«ساكسو بنك»: الاهتمام يتحول من «المركزي» السويسري إلى «الأوروبي»... وأحداث مهمة في طريقها للحدوث

نشر في 26-01-2015 | 00:04
آخر تحديث 26-01-2015 | 00:04
No Image Caption
استقر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بمتوسط قدره 5 دولارات بعد حدوث توازن بين أخبار عن وصول المخزونات إلى أعلى مستوياتها منذ 80 سنة ووفاة العاهل السعودي، إلا أن الملك سلمان بن عبدالعزيز سرعان ما أعرب عن التزامه بالحفاظ على نهج أسلافه.
قال التقرير الأسبوعي الصادر عن «ساكسو بنك» ان الاهتمام مباشرة بعد القرار السويسري بفك ارتباط الفرنك باليورو تحول إلى البنك المركزي الأوروبي حيث تشير التوقعات إلى أن أحداثا مهمة في طريقها للحدوث. وفي نهاية المطاف لم يخيب رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي التوقعات وكشف عن برنامج ضخم للتيسير الكمي مما أدى إلى هبوط اليورو إلى أدنى مستوياته في 11 سنة مقابل الدولار بينما ارتفعت الأسهم والسندات.

واضاف التقرير ان أسواق السلع لقيت أقوى ارتفاع بالنسبة للدولار مع تأدية المعادن الثمينة لأداء قوي مرة أخرى وكان الذهب المسعر باليورو أكبر الرابحين خلال الأسبوع وبالنسبة للأداء الإجمالي خلال هذا الشهر، وفيما يلي نص  التقرير:  

استقر كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بمتوسط قدره 5 دولارات بعد حدوث توازن بين الأخبار السيئة حول وصول المخزونات إلى أعلى مستوياتها منذ 80 سنة من جهة ووفاة العاهل السعودي الملك عبدالله رحمه الله وتسلم الأمير سلمان سدة الحكم خلفاً له من جهة أخرى.

إلا أن الملك سلمان سرعان ما أعرب بوضوح عن التزامه بالحفاظ على النهج الذي اتبعه أسلافه والإبقاء على الوزراء الحاليين في مناصبهم بمن فيهم علي النعيمي الذي يترأس وزارة النفط المهمة منذ عام 1995.

مما يعني بالتالي أن المملكة العربية السعودية ستضمن بقاء سياسة النفط الحالية على الأغلب والمتمثلة في المحافظة على معدلات الانتاج أعلى من الطلب سعياً للحفاظ على حصة السوق مادام كان ذلك ضرورياً.

وأغلق مؤشر بلومبيرغ للسلع الخاص بـ22 سلعة رئيسية دون تغيير مع أرباح في المعادن الثمينة والصناعية متوازنة مع الخسائر في قطاعي الطاقة والزراعة.

ويتمثل الرابح الأكبر هذا الأسبوع تبعاً لذلك، كما هي الحال طوال العام، في الذهب المسعر باليورو ويمكن مشاهدة إشارة واضحة على عودة المستثمرين للتعامل بالمعدن الأصفر في البيانات التي توضح أرصدة الذهب في المنتجات المتداولة بالبورصة.

ومنذ القرار الدراماتيكي الذي اتخذه البنك الوطني السويسري بترك الفرنك السويسري يجد مستوياته الخاصة لقاء اليورو، ارتفع إجمالي الأرصدة في المنتجات المتداولة بالبورصة مدعومة بالذهب الفعلي بمعدل 40 طنا وهي أكبر قفزة منذ شهر سبتمبر 2012.

واستمر الذهب الأصفر والذهب الأسود في جلب معظم الاهتمام في الوقت الراهن بحيث حصل هذا للنفط، بسبب بحث المستثمرين بحرص على كسب الأرباح بعد أكثر انخفاض في سعره بأكثر من النصف منذ يونيو الماضي وفي تلك الأثناء، انطلق الذهب والفضة من نقطة البداية ضد الاحتمالات تماما مثلما فعلا في السنة الماضية.

