منتجو النفط في الخليج: الإنتاج «غير المسؤول» من خارج «أوبك» يتحمل انهيار الأسعار

نشر في 22-12-2014 | 00:04
آخر تحديث 22-12-2014 | 00:04
No Image Caption
النعيمي: لا مؤامرة سعودية خلف سياستها النفطية
توقع وزير النفط السعودي علي النعيمي، الذي تعد بلاده أهم عضو في «أوبك»، ألا يستمر المنتجون «بكلفة عالية» في رفع إنتاجهم، في اشارة واضحة الى منتجي النفط الصخري في اميركا الشمالية.

اعتبرت دول خليجية منتجة للنفط أمس أن الانتاج «غير المسؤول» من قبل دول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مسؤول جزئيا عن انهيار اسعار الخام، مشددة على الثقة بعودة الأسعار إلى التحسن.

وقال وزير الطاقة الاماراتي سهيل المزروعي، امام منتدى للطاقة في ابوظبي، تنظمه منظمة الدول العربية المصدرة للنفط، «إن أحد الاسباب الرئيسية لانخفاض الاسعار هو الانتاج غير المسؤول من قبل بعض المنتجين من خارج المنظمة، وبعض هؤلاء دخلوا حديثا الى السوق».

وحذر المزروعي من ان الانخفاض الحاد في اسعار النفط سيؤدي الى «حمل اقتصادي كبير» على الدول المنتجة، مشددا على ان القرار الذي اتخذته «اوبك» الشهر الماضي بالإبقاء على مستويات الانتاج كان «صائبا».

وأشار الى ان «قرار اوبك، الذي يهدف الى منح السوق وقتا لاستعادة التوازن، صائب واستراتيجي ومفيد للاقتصاد العالمي»، معتبرا ان قرار اوبك «سيؤدي الى الاستقرار في اسعار النفط».

وانخفضت اسعار النفط بنسبة 50 في المئة منذ يونيو، على خلفية وفرة في العرض واقتصاد عالمي ضعيف ودولار قوي.

نقص التعاون

من جانبه، ذكر وزير النفط السعودي علي النعيمي انه «متأكد» من ان اسعار النفط ستتحسن، معتبرا ان «نقص التعاون» من قبل المنتجين من خارج اوبك مسؤول جزئيا عن تراجع الاسعار.

وقال النعيمي، امام المنتدى في العاصمة الاماراتية، «متأكد من ان السوق النفطي سيتعافى (...) وان الاسعار ستتحسن»، معتبرا ان من بين اسباب انخفاض الاسعار «عدم تعاون الدول المنتجة الرئيسة (خارج اوبك)، وانتشار المعلومات المضللة وجشع المضاربين»، مشددا على «اهمية التعاون لضمان اسعار عادلة جديدة».

كما توقع النعيمي، الذي تعد بلاده أهم عضو في «أوبك»، ألا يستمر المنتجون «بكلفة عالية» في رفع إنتاجهم، في اشارة واضحة الى منتجي النفط الصخري في اميركا الشمالية.

ونفى وجود «مؤامرة» سعودية لاهداف سياسية خلف سياسة المملكة النفطية، مضيفا: «انتشرت في الآونة الاخيرة تحليلات ومقالات عن مؤامرة من قبل السعودية لأهداف سياسية، استخدام البترول واسعاره ضد هذه الدول او تلك».

وتابع: «اود ان اؤكد ان الحديث عن مؤامرات مزعومة من قبل السعودية لا اساس له من الصحة ويدل على سوء فهم»، مشددا على ان «سياسة المملكة مبنية على اسس اقتصادية بحتة».

وتحدثت كل من إيران، العضو في اوبك، وروسيا غير العضو، عن مؤامرة في سوق النفط لخفض الاسعار، علما ان الدولتين تتضرران بقوة جراء انخفاض اسعار الخام.

تصحيح مؤقت

بدوره، بدا وزير الطاقة القطري محمد السادة متفائلا، اذ اعتبر ان اسعار النفط تمر بمرحلة «تصحيح مؤقت». لكنه حذر من ان الاسعار المنخفضة الحالية قد «تضعف الاستثمار» في تعزيز القدرة الانتاجية لملاقاة الطلب في المستقبل، مشددا على ان «الطلب المتزايد على الطاقة يتطلب استثمارات هائلة».

وكانت أسعار الخام تحسنت بشكل ملحوظ في تداولات الجمعة رغم المخاوف من وفرة العرض والاقتصادات الضعيفة في اوروبا والصين. وقفز سعر برميل تكساس انترميدييت تسليم يناير بمقدار 2.41 دولار واغلق عند 56.52 دولارا، اما سعر برميل البرنت بحر الشمال المرجعي فقد استقر عند 61.38 دولارا، مرتفعا بمقدار 2.11 دولار عن سعره يوم الخميس.

ويبدو بحسب المحللين ان اياما صعبة تنتظر دول الخليج مع تراجع اسعار الخام، وبعد ان فوتت هذه الدول فرصة ذهبية لتنويع اقتصاداتها بالاستفادة من العائدات النفطية الضخمة التي سجلتها خلال العقد الماضي.

ويمكن ان تبدأ دول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي السعودية والامارات والكويت وقطر وعمان والبحرين، بالمعاناة جراء تراجع اسعار الخام التي خسرت نصف قيمتها منذ يونيو، وهي اليوم بحدود 60 دولارا للبرميل.

ودول الخليج، التي تضخ 17.5 مليون برميل يوميا، يمكن ان تخسر نصف عائداتها النفطية مع الاسعار الحالية، اي حوالي 350 مليار دولار سنويا.

وتشكل العائدات النفطية حوالي 90 في المئة من العائدات العامة بالنسبة لمعظم دول الخليج، ومع انخفاض الاسعار الى ما دون توقعات الموازنة فإن الحكومات ستواجه من دون شك عجزا العام المقبل.

(أ ف ب)

back to top