5 عادات تدمّر حميتك الغذائية

نشر في 21-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-12-2014 | 00:02
ليست الإرادة الضعيفة وحدها هي التي تدفع الناس إلى الإفراط في تناول الطعام واكتساب الوزن الزائد، بل أيضاً تلك العادات السيئة التي تنشأ لدى المرء من دون أن يدري. في ما يلي نصائح للراغبين في الحفاظ على رشاقتهم تقدمها مديرة العمليات العيادية في «دايت كير» سارة دمشقية.
قد يشعر بعض الناس بالراحة في تكرار العادات نفسها، ومن حيث لا يدرون، تراهم قد اكتسبوا وزناً زائداً، وأسوأ ما في الأمر أنهم لا يعرفون تماماً ما السبب وراء ذلك. لذا في حال وجدتم أنفسكم تكتسبون وزناً زائداً أو غير قادرين على خفض الوزن من دون معرفة سبب ذلك، فمن الممكن أن يكون ثمة أسباب عدة لذلك، منها ما يلي:

 عدم تناول الطعام فترة طويلة

الأمر في منتهى البساطة. يرغب المرء في خفض الوزن، فيتوقف عن الأكل! صح؟ هذا هو الخطأ بعينه!

حقيقة الأمر أنه لم يعد بإمكان المرء أن يضر جسمه بعد الآن. فقد أثبتت الدراسات أن عدم تناول الطعام لفترة تزيد عن 4 ساعات تجعل الجسم يدخل في مرحلة الجوع الشديد، التي تُستدعى من خلال آلية الدفاع عن الجسم، خشية أنه لن يحصل على الطعام لفترة طويلة من الوقت، ولهذا يحافظ الجسم على الطاقة المتوافرة لديه. وعليه، ينخفض معدّل الأيض (كمية حرق السعرات الحرارية)، ما يعني أن الطعام الذي نتناوله يتم تخزينه بدل حرقه. علاوة على ذلك، فإن عدم الأكل لفترات طويلة يزيد من شعور المرء بالجوع حين يأتي موعد تناول الوجبة، ما يزيد من الحصة التي يتناولها، الأمر الذي يزيد من كمية السعرات الحرارية.

الوقوع في مصيدة الأطعمة «الصحية» و{الخالية من السكر» و{قليلة الدسم»

لا يجب أن تصدّقوا كل ما تقرأونه أو ترونه على عبوات الأطعمة، لأنه أصبح موضة وضع علامة {صحي} على الوجبات والأغذية كافة، لزيادة مبيعاتها. وغالباً عند مقارنة المنتج {قليل الدسم} بنظيره المعتاد، سنجد أن الأخير يحتوي على إما سعرات حرارية أقل لكل حصة أو سكريات أقل وأحياناً حتى دهون أقل. ويحتوي كذلك كثير من أطعمة {الدايت} على مواد مضافة وكيماوية ومكوّنات صناعية كثيرة تضرّ بالجسم. لهذا، يتعيَّن على المرء أن يكون على دراية تامة بما يشتريه من أطعمة ومواد غذائية، وأن يقرأ ما عليها من ملصقات بعناية ودقة تامتين.

وفي حال كان المنتج {قليل الدسم} و{صحياً} فعلاً، فإن ذلك لا يعني إعطاء الضوء الأخضر لأكل أكبر كمية ممكنة منه، لأن حتى المنتجات الصحية تحتوي على سعرات حرارية، وزيادة أحجام الحصص من شأنها أن تؤدي إلى اكتساب زيادة في الوزن.

 

 السعرات الحرارية في المرطّبات       والسوائل

هل سبق وتوقفت للحظة وتساءلت: كم عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها هذا العصير أو ذاك؟ وكم غرام من السكر يحتوي؟ ونظراً إلى أننا نشربه، فعادة لا نعتبره مصدراً للسعرات الحرارية في نظامنا الغذائي على الإطلاق. لكن على أية حال، يحتوي كوب العصير العادي على نحو 150 سعرة حرارية و26 غراماً من السكّر. أما كوب مزيج القهوة الذي نعتمد عليه يومياً فيحتوي في المتوسط على 450 سعرة حرارية، و75 غراماً من السكّر، و15 غراماً من الدهون. ولا تكمن الأهمية في مقدار السعرات الحرارية وكمية السكّر في هذه المرطبات والمشروبات فحسب، إذ أثبتت دراسات عدة أن هذه الأنواع من السعرات الحرارية {السائلة} تزيد من شهية المرء فيتناول حصة أكبر من الطعام، خلال بقية ساعات اليوم.

