرة السلام.

وذكر ان الدور الذي يؤديه المجلس أصبح مؤثرا، ما يتطلب أخذ زمام المبادرة لمعالجة الكثير من القضايا لاسيما العربية. وعرض أمام المشاركين في افتتاح الاجتماع جدول الأعمال المقترح من أعضاء مجلس الإدارة.

ويشارك في الاجتماع نائب الرئيس العراقي أياد علاوي، ووزير خارجية المغرب الأسبق محمد بن عيسى، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، ورئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، وأمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسى، ووزير الاستثمار في السودان مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير الإعلام الفلسطيني الأسبق مصطفى البرغوثي.

لقاء مثمر

من جانبه، ذكر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، عضو المجلس، فؤاد السنيورة أن اللقاء مع ملك الأردن كان مثمراً، وتناول عدداً من القضايا والتحديات التي تعانيها المجتمعات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وموضوع مكافحة الإرهاب، والمقاربات المتعلقة بالنهوض بالمؤسسات الإسلامية، وتعزيز التنمية في المناطق العربية، إضافة الى التكامل العربي.

وأكد السنيورة أن هذه التحديات تقتضي موقفاً جديداً، ومقاربة جديدة، لأن هناك دولاً عربية وإسلامية وأخرى صديقة ترى حاجة لمجابهة هذه التحديات في ضوء التجانس بينها من فهم لطبيعة المشاكل والأسلوب الذي يجب أن يعتمد للتعامل معها، بما فيها موضوع الإرهاب.

واشار، في هذا الإطار، إلى أن الإرهاب ليس قضية منفردة، وإنما يجب أن تترافق محاربته مع جهد حقيقي لإيجاد الحلول للمشاكل التي تعانيها المنطقة.

يذكر أن مجلس العلاقات العربية والدولية تأسس في الكويت عام 2009 كمنظمة أهلية عربية دولية مستقلة وغير ربحية، ويعمل على رفد ودعم القرار العربي في ما يخص العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي والمعلومة الصحيحة.

back to top