ونتيجة لذلك، نشهد حالياً تدفقاً كبيراً لمستثمرين نحو قطاعي الطاقة والمعادن الثمينة وإلى هذا الوقت من السنة، قام المستثمرون في المنتجات المتداولة بالبورصة التي يسيطر عليها الدولار الأميركي بتكديس 1.8 مليون دولار في صناديق الاستثمار المتداولة ليستفيد منها كل من صناديق النفط الأميركية وخام بروشيرز ألترا بلوكبيرج.

ويقبع هذا الشراء على قمة ما قيمته ثلاثة مليارات دولار من صافي التدفقات الواردة خلال الربع الأخير من السنة الماضية وخلال نفس الوقت زادت صناديق التحوط مواقفها الطويلة في النفط الخام حيث وصلت مبالغ هذه الرهانات الصاعدة إلى أكثر من 450 مليون برميل.

كما أشرت سابقاً، شهدت المعادن الثمينة كذلك ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب مع تدفق ما قيمته 1.3 مليار دولار حتى هذا الوقت من السنة حيث انتفعت حصص الذهب سبادير بوصفها أكبر صندوق استثمار متداول في الذهب من هذه الزيادة.

وفي الوقت الذي ظهر فيه تداول المشترين عبر صناديق الاستثمار المتداولة خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهدنا قيام صناديق التحوط بشراء الذهب خلال الشهرين الماضيين بما يقارب 10 ملايين أونصة (12 مليار دولار) حيث تم شراؤها خلال ذلك الوقت.  

بعض الريبة المؤقتة

ارتفعت أسعار النفط الجمعة إثر خبر وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله رحمه الله، وبما أن المملكة تزود 10 في المئة من النفط الخام العالمي، فمن الطبيعي أن يسبب هذا الخبر بعض الارتياب في السوق وشهدنا كإجراء احترازي تراجع مواقف النفط الخام القصيرة.

وتلعب المملكة العربية السعودية دوراً هاماً في سوق النفط العالمي وضمن «أوبك» وهي واحدة من أكبر منتجي النفط على مستوى العالم وهي أكبر منتجي منظمة «أوبك» إلى الآن بفارق كبير وبالتالي فهي تمتلك صوتاً بالغ القوة ضمن الكارتل وتستمد وزنها داخل «أوبك» من الحقيقة التي مفادها بأنها البلد الوحيد الذي يمتلك القدرة على زيادة الانتاج أو تخفيضه بصورة كبيرة.

وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات بين بقية الأعضاء، من المرجح ألا تؤثر هذه الأحداث على استراتيجية «أوبك» الحالية في إبقاء مستويات الانتاج مرتفعة من أجل الضغط على السعر وبالتالي تحفيز انخفاض العرض من الدول المنتجة خارج منظمة «أوبك». وأعلن الملك سلمان أن «الأعمال ستسير كالعادة» مع بقاء الوزارء الرئيسين في مناصبهم بمن فيهم وزير النفط القوي علي النعيمي الذي يتوقع كثيرون أنه المهندس الحقيقي وراء الاستراتيجية الحالية.  

المخزونات الأميركية

يكمن سبب آخر وراء ردود الفعل الخافتة نسبياً لوفاة العاهل السعودي الملك عبدالله رحمه الله، ويتمثل في التركيز الحالي على ارتفاع التوريدات حيث أكدت آخر البيانات حول المخزونات الأميركية على بقاء هذا التركيز تزامناً مع ارتفاع المخزونات إلى أعلى مستوياتها في 80 سنة في هذا الوقت من السنة بعد ارتفاع أسبوعي بأكثر من 10 ملايين برميل.

ونتيجة لذلك، نشهد في هذه الآونة ضغط بيع أكبر نسبياً على خام غرب تكساس الوسيط مع تعاظم الفجوة في الاستلام المؤجل بينما زاد الفارق مع خام برنت من الصفر إلى 3 دولارات في أسبوع واحد فقط.

back to top