 عدم أخذ قسط كافٍ من النوم

النوم لفترة تقل عن ست ساعات، يزيد من إفراز هرمون التوتّر {الكورتسول} في الجسم، ونتيجةً لذلك، يبطئ معدّل الأيض (كمية حرق السعرات الحرارية). ولا يتأثر فقط هرمون التوتر، بل يختل كذلك هرمونا الجوع والشبع مع قلة النوم، حيث يزداد هرمون الجوع «غريلين» وينخفض هرمون الشبع «ليبتين» الذي يتسبَّب في تناول مزيد من الطعام. وأثبتت الدراسات أن الناس الذين يمكثون لساعات متأخرة من الليل يستهلكون 450 سعرة حرارية في المتوسط أكثر من الناس الذين ينامون مبكراً. ووفقاً لتحليل صدر أخيراً لباحثين في طوكيو، وجدوا أن الرجال والنساء الذين ينامون لخمس ساعات أو أقل في الليل أكثر احتمالاً لاكتساب الوزن مقارنة بأولئك الذين ينامون لسبع ساعات أو أكثر.

ومن جهة أخرى، قيل إن النوم الزائد يحمل آثاراً سلبية كذلك، وأظهرت دراسة صدرت أخيراً أن الناس الذين ينامون لمدة تسع أو 10 ساعات كل ليلة أكثر احتمالاً بنسبة 21% أن يصابوا بالسمنة على مدار فترة ست سنوات مقارنة بالناس الذين ينامون لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات. وظل الربط بين النوم وبين السمنة كما هو حتى عند الأخذ في الاعتبار كمية الطعام المتناولة والتمارين الرياضية التي تُمارس.

الإفراط في الأكل وتناول الوجبات الخفيفة وعدم اتباع نظام غذائي بوجبات مناسبة

أفادت دراسة صدرت في {أميركان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن} عن تكليف مجموعة من البالغين بشكل عشوائي إما بلعب إحدى الألعاب على الكمبيوتر أثناء تناول وجبة الغداء أو عدم القيام بأي شيء أثناء الأكل. وجاءت النتائج أن هؤلاء الذين كانوا مشتتي الذهن تناولوا الطعام أسرع، واستهلكوا كثيراً من السعرات الحرارية، وشعروا بأنهم أقل رضا، وأكلوا بزيادة تصل إلى 100% خلال المناسبة التالية للأكل، مقارنة بأولئك الذين تناولوا غداءهم من دون تشتيت ذهنهم.

وفي خضم جداول الأعمال المزدحمة جداً في يومنا هذا، قد يعتمد بعض الناس على تناول الوجبات الخفيفة، فمن لديه الوقت لتناول وجبة صحية ومناسبة أثناء الانشغال بالعمل والقراءة وإرسال الرسائل النصية القصيرة؟ لذا ينتهي الأمر بالمرء إلى تناول وجبات صغيرة أو وجبات خفيفة وقتما تيسر له ذلك. ولكن أسوأ ما في الأمر هنا هو أن المرء لا يشعر بالشبع، بل بالجوع طوال الوقت، على الرغم من أنه تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية من خلال هذه الوجبات. والخلاصة مما سبق، هو أن على المرء الجلوس لتناول الطعام من خلال وجبة مناسبة ومتوازنة، والانتباه لإحساسه بالشبع.

الحفاظ على الوزن أمر بالغ السهولة، ولكنه قد يصبح أحياناً صعباً ومعقّداً بعض الشيء إن لم نتنبّه لعادات الأكل الروتينية التي نطبّقها يومياً، وهذا دليل واضح آخر على أن اتباع الحمية الغذائية يعني تبني نمط حياة صحي ومتوازن واتباع عادات أكل سليمة، وليس اختباراً نجريه لشهر واحد لنخفّض من وزننا بشكل سريع.

back to top